أرشيف شهر يناير 2005

التسويق من الألف إلى الياء

12:05 pm

إليكم ترجمة لبعض ما جاء في كتاب

Marketing Insights from A to Z
80 Concepts Every Manager Needs To Know
Philip Kotler
ISBN 0-471-26867-4

والتي تعرض فيها الكاتب فيليب كوتلر، عميد التسويق في العالم، لبعض النقاط الجميلة في علم التسويق المفترى عليه من كثيرين حاولوا تقييده في نطاق ضيق.

المشكلة التي تواجه قطاع الأعمال اليوم ليست نقص البضائع بل نقص المستهلكين، فمعظم صناعات اليوم يمكنها توفير بضائع تزيد عن قدرة المستهلكين على الشراء. سبب ذلك مرده لنسب النمو السنوية المتوقعة من قبل المنافسين، والتي تزيد عن نسبة نمو السوق الفعلية، فلو أن كل شركة سعت لتحقيق نسبة نمو متوقع في مبيعاتها قدرها 10% في حين أن النسبة الفعلية لنمو السوق هي 3% فإن ما يحدث هو زيادة فائضة.

تؤدي هذه الزيادة المفرطة إلى المنافسة الشرسة، ما يؤدي إلى تصارع المنافسين على المستهلكين، يظهر في صورة أسعار بيع مخفضة، وتقديم المزيد من الحوافز التسويقية والعروض الخاصة، ما يؤدي لخفض هامش الربح، ومن ثم تناقص الأرباح، ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق خسائر تؤدي لانهيار الشركات، وحدوث المزيد من عمليات الشراء الكلي والاندماج.

يجيب التسويق على كيفية التنافس على أساس عوامل أخرى غير عامل السعر، وبسبب ما ذكرناه منذ قليل، تزيد أهمية عملية التسويق، والتي تصبح بمثابة قسم تفريخ وتصنيع مستهلكين لمنتجات الشركة.

لا تعتبر التسويق على أنه فن تصريف منتجات الشركة وحسب، ولا تخلط التسويق مع البيع، لأنهما “يكادان” يكونان ضدان، بل اعتبر التسويق على أنه فن خلق قيمة جديدة غير مسبوقة ذات أهمية للمستهلك، فتساعد المستهلك على أن يحصل على قيمة أكبر من عملية الشراء. وتذكر هذه الكلمات الثلاثة جيداً: الجودة، الخدمة والقيمة.

يبدأ البيع بعد توفر (صنع/إنتاج) المنتج فعلاً، بينما يبدأ التسويق قبل ذلك بكثير، فهو واجب الشركة والذي يتطلب منها تحديد ما يحتاجه الناس وما الذي يجب عليها كشركة توفيره. يحدد التسويق كيفية إطلاق المنتج في الأسواق، وسعر البيع، وطريقة التوزيع، وأفكار الترويج. يراقب التسويق كذلك نتائج البيع ويُحّّسن العروض الخاصة، ويحدد ما إذا كان يجب ومتى يجب إنهاء عرض خاص.

التسويق الصحيح يبدأ قبل التصنيع، ويستمر طويلاً بعد وصول المنتج إلى الأسواق.

سابقاً كان المُنتج يقول هذا ما لدي من منتجات، هل تريد أن تشتري أياً منها؟
الآن يسأل المشتري، هذا ما أريده، هل يمكنك صنعه لي؟

لذا فوظيفة التسويق هي تحويل رغبات المستهلكين المتغيرة، إلى فرص تحقق أرباحاً، وأما هدف التسويق فهو خلق حلول أفضل بكثير، توفر على المشتري الحاجة إلى البحث، وتوفر وقته وجهده، وتقدم مستوى معيشة أفضل للمجتمع ككل.

لا تنظر لممارسة التسويق على أنها التركيز للتخلص من السلعة اليوم، مع خسارة فعلية لمستهلك متوقع كان يمكن أن يعود غداً. وظيفة مسؤول التسويق خلق علاقة طويلة المدى مع المستهلكين، تحقق منفعة متبادلة، لا تقتصر على عملية البيع وحسب.

تخصيص إدارة مستقلة للتسويق له مزاياه وله عيوبه، أولها اعتقاد بقية إدارات الشركة أن قسم التسويق هو الوحيد المسؤول عن عملية التسويق، يُعبر عن ذلك ديفيد باكارد من شركة هيولت باكارد (اتش بي) الذي يقول: “إن التسويق من الأهمية بمكان حتى إنه لا يمكن تركه في يد إدارة تسويق واحدة فقط، ففي شركة تنتهج سياسة تسويقية ناجحة، لا يمكنك تحديد من يعمل في قسم التسويق بسهولة، فالجميع في المؤسسة عليه اتخاذ قرارات تؤثر على المستهلك”.

إذا لم تقتنع القيادة العليا في أي شركة بالحاجة إلى تركيز تفكيرها على المستهلك والاهتمام به، فلن يمكن قبول أي فكرة تسويقية ومن ثم تطبيقها في بقية الشركة وتنفيذها.

التسويق ليس عملية تحديد شكل الإعلان وأين سيتم نشره، أو عملية إرسال نشرات ترويجية بطريقة عمياء للجميع، أو الإجابة على اتصالات العملاء، إن التسويق هو عملية تفكير منظم في ما الذي يمكن إنتاجه، وكيف تلفت نظر المستهلك إليه بسهولة ويسر، ثم كيف تجعل المستهلك في حاجة لشراء هذا المنتج لفترة طويلة.

يمكنك تعلم التسويق في يوم، لكنك ستحتاج عمراً بأكمله تفنيه عليه كي تتقن فن التسويق!

رجال أعمال نهاية الأسبوع

11:59 am

مررت بخبر يتعرض لما يُسمى Weekend entrepreneurs ويحكي عن كتاب اسمه (Shumatsu Kigyo) The Weekend Enterprise لكاتب يعمل ممستشار أعمال اسمه Fuji Koichi وعمره 37 سنة

ترجمة اسم الكتاب تحتاج لجهد في البحث، حتى نجد كلمة نرتاح لما تعكسه من معاني…

خلاصة الخبر هو دعوة الكاتب للطبقة العاملة الكادحة إلى فكرة جديدة…

مفادها أن يكونوا مديري أنفسهم في عطلة نهاية الأسبوع، يبدأ الأمر بأن يفكر كل منا في أمر يحبه ويهواه ويتقنه، ثم يركز في نهاية الأسبوع على أن يأخذ هذه الهواية خطوة إضافية للأمام…

يعتمد الكاتب في فكرة كتابه البسيطة على شبكة إنترنت، ويضرب أمثلة عملية على ذلك:

موظف ياباني بشركة طيران رائدة، يناهز عمره 48 سنة، قارئ تقليدي لكتب الأعمال، بدأ في كتابة مقالات ومراجعات تلخص ما قرأه، ثم بدأ في إرسالها كنشرات بريدية عبر البريد الإلكتروني، حتى انتهى به المآل إلى نشر مقالة كل يوم. مع مرور الوقت، ومع حرصه على النشر كل يوم، زاد عدد القراء إلى 10 آلاف مشترك، وبدأ يجني بعض العوائد من الإعلانات. ثم ذاع صيته أكثر حتى طلب منه برنامج إذاعي إجراء مقابلة معه، واستمر نجاحه حتى صار له برنامج خاص به.

قصة نجاح أخرى تدور حول مُحرر صحفي في دار نشر كبيرة، يبلغ من العمر 40 سنة، قام بنشر بعض كتبه بنفسه، تناول في واحد منها موضوع أفضل المناظر والمشاهد الليلية في العاصمة طوكيو. بعدها بسنتين، قام بوضع محتويات كتابه في موقع له على إنترنت، وبدأ بترشيح وتزكية بعض الفنادق التي تتضمن أجمل وأفضل مشاهد ليل مدينة طوكيو لزوار الموقع، وقام بتحصيل نسبة صغيرة من كل حجز فندق يقوم به زوار الموقع. في عامه الأول حصد 2000 حجز فندق عبر موقعه.

يؤكد الكاتب على أن مثل هذه الأمثلة هي الاستثناء وليست القاعدة، فالنجاح ليس خلف أول باب مغلق نواجهه، وهو يؤكد على أن الأمر يتطلب تنمية تلك الموهبة لدينا حتى تبلغ درجة تصبح عندها ذات قيمة وفائدة تضيفها للآخرين.

يقول فوجي:
” First you need to hone your skill or your interest until you’re preeminent in that area and have something special to offer others. If you do that, then you have a good chance of making a paying proposition out of it ”

ثم يحذر أولئك عديمي المواهب أو المهارات أو المعرفة، يحذرهم من أن تدفعهم الرغبة العمياء في جمع المال من الأخذ بنصيحته، فالنجاح ليس متوقعاً في حالتهم.

ميزة رجال أعمال العطلات قلة المخاطر التي يأخذونها…

ففي المثال الأول، بالكاد تساوى عائد الموقع مع مرتب الرجل، وعندها قرر أن يتفرغ للموقع

وفي الثاني، لا زال الكاتب يزاول عمله التقليدي…

ينصحنا فوجي بثلاث:
“The three decisive factors are whether you like doing it, whether you have the ability to do it, and whether it’s in tune with what people want. But another key to success is the use of Internet-based management tools, such as the publication of an email newsletter to get a sense of the market for your product.”

1- هل تحب هذه الفكرة التي تريد تنفيذ نصيحته بها؟
2- هل لديك كامل القدرة على تنفيذها؟
3- هل فكرتك ذات جدوى وطلب من الناس؟

على أن مفتاح النجاح هو حسن استخدام أدوات الإدارة المعتمدة على إنترنت، مثل طريقة إدارة نشرة بريدية إلكترونية، لتحصل بها على طريقة تتعرف بها على السوق المحتمل للمنتج الذي تريد بيعه في نهاية المطاف.

بالطبع – تطبيق مثل هذه الفكرة القادمة من دولة متقدمة بدرجة تغيظ في عالمنا العربي – المتناقض بطريقة تغيظ أيضاً يحتاج إلى كثير من التعديلات كي تنجح الفكرة… على أن النجاح ممكن، بكثير من الصبر والمجاهدة والسعي

لماذا الكتابة؟

11:54 am

I have never thought of writing for reputation and honor. What I have in my heart must come out; that is the reason why I compose. —Ludwig van Beethoven

لم أفكر أبداً في التأليف من أجل نيل الشهرة والاحترام، فكل ما يختلج داخل صدري يجب أن يخرج، وهذا سبب تأليفي لكل ألحاني.
-لودويج فان بيتــهوفن

في هذه المدونة أضع خلاصة لبعض ما قرأت ووجدته يستحق التنويه والإشارة، فيما يتعلق بفن تطوير الذات، وفن التسويق وفن البيع.