جريدة الرياض اليومية

السبت 22 ربيع الآخر 1427هـ - 20 مايو 2006م - العدد 13844
[ الأولـــى | متابعات | شؤون دولية | محليات | لقاء | مقالات اليوم | طــب | ثقافة اليوم | الرأي | الرياض الاقتصادي | تقنية المعلومات | دنيا الرياضة | الكاريكاتير | محطات متحركة | الأخــيــرة | ]
«الثورة الثقافية الصينية» التي أطلقت في السادس عشر من مايو عام 1966 ما الذي تبقى منها في الذاكرة؟

عرض الصورة

باريس - مكتب «الرياض»، حسان التليلي:

مرت أربعون سنة على اطلاق ما سمي ب «الثورة الثقافية الصينية» وبعد مرور هذه الأعوام الأربعين أجريت في الصين وخارج الصين عدة دراسات وعمليات استطلاع للرأي لمحاولة تحديد ما تبقى في الذاكرة من هذه الثورة.

ومن بين ما يظل عالقاً في ذاكرة غير الصينيين الذين عايشوا هذه الثورة واطلعوا عليها بشكل أو بآخر بعض التواريخ ومن أهمها يوم السادس عشر من شهر مايو عام 1966، ففي ذلك اليوم اطلقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي حملة تحت شعار «الثورة الثقافية البروليتارية» وشجبت فيها من وصفتهم «ممثلي البرجوازية الذين تسربوا إلى صفوف الحزب».

وفي الخامس من شهر أغسطس من العام ذاته أي عام 1966 بدأ الزعيم الصيني ماوتسيي تونغ حملة شرسة ضد شخصيات عديدة في السلطة كان يريد التخلص منها بأي ثمن لأنها تحول دونه ودون الاستفراد بالحكم. ومن أهمها «ليوشوكي» الذي كان وقتها رئيساً للجمهورية والذي طرد من الحزب الشيوعي بعد ثلاث سنوات، بل إنه توفي في نفس السنة في السجن بسبب عدم تلقي العلاج اللازم.

ومن بين التواريخ المتصلة أيضاً بالثورة الثقافية الصينية يوم الثامن من شهر أغسطس عام ستة وستين، حيث اتخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سلسلة من القرارات تضمنت ست عشرة نقطة من أهمها واحدة تدعو لمحاربة «الأفكار القديمة والثقافية العجوز والتقاليد البالية».

وكان حراس الثورة الصينية السياسية التي حصلت في نهاية أربعينات القرن الماضي حث تشان كاي تشاك أداة استخدمها «ماو» عبر مفهوم الثورة الثقافية للتخلص من كل منافسيه عبر هذا المصطلح ومع الحرس الثوري أقحم المزارعون والعمال والجيش لما وصفه منظرو الثورة الثقافية تطهير الجهاز الحاكم من الوصوليين والبرجوازيين».

وفي يوم التاسع من شهر سبتمبر عام 1976 مات ماوتسي تونغ، وبدأت بموته ثورة ثقافية مضادة أدت إلى إيقاف ما سمي «عصابة الأربعة» أي الشخصيات الأربعة التي اتهمت بالوقوف وراء «الثورة الثقافية» ومن بينها أرملة ماو.

وإذا كان الغرب لا يزال عموماً ينظر إلى «الثورة الثقافية الصينية» التي كادت أن تزج بالبلاد في حرب أهلية طويلة الأمد باعتبارها صفحة سوداء في تاريخ الصين فإن عدداً من المثقفين الصينيين الذين اشتركوا في هذه الثورة أو أقحموا فيها رغماً عنهم يرون أن في هذا الموقف كثيراً من الرياء لاعتبارات كثيرة منها ان ما كانت «الثورة الثقافية الصينية» اسمية ضرورة عدم قمع الجماهير، يعبر عنه اليوم بعبارة أخرى هي «ضرورة احترام حقوق الإنسان». ويضيف هؤلاء فيقولون «ما كان يسمى البرجوازية الأصولية يدعى اليوم الفساد المستشري» ويخلصون إلى القول إن «الثورة الثقافية الصينية» التي اطلقت قبل أربعين عاماً كانت بحق مبادرة لتخليص الايديولوجية الماركسية اللينينية من أوهامها وهناتها وتناقضاتها الداخلية.

ومهما يكن الأمر فإن أربعين سنة لا تكفي للحكم للثورة الثقافية الصينية أو عليها حكماً جازماً كما يقول المؤرخون.

مشاهدة النسخة كاملة
عرض التعليقات

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة اليمامة الصحفية 1999-2008
تصميم وتطوير وتنفيذ إدارة الخدمات الإلكترونية