تعهد قادة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لزعماء العالم ببناء مجتمع قوامه التسامح واحترام سيادة القانون.
ووعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في ختام مؤتمر خاص بليبيا عقد في باريس، بوضع دستور جديد واجراء انتخابات في غضون 18 شهرا.
وقال عبدالجليل إنه على الشعب الليبي الآن الدفع باتجاه المصالحة، مضيفا "الأمر متروك لكم (الشعب الليبي) لإنجاز ما وعدنا به، السلام والمصالحة".
وأضاف: "علينا التأكد من أننا سنفي بالجزء المتعلق بنا من الاتفاق ، يجب أن نتمتع في ليبيا بالأمن، ويجب تشجيع التسامح والمغفرة. ولا بد من احترام دولة القانون".
ضرورة للمصالحة
من جهته شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي ترأس الاجتماع، على ضرورة "المصالحة والمغفرة".
وقال ساركوزي في المؤتمر الصحفي ختام المؤتمر إنه سيزور ليبيا عندما تستقر سلطات المجلس الوطني الانتقالي موضحا انه يفضل
زيارة ليبيا برفقة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.
واوضح الرئيس الفرنسي ايضا انه احجم عن فكرة زيارة بنغازي معقل الثوار الليبيين في الشرق الليبي.وقال "الزيارة التي كنا لنقوم بها الى بنغازي كانت ستوجه رسالة سيئة، رسالة تقسيم ليبيا".
ولفت الى ان الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي(الناتو) ستستمر طالما استمر التهديد الذي يشكله الزعيم السابق العقيد معمر القذافي.
وقال ساركوزي ان جميع الدول الـ 63 التي شاركت في المؤتمر تعهدت بإعادة الأصول المجمدة الى الشعب الليبي.
واضاف أن الدول الاعضاء جميعاً وافقت على رفع القيود عن الاصول التي جمدت حين كان القذافي في الحكم، والتي تقدر قيمتها بتحو 15 مليار دولار.
وناشد المجلس الوطني الانتقالي المشاركة في عملية المصالحة، بهدف تجنب الوقوع في أخطاء سقطت فيها دول أخرى.
أما كاميرون، فقد حض المجلس على التأكد من أن تساق أمام العدالة "الجرائم التي لا يمكن وصفها" والتي ارتكبت في طرابلس.
وفي كلمتها أمام مؤتمر "اصدقاء ليبيا" قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن عمليات الناتو يجب ان تستمر ما دام المدنيون في خطر.
وأضافت أن عقوبات الامم المتحدة على ليبيا يجب الشروع في رفعها بطريقة رشيدة ويجب منح الزعماء الجدد مقعد ليبيا في الامم المتحدة.
وقال كلينتون في المؤتمر "العمل لن ينتهي بنهاية نظام قمعي. فالفوز في الحرب لا يضمن الفوز بالسلام بعد ذلك. وما يحدث في الايام القادمة سيكون حاسما".
وقال مراسل بي بي سي في باريس كريس موريس إن المؤتمر كان عابقاً بالرمزية، إذ جاء في الذكرى الثانية والأربعين لظهور العقيد القذافي كقائد للانقلاب الذي أطاح بالملك إدريس.
وقد شكل هذا التجمع أيضاً مؤشراً على اعتراف غالبية دول العالم بالمجلس الانتقالي كممثل للشعب الليبي، وأن المشهد بدأ يتحول من الصراع الى إعادة الإعمار.
وأعلن الاتحاد الأوروبي انه رفع العقوبات عن 28 كياناً، من ضمنها شركات نفط وسلطات موانئ، لمساعدة المجلس الانتقالي على اعادة تحريك الاقتصاد.
كما تلقى المجلس الانتقالي دفعاً دبلوماسياً جديداً، مع اعتراف روسيا رسميا بسلطته كممثل شرعي للشعب الليبي.
إلا أن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ أعلن أن الاتحاد غير مستعد للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في الوقت الحالي مجددا التأكيد على أن الاتحاد لايزال ينتظر نهاية العمليات العسكرية في ليبيا.