أدبيــات

جميع الحقوق محفوظة © 2007
..

كنيسة المشرق


صليب مار اداي

 

نشوء كنيسة المشرق

نشأت كنيسة المشرق في نهاية القرن الاول الميلادي خارج حدود الامبراطورية الرومانية، وبالتحديد ضمن مملكة الفرثيين التي كانت تحكم بلاد مابين النهرين انذاك. جذور كنيسة المشرق الرسولية تعود لتوما الرسول (احد رسل المسيح الاثني عشر) والى تلميذيه ادي وماري.
في الوقت الذي بدأ المسيحيون القاطنون ضمن الحدود الرومانية بالتنعم بالسلام. اواخر القرن الرابع، بدأ الاضطهاد الديني الاول ضد المسيحيين في بلاد مابين النهرين وذلك في فترة حكم الملك الساساني شابور الثاني. هذا التوقيت لم يكن مصادفة، فقد اعتبره الكثير من المؤرخين كعلامة انتقام السلطة الساسانية من المسيحيين القاطنين ضمن حدودها كونهم يعتنقون نفس ديانة اعدائهم الرومان. وعلى هذا الاساس نفهم السبب التي حدا بكنيسة المشرق الى اعتماد وقبول نتائج مجامع نيقية و القسطنطينية بعد حوالي القرن على انعقادهما.
اضطهادات دموية عصفت بكنيسة المشرق تمت في فترة حكم الملوك يزدجرد الاول، بهرام الخامس، ويزدجرد الثاني . والتي رسمت وبعمق ملامح حياة ومصاعب المسيحيين في مملكة الفرس. هذه كان احد الاسباب الرئيسة التي دفعت الكثير من المتعلمين واللاهوتيين الى ترك مدينة نصيبين التي كانت تحت الهيمنة الفارسية والذهاب والاستقرار في مدينة الرها التي كانت انذاك تخضع للهيمنة الرومانية.
هذا الوضع المأساوي والعزلة الاجبارية لكنسية المشرق كانت من الاسباب التي دعت اجتماع رؤساء الكنيسة في مدينة قطيسفون سنة 424 الى اعلان استقلال كنيسة المشرق عن الكرسي البطريركي لكنيسة انطاكية والتي كانت تقع ضمن حدود الامبراطوريةالرومانية.

أعلى الصفحة

الكنيسة السريانية الشرقية

المقر الرسمي: الجاثاليق مار دنخا الرابع: الينويز ( الولايات المتحدة الامريكية)
الجاثاليق مار ادي الثاني: بغداد ( العراق)
الطقس: سرياني شرقي
الرئيس الاعلى: قداسة مار دنخا الرابع خننيا، الجاثاليق البطريرك لكنيسة الشرقية الرسولية منذ عام 1976.

قداسة مار ادي الثاني كوركيس، الكنيسة الشرقية الرسولية القديمة، منذ عام 1972.

لاسباب جلها سياسية اضطرت كنيسة المشرق الى اتباع مبدأ الاستقلالية في قراراتها بعيدا عن اتباع نهج تنفيذ القرارات التي كانت تصدر عن المجامع الكنسية الكبيرة والتي كانت تنعقد بالعادة داخل حدود الامبراطورية الرومانية. هذا الواقع كرس بصورة علنية في اجتماع عقده رؤساء الكنيسة سنة 424 مؤكدين فيه على اعتبار كنيسة بلاد مابين النهرين كنيسة لها رئيسها الروحي الاعلى المتمثل بجاثاليق قطيسفون يعاونه في ادارة الكنيسة رؤساء الاساقفة في المقاطعات الخاضعة للسيطرة الفارسية، وان انتخاب الجاثليق يتم عبر اختيار رؤساء الاساقفة لشخص منهم دون الحاجة الى تثبيت من قبل بطاركة الكنائس الشقيقة.
لقبت هذه الكنيسة على مر العصور بالكنيسة النسطورية، نظرا لتبنيها رسميا تعاليم لاهوتية اعتمد عليها نسطوريوس لبناء فكره اللاهوتي حول عقيدة التجسد.
من اهم خصائص هذه الكنيسة هي روح الارسالية والتبشير التي من خلالها استطاعت ايصال الايمان المسيحي الى اسيا الوسطى، الهند والى اقاصي الصين ومنغوليا، الى درجة ان الجاثليق طيموثاوس (780-823) رقى اسقف الصين الى درجة رئيس اساقفة نظرا لاتساع حجم الابرشية هناك.
تقهقر النشاط الارسالي كان سببه المتغيرات السياسية التي اجتاحت المنطقة عقب سقوط الدولة العباسية. امام الغزو المغولي وتدمير بغداد سنة 1258. الدمار الذي اصاب الابرشيات الاسيوية تم على يد تيمورلنك الذي استطاع وبقوة السيف محو المسيحية من مناطق واسعة في اسيا عن طريق ابادة شاملة لكل المسيحيين الذين التقاهم في زحفه نحو الشرق.
التقلص الكبير الثاني الذي اصاب الكنيسة الشرقية تم سنة 1552 حين اقر قسم كبير من المطارنة اعلان اتحادهم مع الكنيسة الكاثوليكية
الانقسام الاخير الذي اصاب الكنيسة الشرقية حدث في ستينيات القرن الماضي حين اقر قسم كبير من الكنسية تحديثا في التقويم الكنسي نتج عنه انفصال بعض المطارنة لرفضهم هذا التحديث واعلان انفسهم كنيسة شرقية رسولية قديمة يرأسها الجاثليق مار ادي الثاني ومقره في بغداد.

أعلى الصفحة

الكنيسة السريانية الارثدوكسية

المقر الرئيسي: دمشق
الطقس: سرياني غربي
الرئيس الاعلى: غبطة اغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثدوكس، منذ عام 1980


ذكر في سفر اعمال الرسل ( 11,26 ) انه تم في انطاكيا تسمية اتباع المسيح ولاول مرة بالمسيحيين. احتفظت كنيسة انطاكيا ومنذ البداية بمكانة مميزة بين كنائس الشرق نظرا لكونها تأسست على يد القديس بطرس نفسه. الا ان خوض رؤساءها، وخاصة في القرنين الرابع والخامس الميلادي، في صراعات وجدالات سياسية/ لاهوتية جعلها تختبر قسوة الانقسام. تدخلات قياصرة القسطنطينية في اختيار بطاركة كرسي انطاكيا جعلها ايضا في مهب الصراعات و الوشايات و النكايات الداخلية.
لقبت هذه الكنيسة ايضا بالكنيسة اليعقوبية نسبة الى الاسقف يعقوب البرادعي والذي يرجع اليه الفضل في ترتيب وتنظيم اكليروس الكنيسة السريانية الارثدوكسية.
لعب السريان الارثدوكس دورا رائدا في مختلف المجالات اللاهوتية والادبية والفكرية. وعلى شاكلة الكنيسة الشريانية الشرقية، تحملت الكنيسة السريانية الارثدوكسية وطأة سقوط بغداد، فقد دمرت ومحيت من الوجود مئات الابرشيات التي كانت منتشرة في عموم اسيا، وانتهى مع العهد العباسي وجود الكنائس في تلك البقاع من اسيا.

أعلى الصفحة

 

الكنيسة الكلدانية

المقر الرسمي: بغداد
الطقس: سرياني شرقي
الرئيس الاعلى: غبطة مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل على الكلدان، منذ عام 2003.


ابتدأ النشاط الارسالي للكنائس الكاثوليكية في الشرق انطلاقا من القرن الثالث عشر حين قدم المرسلون الفرنسيسكان الى المنطقة وانشأوا ارسالياتهم . هذا الاتصال لم سيفر عن نتيجة تذكر، الا انه كان بداية الاتصال مع الكنائس الاخرى. مما تستحق الذكر هي الرحلة التي قام بها الراهب ربان صوما والذي ارسل مبعوثا وسفيرا من قبل الملك الايراني الخان ارغون ( 1284-1291) الى القيصر اندرونيكوس الثاني( 1282- 1332) والى ملك انكلترا ادوارد الاول ( 1272- 1307)، الطريف هو الملاحظات التي سجلت في الارشيف الفاتيكاني حين زارها الربان صوما عن " ملامحه الاسيوية".
في سنة 1522 اعلن جمع من مطارنة كنيسة المشرق رفضه لمبدأ التوريث في الكرسي البطريركي ( من العم الى ابن الاخ او الاخت) والتي استمرت عمليا الى السبعينيات من القرن الماضي. هذه المجموعة من المطارنة اختارت الانبا سولاقا وارسلته الى روما للتباحث حول الاتحاد، والذي نصب فيما بعد من قبل البابا يوليوس الثالث سنة 1553 وبأسم شمعون الثامن كبطريرك للكلدان.
لدى عودته استقر في الموصل لتنظيم شؤون كنيسته، الاان الوقت لم يمهله كثيرا حيث اغتيل سنة 1555 بتحريض من باشا العمادية.
الكرسي البطريركي للكلدان انتقل من الموصل الى اماكن عدة ليستقر في النهاية في بغداد. الكنيسة الكلدانية مازالت تمارس طقوسها الدينية باللغة السريانية الشرقية. الاساقفة والبطريرك الكلداني ينتخب من قبل الاكليروس المحلي الا انه يثبت من قبل البابا .

أعلى الصفحة

الكنيسةالسريانية الكاثوليكية

المقر الرئيسي: بيروت
الطقس: سرياني غربي
الرئيس الاعلى: غبطة مار اغناطيوس بطرس الثالث عبدالاحد بطريرك انطاكيا على السريان، منذ عام 2001.


ابتدأ الاتصال والتعاون بين المسيحيين من اتباع الكنيسة السريانية الارثدوكسية والمسيحيين اللاتين منذ العهود الصليبية، واستغل بعض الاساقفة تلك العلاقات لتقوية الاواصر مع روما لغرض تثبيت الاوضاع في ابرشياتهم، الا ان رحيل الصليبيين ترك تلك المشاريع التعاونية دون ثمار تذكر.
عاود بعض الاساقفة الكرة ثانية، ابتداء من القرن الخامس عشر، وبدعم من المرسلين الفرنسيسكان تارة، و الكابوشينيين او اليسوعيين تارة اخرى، نجح بعض الاساقفة في بناء وحدة ابرشياتهم مع الكنسية الكاثوليكية. في عام 1829 تم استحصال الموافقة من الكرسي العالي العثماني على الاعتراف بالكنيسة السريانية الكاثوليكية.
لاسباب بعضها مذهبي بعضها سياسي، اجبرت البطريرك السرياني الكاثوليكي على تغيير مقره الرسمي مرات عدة حتى استقر في بيروت.
اعتمد السريان الكاثوليك في ليتورجياتهم، وعلى خلاف السريان الارثدوكس، اللغة العربية. الرئيس الاعلى للكنيسة، وعلى غرار البطريرك السرياني الارثدوكسي، مازال يضيف الى اسمه، كبطريرك، اسم اغناطيوس.

أعلى الصفحة

اللغة الآرامية

اللغة الآرامية لغة سامية لها تاريخ عريق، كانت لغة رسمية مقدسة . هي اللغة الأصلية لأجزاء كبيرة من أسفار دانيال وعزرا، وهي اللغة الغالبة في التلمود. من المؤكد أن الآرامية هي لغة يسوع المسيح، ومنها انطلقت اللغة العربية وهي كانت لغة بلاد مابين النهرين وبها تأثرت اللغة الفارسية والعبرية. اللغة مازالت تستخدم كلغة أولى في بعض القرى في الشرق الأوسط وأشهرها معلولا و يبرود وصيدنايا في سوريا.

اللغة السريانية لغة شرق آرامية تحدثها الناس في الهلال الخصيب. بالمعنى العام، السريانية هي كل اللغات الشرق- آرامية الواتي تبنتها الجماعات المسيحية التي قطنت الشرق الاوسط، لكن بالمعنى الادق، السريانية هي لغة ايديسا (مدينة في تركيا حاليا) الكلاسيكية التي صارت اللغة الليتورجية لمسيحيي الشرق.

انتشار اللغة السريانية امتدت اللغة السريانية الى اسيا الوسطى وجنوب الهند بفضل الحركات التبشيرية التي قامت بها كنيسة المشرق ابتداءا من القرن الخامس الميلادي، واستمر اتساع رقعة الشعوب التي استعملت اللغة السريانية حتى مجئ الاسلام الذي دفع باللغة العربية لاحتلال مكانة اللغة السريانية، خاصة بعد اعتناق شعوب عديدة للدين الاسلامي.

حاليا هناك جماعات صغيرة متفرقة تتحدث السريانية في سوريا، تركيا، العراق، ايران، أرمينيا، جورجيا واذربيجان، ومع ابتداء حركة الهجرة امتدت اللغة السريانية الى، اوروبا، استراليا والامريكيتين.

اللهجات اللغة السريانية لها فرعان رئيسيان الاول وهو ما يعرف باللغة السريانية الشرقية ( مدنحايا )، والثاني مايعرف باللغة السريانية الغربية ( طورويو ). ولكلاهما لهجات مختلفة ومتنوعة.
اللغة السريانية الشرقية تستخدم في طقوس الكنيسة الشرقية الرسولية القديمة والكنيسة السريانية الشرقية والكنيسة الكلدانية. اما اللغة السريانية الغربية فهي تستعمل بصورة خاصة في طقوس كنسية انطاكيا السريانية الارثدوكسية والكنيسة السريانية الكاثوليكية والكنيسة المارونية.

أعلى الصفحة