الخميـس 29 جمـادى الثانى 1434 هـ 9 مايو 2013 العدد 12581
ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى   اطبع هذا المقال   علــق على هذا الموضوع







 

من خلال برنامج تلفزيوني يعد الأول من نوعه.. لبنان ينتخب «زعيمته» مايا ترو

«الزعيم» أعطى الشعب فرصة اختيار مرشحه للوصول إلى البرلمان

الفائزة بلقب «الزعيم» مايا ترو
المشترك نيكولا الهاروني
مقدمة البرنامج داليا أحمد
لندن: جوسلين إيليا بيروت: فيفيان حداد
حازت مايا ترو على فرصة الترشح لمقعد نيابي في بيروت وذلك بعد حصولها على لقب «الزعيم» في برنامج تلفزيوني يحمل الاسم نفسه والذي أطلقته محطة تلفزيون «الجديد» منذ نحو الشهرين وذلك بعد أن حصلت على أعلى نسبة تصويت من قبل لجنة الحكم في البرنامج ومشاهديه والتي بلغت 65% مقابل 54% حصدها منافسها على اللقب نقولا الهاروني. وحازت ترو على وسام البرنامج الذي قدمه لها الرئيس نجيب ميقاتي وحصل منافسها على درع البرنامج من قبل رئيس مجلس إدارة محطة «الجديد» تحسين خياط.

وتضمنت حلقة النهائيات من برنامج «الزعيم» التي أحيتها الفنانة كارول سماحة وفريق برنامج «شي إن إن» الكوميدي فقرات عدة عرضت فيها أهم المحطات التي عاشها المتنافسان على اللقب منذ اللحظات الأولى لمشاركتهما في البرنامج مرورا بالتحديات التي خاضاها لإبراز إمكانياتهما لحصولهما على اللقب ووصولا إلى مناظرة سياسية إدارتها مقدمة البرنامج داليا أحمد وتولى خلالها أعضاء لجنة الحكم طرح أسئلة سريعة عليهما تناولت قضايا الساعة في السياسة والمشكلات الحياتية التي يعاني منها اللبناني، وفرض عليهما الرد في ظرف دقيقة واحدة.

وقبيل إعلان النتيجة عرض البرنامج ريبورتاج مصورا للقاء الذي جمع ما بين المشتركين ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في القصر الرئاسي الداعم الأول، وبعدها ألقى الرئيس نجيب ميقاتي كلمة مباشرة في المناسبة شجع فيها الشباب اللبناني على المضي في بناء الوطن والمثابرة على الإبداع شرط ألا يكون الرفض هو أسلوب حياة، بل التسامح والثقة، لافتا إلى إعجابه بالهواجس الطبيعية وغير المفتعلة التي عبر عنها المشتركون في البرنامج في حملاتهم الانتخابية.

أما مفاجأة البرنامج ففجرها رئيس مجلس إدارة تلفزيون «الجديد» تحسين خياط الذي أعلن وقبل إعلان نتيجة التصويت عن دعمه للمشتركين الاثنين (ترو والهاروني) اللذين وصلا إلى مرحلة النهائيات في البرنامج بحيث سيحملان سويا لقب «الزعيم» ويشاركان في الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية كل عن المنطقة التي يريدها. والجدير بالذكر أنه لم يتم حتى الساعة وضع قانون جديد للانتخابات النيابية في لبنان مما قد يستدعي تأجيلها إلى حين إيجاد صيغة جديدة له يتفق عليها جميع الأطراف السياسية في لبنان.

وجاءت هذه النتيجة لتسدل الستارة على الحلقة الأخيرة من برنامج «الزعيم» الذي أطلقته محطة «الجديد» منذ نحو الشهرين ويعتبر الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي على صعيد البرامج السياسة، وهو من نوع تلفزيون الواقع يتنافس فيه المشتركون من شباب لبنان الطامحين للوصول إلى البرلمان اللبناني كمرشحين ووفق القانون الانتخابي اللبناني على تقديم البرنامج الانتخابي الذي على أساسه يقود كل منهم حملته الانتخابية والذي بناء عليه يثبت للجمهور وللجنة الحكم المؤلفة من أعضائها الأربعة أي الإعلاميين راغدة درغام وإبراهيم الأمين ومريم البسام ورجل الإعلان إيلي خوري أنه يستحق البقاء والفوز باللقب.

وهدف البرنامج الذي تعود فكرته لكرمي خياط (ابنة صاحب المحطة) إعطاء الفرصة لشباب لبنان لخوض الانتخابات النيابية بفضل جهدهم الخاص وأفكارهم الشبابية بعيدا عن أي تدخلات أو انتماءات سياسية ووراثية تتحكم عادة في هذا النوع من الانتخابات في لبنان على أن تتكفل محطة «الجديد» بتمويل ودعم الفائز باللقب.

وكانت القناة الثانية الفرنسية (france 2) قد تحدثت عن البرنامج واعتبرته فكرة جديدة لشعب يريد التغيير، كما أثار اشتراك عارضة الأزياء اللبنانية مريم كلينك فيه جدلا كبيرا، إذ اعتبره البعض وسيلة لجذب انتباه المشاهد، في حين رأت فيه شريحة أخرى فرصة جدية لإبراز مهارات المرأة اللبنانية في السياسة ولو كانت تملك خلفية فنية معينة. وكانت كلينك قد أعلنت انسحابها من البرنامج منذ نحو الشهر لصالح أحد زملائها الأمر الذي استفز بعض أفراد لجنة الحكم كالإعلامية راغدة درغام بينما أثنى عليه آخرون كالصحافي إبراهيم الأمين.

ووصفت لجنة الحكم المشترك نقولا الهاروني بالمتمرس وصاحب القدرة على إقناع الناس وبأنه أظهر تقدما ملحوظا في أدائه منذ بداية البرنامج حتى اليوم، أما المشتركة مايا ترو فوصفتها بأنها تمثل المرأة اللبنانية الشجاعة والتي تملك استراتيجية انتخابية ناجحة تقوم على العلمانية وتحفز على التغيير.

وكان المشتركان قد حددا كل حسب رؤيته المستقبلية ووجهة نظره عنوانا لحملته الانتخابية في المرحلة الأخيرة من البرنامج، فاختارت مايا ترو عنوان «تغير تتغير» فطبعتها على نشرات ورقية وزعتها على مسانديها في الجامعة الأميركية والتجمعات الميدانية الذين التقتهم أثناء حملتها الانتخابية في بيروت. أما نقولا الهاروني فاختار عنوان «لنبني الوطن والمواطن توازن ومساواة» لحملته التي انتهجها في بلدته عجلتون أثناء التقائه مع مخاتير ورؤساء بلديات منطقة كسروان لإطلاعهم على خطته الانتخابية.

وأعلن خلال عرض الحلقة عدد من المشتركين السابقين في البرنامج عن نيتهم في إكمال مشوارهم الانتخابي بصفة مستقلة وهم: مريم كلينك ونعمت وجوزيف ومالك ورانيا.

يذكر أن تلفزيون «الجديد» سيتابع الحملات الانتخابية للزعيمين مايا ترو ونقولا الهاروني بحيث ستنقل كل جديد عن حملتهما الانتخابية عبر فقرة خاصة ستتضمنها النشرة الإخبارية اليومية للمؤسسة.

وعلى مدى أسابيع عرض البرنامج انقسم اللبنانيون بين مؤيد ومناهض للمشتركين بحيث اعتبر البعض أن المشترك الهاروني صاحب الشخصية الهادئة له فرصة أكبر بالفوز نظرا لأفكاره الواقعية والنابعة من رحم يوميات اللبناني في حين رأت شريحة أخرى من اللبنانيين أن المشتركة مايا ترو هي التي يجب أن تفوز باللقب لشخصيتها القوية ولأسلوبها المباشر والواضح في عرض حملتها الانتخابية وكيفية تجييشها للناس في التحديات العشرة التي خاضتها في حلقات البرنامج.

وكان عدد المشتركين في البداية 15 مرشحا وعلى عكس برامج تلفزيون الواقع الفنية لن يفوز المشترك بجائزة مادية أو تسجيل أسطوانة غنائية تجعل منه نجما ساطعا في لبنان والعالم العربي، إنما سيفسح المجال أمام الرابح للترشح للانتخابات النيابية وربما الوصول إلى المقاعد النيابية وهذا الأمر كان يعتبر من المستحيلات في لبنان لأن غالبية السياسيين هم من عائلات سياسية معروفة.

والمشتركة مايا ترو كانت من أكثر المشتركات حظا في البرنامج على الرغم من خبرتها المعدومة في عالم السياسة، وهذا ما يفسر عقلية الشعب اللبناني التي تتنفس السياسة.

الوصول إلى النهائيات ليس أمرا سهلا، إذ كان على المشتركين القيام بالكثير من التحديات في سبيل أرضاء اللجنة وبنفس الوقت الحصول على أصوات المشاهدين من خلال معالجة قضايا تهم اللبنانيين على مستوى الشعب وليس على طريقة السياسيين المنمقة المعهودة.

وقد يكون أهم ما في البرنامج هو تركيزه على المشترك وعلى ما يستطيع تقديمه وطريقة معالجته للقضايا من دون أن تكون هناك عوامل ودوافع مادية ومن دون تبني المشترك نظريات عائلته السياسية أو انتماءاته.

واستطاع المشتركون على مدى حلقات البرنامج التطرق إلى قضايا شائكة وإلى موضوع الفساد ومناقشة مسائل العمال والأهم من هذا وذاك هو حصول البرنامج على تشجيع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الداخلية زياد بارود، إذ شاركا في إطلاق البرنامج في حلقته الأولى في السادس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي.

وانقسمت آراء المشاهدين حول البرنامج، الغالبية ترى أن الميزة الأهم في الفكرة، هي مشاركة شباب عاديين بعيدين عن عالم السياسة ولكنهم يملكون أفكارا نيرة في المجال السياسي تعبر عن رأي اللبنانيين وتحاكي مواجعهم، وقلة أخرى ترى أن للبرنامج صبغة إعلانية غير محببة.

ويقول طوني عازوري وهو لبناني مقيم في لندن يعمل في مجال الإعلام والإعلان، إنه من أشد المعجبين بالبرنامج لأنه يعبر عن اللبنانيين، كما أن المشتركين هم من طبقات اجتماعية عادية وهذا ما يفتقده عالم السياسة في لبنان الذي يعتبر حكرا على أبناء بيوت السياسة، وبرأي عازوري أن المشتركين استطاعوا إثارة مواضيع لم يعتد اللبناني على سماع مناقشتها بشكل واضح وصريح، وهو من أنصار المشتركة مايا لأنها استطاعت مواجهة كل المسؤوليات المناطة بها بطريقة ذكية تجذب الشعب إليها، وهو من أشد المعجبين بشخصيتها الصريحة والقوية.

في حين يرى بسام. إ، أن البرنامج هو إعلاني أكثر منه سياسيا، فهو يعيش في أوروبا، ويرى أن البرنامج هو إعادة تدوير لأفكار تلفزيونية أجنبية تمت ترجمتها إلى برنامج سياسي في محتواه، ويعتقد أن الفكرة بحد ذاتها لا بأس بها إلا أنها تفتقد الإبداع الفكري، وتابع قائلا إن الفكرة جميلة ولكن البرنامج كان بحاجة إلى التطوير.

وتقول اللبنانية كاميليا القاضي المقيمة في لندن، إنها تابعت البرنامج منذ انطلاقه في فبراير الماضي وتعتقد أنه نقلة نوعية في أسلوب السياسة في لبنان، وكانت من أنصار المشتركة مايا لأنها رأت فيها الكثير من القواسم المشتركة كمواطنة لبنانية، فهي استطاعت وضع إصبعها على جراح كثيرة يعاني منها اللبناني وتدفع به في الكثير من الأحيان إلى الهجرة إلى الخارج.

وفتح برنامج «الزعيم» شهية تلفزيونات البلدان المجاورة مثل فلسطين، حيث قامت قناة «معا» بإطلاق برنامج «الريس» يشارك فيه 25 مشتركا يتنافسون مساء كل يوم خميس من خلال الإجابة عن أسئلة لجنة التحكيم.

وفي فرنسا كان لمارك أوليفيي محاولة مشابهة لبرنامج «كي فو دوفونير بريزيدان؟» أو «من يريد أن يصبح رئيسا؟» ولكن لم يكتب النجاح للبرنامج وتوقف بعد فترة. ولكندا تجربة مشابهة أيضا ففي عام 2006 أطلق برنامج «كندا نيكست غرايت برايم منيستر» أو «رئيس حكومة كندا القادم العظيم» وحقق نجاحا واسعا وبيعت حقوقه إلى قناة ألمانية. واليوم يتم التفاوض ما بين إحدى القنوات المصرية وقناة «الجديد» اللبنانية على شراء الفكرة من التلفزيون اللبناني وإطلاق برنامج يتناسب مع سياسة مصر في المستقبل القريب.

مقتطفـات مـن صفحة
الاقتصــــاد
اختيار السعودي عمر عبد الحميد لثاني منصب في «أوبك» بعد خسارة المرشح الإيراني
رئيس شركة «تداول» السعودية: شروط الإفصاح وراء تردد الشركات العائلية في الإنضمام للسوق المالية
أمين عام منظمة السياحة العالمية: لا فصل في عالم اليوم بين الاقتصاد والسياسة
73 مليون شاب عاطل عن العمل في العالم خلال 2013 ولا تحسن في الأفق
خبراء: وزراء المجموعة الاقتصادية الجدد بمصر يفتقدون للخبرات العملية
 
ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى   اطبع هذا المقال   علــق على هذا الموضوع
The Editor
رئيس التحريــر
Terms of use
شروط الانتفاع
Editorial
هيئة التحرير
Mail Address
العنوان البريدي
Advertising
الإعــــــلان
Distribution
التــوزيــــع
Subscriptions
الاشتراكات
Corrections
تصويبات
Copyright: 1978 - 2013 © H H Saudi Research and Marketing LTD, All Rights Reserved And subject to Terms of Use Agreement .
© جميع الحقوق محفوظة للشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق وتخضع لشروط وإتفاق الإستخدام