من حكاية الملك شهريار وأخيه شاه زمان

مفتتح ما قبل عد الليالي طبعة الشيخ محمد قطة العدوي  

  وقال لأخيه شاه زمان قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خيرًا من حياتنا فأجابه لذلك ثم أنهما خرجا من باب سر في القصر ولم يزالا مسافرين أيامًا وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين ماء بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عامود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة فلما رأى ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر والقامة على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية غراء بهية كأنها شمس مضيئة كما قال الشاعر

قال الراوي يا سادة يا كرام صلوا على النبي العدنان من أجار غزال البر من كيد الشيطان

كان يا ما كان، في مكان ما، تحدث انتفاضة عفوية تمامًا، يتسع نطاق الانتفاضة لتشمل حالة أقرب بالعصيان المدني العام، وإن لم تكن كذلك تمامًا، في هذا المكان تعمل عدة تيارات، منها تيار المُدربين على صناعة الثورات الملونة الموجودين هنا وهناك، ومنها تيارات داخل الحكم نفسه على علاقة بجهات أجنبية ترغب في إزاحة ديكتاتور القصر للجلوس مكانه، مشكلة هذه الانتفاضة العفوية، كمشكلة كل الانتفاضات والثورات، أنها حدثت من قبل أناس أنقياء لم يقتنعوا بعد بإمكانية تسيير أنفسهم ذاتيًا، لذا تبدأ كل الثورات لا سلطوية حتى تقع في حجر قيادة تمارس سلطتها وعندها تنتحر الثورة.

ليس الحكم الاستبدادي مجرد نظام سياسي، لو كان الأمر كذلك لهانت وسهلت، أنه بالأحرى نظام فكري متكامل، حالة وجودية عمادها التجهيل ومحو الذاكرة، يعتمد الحكم الاستبدادي على معادلة بسيطة تتلخص في قوله أنا الأول والآخر، أول ما بدأ كل شيء وآخر ما سينهي كل شيء، تمتد حالة فقدان الذاكرة الحضارية تلك إلى مختلف ضروب الحياة، مستعينًا في ذلك بقدرة جلاديه وخطاباتهم المتلفزة في خلق ذاكرة اليوم الواحد التي تمحى في اليوم التالي، كما قال الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس في حوار له، " يجعلون وسائل الإعلام تحل محل الذاكرة، كل أربع وعشرين ساعة يظهر فلان أو علان على شاشة التليفزيون ليملي عليك ما يجب أن تتذكره طوال هذا اليوم وهو ما ينبغي أن تكون قد نسيته بعد ذلك بأربع وعشرين ساعة"، أسوأ ما في الأمر أن حالة فقدان الذاكرة تلك تمتد من الحكم الاستبدادي لتصيب معارضيه بنفس ذات المرض، بحيث تنطبق عليهم مقولة غرامشي عن الطبقات التي تثور وهي لا زالت واقعة تحت الهيمنة الفكرية لمن تثور عليهم، فيحكي الثائرون على النظام أنفسهم، كيف خُلقوا بعد القيام بثورتهم وكيف ابتدأ التاريخ بهم.

قسم افتتاحي لإبراء الذمة :

    باسم الصعاليك الذين أنتمى لهم، باسم أبناء الريح الذين لم أعرف غيرهم، باسم النكات الحارقة اللاذعة على مقاهي القاهرة ضد الأفندية المحفلطين، أتبرأ أنا ياسر بن عبد الله من أولاد الأفاعي الذين أعلنوا ودعوا إلى البرلمان الموازي، ومن كل من يدعي التحدث باسمي وباسم من أنتمي لهم.

حكاية مفيدة :

كعب قدم وطرف إصبع

قصائد لويليام كارلوس ويليامز1

ترجمة: ياسر عبدالله2

نشرت بمجلة قاب قوسين 

الأحد العاشر من أكتوبر 2010

http://www.qabaqaosayn.com/node/54

Danse russe3

لو أني،

حين تكون زوجتي نائمة

ويكون الطفل و كاثلين نائمَين

و تكون الشمس قرصًا أبيضًا لاهبًا

في الضبابات الحريرية

فوق الأشجار المضيئة 

_لو أني في حجرتي الشمالية أرقص عاريًا،

بصورة جروتسكية4  أمام مرآتي

ألوح بقيمصي حول رقبتي

حين بلبل الرب البشر عند برج بابل ربما لم يكن يدري – وقيل أنه درى فهو رب رغم كل ما يقال عنه – أنهم بالبلبلة التي أصابت لسانهم، قد مُنحوا خلودهم.

ربما أراد الرب القول – وللرب طرق كثيرة للقول دونما قول – أن خلودهم قد صار في لغتهم، وأنه – الرب – قد صار في لغتهم، وأنهم طالما حكوا بلغتهم فلن يهلكوا.

وعن فوكو عن هوميروس أن الآلهة – وهم لا يختلفون كثيرًا عن الرب – ترسل المصائب للبشر ليحكوها بعد وقوعها.

تبقى الذاكرة فيبقى الموتى خالدين، وتبقيهم اللغة، ويظل الإسكندر الأكبر حيًا، ويظل كليتوس صديقه المغتال بحربته حيًا كذلك، ويظل ساجريدو حيًا، ذلك الذي تساءل في حوار جاليليو الشهير عن مخترع الحروف الأبجدية التي تمنح البشر المبلبلين أسرع وسائل إتصالهم.

ساجريدو أيها الخالد لغة، لا تتعجب إنها إرادة خالد اللغة، لا تتعجب يا ساجريدو إنها إرادة الرب.

يناير 2010

أعزائي أحبائي

صدر النرد الأول من لعبة النرد وهي مجلة إلكترونية شهرية تصدر منتصف كل شهر على صورة مدونة حتى يفرجها الرب من خزائنه وينعم علينا بموقع من جنات جوجل

وجوه النرد - حيث أن المكعب كائن من كائنات الله له حق الحياة-

رمية نرد/ نحن الفاعلة ونحن المفعولة

وطن الصيادين/ بيتر بروجل وويليام كارلوس ويليامز

بغناء سحرة أياديهم مخضبة/ قصيدتان لإبراهيم السيد

حين جاؤا من أجلي/ مارتن نيمولر ترجمة: حسين الحاج

أَيُنا المسافر يا نهر/ قصيدتان لأسماء عزايزة

السمكة خوآن والطائر فينغ/ نصوص من تشوانج تسو

شيش ويك/ حلم جوجل: ياسر عبدالله

والنرد ترحب بمشاركاتكم وترحب بإنتقاداتكم أكثر

محطة ليلية

وحدي

أنتظر الحافلة

من انكسارات ضوء القمر

على رموش مجاورة

أصنع لغة

25 آب 2010

هايكو
توماس ترانسترومر
ترجمة : ياسر عبدالله

-1-
دير رهبان لاما
بحدائق معلقة
صور معركة

الأفكار واقفة بلا حراك
كقطع فسيفساء
في فناء القصر

عاليًا بطول المنحدرات
تحت الشمس – كانت الماعز
ترعى كلأ النار


في الشرفة
في سور من سنا الشمس
واقفًا كقوس قزح

مدندنًا في الضباب
هناك، قارب صيد في البعيد
تذكار نصر على الأمواه

-2 –
دغل الصنوبرات البارد
على المستنقع الشجي المساوي لذاته
دائمًا و دائمًا

مأخوذ من قِبَل الظلام
لاقيت ظلاً عظيمًا
في عينين اثنين


حجارة التذكارات تلك
كانت قد مضت في رحلة
تسمع صوت حمام الأيك
 
-    3 –
مستريحًا على رف
في مكتبة الحمقى

حجلة صباحية

إلى إسلام أمين والخيام السوداء التي طاردتنا صباحًا حين كنت روماني وحين كان حنا.

..... والحقيقة أن القط كان يزحف والفأر كان طائرًا والكلب كان يرقص وأنا كنت أمشي أما صديقي الذي كان يصاحبني فقد كان يحجل على رأسه.

كان ذلك صباحًا، حين غمر البحر السماء والأرض ولم يغرقهما، محض إكساب زرقة مزرقة لم تنتهك رماديتها الشمس بعد، وبعد، ثم ماذا بعد؟

لا شيء

ولا شيء

كانت الخيام السوداء تصعد إلى المركبة المنتفخة

كنا نطير

القط الزاحف عاد في الزرقة الغامرة لكل المشهد

يطفو في الهواء

وانتصب صديقي واقفًا، أَعلى قدميه ؟، أبدًا، وقف صديقي على عضوه المنتصب

ولم يرتخ

حاولت الوقوف مثله، ففشلت

والخيام السوداء تعبر

وكعب امرأة كان يطفو بجوار القط وحيدًا دون صاحبته

ابتلعته قبل أن يبتلعه