مقدمة
لقد رحل الجميع من هذه الأرض
ذهبوا إلى أرض الوجوه
وهذا ما جعلنى أحاول ان أتكلم مرة أخرى
لماذا؟
لا أريد أن يستمع إلىّ أحد أنا أتكلم لأشبع غرورى الخاص
الكل يحاول أرضاء ذاته بطريقته وهذا ما أحاول ان أفعله أنا أيضاً
لم أتحدث مع أحد منذ ما يزيد عن السنه
ولم يفتقد أحد حديثى طوال هذه الفترة لذا فأنا هنا من أجلى أنا
لأرضاء ذاتى فقط
لا يعنينى أحد أخر
االوقت
أحداث كثيرة مرت خلال هذه الفترة الطويلة أم اقول القصيرة؟
لم يعد للوقت معنى مثل ما مضى
أتذكر الأيام القديمة - وهى ما قبل عام 2000 ولن يتذكرها سوى من كان لديه الوعى الكافى ليتذكر ذلك الزمن - كان الوقت له معنى
كان العام له مدته القائمة التى تشعر بها
التى تسعد عند أنتهائه .. ليس لوحشيته عليك لكن فقط لأنك شعرت بتلك المده
أما الأن فلم يعد للوقت أى معنى أو وجود لتشعر به
لقد مر عام ... لتسمع من يجيبك : بهذه السرعة؟
نحن أصبحنا نعيش فى عصر غريب
عصر مشوه لا صورة له
لا معنى له
لا أحساس فيه
تغلبت المادة وسيطرت بطريقة غير مفهومة
تدخلت فى كل شىء
وبسبب هذا تشوه كل شىء
لكن البشر مازالت غريزة البقاء والتطور فى داخلهم
ومازالوا يتأقلمون على كل هذا ويستمروا فى الإنجاب - رغم الواقع المرير الذى سوف ينموا فيه هؤلاء الأطفال - لتعمير الأرض
ماذا ينتفع الإنسان إن خسر نفسه؟
كنت أتسائل عن سبب التقدير الذى حصل عليه بعض الفلاسفة القدامى لتفسيرهم بعض المصطلحات الأجتماعية والأخلاقية أو لقولهم كلام يعتبره الكل أشياء منطقية والتى ضجر الجميع من السماع عنها - مثل الأخلاق والألتزام وأسس بناء المجتمع وأحترام الأخر - والتى لم يفعل اى دين من الأديان التى أتت بعد هؤلاء الفلاسفة شيئاً سوى الحديث عنها؟
فأنا منذ زمن وأقول أن بدون الماء لن يعيش الإنسان لكن لم يعطينى أحد جائزة نوبل مثلاً لقولى هذا
فلما هؤلاء القدامى؟
هل لأن فى زمنهم كل هذه الأشياء قد أندثرت؟
هل طغت المادة - مثل الوقت الراهن - على الحياة فى تلك العصور وبدئوا من جديد تشكيل المفهوم الإنسانى؟
لا أعلم
ولا أحد يعلم
لكن إن كان هذا ما حدث فنحن نسير بخطوات سريعة نحو نفس هذا التدهور
لذا فلا غرابة أن بعد خمسون عاماً قد نجد أحدهم يتحدث عن بعض المصطلحات الغريبة مثل الصدق والألتزام والمصالحة مع الذات وكل هذا الكلام الذى لا يهم أحد الأن
كالعادة ... الله
المادة قضت على الدين
والدين قضى على الله
هذه حقيقة .. من حقك أن تقبلها, ترفضها لا يهم
لكنها حقيقة
أكره كل من يتشدق بكلام لا يقوم به
لا أرى أحد من - الذين يصفون أنفسهم بالمؤمنين - يقوم بأى شىء له علاقة من قريب أو بعيد بالإيمان
أنا أكره اى شخص مؤمن دون النظر إلى دينه
لقد تحولوا إلى كائنات طفيلية تتدخل فى كل شىء دون داعى وبطريقة مستفزة
لا أعلم من هو هذا الله الضعيف الذى يريد هؤلاء ليقوموا بعمله
لكن إن كان هذا الله بحاجة إلى كل هؤلاء
فمن أجل أصلاح البشرية كلها يجب إعدام هذا الإله وكل أتباعه فى ميدان عام
لقد تحول الإيمان إلى أجبار
لا يوجد مصالحة داخلية بين الناس
الكل يكره الكل هذا واقع
وكل من ينكره هو شيطان أخرس
والسبب فى هذه الكراهية رجال الدين أنفسهم من يدعون العفة والمحافظة على الدين
سحقاً لهم جميعاً
وسحقاً لك أنت أيضاً إن كنت ترانى أبالغ أو ترى أن ما أقوله غير واقعى
مصر
لماذا أنا الوحيد الذى يشعر بالخزى لتحول مدرب الفريق القومى لبطل شعبى "عشان كسب ماتش"؟
لما خسرنا فى السودان أتضربنا ... لكن لما كسبنا محدش لمسنا
غير منطقى بالمرة
ما الذى أرادت الحكومة إخفائه من هذه المسرحية الطويلة؟
الفصل الأول : أحنا أتضربنا
الفصل الثانى : الشعب زعلان
الفصل الثالث : أحنا هنلاعب اللى ضربونا
الفصل الرابع : أحنا كسبنا
الفصل الخامس : الأعلام والتليفزيون والجرائد لا يتحدثون سوى عن الأنتصار
ماذا حدث وراء كواليس "الأحتفال بالأنتصار"؟
نهاية
وفى النهاية ما الحياة على الأرض سوى دورة كبيرة مثل كل شىء فى الكون
التاريخ دليل على هذا
لكن لا أحد يتعلم من التاريخ
فقط يقولون التاريخ يعيد نفسه
دون أن يلاحظوا هذا