في فن المجاملة (أو كيف ذهبت للعزاء كي أنيك أمك)

أحب كثيرًا تأمل المجاملات الإنسانية. تأمل معي عزيزي القارئ أهمية المجاملات الإنسانية على مرّ تاريخ الكوكب وعلى مدار تاريخك الشخصي. أشياء كثيرة حولك لم تكن لتحدث لولا المجاملات والإطراءات والتعريص. وأنا أعني التعريص، وليس النفاق، لأن تحرّي الدقة أهم بكثير من تحرّي الصدق. وأستطيع أن أجزم أنه لولا المجاملات، لما تطورت الحضارة الإنسانية. والمجاملات هي من الصفات القليلة جدًا جدًا التي تميّزنا عن الحيوانات الدنيا.

فعندما يهز السفارة الإيرانية في بيروت انفجاران، تسارع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بإدانة الاعتداءين، وبشدة. وركّز معي في الشِدّة، لأن للمجاملة درجات، فهناك مجاملة شديدة مثل التي تجاملها لامرأة في المصعد، ومجاملة لطيفة مثل التي تجاملها لامرأة في المكتب، ومجاملة عابرة مثل التي تجاملها لامرأة في البار، فدرجة المجاملة دائمًا ما تكون متناسبة عكسيًا مع المسافة التخيلية لأقرب سرير، فكلما بعُد السرير اشتدت المجاملة لتعويض المسافة. ولذا نستطيع الاستنتاج، وبأريحية شبه كاملة، أن المجاملة هي مقدار معلوم من التعريص لبلوغ الرجل للنشوة الجنسية وتتناسب درجته عكسيًا مع المسافة لأقرب سرير. وأنا هنا أتكلم بصفتي رجل لديه قضيب ذو حجم متوسط، وليس إنسانًا، لأنني لن أدّعي فهمي للمرأة الفهم الكامل الذي يؤهلني للتحدث بالنيابة عنها أو تعريف “المجاملة” من منظورها، وهو التعريف الذي يتغير بلا شك من امرأة لأخرى ومن رجل لآخر. ولذا، تستطيع عزيزي القارئ، وبأريحية كاملة، أن تفترض أن التعريف أعلاه هو محض هراء، ولا يمثل النساء ولا الرجال، وإنما يمثلني أنا بصورة شخصية.

تذكراني مجاملتيّ أميركا والسعودية لإيران بزميل الثانوية الذي كنت تكرهه بشدة، نعم بشدة، ولكنك ذهبت على مضض لتعزيته في وفاة أبيه لأنك ترغب، وبشدة، في أن تنيك أمه.

Posted in أخبار وملاحظات سياسية | تعليق واحد

أمل حياتي لأم كلثوم (مراجعة)

اعتدت أن أستيقظ خلال هذه الأيام الخوالي في الثامنة صباحًا، رغم أنني رجل الصحو المتأخر الأول في العالم، وأشغّل الأغنية بالقرب من عينيها عند هذه الجملة تحديدًا “وكفاية أصحى على ابتسامتك بتقولّي عيش”. كانت تبتسم. وكنت أعيش.

وبعد هذه المزحة خفيفة الظل، كنت أمشي على أطراف أصابعي كي لا أوقظ الطفلة النائمة فيكِ. كم مُحبّبة هي طقوس الصباح إن استيقظت حدَّ من تحبَّها.

مطلع “أمل حياتي” هو طلقة رحيمة. ولكن في وجود غيابك، تُمسي طلقة تنثر ملحًا في أعماق جروحي وجروحك وجروح المسافات… والطبيب؟ الطبيب غائب لأن اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع.

الكونترباص رائع في الخلفية. والكمان يتكلم ثم يبكي ثم يتكلم ثم يبكي. أتذَكرُ جيدًا أنهُرَ رحيلك للجامعة.. كانت أنهُرًا طويلةً جدًا وأحيانًا مملة.

أتأمل تشابه جملة “خُد عمري كله بس النهار ده خليني اعيش” من جملة مأمون الشناوي في “بعيد عنك”، “خد من عمري، عمري كله، إلا ثواني أشوفك فيهم”.

“خليني جنبك في حضن قلبك..” هي انكساراتي.. انكساراتي وحيدًا بعيدًا عن أرض زرعك. وأود أن أعترف لكِ يا حبيبتي أنها أكثر العبارات إيلامًا في هذه الأغنية البهيجة. أليس غريبًا أننا قضينا ربيع هذا العام في “حقل الربيع”؟ بيد أنه كان ربيعًا قصيرًا جدًا يا حبيبتي، تمامًا مثلما الربيع العربي. لقد رحلتِ، وأتي الشتاء وأبى أن يرحل.

“أملي حياتي عينيّ..” هذا التدرّج المنطقي من اللامرئي للمرئي لا يشبه إلا جسرًا قصيرًا يفصل بين حقل الربيع والزمالك.. “يا أغلى منّي.. يا أغلي منّي عليّ”.

نسيت أن أحكي لكِ أني جالست أحمد شفيق كامل ومحمد عبد الوهاب في بار “كابدور” في وسط المدينة بين نوڤمبر وديسمبر 1964، وعمدت توثيق هذه اللقاءات في دفتر أحمر احتفظت به لفترة طويلة. لم أتدخل في النقاشات الحادة التي دارت بينهما في هذه الأثناء سوى مرة واحدة عند مقطع “يا حبيبي امبارح وحبيب دلوقتي”، إذ عبّرت عن رغبتي في إضافة كلمةَ “بُكرة”.. وبعد تفكير استغرق دقيقتين ورشفة ستلا، أضاف شفيق “وحبيبي لبكرة ولآخر وقتي”.

أعتقد أن أسعد لحظات حياتي، أو من ضمن الأسعد إطلاقًا، هي وقوفي قبالة حوض ستانلس ستيل أغسل فيه أطباقًا بيضاء أكلنا فيها العشاء، ثم أُعد فطورًا لجميلتي التي استيقظت لتوّها. “إيه مالأماني ناقصني تاني وانا بين إيديك؟”

“عُمري ما دُقت فول في طعامة هذا”، تقولُ ضاحكةً. كان إفطارنا مصريًا خالصًا، باستثناء القهوة التركية. إنها التاسعة والعشرون دقيقة بعد التاسعة.. حان ميعاد حافلة الجامعة.. اللهاث اللهاث.

متى ستشتفي داري وتنتهي عطلة نهاية الأسبوع ويعود الطبيب من مهجعه الصيفي الطويل؟!

الانتظار لمُدرّسة يافعة لساعات طوال حتى تعود من تدريسها كان أقصر من انتظار طالبة مجتهدة لشهور طوال حتى تستهل دراستها. ولن نتحدث عن كوابيس التأشيرات وجوازات السفر و”البلاد الراعية للإرهاب” لأن هذا سيستغرق منّا وقتًا طويلًا نحن في أمسّ الحاجة إليه، ولكن، على أي حال، يمكن اختصاره في قول رشيد طه “معنديش الباسبور، معنديش الڤيزا، معنديش الكارت بلو“.

دائمًا ما تشككت في أهمية الموسيقى البهلوانية التي تبدأ عند الدقيقة 19:54، قبل أن تنثر أم كلثوم “يالّي حبك خلّى كل الدنيا حب.. يالّي قربك صحّى عمري وصحّى قلبي”.

تتمثلُ الست بحنجرتها وتتمايل بجسدها أثناء الغناء، ولهذا نرى الأشياء في صوتها ونُحس بحركة الجفن المترددة عندما تقول “وانت معايا تصعب عليّ رمشة عينيّ لو حتى سانية، يصعب عليّ لا يغيب جمالك“. بل وننتظر ساكنين ساعة اللقاء المرتقبة. وهذا العكروت الصغير المسمّى “بِلّو”.. متى سأراه؟ ومتى سيحتلّ فخذَيّ مرة أخرى لينام ويعطّلني عن العمل؟

إيه الكلمة اللي “متقلتش لحد التاني واللي قد هواك ده كله واللي قد أشواقي وحناني؟” تضحكين أنت على اللهجة المصرية، بيد أن الست نفسها تقول “قد كده”.. اضحكي بقى عالسّت! اضحكي!

“كل الناس حلوين في عينيّ حلوين” هو المعادل البصري لـ”إل إس دي” الحب.

“وكفاية أنام على ابتسامتك بتقولّي عيش” هي نهاية ليست تخيلية ستحدث في غضون تسعة أيام (أو ثمانية إذا كنت تعاني من اختلال التوقيت).

Posted in قلة أدب | أضف تعليقاً

في انتظار آيار (هل هذا سيئ أم جيد؟)

الصفحة المفقودة

“القاهرة – فرانكفورت – ستوكهلم – كوبنهاغن – القاهرة”

لم أكن أغادر مطار القاهرة، بل كنت أرتحل بعيدًا بعيدًا عن ذراعيها.. تلك الأحاسيس لم تنتابني منذ أن كنت طالبًا في التعليم الأساسي.. هل هذا سيئ أم جيد؟

تحدثت عنها في الطائرة المتجهة إلى ستوكهلم، حادثتها في مطار آرلاندا، وذكرتها في حانة ليلية أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم. لم تفارق بالي أثناء فطوري في اليوم الثاني، ولا أثناء فعاليات مؤتمر الحرية. لقد حررتني هي.. هل هذا سيئ أم جيد؟

كانت الحاضر الغائب في شوارع المدينة القديمة، وكانت الحاضر الحاضر في بهو الفندق عبر تقنيات العالم الحديث. شاركتني في لحظات تذوق الجعة، وشاطرتني الخبز والنبيذ.. هل هذا سيئ أم جيد؟

تسوّقت معي وتبضّعت، واختارت لي سروالًا جديدًا، ونبّهتني عندما طالت ذقني لتشذيبها، واستمعت معي للموسيقى، واستمتعت بالأخضر والماء، واستمنت لي، وأكلت معي بعد ذلك.

طارت معي، وتبعتني وتابعتني، واستقلّت معي حافلة إلى كوبنهاغن، وعلّقت على صوري وأعجبت بحديثي، وجرينا فانطلقنا ولم نتوقف منذ ذاك.

نمنا معًا وكنا مرهقين في الليلة الأولى، ولكن الليلة الثانية في إيسهوي شهدت ممارستنا الحب لأول مرة في سكندناڤيا.. اعتركنا على فراش أرضي في الطابق الثاني من شقة مكوّنة من أربعة طوابق.

شاركتني لحظات المرح والتفكير والعمل والملل.. احتسبت لي نقودي المتبقية، واختارت هداياها بنفسها.. ضحكت معي وضحكت عليّ عندما رجعت البيت ثملًا.. ألبستني سترة المطر ورسمت على وجهي بسمة عندما كنت أبحث في حيثيات تهريب جعة باردة لمقهى مصري في قلب العاصمة الدنماركية.

مشيت معي في المطر، وتخفّت واختفت، وتجمدت بردًا.. ثم باغتتني عارية! التقطت لي صورًا، ولكنها لم تظهر في أيّ منها.. شاهدت لي فيلمًا وثائقيًا وقابلت معي صديقًا قديمًا لها ولي.

ركضت معي بطول مطار فرانكفورت كي ألحق بالرحلة رقم 786 المتجهة للقاهرة، حيث مسكني.. نامت معي على نغمات مشروع آيدان راخيل طوال الرحلة، وحالما وصلت فتركت الطائرة لأجدها أول المنتظرين. وهذا جيد.

إلى رُلى..

27 نيسان 2012 – 01:50

Posted in قلة أدب | أضف تعليقاً

PowerBlog

لقد اغتالتني الصحافة وانتشلتني نشلًا من عالم التدوين الخفيف والعذب. وصرت أحسب ألف حساب لما أكتبه، وأضع حسيبًا ورقيبًا (داخليًا وخارجيًا). لقد بلغنا مبلغًا سخيفًا يا عزيزي الدوق.. وصرنا نأبه بالأشياء. ولذا فكرت في ”پاوربلوغ”.

“پاوربلوغ” هي مبادرة تدوينية فردية بحتة، ولذا فهي مهمة، حيث سأنشر بموجبها تدوينة غير دورية، كلما راق مزاجي للحديث مع الفراغ، عن شيء ما أو لا شيء على الإطلاق، فما هو التدوين إلا الكتابة عن لا شيء على أي حال؟

“پاوربلوغ” تعني الكتابة على ووردپرس مباشرة وليس على مايكروسوفت وورد على أي حال. ”پاوربلوغ” هي بمثابة حلم عابر أو ومضة سريعة أو حقيقة خاطفة (لا أريد أن أقول موقفًا خاطفًا كي لا أبدو ركيكًا في استخدامي للغة العربية الحبّوبة). وعادةً، أو غالبًا، سأكتب ”پاوربلوغ” في أعتى لحظات سُكري، فلا تؤاخذوني إن نسيت أو أخطأت (وهذا تنصّل واضح من المساءلة وإخلاء مسؤولية).

لقد خانتنا الدنيا وغرّت بنا الأماني يا عزيزي الدوق، وسيكون ”پاوربلوغ” الصديق الوفيّ والرفيق الأليف لاسترجاع ما دهسه قطار الخيانات السريع. ”پاوربلوغ” هي اللاخيانة للحظة الآنية في أبهى صورها وأصدق معانيها.

مثال للـ”پاوربلوغ”:

“كنت أحتسي ويسكي جوني ووكر ذات العلامة الحمراء بصُحبة امرأة رائعة بينما ندندن مع أغنية (Tellement N’Brick). وقالت هي “يا ليتها من مصادفة لطيفة كوننا نعيش على مقربة من نبو برونزويك”. وقلت أنا “إنها ليست مصادفة لأنني أبغيك”.

ابتسامة فوديل

المهم، سمعنا جرس الباب يرنّ، وإذا به فاضل.. نعم.. فاضل يقف أمامنا ويلقي علينا ابتسامته المعهودة. قالت له ياسمين “لقد رأيتك يا فاضل مع الشاب خالد ورشيد طه في بيروت في عام 1999″.

ردّ فاضل بابتسامته قائلًا أنه سمع أغنيته “حتى نبغيك” بينما كان يمشي مصادفة في شارع “هارپر پليس”، ولذا طرق الباب ليتعرّف على من يستمع له في مثل هذا المكان وفي مثل هذه الساعة.

دعَونا فاضل للدخول بدلًا من الوقوف في المدخل البارد. احتسى بعض طلقات الويسكي معنا، وشربنا نخب (Soleils 1, 2, 3) التي كانت تتسلل منها أغنية “ديدي” بوداعة في الخلفية.

سألني فاضل عمّا أتى بي إلى هايلاند پارك، فرددت عليه أنا بالسؤال نفسه. فضحكنا جميعًا. وعرج بنا الحديث إلى مواضيع عديدة في سهرة طويلة امتدت لساعات، من سبب بقاء بوتفليقة في منصبه رغم الربيع العربي، لحيثيات خطف علي زيدان، لدور الداخلية المصرية في الإطاحة بمرسي. وتحدثنا لبرهة كذلك عن الشاب مامي وقضية العنف المنزلي الذي تورّط فيها.

وفي تمام الثانية والثلاثين دقيقة صباحًا بحسب التوقيت الشرقي، ودّعنا فاضل على موعد بلقاء قادم.

***

لقد اغتالتني الصحافة ولكنني سأعود.. سأعود لنفسي ولكم ولكن..

Posted in PowerBlog | أضف تعليقاً

ميراج

الفصل الأول: بدّي انام حدِّك ما بدّي انام وحدي!

ذهبتُ إلى آيكيا الواقع في مكانٍ بعيدٍ بعيدٍ في ڤيرجينيا،

فسألني البائع عن حجم السرير الذي أريده،

احترت قليلًا، ورددت عليه أنّي لا أرغب في أكبر من “التوأمين”،

ابتسم وقال لي، “حذارًا! فلا يمكنك تغييرَه في المستقبل لحجم الملك”

ابتسمت وقلت له، “أعرف، ولن أغيّره قريبًا لأن الملكةَ بعيدةٌ بعيدة!”

*** 

الفصل الثاني: كِس إخت هالجغرافيا!

كٌتبت عليكم الفُرقةُ كما كتبت على الذين من قبلكم.. والضياع والمسافات والعزلة..

على سفرٍ نحنُ، ولم نجد المأوى والمروى،

ونتلمّسُ المسندَ والمسكن،

وتاه منّا المسير،

غربةٌ على غُربة،

ولقاؤنا.. لقاؤنا سرابٌ وقتما عقلناه خُبلنا وأينما اقتربناه هجر،

وحيثما تحسسناه عُمينا وكلما أنقذناه انتحر،

ربما.. ربما كلمةٌ أودُ لو أغرسُ فيها خنجرًا مسمومًا بدمِ الطائرات،

لقاؤنا معادلةٌ بدائيةٌ لم يفكْها شامبليون ولم يبلغْها الفينيقيون بعد،

لقاؤنا مسيحٌ احتار اليهودُ في صلبه،

وفراقنا نهرٌ عصيٌ عليه عصا موسى،

***

تأليف وأداء: أحمد زيدان

الصورة: رُلى خياط

الموسيقى: الثلاثي جبران – مسار

Posted in قلة أدب | أضف تعليقاً

كيف تكسب مليون متابع على تويتر؟ (وتخسر نفسك)

صفحة عادل على تويتر“إعدادي هندسة القاهرة. أهوى الموسيقى والكتب. صفحة حرة للتعبير عن الآراء الشخصية والحقائق العلمية. ماليش في القلش ولا المجاملات. المجد للثابتين على المبادئ. +18″

كانت هذه هي سيرة عادل ميمون الطموح وصاحب الرأي عندما انضم لموقع تويتر ضمن طليعة المغردين في شهر مارس 2008. التحق عادل في السنة التالية بقسم الميكانيكا. وأكد مرارًا في اجتماعات “توييت آپ” أنه يعبر عن آرائه بحرية، سواء عجبت المتابعين أو لا. وكان منفتحًا يغرد عن أدق تفاصيل الدعة واللهو، وكان معروفًا بين أوساط المدونين بمواقفه الحاسمة رغم حداثة سنّه، مما حدا البعض لتلقيبه بـ”ميزان العقل”.

ولمّا استضافته إحدى القنوات الفضائية أثناء ثورة 25 يناير للدلو بآرائه، أصرّ على أن تُعرض على الشاشة جملة “للمزيد، تابعوا @maimoon90 على تويتر”. وتكلم في البرنامج بجدية، وردد جملة “أنا قلت كده على تويتر” أكثر من مرة على مدار الحلقة.

وقرر عادل منذ سنتين أو أقل عدم الخوض في حياته الشخصية على تويتر “حفاظًا على صورته العامة”. وبعد خمس سنين من نشاطه على الموقع، صار يتابعه أكثر من مائة ألف شخص. وعُرف عنه متابعته لحسابات “فولوباك” ومحطات زيادة المتابعين، واستخدامه المفرط للهاشتاجات الرائجة، سواء كان لها علاقة بمحتوى تغريداته أو لا. وكان يراقب صفحته على موقع “أنفولورز.مي” باستمرار، وحالما لاحظ نزيف المتابعين الإسلاميين، اضطر للاعتدال قليلًا عن مهاجمة الرئيس الإسلامي المنتخب حديثًا، وغيّر أيضًا جملة “أهوى الموسيقى والكتب” إلى “أعشق تجويد القرآن الكريم وسماع الأناشيد” لزيادة الاحتياط.

وبعدما أضاف اسم شركته العالمية التي التحق بها مؤخرًا لسيرته مع جملة “آرائي لا تعبر عن المؤسسة التي أعمل بها” ، لم يجد عادل بُدًا من إزالة جملة “صفحة حرة للتعبير عن الآراء الشخصية والحقائق العلمية”. وعقّب أحد الصحافيين في مقالة على صحيفة المصري اليوم مازحًا، “في الآونة الأخيرة، أصبحت آراء عادل لا تعبر حتى عن نفسه، واستحال ميزان العقل لراكب الريح”.

وعندما أراد عادل إضافة حساب زوجته لسيرته على تويتر، أزال “+18″، وعندما رغب في الزهو بعضويته الجديدة في لجنة الحزب العليا، مسح جملة “المجد للثابتين على المبادئ”.

والتزم عادل الصمت تجاه 30 يونيو 2013 كي لا يخسر أي متابع من الجانبين، وعندما ناوئه أحدهم بسؤال مباشر عن موقفه، رد سريعًا في تغريدة، أعيد تغريدها 129 مرة، “هذه الصفحة ليست لإبداء الآراء الشخصية”. وأمسى مكان عادل الجغرافي مجهولًا.

الدرس المستفاد: لا تتابع عادل على تويتر!

Posted in عبثيات | أضف تعليقاً

إشكالية المعادل العربي للفظة “سوشيال ميديا”

صار الإعلام الاجتماعي الاهتمام اليومي الرئيسي لكل مستخدمي الإنترنت، وأصبح لا بديل عن اعتماده من جانب وسائل الإعلام التقليدي كافة، وقطاعات الأعمال المختلفة، والقطاعات الحكومية، والتعليم والبحث العلمي، والمجال الحقوقي، وغيرها.

وعلى مدار عملي في مجال الترجمة بين الإنكليزية والعربية منذ أكثر من أربع سنوات، استخدمت عدة مصطلحات عربية معادلة للسوشيال ميديا (Social Media) مثل وسائل التواصل الاجتماعي/ة؛ ووسائل الإعلام الاجتماعي/ة؛ وشبكات التواصل الاجتماعي/ة؛ ومنصات التواصل الاجتماعي/ة؛ ومنصات الإعلام الاجتماعي/ة؛ ومواقع الإعلام الإلكتروني/ة؛ ومواقع الإعلام البديل/ة؛ ومنصات الصحافة الإلكترونية؛ ومنصات صحافة المواطن، إلخ… ولم أتيقن سوى مؤخرًا ضرورة توحيد معادل عربي معيّن للدلالة على هذه المواقع الإلكترونية كافةً، وتوصلت إلى أن المصطلح الأكثر شمولًا هو:

“شبكات الإعلام الاجتماعي”

وأنا أعني هنا لفظة “الاجتماعي”، وليس “الاجتماعية”، كونها عائدة على الإعلام نفسه، وليس على الشبكات، وذلك لسببين: أولًا، هو أن لفظة “الشبكات” في حد ذاتها دالة على كونها نشاط اجتماعي وليس فردي، ولا حاجة للتأكيد على ذلك. وثانيًا، لتفريق هذا النوع من الإعلام عن نظيره المُذاع، والذي تغيب عنه سمة التفاعل اللحظي الحاضرة في “الإعلام الاجتماعي”.

أمّا لفظة شبكات، فهي دالة كذلك على كونها “منصات للتواصل”، وهو ما يجعل المصطلح معادلًا شاملًا ودقيقًا وموحدًا لوصف تلك المواقع الإلكترونية.

Posted in المحتوى العربي, تقنيات وريادة أعمال | أضف تعليقاً