الشمالية «إذاعة حلفا» .. شموخ رغم ضحالة الإمكانات!!

تقرير: حسين محمد علي
 
  تقع مدينة وادي حلفا أقصى شمال السودان، في الولاية الشمالية، وهي على بعد «909» كيلو مترات من العاصمة السودانية الخرطوم و«345» كيلو متراً جنوب مدينة أسوان بجمهورية مصر العربية، وحوالى «500» كيلو متر شمال مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية. وتعتبر حلفا هي  بوابة السودان من الناحية الشمالية وأولى مدنه المرتبطة مع مصر، وما بعدها شمالاً منذ قرون طويلة، وقد قامت حلفا في منطقة حضارات قديمة في مقدمتها الحضارة النوبية ثم الرومانية ثم المسيحية فالإسلامية، بينما تأثرت مدينة حلفا ببناء السد العالي في منتصف القرن الماضي في مصر، حيث غمرتها مياه تلك البحيرة وهُجِّر سكانها إلى شرق السودان، وذلك قبل أن يُعاد إحياؤها مجدداً وتطويرها على ضفاف بحيرة السد المعروفة باسم «بحيرة النوبة» بينما يبلغ عدد سكانها حوالى «45» ألف نسمة ويحترف معظم السكان مهنة الزراعة وتعتبر الحرفة الرئيسة لوسائل كسب العيش في هذه المدينة.
 واستطاعت إذاعة حلفا أن توصل رسالة المدينة بطريقة مبسطة لكل سكانها بالرغم من قلة الإمكانات وعدم الاهتمام بهذا الصرح هي «إذاعة وادي حلفا» التي تبث برامجها باللغة العربية واللهجة المحلية «الحلفاوية» خاصة في برامج «التوجيه والإرشاد الزراعي وبرامج التثقيف الصحي». وتعتبر إذاعة وادي حلفا أول إذاعة محلية تقام في المحليات بالسودان، حيث إن الإذاعات المحلية كانت قاصرة على عواصم الولايات، ولعل الموقع الجغرافي المميز والإستراتيجي لمدينة حلفا كمدينة حدودية ووقوعها في مناطق الظل الإعلامي لبُعدها عن العاصمة الاتحادية. وانطلق صوت إذاعة حلفا في سبتمبر من العام 1993م، حيث قام بتدشينها الشهيد الزبير محمد صالح، وعمل بها فريق إذاعي منتدب من الإذاعة القومية في بادئ الأمر، وظلت الإذاعة تحت رعاية الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون فنيًا وإداريًا حتى تم ضمها للإذاعة الولائية بدنقلا أخيراً. وبدأت الإذاعة عملها في الفترة المسائية واستطاعت أن تغطي مساحة لا تقل عن أربعمائة كيلو متر على امتداد بثها الإذاعي، ونسبة لقِدم أجهزة الإرسال تقلصت إلى أقل من «30%» في تغطيتها، بينما تم تحديث أجهزة الإستديو الرقمية في العام «2004م»، غير أن الإذاعة ظلت تعمل بعد سحب الإذاعة القومية لكوادرها بنظام التعاقد مع المتعاونين حتى العام «2004م»، وتم تثبيت عدد من المتعاونين في وظائف ثابتة حسب مؤهلاتهم الفنية والعلمية.
 ويرى الأستاذ/ أزهري أحمد بشارة مدير إذاعة وادي حلفا أن أكثر ما يؤرق عمل الإذاعة هو قلة الكوادر وقلة الدعم. وأوضح بشارة في حديثه لـ«الإنتباهة» أن عدد الطاقم العامل بالإذاعة يبلغ «11» كادرًا منهم أربعة مذيعين. وأضاف أن الإذاعة تحتاج إلى تجديد بعض الأجهزه مثل «جهاز المِكسر» مشيرًا إلى أن الموقع الذي تقبع فيه الإذاعة حاليًا يتبع  لشركة «سودابست» موضحًا سعي الإذاعة لإنشاء الموقع المخصص للإذاعة مع معتمد المحلية، وأضاف: «كنا نبث سابقًا على موجة «M.W» وتحول البث الآن على «F.M» نسبة لقلة الإمكانات وتعطل الموجة الأولى وعدم وجود إسبيرات لها، مضيفًا أن جملة ميزانية التسيير لا تتعدى ألف جنيه شهريًا، وهو مبلغ ضئيل أمام جملة المنصرفات» مشيراً إلى أن الإذاعة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الإعلانات ودعم الشركات لتسيير برامجها، كما أنها تتبع إداريًا للإذاعة الولائية دنقلا، وأضاف: (درجة المتابعة للإذاعة من قبل المتلقين عالية جدًا لأننا نبث في أكثر الأوقات باللهجة المحلية).
 عمومًا، هكذا تعمل هذه الإذاعة الولائية المحلية في ظل هذه الظروف المعقدة، وحسب متابعتي لبثها لمدة يومين تأكد لي أنها تعمل أفضل من إذاعة عاصمة الولاية دنقلا، رغم توفر الإمكانات في إذاعة دنقلا. ونتمنى على معتمد حلفا والقائمين بأمر الإعلام بالولاية، الاهتمام بهذه الإذاعة الفتية حتى تواصل ألقها وبث برامجها بقوة أكثر.

ترك تعليقاتك

Post comment as a guest

0
أحكام وشروط.