منارة موجدة «مَعلَمٌ حددت وظيفته تسميته»

 

تمتاز كربلاء المقدسة بمعالم حضارية أصيلة تُنبأ عن فترات تأريخية مختلفة حاكية عن أزمنة مرَّ بها تاريخ كربلاء فمن مواقعها الآثارية قصر الأخيضر وخان النخيلة وقصر عطشان وكنيسة الكصير ومن الآثار العريقة أيضاً المنارة الموقدة أو ما تعرف بـ«منارة موجدة».

 

الموقع الجغرافي:

يقع الموقع الأثري المعروف بـ«منارة موجدة» غرب مركز محافظة كربلاء بمسافة اربعين كيلومتر في الصحراء الغربية المحاذية للمدينة المقدسة وبصورة أدق يقع على يسار الطريق الرابط بين كربلاء وقضاء عين التمر ويبعد عن كهوف الطار «وهو موقع أثري معروف» حوالي الأربعة عشر كيلومتر جنوباً.

وتبعد عن حصن الإخيضر الشهير حوالي الخمسة عشر كيلومتر شمالاً وعن خان عطشان عشرة كيلومتر.

 

سبب التسمية:

موجدة أي موقدة وهي لغةً: من وَقَدَ يَقِدُ وقداً ووقَداناً وقِدة وأتَّقدَ: تلألأ الموقِد، جمعه مَوَاقِد والمستوْقِد موضع النار والموقِدَة: هنة تعمل من حجر وطين توقد فيها النار للطبخ وغيره. المنجد في اللغة باب وَقَدَ.

لذا فقد قيل في وجه تسميتها، انها كانت توقد فيها النار أشعاراً لحصن الإخيضر إزاء التحديات والمخاطر، أو لإرشاد القوافل بين بلاد الشام والحجاز مروراً بالحيرة، فبواسطتها يُرشد الضال في الصحراء الكبرى ويهتدى الى مأمن.

إذاً فالوظيفة متعددة وسبب التسمية ما أضفته الوظيفة.

الدليل العراقي ووصف المنارة:

جاء في الدليل العراقي لسنة 1935م ـ 1936م مايلي:

«قصر موجدة بالقرب من الاخيضر وتعلو هذا القصر منارة عالية لا تزال قائمة

وتجدر الإشارة الى إن النصف العلوي من المنارة مهدم والنصف الأخر لا يزال محافظا على هيكله، وقد بني بالآجر المربع الكبير والجص، وهي اليوم تعد من المعالم الحضارية الأصلية لا تزال عالقة في ذاكرة التاريخ. حصن منيع موقعه في السهل الرملي الممتد بين قصر الاخيضر والكوفة، وهو خان كبير بني بالطابوق والآجر.

لم تذكر المصادر أية معلومات او ملتقطات عن تاريخ بناء هذا القصر او الخان، كي يمكن الاعتماد عليها في تثبيت بنائه، او الذي أمر بتعميره».

أما وصف المنارة فإنها أُنشأت على شكل اسطواني تقوم على قاعدة مربعة الشكل  طول كل ضلع من أضلاعها 10م والقاعدة مزينه بحنيات زخرفيه تنتهي بعقود نصف دائرية من الآجر بواقع ثلاثة حنايا في كل ضلع.

بعد القاعدة المربعة يبدأ الشكل الاسطواني حيث يمتد إلى أعلى المنارة ولكنه مختلف في الزخارف الآجريه التي تزين كل قسم فالقسم الأول وعلى ارتفاع 2م يكون مصمتاً وخالياً من الزخارف ثم يبدأ الإفريز ألزخرفي الثاني وهو على شكل كسرات متعاقبة وبارتفاع 2م ثم شريط زخرفي ثالث من تداخل وخروج الطابوق والتفنن في بناءه ثم قمة المنارة وهي على شكل حنيات إلى الداخل  وفيها مزاغل لرمي السهام تنتهي بعقود اسطوانية مشابهه لما موجود في قاعدة المنارة.وارتفاع المنارة الحالي 9م حيث توجد بعض الأجزاء المتساقطة من قمة المنارة.