عبد الحميد الثاني

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
Osmanli-nisani.svg عبد الحميد الثاني
صورة معبرة عن الموضوع عبد الحميد الثاني
عبد الحميد الثاني (1876م-1909م)
صورة معبرة عن الموضوع عبد الحميد الثاني

عهد أفول الدولة العثمانية
اللقب أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ،خادم الحرمين الشريفين.
لقب2 السلطان الأحمر ،السلطان المظلوم ،الغازي ،الخاقان الكبير ،خادم المسلمين[1].
ولادة 21 سبتمبر 1842
مكان الولادة استانبول
وفاة 10 فبراير 1918
مكان الوفاة استانبول
العقيدة مسلم سني
الحكم
التتويج 7 سبتمبر 1876 ،18 شعبان 1293 هـ[2] /27 إبريل 1909
العائلة الحاكمة آل عثمان
السلالة الملكية العثمانية
Fleche-defaut-droite.png مراد الخامس
محمد الخامس Fleche-defaut-gauche.png
العائلة
الأب عبد المجيد الأول
الأم تير مُجگان سُلطان

عبد الحميد الثاني (بالتركية العثمانية: عبد الحميد ثانی؛ وبالتركية الحديثة: Sultan Abdülhamid II أو II. Abdülhamid). هو خليفة المسلمين الثاني بعد المئة والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية ،والسادس والعشرين من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. تولى الحكم في (10 شعبان 1293هـ - 31 أغسطس 1876) وخُلع بانقلابٍ سنة (6 ربيع الآخر 1327هـ - 27 أبريل 1909) ،وُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى مماته.[3]

وهو آخر من أمتلك سلطة فعلية منهم. خلفاً لأخيه السلطان مراد الخامس . يعرف بـ "أولو سُلطان عبدُ الحميد خان" أي "الخاقان الكبير"، و "السُلطان الأحمر"، و "السُلطان المظلوم"، و غازي (الغازي).

تلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني وتعلم اللغات العربية والفارسية.[4] شهدت خلافته عدد من الأحداث الهامة، أمثال مد سكة حديد الحجاز الذي ربط دمشق والمدينة المنورة، كما فقدت الدولة أجزاءً من أراضيها في البلقان خلال حكمه. خلفه أخوه السلطان محمد الخامس.

حياته[عدل]

حياته المبكرة[عدل]

عبد الحميد الشاب في قلعة بالمورال في إسكتلندا 1867.

ولد عبد الحميد الثاني في قصر جراغان في الآستانة يوم الأربعاء في شعبان 1258 هـ/21 سبتمبر 1842. هو ابن السلطان عبد المجيد الأول وأمه "تير مُجگان سُلطان" الشركسية الأصل، ماتت أمه وهو في العاشرة من عمره.فاحتضنته المحظية الأولى (كبيرة المحظيات) "برستو هانم" وتعهدت بتربيته، فصارت أمه معنوياً وتقلدت مقام السلطانة الأم لمدة ثمان وعشرين سنة.[5]

درس الموسيقى في شبابه ودرس الخط وتعلم اللغتين العربية والفارسية[4] ،إضافة إلى الفرنسية[6] والأدب العثماني والعلوم الإسلامية على يد علماء عصره من عام 1266 هـ/1850 م، أتم دراسة البخاري في علم الحديث، وتعلم السياسة والاقتصاد على يد وزير المعارف.[4] ،وذهب عبد الحميد في فترة تولي السلطان عبد العزيز الأول العرش مع وفد عثماني في زيارة إلى مصر ثم إلى أوروبا استغرقت رحلة أوروبا من 21 يونيو إلى 7 أغسطس عام 1867 زار فيها فرنسا وإنكلترا وبلجيكا والإمبراطورية النمساوية المجرية وألمانيا.[7]

كان يمتهن النجارة وقد بدأ شغفه بها على أيام والده السلطان عبد المجيد الأول الذي كان أيضاً شغوفاً بهذه الصنعة وكان إلى جانب والده رجل متقن أسمه خليل أفندي وتعلم السلطان على يده[8]

عرف السلطان بتدينه وتقول أبنته عائشة بخصوص هذا الموضوع « كان والدي يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها، ويقرأ القرآن الكريم، وفي شبابه سلك مسلك الشاذلية، وكان كثير الارتياد للجوامع لا سيما في شهر رمضان.»[8]

توليه الحكم[عدل]

في 31 أغسطس 1876 توجه في الموكب الملكي إلى ضريح أبو أيوب الأنصاري، وهناك تقلد السيف السلطاني وفق العادة المتوارثة مذ أن فتح العثمانيون القسطنطينية، ومنه سار لزيارة قبر والده السلطان عبد المجيد الأول، ثم ضريح محمد الثاني فاتح اسطنبول، ثم قبر جده محمود الثاني مبيد الانكشارية، ثم قبر عمه عبد العزيز الأول.[9]

فترة حكمه[عدل]

البرلمان والدستور العثماني[عدل]

البرلمان العثماني أو مجلس المبعوثان في 4 ربيع الأول 1294 /19 مارس 1877 فتح البرلمان العثماني الأول في قصر بشكطاش، وعند افتتاحه ألقى السلطان خطبة عن أسباب أنحطاط الدولة وتأخرها، وما يلزم من الإصلاحات ونشر التعليم والمساواة بين الجميع والعدل في الأحكام، عطل المجلس في فترة تقارب الثلاثين عاماً 13 صفر 1295 هـ/14 فبراير 1878، حتى 23 جمادى الآخر 1326 هـ/23 يوليو 1908.[10]

ثورة البلقان[عدل]

ثورة بلاد الهرسك والبلغار والصرب والجبل الأسود[عدل]

تجددت الثورة في إقليميّ البوسنة والهرسك، واستمرت في بلغاريا، وكان الصرب والجبل الأسود في حالة حرب مع الدولة.[11] ولهذه الأسباب تدخلت الدول الأوروبية لاستغلال الموقف بغية تحقيق مصالحها بحجة إحلال السلام. فشجعت روسيا والنمسا الصرب والجبل الأسود على حرب العثمانيين، حيث رغبت النمسا بضم البوسنة والهرسك، بينما رغبت روسيا بضم الأفلاق والبغدان وبلغاريا، ووعدت روسيا النمسا والصرب والجبل الأسود بالوقوف بجانبهم إذا قامت حرب بينهم وبين العثمانيين.[12] وبالفعل قامت الحرب بين الدولة العثمانية وتلك الدول، إلا أن الجيوش العثمانية استطاعت الانتصار ووصلت إلى مشارف بلغراد، غير أن تدخل أوروبا أوقف الحرب.[12]

الحرب الروسية العثمانية[عدل]

قدّمت الدول الأوروبية الكبرى لائحة للدولة العثمانية تقضي بتحسين الأحوال المعيشية لرعاياها المسيحيين، ومراقبة الدول الأوروبية لتنفيذ إجراءات التحسين، فرفضت الدولة اللائحة؛ لأن هذا يعتبر تدخلاً صريحًا في شؤونها، فاستغلت روسيا الرفض واعتبرته سبباً كافياً للحرب، وفي هذه المرة أطلقت أوروبا العنان لروسيا لتتصرف كيفما تشاء مع العثمانيين، فاحتلت الأفلاق والبغدان وبلغاريا ووصلت أدرنة وأصبحت على بعد 50 كيلومترًا فقط من الآستانة،[12] كذلك دخلت جيوشها الأناضول،[13] وعادت الصرب والجبل الأسود لتعلن الحرب على الدولة العثمانية، فاضطرت الأخيرة إلى طلب الصلح، وأبرمت معاهدة سان ستيفانو مع روسيا.[14]

معاهدة سان ستفانو[عدل]

البيت الذي وقعت فيه معاهدة سان ستفانو.

طلب السلطان عبد الحميد من روسيا، على أعقاب حرب 93 ،معاهدة لإيقاف الحرب[15] وهي معاهدة سان ستفانو، وتنص على أن تعترف الدولة باستقلال الصرب والجبل الأسود والأفلاق والبغدان وبلغاريا، وتنازلت أيضًا عن عدة مدن في آسيا، ثمّ تمّ تعديل هذه المعاهدة في مؤتمر عُقد في برلين تمّ بموجبه سلخ المزيد من الأراضي عن الدولة العثمانية[16].

معاهدة برلين[عدل]

مؤتمر برلين بريشة أنطوان فون فيرنو

كانت من نتائج معاهدة برلين تعديل معاهدة سان ستفانو التي عقدت بين الدولة العثمانية وروسيا، وقعت المعاهدة بين الدول الأوربية العظمى وبين الدولة العثمانية، وكان من أبرز نتائجها، استقلال بلغاريا، و ضم البوسنة والهرسك للنمسا، واستقلال الجبل الأسود والصرب، وضم قارْص وأرداهان وباطوم لروسيا، وتضمنت المعاهدة 64 مادة.[17] [18]

الإصلاحات الدستورية[عدل]

في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، دعا سعيد النورسي وهو كردي من قرية نورشين وأحد قادة الطرق الدينية البارزين وغيره إلى إصلاحات دستورية وتعليمية من بينها تقيد سلطات السلطان عبد الحميد الثاني وهو ما سمي بـ«المشروطية»، وإنشاء جامعة في مدينة «فان» التركية للنهضة العلمية، ولما رفض السلطان عبد الحميد هذه الطلبات، دعم قادة الطرق الدينية التركية جمعية «الاتحاد والترقي» التي كانت تريد إصلاحات سياسية واجتماعية وكانت تعارض السلطان عبد الحميد.[19] دبرت جمعية «الاتحاد والترقي» عام 1908 انقلابا على السلطان عبد الحميد تحت شعار (حرية، عدالة، مساواة). وتعهد الانقلابيون بوضع حد للتمييز في الحقوق والواجبات بين السكان على أساس الدين والعرق.

مذابح الأرمن[عدل]

تفصيل الأزمة الأرمنية أن الأرمن طالبوا بعد مؤتمر برلين باستقلالهم، خاصة أن السلطان لم يقم بتطوير يُذكر لأوضاعهم، وعملت البعثات التبشيرية الأوروبية والأمريكية على إذكاء الشعور القومي الأرمني، وفي الوقت نفسه اعتقدت الدوائر الحاكمة في الآستانة أن بعض الأرمن يعملون كعملاء لروسيا وبريطانيا، وساورها الشكوك حول ولائهم، ومن ثم نظرت إليهم على أنهم خطر يهدد كيان الدولة ومستقبلها وأمنها.[20] وتصاعد التوتر في بلاد الأرمن، ولم تلبث أن عمّت الاضطرابات، فخرج حوالي 4000 ارمني عن طاعة السلطان في بدليس بعد تأخر الإصلاحات الموعودة،[21] فقام العثمانيون بالرد على ثورة الأرمن بأن أرسلوا جيشًا مؤلفًا بمعظمه من الأكراد[22] إلى مناطق الثورة حيث دمّروا العديد من القرى الأرمنية وقتلوا كثيرًا من الثوّار ومن ساندهم، فيما أصبح يُعرف باسم "المجازر الحميدية[23] وتطور العنف ليشمل المسيحيين بشكل عام كالسريان كما في مجازر ديار بكر.[24]

حاول أحد الأرمن اغتيال السلطان عام 1905 انتقاما لعمليات القتل تلك بتفجير عربة عند خروجه من المسجد. ولكن السلطان نجا وعفا عنه.[25]

السلطان واليهود[عدل]

يهود الدونمة[عدل]

قال كلمته الشهيرة لزعيم الصهيونية العالمية حينئذ ثيودور هرتزل : والله لو اعطيتموني كنوز الارض ذهبا لن أتنازل عن شبر واحد من فلسطين.

علاقاته مع اليهود[عدل]

لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في (بازل) بسويسرا عام 1315 هـ، 1897 م، برئاسة ثيودور هرتزل (1860 م-1904 م) رئيس الجمعية الصهيونية، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم يكون مقرًا لأبناء عقيدتهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم، فنشأت فكرة الصهيونية، وقد اتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، ثم قام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيط بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا. لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال: ((إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل))، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.

عندئذ أدرك خصومه أنهم أمام رجل قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للصهيونية العالمية أن تحقق أطماعها في فلسطين، ولن يمكن للدولة الأوروبية أن تحقق أطماعها أيضًا في تقسيم الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونان ومن أهم الذين وقفوا مع السلطان عبد الحميد في هذا الموضوع نقيب بغداد عبد الرحمن الكيلاني ،والذي تؤكد الوثائق انه سافر إلى إسطنبول ،مؤازرا، وهذا مما يحتسب لنقيب بغداد وهو من المقربين لعبدالحميد [26].

لذا قرروا الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان [27].

التعليم[عدل]

مدرسة العشائر[عدل]

مدرسة العشائر السلطانية، أنشئت في سنة 1892 على يد السلطان عبد الحميد الثاني وأغلقت في سنة 1907.[28]

أهملت الدولة العثمانية، خلال مراحل تاريخها، تنشيط التعليم المدني، إلا في نطاق المدارس التابعة للهيئة الدينية الإسلامية، وقامت إلى جانب هذه المدارس، مدارس الملل بإشراف الطوائف الدينية غير الإسلامية أو البعثات التبشيرية.[29] ولم يتطور التعليم في الدولة العثمانية إلاّ في بداية عهد السلطان عبد المجيد الأول وباقي السلاطين الذين تلوه، وأبرزهم عبد الحميد الثاني، الذي أنشأ المدارس المتوسطة والعليا والمعاهد الفنية لتخريج الشباب العثماني، وإعداده لتولّي المناصب الحكومية والنهوض بالدولة. واهتم السلطان اهتمامًا بالغًا بالمدرسة التي أنشأت عام 1859م على عهد السلطان عبد المجيد الأول، فأعاد تنظيمها وفق خطة علمية، وتحديثها بمناهج دراسية جديدة، وفتح أبوابها للطلاب القائمين في العاصمة، والوافدين من مختلف الأقاليم العثمانية، حتى غدت مركزًا ثقافيًا هامًا. وأنشأ السلطان بدءًا من عام 1878م، المدرسة السلطانية للشؤون المالية، ومدرسة الحقوق، ومدرسة الفنون الجميلة، ومدرسة التجارة، ومدرسة الهندسة المدنية، ومدرسة الطب البيطري، ومدرسة الشرطة، ومدرسة الجمارك، كما أنشأ مدرسة طب جديدة في عام 1898م.[30]

مدخل جامعة إسطنبول سنة 1900.

وتوّج السلطان عبد الحميد الثاني جهوده في الحقل التعليمي بتطوير "مدرسة إستانبول الكبرى"، التي أنشئت في عهد السلطان محمد الفاتح، وأضحت جامعة إسطنبول، وضمّت، في أول أمرها، أربع كليّات هي:[31] العلوم الدينية، والعلوم الرياضية، والعلوم الطبيعية، والعلوم الأدبية، وعُدّت مدرستا الحقوق والطب كليتين ملحقتين بالجامعة.[32] وتطلبت المدارس الملكية، أو المدنية، بدورها إنشاء عدد من دور المعلمين لتخريج معلمين أكفاء يتولون التدريس فيها، وكانت أول دار للمعلمين في الدولة أنشئت، في عام 1848م، على عهد السلطان عبد المجيد الأول، وأضحى عددها في عام 1908م، ثمان وثلاثين دارًا منتشرة في العاصمة وحواضر الولايات والسنجقيات،[33] وأنشأ السلطان عددًا كبيرًا من المدارس الرشدية التي كانت بمثابة مدارس متوسطة. ومن الجامعات الكبرى التي تأسست خارج الحدود التركية في أواخر العهد العثماني: الكليّة السورية الإنجيلية التي أصبحت الجامعة الأمريكية في بيروت، سنة 1866م، وجامعة القديس يوسف، سنة 1874م، وجامعة القاهرة، سنة 1908م، وغيرها. يفيد بعض الأدباء والمؤرخين الذين عاصروا أواخر العهد العثماني أن اليوم الدراسي كان يبدأ بتلاوة سورة الفاتحة، عند المسلمين، والمزمور 23، عند المسيحيين، ثم يتلوها عبارة "عاش مولانا السلطان" (بالتركية العثمانية: پاديشاه متشوق يا شاه) ثم تتلوها ترتيلة تركية.[34]

خلعه[عدل]

تم عزله وخلعه من منصبه في 27 إبريل 1909 وأمضى بقية حياته في سلانيك ،ثم في قصر بكلربكي في الآستانة، وتم تنصيب شقيقه محمد رشاد خلفاً له. المؤرخ والكاتب التركي "قدير مصراوغلو" ألف كتاباً بعنوان "السلطان عبد الحميد الثاني السلطان المظلوم" يدافع فيه عن سياسته في الحكم.[35]

وفاته[عدل]

توفي السلطان بعد أن عاد من المنفى في ‫قصر بيلارباي في مدينة استانبول في تاريخ 10 فبراير من عام 1918.

وقام برثاءه الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي، بقصيدة عن العهد الحميدي قال فيها:

وقد بعث الله الخليفة رحمة إلى الناس إن الله للناس يرحم
أقام به الديان أركان دينه فليست على رغم العدى تتهدم
وصاغ النهى منه سوار عدالة به إزدان من خود الحكومة معصم
وكم لأمير المؤمنين مآثر بهن صنوف الناس تدري وتعلم
ويشهد حتى الأجنبي بفضله فكيف يسيء الظن من هو مسلم
سلام على العهد الحميدي إنه لأسعد عهد في الزمان وأنعم

زوجاته وأولاده[عدل]

II. Abdülahmit.jpg

تزوج السلطان مثل أغلب أسلافه من الجواري ،وكانت أولهن نازك أدا وهي أم أول ابنائه الأميرة علوية[36]. وكان له سبعة عشر إبن ،ثمانية ذكور وتسعة إناث وآخرهم الأميرة سامية[37].

إرثه[عدل]

كان شغوفاً بالموسيقى ويقول في ذلك « كنت قد شُغِفت بالعزف على البيانو في شبابي» [38] ،وكان أيضاً شغوفاً بالنجارة والرسم وكان مغرماً برسوم المناظر الطبيعية ،رسم زوجته صورة بقلم الفحم وقيل أنه كان يحتفظ بها في مكتبه.[39]، وقد بدأ شغفه بالنجارة على أيام والده السلطان عبد المجيد الأول الذي كان أيضاً شغوفاً بهذه الصنعة وكان إلى جانب والده رجل متقن أسمه خليل أفندي وتعلم السلطان على يده.[8] ،وكان محب للرياضة والفروسية ويقول في ذلك « كنت في شبابي أنزل البحر ،وأسبح جيداً ،وأركب الخيل ،وأستخدم العربة ،وأهوى التجديف واستخدام المراكب الشراعية ،وأمارس الرماية بالطبنجة ،وأخرج إلى الصيد ،وألعب بالسيف» عبد الحميد الثاني[8] ،وكان أيضاً متمسكاً بدينه وتقول أبنته عائشة بخصوص هذا الموضوع « كان والدي يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها، ويقرأ القرآن الكريم، وفي شبابه سلك مسلك الشاذلية، وكان كثير الارتياد للجوامع لا سيما في شهر رمضان.»[8]

أنظر أيضاً[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ السلطان عبد الحميد مذكراتي السياسية(1891-1908) ص38
  2. ^ تاريخ الدولة العثمانية العلية-الأستاذ محمد فريد بك المحامي
  3. ^ "Sultan II. Abdülhamid Han". Republic of Turkey Ministry of Culture and Tourism. اطلع عليه بتاريخ 2009-02-06. 
  4. ^ أ ب ت كتاب الدولة العثمانية المجهولة ص427 (أحمد آق كوندوز)
  5. ^ كتاب الدولة العثمانية المجهولة ص426 (أحمد آق كوندوز)
  6. ^ [1] السلطان عبد الحميد في الميزان|قصة الإسلام
  7. ^ الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، علي محمد الصلابي
  8. ^ أ ب ت ث ج كتاب والدي السلطان عبد الحميد الثاني|الأميرة عائشة عثمان أوغلو ص87
  9. ^ تاريخ الدولة العلية العثمانية، مرجع سابق، ص.587
  10. ^ كتاب تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف الأستاذ محمد فريد بك ص601
  11. ^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 423-424
  12. ^ أ ب ت قصة الإسلام: عهد الخليفة عبد الحميد الثاني، تاريخ التحرير: الثلاثاء، 06 نيسان/أبريل 2010[هل المصدر موثوق؟]
  13. ^ تاريخ الدولة العثمانية، بإشراف روبير مانتران: الجزء الثاني، الفصل الثاني عشر، فترة التنظيمات، بقلم پول دومون: صفحة 151
  14. ^ Albertini، Luigi (1952). The Origins of the War of 1914, Volume I. Oxford University Press. صفحة 20. 
  15. ^ كتاب مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني-ص46
  16. ^ كتاب مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني-ص62
  17. ^ التاريخ الإسلامي، الجزء الثامن: العهد العثماني-محمود شاكر ص193 197
  18. ^ الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث-إسماعيل أحمد ياغي-ص194-197
  19. ^ الشرق الأوسط
  20. ^ مصطفى كامل: صفحة 301-320، حرب: السلطان عبد الحميد: صفحة 106، فرانسوا جورجو: النزاع الأخير، مقال في كتاب تاريخ الدولة العثمانية، بإشراف روبير مانتران: الجزء الثاني، صفحة 217
  21. ^ de Courtois، S (2004). The forgotten genocide: eastern Christians, the last Arameans. Gorgias Press LLC. صفحة 99. ISBN 978-1593330774. 
  22. ^ Hovannisian. "The Armenian Question", p. 217.
  23. ^ Akcam, Taner. A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility. New York: Metropolitan Books, 2006, p. 42. ISBN 0-8050-7932-7.
  24. ^ Andrieu، C؛ Sémelin، J؛ Gensburger، S (2010). Resisting Genocide: The Multiple Forms of Rescue. Columbia University Press. صفحات 212–213. ISBN 9780231701723. 
  25. ^ السلطان عبد الحميد الثاني : حياته وأحداث عهده. أورخان محمد علي.
  26. ^ التاريخ العثماني تفسير جديد، دكتور جمال الدين فالح الكيلاني، مكتبة الجليس، اسطنبول، 2012، ص87.
  27. ^ الدولة العثمانية الصعود والسقوط، دكتور علي علي محمد الصلابي، مكتبة التراث، القاهرة ،2011، 561.
  28. ^ George Walter Gawrych (2006). The Crescent and the Eagle: Ottoman Rule, Islam and the Albanians, 1874-1913. I.B.Tauris. صفحة p.95. ISBN 1845112873. 
  29. ^ Findley. Vaughn Carter: Ottoman Civil Officialdom: pp.132, 133
  30. ^ أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 521 ISBN 978-9953-18-443-2
  31. ^ Joel S. Migdal (2004). Boundaries and Belonging: States and Societies in the Struggle to Shape Identities and Local Practices. Cambridge University Press. صفحة p.46. ISBN 0521835666. 
  32. ^ محمد حرب: العثمانيون في التاريخ والحضارة، دار القلم، دمشق، ط1، 1989م، صفحة 104
  33. ^ عبد العزيز محمد الشناوي: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – 1984م، الجزء الثالث، صفحة: 1161
  34. ^ إسمع يا رضا، د. أنيس فريحة، 1957، "وتغيرت الدنيا": صفحة 198-200
  35. ^ صفحة الكتاب على الموقع
  36. ^ كتاب والدي السلطان عبد الحميد الثاني|الأميرة عائشة عثمان أوغلو ص382
  37. ^ كتاب والدي السلطان عبد الحميد الثاني|الأميرة عائشة عثمان أوغلو ص386
  38. ^ كتاب والدي السلطان عبد الحميد الثاني|الأميرة عائشة عثمان أوغلو ص85
  39. ^ كتاب والدي السلطان عبد الحميد الثاني|الأميرة عائشة عثمان أوغلو ص86

معلومات[عدل]

مصادر ومواقع خارجية[عدل]

  • كتاب الدولة العثمانية المجهولة ،المؤلف:(أحمد آق كوندوز).
  • كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ،الكاتب:(علي محمد الصلابي).
  • موقع قصة الإسلام: السلطان عبد الحميد الثاني في الميزان
  • كتاب والدي السلطان عبد الحميد الثاني ،المؤلفة ابنته:(الأميرة عائشة عثمان أوغلو).
  • كتاب تاريخ الدولة العثمانية العلية ،المؤلف:(محمد فريد بك المحامي). (المتوفى: 1919م).
  • تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ،المؤلف:(محمد سهيل طقّوش).
  • كتاب التاريخ الإسلامي، الجزء الثامن: العهد العثماني ،المؤلف(محمود محمد شاكر).
  • كتاب الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث ،المؤلف:(إسماعيل أحمد ياغي).
  • كتاب السلطان عبد الحميد الثاني : حياته وأحداث عهده ،المؤلف(أورخان محمد علي).
  • كتاب التاريخ العثماني تفسير جديد ،المؤلف:(جمال الدين فالح الكيلاني).
  • العثمانيون في التاريخ والحضارة ،المؤلف:(حمد حرب).
  • الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها ،المؤلف:(عبد العزيز محمد الشناوي).
  • المذكرات السياسية للسلطان عبد الحميد الثاني - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1977 م.
  • مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني - ترجمة محمد حرب عبد الحميد - دار الأنصار - القاهرة - 1978 م.
  • صحوة الرجل المريض أو (السلطان عبد الحميد الثاني ومشروع الجامعة الإسلامية) - رسالة ماجستير في التأريخ الإسلامي من تأليف موفق بني المرجة - 1979 م.


سبقه
مراد الخامس
خليفة المسلمين وسلطان العثمانيين
7 سبتمبر 1876 / 27 إبريل 1909
تبعه
محمد الخامس