قنصوه الغوري

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
لوحة لـ قانصوه الغوري (1483-1552).

الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغورى الجركسي الجنس هو آخر سلاطين المماليك البرجية. ولد سنة (850 هـ- 1446 م). ثم امتلكه الأشرف قايتباى وأعتقه وعينه في عدة وظائف في خدمته. وفى دولة الأشرف جنبلاط عين وزيرا. ثم نودى به ملكا على مصر سنة 906 هـ- 1501 م وظل في ملك مصر إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516.

كان الغوري مغرماً بالعمارة فازدهرت في عصره، واقتدى به أمراء دولته في إنشاء العمائر، وقد خلف ثروة فنية جلها خيرية، بمصر وحلب والشام والأقطار الحجازية. واهتم بتحصين مصر فأنشأ قلعة العقبة وأبراج الإسكندرية. وجدد خان الخليلى فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى وأنشأ منارة للجامع الأزهر. وله مجموعة أثرية مهمة في حلب مكونة ابنبة وجامع ومدرسة.

سلطنته[عدل]

بعد خلع العادل طومان باي اتفق زعماء المماليك على سلطنة الغوري بدلا منه , ولم يكن اختيارهم له سوى لكبر سنه (60 عاما حينها) وعدم وجود طموح سياسي له مما يجعل مسألة خلعه بعد ذلك لصالح أحدهم بدون مشقة , فحملوه وأجلسوه رغٌماً عنه على العرش وهو يبكي ولا يريد المٌلك واشترط عليهم ألا يقتلوه وأن يبقوه حياً إذا أرادوا خلعه فوافقوا على ذلك وبايعوه جميعاً .

ترسيخ حكمه[عدل]

خالف الغوري سريعاً توقعات خصومه من الأمراء إذ نجح في إبعاد كثيرين منهم وفرض ضرائب باهظة على اخرين واستأثر بالملك , وأظهر حنكة في إدارة شئون الدولة التى انخفضت ايراداتها بشدة بعد اكتشاف البرتغاليين لرأس الرجاء الصالح , إلا أن الإجراءات التي ققام بها جلبت غضب الناس والمماليك عليه حيث فرض ضرائب باهظة وخفض الأجور مما أدى لحالة تذمر بين المماليك ولم يمنعهم من عزله إلا خوفهم من انعدام اجورهم بعد ذلك اذا عين أى سلطان اخر .

الصراع مع البرتغال[عدل]

كان البرتغاليون في ذلك الوقت قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وسيطروا عليه وكانوا يتطلعون إلى البحر الأحمر من أجل تحقيق حلم السيطرة على كل طرق التجارة فاستولوا على الحبشة ثم هاجمت سفنهم سواحل مصر والحجاز في عهد السلطان الغورى وحاولوا كسب تعاطف باقى أوروبا معهم بإكساب حملتهم على دولة المماليك بعداً صليبياً وأعلنوا أن هدفهم الرئيسى هو الأراضى المقدسة في مكة والمدينة، أمر السلطان ببناء الشون وأرسل الحاميات البرية إلى السواحل لمنع تقدم البرتغاليين على الأرض، ثم بعد اكتمال جاهزية السفن بدأت معارك بحرية عنيفة وصفها الرمال في تأريخه نجحت فيها البحرية المملوكية في طرد السفن البرتغالية من البحر الأحمر والاحتفاظ به كبحيرة مملوكية مغلقة، ثم تقدمت سفن المماليك في المحيط الهندي وهاجمت القلاع البرتغالية على سواحل اليمن وعمان وإيران وشرق أفريقيا ثم طورت هجومها باتجاه المستعمرات البرتغالية في الهند لمساندة حاكم جوجارات الهندية الموالية للمماليك وهزموا البرتغاليين بالفعل عام 1508 في معركة شاول إلا أن البرتغاليين تمكنوا من إعادة تجميع اسطولهم وهاجموا اسطول المماليك في معركة ديو 1509 فهزموهم هزيمة قاسية فانسحب المماليك واكتفوا بالسيطرة على البحر الأحمر.

الصراع مع العثمانيين[عدل]

بدأ العثمانيون في الظهور كقوة صاعدة في المنطقة منذ النصف الأول من القرن الرابع عشر وعند قيام دولة بني عثمان أتخذ العثمانيون من مدينة "بروسة" في آسيا الصغرى عاصمة لهم وبمرور الوقت بدأت الدولة الفتية في التوسع حتى أستولت على منطقة آسيا الصغرى بأكملها وتوجت أنتصارات العثمانيين بنجاح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادية. و قد أتسمت العلاقات المصرية العثمانية في بادئ الأمر بسياسة المودة والتحالف حيث تحالف المماليك والأتراك ضد الخطر البرتغالي المهدد للسيادة المملوكية في البحر الأحمر وكذلك تحالفت الدولة المملوكية مع نظيرتها العثمانية ضد غارات المغول بقيادة تيمورلنك وبقايا الصليبيين. ألا انه سرعان ما تصاعدت حدة التوتر بين الدولتيين خاصة مع أقتراب حدود الدولة العثمانية مع أملاك المماليك .

الدولة الصفوية[عدل]

ظهرت الدولة الصفوية الشيعية في الشرق في ايران والعراق عام 1501 وبرزت تطلعاتهم نحو الشام مبكراً , ففي عام 1507 قامت قوة صفوية بمهاجمة حامية ملطية التابعة للمماليك , ورد الغوري بقوة إذ أمر بحشد 1500 من قواته واستعدوا لحرب الصفويين وقبل أن تخرج القوة من القاهرة وصل رسل من الشاه اإسماعيل تقدم اعتذاراً عما حدث وزعمت أنه لخطأ ما , وبدا الرسل ريفيين أجلافاً وهم بداخل قصر القاهرة الأنيق مما حدا بقنصوة لإهمال الصفويين , وبرغم تكرارهم للهجمات لاحقا إلا أنه اكتفي بإرسال أمير عشرة لمعسكر الصفويين لأمرهم بالإنسحاب . غير السلطان من نظرته للصفويين تماما عام 1511 إذ وقعت في يده رسائل من الشاه اسماعيل لملوك اوروبا يستحثهم على حرب المماليك والعثمانيين من الغرب بينما يهاجمهم هو من الشرق , أخذ السلطان التهديد الصفوي على محمل الجد وارتاب من تحركات الشاه إسماعيل . تطورت الأحداث بعد ذلك بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم الأول سلطان العثمانيين وبدت الحرب على مقربة بينهم وبحث كل من الطرفان على مساعدة السلطان الغوري ضد الأخر فآثر التزام الحياد , وانهزم الصفويين هزيمة شنيعة في معركة جالديران على يد السلطان سليم في 1514 م الذي قام بعد المعركة بالهجوم على إمارة ذو القدر التابعة للمماليك وإبادتها , مما أدى لزوال كافة الدول العازلة للمماليك عن العثمانيين .

الغوري ومرج دابق[عدل]

مع تطور الأحداث لم يجد السلطان الغوري بدا من ملاقاة العثمانيين لصد خطرهم على الدولة المملوكية والتى كانت مركزا للخلافة الإسلامية العباسية، ومن ثم تقابلت الجيوش المصرية بقيادة السلطان قنصوه الغوري مع الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول وذلك في منطقة مرج دابق بالشام في أغسطس 1516 ميلادية ونتيجة لخيانة بعض القواد للغوري(خاير بك - القاضي يونس - جان برد الغزالي) فقد هزم الجيش المصري بقيادة الغوري ولقى الغوري حتفه تحت سنابك الخيل العثمانية.

منشآت السلطان قنصوة الغوري[عدل]

تقع بحي الأزهر وتحديدا في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر ومجموعة المنشآت التي شيدها وتتكون من وكالة وقبة وخانقاه ومدرسة وقد انتهى من تشييد تلك المجموعة في عام 1505 ميلادية.

وكالة الغوري[عدل]

الوكالة عبارة عن مبنى لإقامة التجار الوافديين للقاهرة ومكان لتخزين بضائعهم حتى يتم بيعها. وتعتبر وكالة الغوري من أكمل وأروع الوكالات في مصر وتتكون من فناء مكشوف مستطيل الشكل محاط من جميع الجوانب بقاعات على خمس طوابق. حيث كان يتم تخزين البضائع في الطابق الأرضي والطابق الأول بينما خصص باقي الطوابق لسكن التجار.

مدرسة قنصوة الغوري[عدل]

يطلق عليها مدرسة وجامع الغورية نسبة للغوري وتقع بنهاية شارع المعز بالغورية وهي مكونة على صحن مكشوف مربع الشكل يحيط به أربعة أيوانات والتي خصصت لدراسة المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).

أنظر أبضا
حكم قبله
المماليك البرجية (الجراكسة)
حكم بعده
العادل طومانباى مدة الحكم: 15 عاما الأشرف طومانباى