الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
مظاهرة نسائية في دمشق خلال احتجاجات 1939 احتجاجًا على ضم لواء إسكندرون لتركية.

الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان (بالفرنسية: Mandat français en Syrie et au Liban) ويعرف أيضًا باسم الانتداب الفرنسي على سوريا أو الاستعمار الفرنسي؛ هو الحالة التي شكلت النظام الأعلى للسياسة والمجتمع في سوريا منذ أن هزمت القوات السورية الضعيفة التسليح والعدد في معركة ميسلون يوم 24 تموز/يوليو 1920 مدافعة عن المملكة السورية العربية، وحتى تمام جلاء القوات الفرنسية عن كامل التراب السوري يوم 17 نيسان/أبريل 1946، وهو ما غدا اليوم الوطني السوري؛ وقد أقرت عصبة الأمم الانتداب رسميًا عام 1922.

خريطة تظهر سورية تحت الانتداب الفرنسي وتقسيمها على يد الفرنسيين إلى عدة كيانات

يمكن تقسيم الانتداب إلى عدة مراحل تاريخية، بدءًا من تقسيم البلاد عام 1920 وإخضاعها للحكم المباشر، إلى الوحدة بين دمشق وحلب في الدولة السورية عام 1925، ثم تمخّض الثورة السورية الكبرى عن انتخابات الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور 1930 الذي أعلنت بموجبه الجمهورية السورية الأولى. أما الإضراب الستيني فقد أفضى أواخر عهد محمد علي العابد إلى وحدة البلاد ومعاهدة الاستقلال، غير أن فصل لواء إسكندرون واحتجاجات 1939 وكذلك الحرب العالمية الثانية أدت إلى توقيف العمل بالدستور وإعادة البلاد للحكم المباشر. خضعت البلاد لحكومة فيشي حتى 1941 حين سيطر عليها الحلفاء، وأعلن شارل ديغول استقلالها وإعادة العمل بالدستور. بعد الحرب العالمية الثانية أدت انتفاضة الاستقلال إلى تحقيق جلاء الفرنسيين الكامل.

كان المفوض الفرنسي السامي يقيم في بيروت وله صلاحيات مطلقة في التشريع والتعيين، وكذلك وجد موظفون فرنسيون في الوزارات والدوائر الحكومية بوصفهم "مستشارين"، وأما المحاكم فكانت مختلطة من قضاة سوريين وفرنسيين. بعد إقرار الدستور تقلصت صلاحيات المفوض الفرنسي، غير أنه لم يعتمد الدستور وينشره إلا بعد أن أضاف مادة تنصّ على "تقييد العمل بأي مادة تخالف صك الانتداب". كانت الفرنسية تعتبر لغة رسمية إلى جانب العربية، وقد ترك الفرنسيون آثارهم على التنظيم الإداري والعسكري السوري، الذي تأثر لاحقًا خلال عهد الجمهورية الثانية بالتنظيم السوفياتي؛ كما تركوا آثارًا واضحة في تخطيط المدن السورية وتنظيمها.

التقسيم[عدل]

أراد الجنرال غورو تأديب السوريين على تصديهم لفرنسا في معركة ميسلون فأعلن في عام 1920 تقسيم سورية على أساس طائفي إلى ست دويلات مستقلة هي التالية:

ولاية بيروت
ومتصرفية جبل لبنان
 
ولاية حلب
 
ولاية دمشق
 
متصرفية الزور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
القسم الشمالي من الأراضي الواقعة تحت الاحتلال
 
 
 
القسم الشرقي من الأراضي الواقعة تحت الاحتلال
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Flag of Kingdom of Syria (1920-03-08 to 1920-07-24).svg
المملكة العربية السورية
(1920)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Lebanese French flag.svg
دولة لبنان الكبير

(1920–1946)
 
Latakiya-sanjak-Alawite-state-French-colonial-flag.svg
دولة جبل العلويين

(1920–1936)
 
Flag of the State of Aleppo.svg
دولة حلب
ضم إليها لواء إسكندرون في (1923)
(1920–1924)
 
Flag of the State of Damascus.svg

دولة دمشق
(1920–1924)
 
Flag of Jabal ad-Druze (state).svg

دولة جبل الدروز
(1921–1936)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Flag of Syria French mandate.svg
الدولة السورية
(1924–1930)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Flag of Syria (1932-1958; 1961-1963).svg
(الجمهورية السورية الأولى
(1930–1958)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Flag of Hatay.svg
دولة هتاي
(1938–1939)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
لبنان
 
تركيا
 
 
 
سوريا
 
 
 

الاتحاد السوري[عدل]

كانت هذه الدويلات في بادئ الأمر مستقلة تماماً ولكل منها علم وعاصمة وحكومة وبرلمان وعيد وطني وطوابع مالية وبريدية خاصة، وبسبب الرفض الشعبي للتقسيم فقد كان الجميع متفقين على القومية السورية وعدم الاعتراف به قامت فرنسا في عام 1922 بإنشاء اتحاد فدرالي فضفاض بين ثلاث من هذه الدويلات (دمشق وحلب والعلويين) تحت اسم "الاتحاد السوري"، واتخذ علم لهذا الاتحاد كان عبارة عن شريط عرضي أبيض يتوسط خلفية خضراء.

وفي الشهر الأخير من عام 1924 قرر الفرنسيون إلغاء الاتحاد السوري وتوحيد دولتي دمشق وحلب في دولة واحدة هي دولة سورية، وأما دولة العلويين فقد فصلت مجدداً وعادت دولة مستقلة بعاصمتها في اللاذقية.

الثورة السورية الكبرى[عدل]

المناوشات الأولى[عدل]

في تموز 1922، بدأت علاقة سلطان تسوء مع الفرنسيين بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف، حين اعتقلوا أدهم خنجر وهو لبناني عاملي اشترك في عملية محاولة اغتيال الجنرال غورو وحاول الاحتماء بدار سلطان باشا الأطرش هرباً من الفرنسيين، إلا أنه اعتقل قبل وصوله إلى الدار، وكان سلطان الأطرش خارج قريته يومها.

بعد هذه الحادثة التي اعتبرها سلطان الشرارة الأولى لإكمال مشروع المقاومة، جهز سلطان قوة من رجاله واشتبك مع الفرنسيين في معركة تل الحديد 1922 وكان من نتائجها:

  • ذبح فرقة الضابط بوكسان
  • محاصرة السويداء
  • أسر أربع جنود فرنسيين

لجأت فرنسا إلى خديعة المجلس النيابي الذي طلب من سلطان إطلاق الجنود الفرنسيين مقابل إطلاق سراح أدهم خنجر، ولكنها سرعان ما أرسلت أدهم إلى الإعدام في بيروت ودمرت منزل سلطان الأطرش. لجأ سلطان والثوار إلى الأردن مؤقتاً حيث عادوا بعد سنة إلى الجبل وكان قد اكتسب شعبيةً هائلة. إلا أنه وحتى نهاية حياته كان يشعر بالحسرة على عدم إمكانية إنقاذ أدهم خنجر.

انطلاقة الثورة من جبل الدروز[عدل]

الثوار الدروز يتحضرون للذهاب مع سلطان الأطرش ف عام 1925
سلطان باشا الأطرش على جواده في ثورة العام 1925

في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل الدروز، الذي سمي جبل العرب بعد انطلاقتها، لأن هدف الثورة الأول كان إقامة الدولة العربية الحرة وتوحيد سورية ساحلاً وداخلاً والاستقلال ورفض الانتداب الفرنسي، لتشمل سورية كلها وجزءاً من لبنان. وقد تولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع في مؤتمر ريمة الفخور بعد أن شهد العالم معركة المزرعة، التي قضى فيها الثوار على حملة ميشة والتي كان قوامها 13000 جندي، أما الثوار فكان عددهم 400 ثائر. وبعد هذه المعركة المظفرة، التحق الوطنيون الدمشقيون والسوريون والعرب بركبها. وتعد من أهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسي بسبب أنها شملت سورية كلها وامتازت بمعارك ضارية بين الثوار والقوات الفرنسية. وكان لها العديد من النتائج الملموسة.

الأسباب[عدل]

أسباب الثورة هي الرفض القاطع للانتداب وللتقسيم الطائفي التي قامت به فرنسا في سورية، حيث قسمت البلاد إلى دويلات طائفية، فرفع سلطان باشا الأطرش شعار الثورة الشهير: الدين لله والوطن للجميع، وكان هذا الشعار صفعة في وجه هذا التقسيم الطائفي لسورية.

معركة الكفر وبدايات الثورة[عدل]

بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات وكانت أول عمليات الثورة العسكرية إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما وقعت قرب قرية امتان وأسر طيارها، تجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 تموز 1925 وأحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية فانطلقت في اليوم نفسه حمله فرنسية بقيادة نورمان الذي استخف بقدرات الثوار اتجه إلى الكفر وأمر جنوده بالتمركز حول نبعها.

أرسل سلطان إلى نورمان مبعوثاً لينصحه بالانسحاب فأجابه بالرفض وكرر التهديدات بالقبض على سلطان وأعوانه وأنه يمكنه أن يقتل ثلاثة آلاف درزي بالرشاش الذي معه. وقال لهم إذهبوا إلى سلطان وقولوا له أنني بانتظاره على أحر من الجمر في هذا المكان.

بدأت المعركة ظهراً ولم تدم طويلاً. وحالت سرعة الهجوم وهول المفاجأة بين الفرنسيين وأسلحتهم. وبدأ القتال بالسلاح الأبيض ودخل الثوار بين الفرنسيين وقتل نورمان قائد الحملة قضى الثوار على الحملة كلها تقريباً. كانت خسائر الدروز في معركة الكفر 54 قتيلا من بينهم شقيق سلطان الأطرش، مصطفى الأطرش وتذكر المراجع الفرنسية أن 172 جندياً فرنسياً قتلوا بينما يذكر من حضروا المعركة أن خسائر الفرنسيين كانت أكثر من ذلك بكثير وتقدر بعدة آلاف (يذكر الجنرال أندريا أنه لم ينج من معركة الكفر من الجنود الفرنسيين إلا خمسة، أنظر المرجع الأول ص 85) 66

قاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في 2 و3 آب، 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء ومعارك أخرى كبد فيها الجيش الفرنسي خسائر هائلة. وفي 23 آب أصدر سلطان باشا الأطرش بيانه الشهير (إلى السلاح) الذي أعلن فيه أهداف الثورة وهي توحيد سوريا والاستقلال وإقامة الدولة العربية الحرة.

عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة الوطنية السورية. قامت السلطات الفرنسية بتعذيب السكان في حال تعاونوا مع الثوار، وعند انتهاء ثورة عبد الكريم الخطابي في المغرب العربي، ازداد الضغط على الثوار في سورية، فلجأوا إلى الأزرق في جنوب الأردن، حيث بدأوا بشن الهجوم على القوات الفرنسية انطلاقاً من هناك. إلا أن قوات الانتدابين الفرنسي والبريطاني حاصروا الثوار وقطعوا عنهم الماء نهائياً. بدأ زخم العمليات الحربية يخبو بسبب قلة السلاح لدى الثوار، فعرضت فرنسا عليهم الاستسلام وحكمت بالإعدام على سلطان الأطرش، فرفض الاستسلام ورفض تسليم السلاح وقرر الرحيل بمن معه من رجال إلى ان يعود الاستقلال من خلال اتفاقية عصبة الأمم بخصوص الانتداب فرحل إلى وادي السرحان في الجوف حيث طلب الإذن من الملك عبد العزيز بن سعود بالنزول في دياره وسمح له. وبقي هناك (1927-1932) مع رفاقه (حوالى 300) إضافة للنساء والأطفال، فعاشوا شظف العيش في الصحراء. وهناك بقي سلطان الأطرش على اتصال بالوطنيين وبكل التحركات السياسية في القضية السورية، ودعا في 29/10/1929 إلى مؤتمر عام لبحث القضية السورية وقد حضر هذا المؤتمر، الذي سمي بمؤتمر الصحراء، كل الوطنيين والسياسيين العرب المهتمين بالقضية السوريا. وصدر في نهايته مقررات هامة رسمت المسير السياسي للقضية في ما تلى من أحداث. واستمر في المقاومة المتمثلة برفض الاستسلام. ثم في العام 1932 سمح لسلطان ورفاقه بالدخول للعيش في الكرك وعمان في الأردن، إلى أن عاد إلى الوطن في 18/5/1937 بعد إلغاء الحكم بالإعدام وبعد اتفاقية 1936 حيث استقبل استقبالاً شعبياً هائلاً.

نتائج الثورة[عدل]

أعداد شهداء الثورة السورية الكبرى كما ورد في كتاب «قبسات في جبل العرب والثورة السورية الكبرى عام 1925» وذلك حسب المحافظات السورية

من ذاكرة الثورة[عدل]

يُذكر أن المجاهد سلطان كان ومع فرقة من الثوار يعبرون منطقة جبلية وعرة متجهين إلى الأردن، ويقال أنه قد تم نصب كمين لهم من قبل الفرنسيين الذين لم يستطيعوا تتبعهم من دون تغطية لطيرانهم الجوي، وفي ساعةٍ مبكرة فوجئ الثوار بقصف جوي كثيف وعلى حين غرة، فراح المجاهدون ينجون بأرواحهم مختبئين بين الصخور المتناثرة على جانب الطريق، ويذكر أن المجاهد سلطان ظل ممتطيا ً جواده غير آبهٍ بقصف الطيران الفرنسي وحينما انتهى القصف ظن الثوار أن سلطان قد استشهد، وإلا به من بين الدخان يتراءى على فرسه من بعيد وعلى وقع ذات الخطوات رافعا ً رأسه وحاضناً بندقيته وكأن قصفا ً لم يكن... وما إن رآه الثوار إلا وراحوا يصيحون روح يا بطل الله يحييك... الله أكبر... الله أكبر...

كذلك يُذكر أن المجاهد سلطان الاطرش ومعه مجموعة من قادة الثورة لجأوا إلى الشيخ سلطان بن سطام الطيار شيخ قبيلة ولدعلي من عنزة ومن قيادات الثورة لقيادة الثورة من مركز بعيد عن مراكز الفرنسيين. وهذا مما يدل على حنكة وذكاء المجاهد سلطان الاطرش. وقد مكثوا لدى القبيلة بضيافة شيخها مدة ستة أشهر تقريبا حتى اكتشفت القوات الفرنسية امرهم فشنت عملية عسكرية برية باءت بالفشل بعد أن تمكن فرسان القبيلة من اقتحام أحد المدافع الذي كان يتحصن خلفه الجنود الفرنسيون فانهزموا. ليعيدوا الكرة بعد ذلك مزودين بالطائرات. وهي من العمليات العسكرية التي ذكرت بالتفصيل في الارشيف الفرنسي.

مآثر عن الثورة والثوار[عدل]

بعد الاستقلال طلبت صحفية ألمانية من القائد العام ان يوجز لها البطولات التي اجترحت خلال الثورة فأجابها: لا يوجد على هذه الأرض حجر الا وقلبته حوافر خيلنا، ولا توجد حفنة تراب لم ترو بدمائنا، ولكل مجاهد فينا قصص كثيرة من قصص البطولة والشهادة والفداء وليست قصة واحدة، ويلزمنا لرويها تاريخاً كاملاً، فكيف يمكن ايجازها.

يروي سلطان باشا الاطرش في كتاب (أحداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش، دمشق، دار طلاس، ط2 2008) انهم حين وصلوا، ثوار الجبل وثوار الغوطة، لفك أسر النساء والأطفال وكبار السن من أهالي الجولان الذين ساقهم حلفاء الفرنسيين إلى منطقة موحلة تسمى (نقعة جمرا) استعاد ثوار الإقليم معنوياتهم وصاروا يزأرون كالأسود ويفتكون بأعدائهم، ويضيف انه من أكثر المشاهد ايلاماً غوص الأطفال والنساء بالأوحال، وتلوث جروح المصابين بالطين، وان أماً قتلت برصاص الفرنسيين فاقترب منها أحد أقاربها ليأخذ طفلها عن صدرها، فهب ينخي الرجال وينشدهم الأخذ بالثأر وهو يصيح: هذا الطفل يرضع حليباً ممزوجاً بالدم. يذكر ان سبعة من آل علم الدين قضوا في معركة السويداء وهم يتداولون رفع بيرق مدينتهم ولم يسمحوا بسقوطه فسجلوا مأثرة من مآثر البطولة التي لا تمحى.

إعلان الجمهورية السورية[عدل]

وفي عام 1930 تم اتخاذ دستور جديد لسورية وإعلانها باسم "الجمهورية السورية"، واتخذ علم جديد كان عبارة عن ثلاثة أشرطة عرضية (من الأعلى للأسفل: أخضر، أبيض، أسود) وتتوسطه ثلاثة نجوم حمراء ترمز إلى المحافظات الثلاث (دمشق وحلب ودير الزور).

وفي عام 1936، تم توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا لتوحيد كافة الأقاليم السورية بما في ذلك دولتي اللاذقية وجبل الدروز. ولكن فرنسا رفضت انضمام إقليم جبل لبنان لهذه الدولة الموحدة بسبب معارضة الموارنة أصدقاء فرنسا والمؤيدين بشدة للانفصال. أما المسلمون في لبنان فقد كان موقفهم واضحا ضد التقسيم منذ البداية وقاموا بالاحتجاج والعصيان متمسكين بانتمائهم للوطن الأم (سورية) ولم يقبلوا بفكرة الدولة اللبنانية حتى الأربعينات بعد أن قبل رياض الصلح بها مقابل تنازل الموارنة عن فكرة الحماية الفرنسية وقبول مبدأ الانتماء العربي للبنان. إضافة إلى جبل لبنان، اقتطعت أربعة أقضية (بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا) أخرى من سورية وألحقت بلبنان الذي صار يسمى بلبنان الكبير، وتغير فيما بعد إلى الجمهورية اللبنانية.

دولة لبنان الكبير[عدل]

علم اقليم لبنان الكبير في زمن الانتداب الفرنسي

دولة لبنان الكبير هو اسم الإقليم الذي كونته فرنسا مبشرة بلبنان الحديث، وفي ذلك الوقت كانت لبنان وسورية تحت حكم الانتداب الفرنسي. أقيمت دولة لبنان الكبير في الفترة ما بين 1 سبتمبر 1920 وحتى 23 مايو 1926، ورغم قصر عمر تلك الدولة فقد شكلت أهمية كبرى ومعاصرة في تاريخ لبنان.

و في سبتمبر من عام 1920 أعلنت فرنسا إنشاء دولة لبنان الكبير معلنة بيروت عاصمة لها وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً.

انظر أيضا[عدل]

مراجع[عدل]

  • سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، طبعة أولى.
  • سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983.