ترجمة الإمام اسمه : هو يعقوب بن إسحاق بن يزيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري . كنيته : أبو محمد . وفاته : توفي سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة . ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده ، وجد أبيه ، رحمهم الله جميعاً . ولبعضهم فيه : أبوه من القراء كان وجده ويعقوب في القراء كالكوكب الدري تفرُّدُهُ محض الصواب ووجهه فمَن مثلُه في وقته وإلى المحشر وله كتاب سماه « الجامع » جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات ونسب كل حرف إلى من قرأ به ، وكتاب « وقف التمام » وكان يأخذ أصحابه بعدّ آي القرآن ، فإن أخطأ أحدهم في العد أقامه . أخذ القراءة عرضاً على أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل المزني ، وعن شهاب وأبي يحيى ، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، ومهدي بن ميمون . وقيل أنه قرأ على أبي عمرو نفسه ، وسمع الحروف من حمزة والكسائي ، وقرأ سلام على عاصم الكوفي وعلى أبي عمر ، وتقدم سندهما . وقرأ شهاب على هارون بن موسى الأعور النحوي وعلى المصلى بن عيسى . وقرأ هارون على عاصم الجحدري وأبي عمرو بسندها . وقرأ مهدي على شعيب . وقرأ أبو الأشهب على أبي رجاء عمران بن ملجان العطاردي . وقرأ أبو رجاء على أبي موسى الأشعري ، وقرأ أبو موسى على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وهذا سند في غاية العلو والصحة . وكان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات والعربية والرواية وكلام العرب والفقه . انتهت إليه رياسة الإقراء بعد أبي عمرو ، وكان إمام جامع البصرة سنين . قال أبو حاتم السجستاني : هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات ومذاهبها ، وعللها ، ومذاهب النحاة ، وهو أروى الناس لحروف القرآن وحديث الفقهاء . قال الحافظ أبو عمرو الداني : وائتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو فهم أو أكثرهم على مذهبه . قال الداني : وسمعت طاهر بن غلبون يقول : إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب . ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال : وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة ، وكذلك أدركناهم . وكان يعقوب فاضلاً تقياً ، وربما زاهداً ، سُرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغل باله بالصلاة . العودة للفهرس أشهر من روى قراءته روى عنه القراءة خلق كثير . وأشهر رواته رويس وروح . العودة للفهرس رويس اسمه : هو محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري . كنيته : أبو عبد الله . لقبه : رويس . وفاته : توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين . أخذ القراءة عن يعقوب الحضرمي ، وهو من أحدق أصحابه . قال الزهري : سألت أبا حاتم عن رويس : هل قرأ على يعقوب ؟ قال : نعم ، قرأ معنا وختم عليه ختمتان ، وهو مقرئ حاذق ، وإمام في القراءة ماهر ، ومشهور بالضبط والإتقان . روى عنه القراءة أُناس كثيرون ، منهم : محمد بن هارون التمار ، وأبو عبد الله بن الزبير وكثير . العودة للفهرس روح اسمه : هو روح بن عبد المؤمن الهذلي البصري النحوي . كنيته : أبو الحسن . وفاته : توفي سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين . عرض على يعقوب الحضرمي وهو رجل من أجَلِّ أصحابه وأوثقهم . وروى الحروف عن أحمد بن موسى ، وعبد الله بن معاذ ، وهما عن أبي عمرو البصري . وروح مقرئ ثقة مشهور ضابط ، روى عنه البخاري في صحيحه ، وعرض عليه القراءة خلق كثير . العودة للفهرس منهج يعقوب في القراءة 1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه . 2- يقرأ من رواية رويس لفظ ( الصِّرَاطَ ) كيف وقع في القرآن معرفاً أو منكراً بالسين . 3- يقرأ بقصر المد المنفصل ، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات . 4- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة ، أما المختلفتان فيها فيقرأ بتغيير ثانيتهما كما يقرأ أبو عمرو . 5- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة من غير إدخال . 6- يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية – أي بالنطق بالهاء مكسورة كسراً كاملاً من غير إشباع – في لفظ « بيده » حيث وقع . 7- يقرأ بالإدغام كالسوسي في بعض الحروف المتماثلة نحو ( وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) بالنساء ، ( لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا ) بالنمل ، ( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ ) . 8- يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو فيهم عليهم ، وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو عليهن – فيهن ، وبضم كل هاء ضمير مثنى إذا وقت بعد الياء الساكنة نحو فيهما ، ويقرأ من رواية رويس بضم هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو أوَلَم يكفهم – فاستفتهم . 9- يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت « فيم – عم – مم – لم – بم – وهو – وهي – عليهن – لَدَىّ – إلىّ – يا أسفي – يا حسرتي - ثَم » . 10- يسكن بعض ياءات الإضافة ، ويفتح بعضها . 11- يثبت الياءات الزائدة في رؤوس الآي وصلاً ووقفاً نحو ( تَفْضَحُونِ - تَسْتَعْجِلُونِ ) ، كما يثبت غيرها مما لم يكن في رؤوس الآي . 12- يقرأ ( إِنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) ، ( وَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) بكسر همزة إن في الموضعين . 13- يقرأ ( يَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ يَشَاءُ ) بالياء في يرفع ، ويشاء في موضع النون فيهما . 14- يقرأ ( فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا ) في الأنعام بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة . 15- يقرأ ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) في طه ، بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمومة ، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضي ، ونصب الياء في وحيه . 16- يقرأ ( وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ) في التوبة بنصب التاء . العودة للفهرس |