محليات

المزيد من عناوين محليات

جديد الأخبار

المزيد من الأخبار
  1. 1
  2. 2
  3. 3
  4. 4
  5. 5
المزيد من الأخبار

هل تعتقد ان المواقف الخليجية الأخيرة ستطال المغتربين اللبنانيين؟

جاري التصويت...

الأعداد السابقة

محليات

رئاسيات 2014 - أمين الجميّل الرئيس الذي يمتهن السياسة بحكمة الشيوخ والتبصّر في الأمور "إحياء الدولة بسيادتها الكاملة ومؤسساتها وقوانينها وقيام الدولة المدنية"


إقرأ هذا الخبر على موقع النّهار: http://newspaper.annahar.com/article/120224

"الجميّل، أمين بيار" هو عنوان السيرة الذاتية للرئيس امين الجميّل، وهو كبير آل الجميّل احدى العائلات السياسية الاساسية في تاريخ لبنان ورئيس حزب الكتائب الذي أسسه والده بيار الجميّل، وأحد ابرز المرشحين الى الرئاسة الاولى بعد تجربة سابقة أقل ما يقال فيها إنها من الاصعب بتطوراتها السياسية والعسكرية، التي ارخت نتائجها بظلها الثقيل على حاضر لبنان ومستقبله، من دون ان يستطيع الرئيس الآتي الى سدة الرئاسة بعد اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميّل أن يحقق الكثير في سعيه الى تغيير الامور واصلاحها في ما اصطلح على تسميته "مغامرة الانقاذ". ذلك ان حجم الصراع اعتباراً من عام 1975 كان أكبر من أن يستطيع أي رئيس للبنان استيعابه والعمل على مواجهته.

تبدو رئاسيات 2014 نظرياً فرصة لأمين الجميّل الذي يحمل لقب رئيس كي يحقق بعضاً مما كتبه في اطروحته "رؤية للمستقبل" التي خط عناوينها عام 1992 وكانت خلاصة تجربته في الحكم. وتختصر بـ "احياء الدولة بسيادتها الكاملة ومؤسساتها وقوانينها وقيام الدولة المدنية". لكن الجميّل، سواء اكان رئيساً للجمهورية أم رئيساً للكتائب، فهو يمتهن السياسة بحكمة الشيوخ والتبصر، وليس موقفه لحظة اغتيال ابنه البكر بيار الا دليلاً على تماسك اعصابه وصلابتها، حين وقف داعيا الجمع الحزين والثائر الى "استخلاص رمزية شهادة ولده البكر بالصلاة وإضاءة الشموع لروح الشهيد والتوقف عن اي رد فعل عدائي". فالرجل يحمل راية الحكمة والاعتدال رغم ان هذه المواقف لا تستدرج الكثير من التأييد الشعبوي. وعند اندلاع الحرب الاهلية في سوريا أخذت الحماسة بعض قوى 14 اذار الى توصيف ما يجري في درعا وغيرها بقصف القوات السورية للاشرفية وزحلة ابان المواجهات بين الاحتلال السوري و "الجبهة اللبنانية"، لكن الجميّل أصر على موقفه بضرورة تحييد لبنان عن النزاعات والتبصر في عاقبة ما يجري من تطورات "لأن على السوريين ان يقرروا مصيرهم بأيديهم وليس لنا أن نقرر عنهم".
تملأ السيرة الشخصية للجميل صفحات كثيرة تبدأ من بكفيا ولا تنتهي في الصيفي او قصر بعبدا. وهو يفضل التعتيم على مرحلة الحرب الا ان صورته وهو يقود الهجوم المعاكس على جبهة شكا – البترون بعدما اجتاحتها التنظيمات الفلسطينية المسلحة موجودة في كل منشورات الكتائب الدعائية. وإنجازه الاكبر خلال سني الحرب كان مركز "بيت المستقبل" الذي كان احد اكبر مراكز التوثيق والمعلومات في الشرق الاوسط، ويجهد الجميّل اليوم لإعادة اطلاقه وتفعيل نشاطاته بالتعاون مع جهات اكاديمية عدة.

رئيس محّاصر
كُتب الكثير عن عهد الجميّل، لكن القراءة الهادئة لما تم نشره وتعميمه على اساس انه قرينة اتهام ضده لا يراه البعض من المقربين منه الا صراعاً حقيقياً بين مدرسة متطرفة وراديكالية لا ترى عاقبة الامور ونتائجها على المستوى اللبناني والمسيحي، وبين حكمة أمين الجميّل ورؤيته الى لبنان ومستقبله، اضافة الى التزام تعاليم والده بيار الجميّل الذي رحل وهو يوصي بالحفاظ على الصيغة والابتعاد عن الخيارات المتطرفة. اضافة الى ذلك ورث امين الجميّل تركة ثقيلة تتمثل في احتلال اسرائيلي وصل الى مداخل قصر بعبدا، واحتلال سوري مديد يشرف مباشرة على مقره وبيته في بكفيا، الى أزمة داخلية كيانية لبنانية لم تنته فصولها الى اليوم. وحتى اتفاق 17 ايار 1983 الذي حظي بغطاء دولي وعربي انتهى الى دوامة شروط اسرائيلية وسورية متبادلة ونزاعات دموية لبنانية دفعت الجميّل الى الغاء الاتفاق واعتباره كأنه لم يكن. ولا يزال تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي آرييل شارون بأن يبقى الجميّل حاكماً على قصر بعبدا فقط ماثلاً في الاذهان. وهكذا عملت اسرائيل على تهجير المسيحيين من الشوف وعاليه وشرق صيدا. وسيطرت الميليشيات على بيروت الغربية تحت عناوين مختلفة اظهرت الايام تفاصيلها وخفاياها وخصوصاً ما كتبه الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي في مذكراته.
توجه الجميّل الى دمشق آملاً في وقف الحروب الداخلية واحلال الامن وتحقيق التوافق على الاصلاحات السياسية، وتوصل مؤتمرا الحوار الوطني في جنيف 1983 ولوزان 1984 الى اصلاحات عدة وبرنامج، يقول الجميّل إنه سبق اتفاق الطائف وتميز عنه بأنه حافظ على السلطة الاجرائية بيد رئيس الجمهورية بمشاركة الحكومة والوزراء، لكن التسوية لم تعش طويلاً لأن القرار السيادي بقي منوطاً برئيس الجمهورية وهذا ما لم يكن مطلوباً.
"لا يمكن مقارنة تجربة عهد الجميّل مع اي تجربة رئاسية في العالم، ولا يحسد الجميّل على رئاسته تلك"، على ما يقول العارفون بأحوال تلك المرحلة. لكن لا الترغيب والترهيب الاسرائيلي ولا التهديد والمراوغة السورية خلال اثنتي عشرة قمة لبنانية – سورية زحزحت الجميّل عن مواقفه. وانتهت الامور بنصيحة من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع آنذاك الى وزير الخارجية اللبناني ايلي سالم بما معناه: "دعك من الكلام على استقلال لبنان. ان الظروف تقضي بأن يتخلى لبنان عن استقلاله". وهذا ما لم يكن ليرضى به ابن بيار الجميّل.

المنفى ولا الفتنة
أنجز الجميّل اموراً عدة رغم الأزمات التي لاحقت عهده، منها تطوير الجامعة اللبنانية واطلاق جملة مشاريع اقتصادية واجتماعية، لكن الاهم انه أمضى السنتين الاخيرتين من عهده عاملاً على تهدئة الاحوال بين قائد الجيش ميشال عون وقائد ميليشيا "القوات اللبنانية" سمير جعجع. واقتضى الامر ان يتدخل شخصياً محذراً الطرفين من ان نزاعهما يعني هزيمة الدور المسيحي واستباحته. لكن الفريقين سارعا الى الاتفاق موقتاً معاً بعدما طرح الاميركيون والنظام السوري معادلة: "إما النائب مخايل الضاهر وإما الفراغ". وقبيل منتصف ليل 22 ايلول 1988، وبعد محاولات عدة لتشكيل حكومة جامعة وقبل انتهاء ولايته بدقائق، وقع الرئيس امين الجميّل مرسوماً بتشكيل حكومة سداسية انتقالية من قائد الجيش العماد ميشال عون واعضاء المجلس العسكري لمنع الفراغ الدستوري وتأمين انتقال سليم للسلطة.
لم تطل إقامة الجميّل في لبنان بعد انتهاء عهده، اذ جاء من يهدده بأن يترك لبنان. وما ان غادر حتى اطبقت ميليشيا "القوات" على منطقة المتن بالدبابات والمسلحين وعمدت الى احتلال بيوت الكتائب واعتقال الناشطين الذين طلب منهم الجميّل تسليم السلاح منعاً للفتنة بين المسيحيين. لكن الفتنة وقعت تحت عنوان "اتفاق الطائف" وتحققت توقعات الجميّل ورزح لبنان 15 عاماً تحت نير الاحتلال السوري، وأصبح زعماء الموارنة اما منفيين او سجناء او شهداء كما في حالة رئيس الوطنيين الاحرار داني كميل شمعون وعائلته. لم ينصرف الى كتابة مذكراته بل الى نشاط محموم لتنظيم فروع الكتائب والانتشار اللبناني في العالم، ومحاولة تنظيم المعارضة اللبنانية التي كان يعمل لها دوري شمعون وجبران تويني وغيرهما. أما على المستوى الشخصي فقد عمل عقب انتهاء ولايته على مجالات التخصص الاكاديمي مع صروح عدة ابرزها جامعة هارفرد الشهيرة. وعندما عاد الى لبنان عام 2000 اخذت الامور تسير في منحى واحد هو ازاحة الاحتلال السوري عن لبنان، الامر الذي تحقق عام 2005.

شعارات الكتائب التاريخية
يردد الجميّل ان الكتائب هي 14 آذار واساسها وان الشعارات التي رفعها الكتائب في الحرية والسيادة والاستقلال و "لبنان اولاً" هي شعارات الكتائبيين منذ تأسيس الحزب، وأن ما حاول الجميّل تحقيقه خلال عهده من انسحاب الاحتلالات واحياء المؤسسات ووحدانية سلاح الجيش اللبناني كان سابقاً لأوانه بثلاثين عاماً. والامور لم تتغير كثيراً برأيه، فمن المفروض تسوية البعد الخارجي للازمة من خلال ديبلوماسية متحركة تعمل على معالجة القضايا المختلفة ومنها سلاح "حزب الله" والتدخل الايراني. وبرأيه ان الحياد يعطي دوراً حضارياً للبنان على مستوى المنطقة والعالم. وفي رؤية الجميّل ان "اعلان بعبدا" يؤكد صوابية نهجه وخصوصاً في الملف السوري "حيث كان يجب على الجميع عدم التدخل وتخريب بلادنا لأن تقرير مصير سوريا يتحمل مسؤوليته السوريون".
على جدول اعمال الرئيس المنتخب ايضاً اعادة تشكيل الادارة اللبنانية "لأنها الحجر الاساس في النمو والازدهار ورفاهية الشعب للخروج من منطق العداء بين الدولة والمواطنين، واللامركزية الادارية تدخل في هذا الاطار". لكن كل هذه الامور تبقى منوطة بالتطورات، فالجميّل يؤكد أنه لم يترشح حتى الساعة وهو ليس على عجلة من أمره والامور تحتاج الى الصبر والتروي والحكمة.

pierre.atallah@annahar.com,lb

سيرة ذاتية

¶ ولد في بكفيا في 22 كانون الثاني 1942.
¶ درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ونال الاجازة عام 1965.
¶ انتسب الى حزب الكتائب اللبنانية عام 1960.
¶ انتخب نائباً عن المتن في الانتخاب الفرعي الذي جرى في كانون الاول 1970 ، وأعيد انتخابه في دورة 1972.
¶ اصبح عضواً في المكتب السياسي ورئيساً لإقليم المتن الكتائبي عام 1972.
¶ اسسس مجلة "لي ريفاي" الناطقة باللغة الفرنسية.
¶ انتسب عام 1989 الى مركز العلاقات الخارجية في جامعة هارفرد بصفة محاضر وباحث.
¶ انضم في 1998 الى الاكاديمية السياسية في جامعة ماريلاند كأستاذ محاضر.
¶ عاد الى لبنان عام 2000.
¶ دعي عام 2002 كاستاذ زائر الى جامعة باريس الرابعة – كلية جان موليه.
¶ تعرض لمحاولات اغتيال عدة ابرزها تلك التي وقعت في شباط 1975 ولاحقاً في حزيران 1979 واصيب بجروح طفيفة في وجهه. ونجا من محاولة اغتيال ثالثة عام 1984 احبطت قبل اقلاع الطائرة التي كانت ستنقله الى اليمن.
¶ يتقن العربية والفرنسية والانكليزية.
¶ متأهل من السيدة جويس تيان وله ثلاثة أبناء: بيار، نيكول وسامي النائب.
¶ له مؤلفات عدة، هي:
- الرهان الكبير.
- رؤية للمستقبل.
-Peace and Unity (Gerard’s Cross: Colin Smythe, 1986), reflections on the events in Lebanon entitled
- L’offense et le Pardon (Paris: Editions Gallimard,1988)
- Rebuilding Lebanon’s Future, published by Harvard University (C.F.I.A., 1992).
- Conférences Américaines (Jean Claude Lattés 1989)
- Democracy and Pluralism (2012)
- A Guiding Charter For Arab Democracy
(27 Janvier 2012)

محطات

النائب أمين الجميّل ممسكاً بثياب رئيس الحكومة رشيد الصلح في المجلس النيابي، داعياً اياه الى العودة الى الهيئة العامة للإستماع الى رد الكتائب على ما اتهمها به بعد حادثة 13 نيسان 1975.

¶ انتخب امين الجميّل رئيساً للجمهورية في 21 ايلول 1982 بعد استشهاد شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميّل في 14 ايلول 1982. وجاء الانتخاب بما يشبه الاجماع بـ 77 صوتاً من أصل 80 نائباً.

¶ وجه في ايلول 1983 رسالة الى الرئيس السوري حافظ الاسد يطالبه فيها بسحب الجيش السوري من لبنان.
¶ ألغى الرئيس أمين الجميّل في 5 اذار 1984 قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على اتفاق 17 أيار 1983 بين ممثلي الحكومة اللبنانية وإسرائيل ومشاركة الولايات المتحدة بصفتها شاهداً، كما قرر إلغاء هذا الاتفاق غير المبرم واعتباره باطلاً وكأنه لم يكن وإلغاء كل ما يمكن أن يكون ترتب عليه من آثار.

¶ ألغى الرئيس امين الجميّل "اتفاق القاهرة" في حزيران 1987 بعد موافقة مجلس النواب على الالغاء. يذكر ان هذا الاتفاق كان يجيز للمنظمات الفلسطينية المسلحة الاحتفاظ بسلاحها في مناطق معينة من لبنان وكان يشكل انتقاصاً من السيادة اللبنانية ودور الجيش في حماية ارضه.

¶ عاد الجميّل الى لبنان عام 2000 بعد محاولات عدة، وكان في كل مرة يتبلغ بواسطة السفير اللبناني في باريس ان عودته لن تلقى الترحيب الذي تستحقه. لكن الجميّل عاد لتستقبله في بكفيا حشود ملأت ساحاتها وشوارعها وليبدأ العمل مع قوى المعارضة اللبنانية في إطار "لقاء قرنة شهوان" ولاحقاً في "لقاء البريستول" ثم تحالف "14 اذار السيادي".

¶ عمل امين الجميّل على اعادة حزب الكتائب الذي أسسه والده الى "خطه التاريخي" وأنشأ "الحركة الاصلاحية الكتائبية". وبعد الانسحاب السوري من لبنان جرت مفاوضات أدت الى عقد "مؤتمر المصالحة والتجدد" في 12 و 13 تشرين الثاني 2005 وتشكيل قيادة مشتركة وانتخاب الجميّل رئيساً اعلى للحزب.

¶ اغتيل نجله البكر الوزير والنائب بيار الجميّل في 21 تشرين الثاني 2006 في جريمة في وضح النهار وسط منطقة المتن، ما وجه ضربة كبيرة الى طموحات الكتائب وجماهيرها التي كان الوزير الشهيد يمثل لها وجهاً جديداً وقوة استقطاب كبيرة.

قرّاء النهار يتصفّحون الآن

يلفت موقع النهار الألكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

عاجل