معارك عنيفة وقصف أمريكي على ميليشيا جيش المهدي في النجف

دارت معارك عنيفة أمس بين القوات الأميركية وميليشيا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في مدينة النجف الشيعية، حيث قصف الطيران الاميركي مواقع للمقاتلين.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان المدفعية الاميركية تقصف مواقع الميليشيا في الحي القديم قرب مقام الامام علي بينما تحلق طائرات حربية فوق القطاع.
واقتربت الدبابات الأميركية فجر أمس إلى مواقع تبعد حوالي مئتي متر عن ضريح الامام علي، حيث يتحصن عناصر الميليشيا، بعد يومين من انسحابها من هذه المواقع.
وكانت القوات الاميركية استأنفت مساء الاثنين غاراتها الجوية على النجف وسمع دوي انفجارات قوية عندما شنت القوات الاميركية هجوما على عدد كبير من المواقع حوالي الساعة , 2330بالتوقيت المحلي (, 1930تغ).  من ناحيته صرح المتحدث باسم الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بأن الصدر "ما زال في النجف ووسط جنوده ويقود المعارك ضد القوات الأمريكية التي تحاول السيطرة على المدينة القديمة وضريح الامام علي بن أبي طالب".
وقال الشيخ احمد الشيباني إن "الصدر يقود جيش المهدي في النجف والانباء التي روجتها الحكومة العراقية بشأن مغادرته المدينة ملفقة وتدعو إلى السخرية". وحول ضريح الإمام علي نفى الجيش الامريكي أن قواته استهدفت الضريح بمدينة النجف في جنوب العراق واتهم المسلحين من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالتسبب في الاضرار التي لحقت بالضريح. وجاء في بيان عسكري أمريكي أن "طاقما جويا أمريكيا شاهد مسلحين موالين لمقتدى الصدر يطلقون صاروخا من الركن الشمالي الشرقي لضريح الامام علي ارتطم بجدار الضريح وسقط على بعد عشرة أمتار تقريبا شمال الجدار". وذكر البيان أن القوات الأمريكية "لم ولن توجه نيرانها إلى ضريح الامام علي".  وأكد مصدر بالشرطة في وقت مبكر صباح أمس أن القبة الذهبية للمسجد أصيبت الاثنين.
من جهتها هددت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم (كتائب حسين الاسلامية) على شبكة الانترنت بمهاجمة القوات الأمريكية وآبار النفط العراقية في اماكن مختلفة ما لم تنسحب القوات الأمريكية من مدينة النجف في غضون  48ساعة.  وعلى الصعيد نفسه أفاد مراسل وكالة فرانس برس ان الحرس الوطني العراقي تدخل للمرة الأولى أمس في المعركة إلى جانب القوات الاميركية في وسط مدينة النجف، ما يدل على احتمال شن هجوم وشيك على الميليشيا الشيعية.
واتخذ عشرات من الحراس الوطنيين المشاة بلباسهم المرقط وخوذهم واسلحتهم الرشاشة مواقع في شارع المدينة الذي يشكل الخط الفاصل على بعد  400متر من مقام الامام علي، معقل المتمردين.
وقد اطلقوا النار مع القوات الاميركية باتجاه عناصر ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتمركزين في منازل على الجانب الآخر من الطريق، حسبما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس في المكان.
وفي البصرة خرج عشرات المسلحين الشيعة إلى شوارع المدينة في جنوب العراق ملوحين بالبنادق والقذائف الصاروخية ومطالبين القوات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بالخروج من مدينة النجف.
وذكرت قناة العربية الاخبارية ان المسلحين أقاموا ايضا حواجز طرق من الاطارات المشتعلة فيما قال شهود العيان ان افرادا من الحرس الوطني العراقي يحرسون مقر شركة نفط الجنوب في المدينة.
وفي العمارة قتل  12عراقياً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال وأصيب  54آخرون في اشتباكات جرت امس الثلاثاء بين ميليشيا "جيش المهدي"  والقوات البريطانية  كما افادت مصادر طبية.
وكان مستشفى الزهراوي اشار سابقا الى مقتل ثلاثة مدنيين واصابة
15.واوضح الطبيب مصطفى علي العامل في هذا المستشفى ان انصار الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر اطلقوا النار على قاعدة بريطانية حوالي الساعة , 1600(حوالي , 1200ت غ) فردت عليهم القوات البريطانية.
واضاف ان تبادل اطلاق النار استمر حوالي ساعتين وان ثلاث قذائف هاون سقطت على حي الجديدة الراقي.
وقال متحدث باسم الجيش البريطاني لوكالة فرانس برس "هناك على الدوام هجمات متفرقة على القوات البريطانية" وان هذه الاخيرة "من حقها الدفاع عن نفسها".
ويأتي هذا الهجوم على القاعدة العسكرية في وقت تضيق فيه القوات الاميركية الخناق على جيش المهدي في مدينة النجف المقدسة تمهيداً لاقتحامها.
وكانت العمارة شهدت منذ اسبوعين مواجهات بين انصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وبين القوات البريطانية. وتحدثت المصادر الطبية عن سقوط عشرين قتيلاً من المدنيين وعناصر الميليشيا في هذه الاشتباكات.