حاصرت أكثر من ٩ كردونات أمنية رئيسية الطرق المؤدية إلى مبنى وزارة الداخلية وسط القاهرة، وأغلقت الشوارع التى تقود إليه وحشدت عند كل كردون العشرات من مجندى الأمن المركزى، فى ٤ صفوف متتالية، خلف «حواجز أمنية» وأمام كل كردون نحو ٥٠ من أفراد الشرطة بالملابس المدنية وفى أيديهم هراوات وعصى خشبية وخراطيم، يقوم كل منهم بلفها حول قبضة يده ويتأهب لمهاجمة من يقترب، وبجوارهم قيادات أمنية تتراوح الرتب فيها من نقيب إلى لواء وخلفهم عربات ومدرعات الأمن التى ينطلق من بعضها قنابل مسيلة للدموع.

ووقف أول هذه الكمائن عند تقاطع شارعى مجلس الشعب وقصر العينى وإلى جواره كمين آخر عند تقاطع شارعى قصر العينى وشارع الجامعة الأمريكية وعند تقاطع قصر العينى مع شارع مجلس الوزراء، ولا يختلف الأمر كثيراً عند الشوارع المتفرعة من باب اللوق إلى وزارة الداخلية وشارع المنصور محمد وميدان لاظوغلى القريب من وزارة العدل.

وإلى جوار بعض تلك الكمائن تبدو الحياة عادية خاصة فى منطقة حى عابدين وأزقته وحواريه الضيقة، فالعمال والصنايعية يواصلون عملهم فى ورش السمكرة والدكو والموبيليا وإصلاح السيارات وهم يتابعون الأخبار عبر الفضائيات.

فى السياق نفسه، خرج ما يقرب من ١٠٠٠ مصل من مسجد الشيخ على يوسف بالمنيرة «السيدة زينب» بعد صلاة الجمعة ورفعوا لافتات ورددوا الهتافات ضد النظام، وبدأ المتظاهرون مسيرتهم بشارع المبتديان وخرجوا من أحد الشوارع الجانبية إلى شارع قصر العينى، ورفض بعضهم التصوير من خلال الصحفيين، وقالوا إن وجودها سوف تسجل لدى رجال الأمن وأنهم يعبرون عن المعاناة التى يعيشون فيها.

واستكمل المتظاهرون مسيرتهم حاملين عبوات المياه الغازية وقاموا بغسل وجوههم بها عندما قامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وأصر المتظاهرين على وقوفهم أمام مجلس الشعب، وأثناء التظاهر ظهر عدد جديد من المتظاهرين قادمون من أمام مستشفى قصر العينى، وانضموا إلى بعضهم وطلبوا من سكان العقارات فى شارع قصر العينى الانضمام إليهم وظلوا يرددون الهتافات «محدش يوقف يتفرج.. كلنا الشعب».

وحمل أحد المتظاهرين شنطة من البلاستيك بها أعلام مصر وظل يوزعها على المتظاهرين وقال إنه علم بالمظاهرة التى سوف يتم تحريكها بعد صلاة الجمعة، وجهز علم مصر لتوزيعه على المواطنين.

وخصص إمام مسجد السيدة زينب خطبة الجمعة لحث المصلين على طاعة ولى الأمر، وعدم الإساءة إليه أو التجاوز ضده، وأشار فى الخطبة أكثر من مرة إلى الحديث النبوى الشريف «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وعقب انتهاء الصلاة وقف المصلون على الأرصفة المحيطة بالمسجد، وقبل أن يتجهوا إلى شارع خيرت اعترضتهم قوات الأمن المركزى، ولم تسمح لهم بالعودة للسير فى اتجاه شارع السد، واضطر عدد كبير من المواطنين لمغادرة المكان إلى الشوارع الجانبية باستثناء الشوارع المؤدية للمبانى الحيوية مثل مجلس الوزراء ومجلس الشعب ووزارات الداخلية والصحة والعدل.