الصفحة الرئيسية
الصفحة الاولى
استراحة مجاهد
الافتتاحية
ما لا يقال
ملفات
سياسية
محليات
تحقيقات
قضايا وحوارات
شؤون تربوية
ثقافية
بين قوسين
اقتصادية
مقالات و اراء
خارج النص
كاريكاتير
متابعات
رياضة
الصفحة الاخيرة




kaadesign


ثقافية: الفنان العراقي الراحل سليم البصري

 

 
ممثل عراقي من البصرة. قام بأداء أدوار كوميدية حققت له شهرة كبيرة في العراق. من أشهر أدواره مسلسل "تحت موس الحلاق". وهواهم

فنان وكاتب في الدراما العراقية (الكوميدية) لانه يكتب بصدق ويمس شغاف القلب ويقترب من هموم الناس على نحو يثير الاعجاب. ولد الفنان سليم البصري (سليم عبدالكريم) عام 1926 بمحلة البتاويين، وانه لم يحمل من البصرة غير لقبه وطيبته. دخل كلية الاداب والعلوم عام 1950 وتخرج منها في 1954 قسم اللغة العربية وكان من اساتذته انذاك (الاساتذة جبرا ابراهيم جبرا، جميل سعيد، عبدالعزيز الدوري الذي كان عميد الكلية في وقتها). وزامله في دراسته كل من (عبدالرحمن سعيد، حياة جميل حافظ ، رؤوف جميل الواعظ والسيدة لطيفة العبيدي التي تزوجها فيما بعد وولدت له اربعة اولاد، اثنان منهما يعيشان حاليا في انكلترا. التحق الفنان سليم البصري بأول فرقة اهلية للتمثيل عام 1942 وكان مقرها قرب ساحة الرصافي الحالية في بغداد. قدم فيها الفنان سليم البصري عدة اعمال مسرحية كان اهمها الصحراء ليوسف وهبي ومثل فيها احد الشيوخ الثائرين وتم عرضها في سينما علاء الدين (آنذاك). أنقطع الفنان سليم البصري عن التمثيل بين عامي 1944- 1948 ثم عاد ليقدم مسرحية (سليم البصري في ساحة التدريب). بعدها اصبح الفنان سليم البصري رئيس المسرح الجامعي في كلية الاداب في بغداد وخلالها قام بتقديم اعداد كبيرة من المسرحيات و التمثيليات نذكر منها (فنان رغما عنه) أنتقد فيها المذاهب الحديثة في الرسم. عام 1961 أتجه الفنان الى الكتابة عن حياة المحلة البغدادية القديمة لتعايشه و اندماجه في مجتمعه البغدادي. وكانت نتيجة هذا التعايش و الخبرة الطويلة الخروج برائيته التي طبعت اسمها في ذاكرة العراقيين في مسلسل (تحت موس الحلاق) الذي قام بالتمثيل فيها بدور الحجي راضي و اخرجها حينها المخرج العراقي عمانؤيل رسام (ع.ن.ر). المسلسل كان ذو نزعة انتقادية هادفة تناولت حياة الانسان العراقي في وقته و موضوع محو الامية. قبل البدء بالكتابة عن حقيقة وفاة الفنان سليم البصري الذي عرف بشخصية (حجي راضي) من خلال المسلسل المعروف (تحت موس الحلاق) لابد لي من القول أنني كتبت مئات المقالات ضد الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصدامي في صحف المعارضة العراقية قبل سقوط النظام الصدامي وواصلت موقفي المعارض للنظام الصدامي والفاضح لجرائمه الدموية وحينما أكتب عن حقيقة وفاة الفنان سليم البصري لا يعني أنني أدافع عن ذاك النظام، لكنني أعتقد أن حقيقة وفاة فنان كبير مثل سليم البصري لابد لها من أن تروى كما حصلت حماية للتاريخ الفني. قرأت لقاء أجراه السيد باسل الجبوري من لندن لموقع "ايلاف" الألكتروني مع الفنان حمودي الحارثي (عبوسي) وفيه فقرة تخص وفاة الفنان سليم البصري وقد وجدت أن ماذكره الحارثي في هذه الفقرة لا يمت الى الحقيقة بصلة مطلقا فقد مات الرجل بين يدي أثناء نقله من بيته في حي البنوك الى مستشفى النعمان في الأعظمية نتيجة جلطة قلبية ( عمره كان على ما أذكر 73 أو 74 ) وقد حاول أطباء المستشفى انقاذ حياته بجهد كبير، لكن أجله كان أسرع وقد كانت وفاته طبيعية. حصلت وفاة الفنان البصري ما بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر ليلا، إذ اتصل البصري بهاتف مكتب صديقي وصديقه السيد محسن كعيد (أبو محمد) من سكنة حي البنوك حيث كنت جالسا هناك وقمت بالرد على الهاتف وما زلت أتذكر صوت البصري حينما قال لي بلهجته البغدادية الأصيلة: "أبو سنان ألحكني دا أموت" وقد سارعت وصديقي أبو محمد لنقله الى المستشفى. وأذكر جيدا أن البصري كان قد زارنا في مكتب (أبو محمد) في عصر يوم وفاته مع صديقه الأقرب (أبو رعد) وهذه الزيارة حصلت بعد انقطاعه عن زيارتنا لمدة ثلاثة أيام نتيجة تعرضه لوعكة صحية وأذكر أنه طلب من (أبو رعد) أن يأخذه في جولة بسيارته الى شارع الرشيد ومناطق أخرى في بغداد. وللحقيقة فان المرحوم سليم البصري لم يلتق بالفنان حمودي الحارثي قبل وفاته لمدة طويلة وأنا على يقين من ذلك لأنني كنت ألتقيه كل يوم مع مجموعة من أصدقائه في حي البنوك وكنت أوصله الى بيته بسيارتي في نهاية الجلسة ، لكنني أذكر أن الحارثي حضر الى بيته بعد الوفاة ، فضلا عن الفنان صادق علي شاهين وآخرين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وقد حاول الفنان داود القيسي نقيب الفنانين في ذلك الوقت (قتل بعد سقوط النظام) تشييع الفنان سليم البصري تشييعا رسميا بعد استحصال موافقة وزير الثقافة والاعلام، لكن زوجة البصري وابن شقيقه (على ما أذكر) رفضا العرض لأن القيسي طلب منهما ارجاع جثمانه الى ثلاجة المستشفى على أن يتم التشييع في اليوم الثاني، وأصرا على دفنه في نفس اليوم. أما عن موقفه من النظام الصدامي فقد كان حقا يلعن صدام كل يوم وأذكر أنه اتفق في جلسة كنت حاضرا فيها جمعته بالفنان الكبير رضا الشاطىء الذي كان في زيارة قصيرة الى بغداد بعد أن هاجر الى السويد، والأستاذ فخري الزبيدي على عمل فني يكتبه البصري ويشارك في تمثيله مع رضا الشاطىء وأن فكرة العمل تتجسد حول شخصية دكتاتور ضيع ثروات بلده بحروب خاسرة وشرَد وجوَع أبناء شعبه. وجدت من المهم أن أكتب القصة الحقيقية لوفاة فنان الشعب سليم البصري لاستغرابي أولا من الهدف الذي يريد الحارثي الوصول اليه، لاسيما أنه يذكر هذه القصة بعد سقوط النظام، إذ كان الأجدر به أن يذكرها قبل سقوط النظام لو كان هدفه فضح النظام السابق، أما ثانيا فأنني أجد أن حقيقة وفاة فنان كبير مثل سليم البصري يجب أن تروى كما حصلت حماية للتاريخ الفني. أخيرا.. أضع بين يدي القراء ما ذكره الفنان حمودي الحارثي حول وفاة الفنان سليم البصري في اللقاء المذكور. سليم البصري مات مسموماً "زميلي المرحوم سليم البصري كان من الاكراد الفيلية واوشك ان يتم تهجيره الى خارج العراق باعتباره "تبعية. في احيان كثيرة كان لايستطيع الامساك بلسانه في شتم النظام سراً. وذات يوم دعينا الى وليمة. بعد ربع ساعة من تناوله شراباً، اشتكى سليم البصري من ألم شديد في معدته. لم تمض ساعات الا وفارق الحياة. وعندما سألته ان هذا ليس دليلاً على وجود عمل جرمي، اجاب ان المرحوم سليم كان قد ترك حزب البعث الحاكم لتوه، بعد سبع سنوات من العضوية الشكلية فيه، ثم انه كان يكيل الشتائم للنظام ولصدام شخصياً في مجالسه الخاصة. بالتأكيد ان احدهم نقل الكلام، وما اكثر الجواسيس الذين زرعهم النظام في كل مكان. جثة الفقيد لم تشرح وبالتالي، ان كان هذا صحيحاً، فإن الوحيد الذي يستطيع حل اللغز هو الشخص الذي دس السم له في تلك الجلسة. اسهامات سليم البصري في السينما العراقية فيلم اوراق الخريف نهاية عام (1963 ) اخراج : حكمت لبيب. " فيلم فائق يتزوج عام 1984 اخراج الراحل : إبراهيم عبد الجليل. " فيلم (عمارة 13) اخراج الراحل : صاحب حداد . " العربة والحصان من اخراج الفنان السوري : محمد منير فنري اسهامات سليم البصري في التلفزيون العراقي نجح ثنائي(الحارثي والبصري) ايما نجاح لاسيما في مسلسلها الرائع (تحت موس الحلاق) إذ حققا فيه شعبية منقطعة النظير لكنهما لم ينجحا في مسلسل اخرجه (عبوسي) بعد عودته من القاهرة حاملا معه شهادة الماجستير في السينما! إذ اخفق اخفاقا كبيرا.. وكان صدمه للجمهور ولعبوسي نفسه ولحجي راضي أيضا الذي (على ما يبدو) انه جامل عبوسي في هذا العمل ومثل معه فيه.. وهو أول عمل اخراجي ل حمودي الحارثي في التلفزيون.. وكانت الاخيرة أيضا!! بعدما سمعنا انه حصل على شهادة الدكتوراه أيضا..!! والغريب انهما لم يعودا إلى مسلسل تحت موس الحلاق أو إلى عمل فني اخر بل انفصم هذا الثنائي الناجح. ثم تغرب عبوسي خارج القطر ولم يعرف السبب وراء تلك الغربة.. البعض قال انه موقف سياسي والآخر قال انه ذهب إلى العمل. من غرائب الفنان سليم البصري يقول الفنان راسم الجميلي: تصور ان اداء الفنان القدير سليم البصري كان يوهمنا في أحيان كثيرة بانه حقيقة.. في مشهد السلَم مع سهام السبتي كان (سكرانا) بل حتى السكران لا يمثل المشهد بهذه التلقائية والعفوية. حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري فنان بنكهة ونكتة عراقية صرفة أمتع العراقيين حتى أمست نوادره تدور على كل لسان مثل الأمثال، فقد جسد بموهبتة الفطرية والعفوية العراقية صورة لا تمحى فطرتها الطيبة والدماثة والإيثار الاجتماعي والحس المرهف وكانت هزليته تعكس توق عراقي للمرح الملتزم .. الفنان حمودي الحارثي الذي عرفه الجمهور بشخصية "عبوسي" الشخصية التي كرستها ملامحه الطيبة وهيئته و تصرفاته التي كانت تتماهى وتسترسل بإنسياب بين صوبي وعالمي الفن والحياة العامة. في اول حضور له لشارع المتنبي يوم الجمعة تفاجأ الحارثي بأهتمام المثقفين والأدباء وباعة الكتب والناس البسطاء بالسؤال عن صحته والتقاط الصور العديدة معه في مقهى الشابندر طلبت منه التقيته في شارع المتنبي واخبرته ان اجري حواراً معه في فرحب بالفكرة قائلاً ها أنت من المئات تسحبني الى وفاء حبك فدخلنا مقهى الشابندر وقد فوجىء الجالسون في المقهى بوجود الفنان حمودي الحارثي فبين السلام عليه وتقبيله والتقاط الصور معه التي اخذت وقتاً طويلاً مما اضطرنا الى الأعتكاف في زاوية في المقهى رغم ذلك لم يستطع الفنان الحارثي التخلص من الاسئلة من محبيه وعشاقه ، حبيبي يامازن أنت شاهدت بام عينيك فرح العراقيين ومحبتهم ورأيت كيف أستقبلني الجالسون في مقهى الشابندر التي أعيد بنائها لقد أحتفل الجالسون بك يامازن قبل ان يحتفلوا بي وهذا يرجع الى أنك صحفي وشخص مؤثر ومثقف وأهنئ الصحافة العراقية بأن تكون أحد أفرادها لأنك أنسان نبيل لما سمعته عنك وماقدمته لصديقي الرائد زهير القيسي ،أنظر ياصديقي هذا هو جمهوري يمكنك نقله بتجرد وموضوعية الى القاريء،هذا هو نتاج مسلسل تحت موس الحلاق الذي قدمه وكتب حواره الراحل الكبير سليم البصري ،أنني أسميه من هذه اللحظة سليم البغدادي لأنه أروع من كتب حواراً بغدادياً أصيلاً.. وقد ذهلت من ذاكرة الحارثي حيث تعرف على العديد من الشخصيات الموجودة في المقهى كيف ودعت سليم البصري أستقبلت مكالمة هاتفية في الساعة الخامسة صباحاً نبا أن البصري نقل الى مستشفى النعمان فهرعت مسرعاً الى بيته وصلت الساعة السادسة صباحاً،لم أر البصري في البيت قالت لي زوجته أنه في المستشفى قد مات ،حاولت أن أذهب الى المستشفى لكن زوجته أخبرتني أن الجنازة في طريقها الى البيت وبقيت أنتظر،طلبت من زوجته أن تفتح باب البيت أو الكراج قالت لي حمودي روحوا ادفنوه ، قلت لها بزجر وفتحت الباب أنا وزوجة صديقه ابو رعد الساعدي التي كانت تبكي دماً عليه ،فتحنا الباب بالقوة وأدخلنا الجنازة الى الصالة،ووصل بعد ساعة نقيب الفنانين في وقتها الفنان داوود القيسي وراسم الجميلي وخليل الرفاعي ورضا الشاطئ واولاد صديقه الفنان الراحل طعمةالتميمي وأخيرأوصل صادق علي شاهين وهناك أحد طلبة الأكاديمية وبعدها وصل أبن أخيه عباس،هؤلاء فقط وجمهرة من الناس الطيبين كانوا موجودون ,اذكر أني سألت زوجة البصري عن أبنتيهما أية واراك فقالت أنهما عند خالتهم في منطقة المأمون لكن أم محمد تغير لون وجهها وتلعثمت بالكلام وعرفت أن ابنتي البصري موجودتين في الغرفة وأمهما أقفلت عليهن بالقفل،أحد الملالي من مدينة القاهرة جاء لكي يقرأ على روحه الطاهرة وأخبرت زوجته أنه يجب تغسيله وتكفينه ونعود به الى البيت لنقدم العزاء وفي هذه الأثناء حاول داود القيسي أن يتحدث مع وزير الأعلام هاتفياً كي نؤجل دفنه الى وقت العصر لكن جاء الخبر أنه يجب أن يدفن.. أنقل لك يامازن صورة مؤلمة طلبت من زوجته شرشف لكي أغطي جثمانه فأذا بها تحضر لي شرشف قديم من أرجوحة الحديقة وكان ممزق ومبلل فرميته بوجهها ،فذهبت الى عباءته السوداء المطرزة التي أهداها له يونس الطائي صاحب سفريات أطلس فوضعتها على النعش وأنزلت صورته المؤطرة والوحيدة من الحائط ووضعتها على السيارة التي حملت جثمانه وعندما عرفت أحدى النساء بموضوع الشرشف القديم كفرت بكل القيم وأحضرت درزن شراشف جديدة. *هل شًيع رسمياً؟ وضعناه على سيارة أجرة وركبت أنا في صدر السيارة والأخت الغالية أم محمد في الخلف وابن أخيه عباس ،ومشينا من البيت ولم يمش معنا من هؤلاء الفنانين أحد جميعهم كان لديهم سيارات خطوة واحدة لم يشيعوه فقط أمام البيت،هذه هي الحقيقة وقد طلب البصري أن يدفن الى جوار شقيقته في النجف في وصيته،وكنت آخر من وارى التراب فوق جسده، ويمكننا يامازن أن نزور القبر سوية وسوف أكشف لك عن أشياء أخرى فيما بعد،أقيم للبصري مجلس عزاء في جامع أبن بنية لمدة 3 أيام حضر العديد من الوزراء والمسؤولين ،لكن لم يصور هذا المجلس وقد قدموا لي الوزراء التعازي بحرارة سوى وزير الأعلام عندما صافحته بشكل اعتيادي شعر بذلك.

 

 


 صفحة للطباعة صفحة للطباعة

 أرسل هذا الخبر لصديق أرسل هذا الخبر لصديق


· البحث في اخبار ثقافية
· البحث في اخبار جميع الصفحات


أكثر خبر قراءة في ثقافية:
الرومنطيقية

© جميع الحقوق محفوظة لجريدة البينة 2005