هدى سلطان.. الحياة في ظل 5 زيجات فاشلة
هناء البنهاوي (القاهرة)
ودعت ساحة الفن العربي الفنانة القديرة سلطانة الغناء والتمثيل هدى سلطان التي وفاتها المنية أول أمس بمنزلها بالهرم إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية لتفارق الحياة عن عمر يناهز واحد اوثمانين عاما، فيما شيعت جنازتها ظهر أمس من مسجد الصباح بجوار منزلها بالهرم. جاء رحيل هدى سلطان بعد مرور ثلاثة أسابيع على وفاة ابنتها مها.
ولدت وترعرعت هدى سلطان واسمها الحقيقي بهيجة عبد السلام عبد العال في 15/8/1925 في مدينة طنطا ونشأت مع شقيقها الراحل محمد فوزي الذي عشقت الفن من خلاله فكانت تردد أغانيه الناجحة في بواكير الطفولة والصبا ، مما حفزها لاحقا علي ان تتدرب على الغناء وكان لها ما كانت تحلم به حيث قام بتدريبها الملحن أحمد عبد القادر لتدخل فضاء الأغنية العربية وتعتمدها الإذاعة المصرية في زمن يموج بأساطين الغناء. ورغم رحلتها الغنائية الطويلة فسيظل أروع ما شدت به هي أغنية «يا ضاربين الودع» التي لحنها لها شقيقها محمد فوزي.
انطلاقة سينمائية
ومن بوابة الإذاعة خاصة في برنامج أضواء المدينة الذي أبرز قدرات هدى سلطان الفنية، كان اكتشاف المنتج السينمائي جبرائيل ملحمي لها ليقدمها الى السينما لتعلب العشرات من البطولات السينمائية في أوج ازدهار السينما المصرية بنجمات الأداء التمثيلي أمثال فاتن حمامة، وماجدة، مريم فخر الدين وغيرهن ويكتشفها المخرج نيازي مصطفى في تجاربها الأولى حيث قدمت خلالها أفلام «ست الحسن» و «حميدو» و «جعلوني مجرما». وتتطور تجربة هدى سلطان وتدخل مرحلة النضج السينمائي في أفلام «السكرية»، «حياتي هي الثمن»، «شيء في صدري». ولكن يظل فيلم «امرأة على الطريق» هو البداية الحقيقة لتألق هدى سلطان سينمائيا، وتواصلت عبقريتها في افلام «عودة الابن الضال» و «تاكسي الغرام» و «فتوات الحسينية» و «رصيف نمرة خمسة» و«شلة الأنس». وتكشف تجربة هدى سلطان الإنسانية والفنية عن تمتع شخصيتها بذكاء حاد مكنها من التمتع لاحقا بالاختيار الدقيق لأعمالها الفنية بعد تجاوز مرحلة البدايات.
نجومية تليفزيونية
كما تجلى ذكاء الفنانة الراحلة في القدرة على التحول والتكيف مع الأوضاع وتحويلها لصالح طاقتها الفنية، ففي التلفزيون حققت نجومية كبرى وتفوقت على نفسها خاصة في تجسيدها شخصية الأم بعبقرية غير مسبوقة في عشرات البطولات السينمائية كما في «زينب والعرش» «الوتد» و «الليل وأخره» و «أرابيسك» و «على الزيبق» و «أحلام البنات» فيما كانت آخر ما قدمته على الشاشة الصغيرة مسلسل «للثروة حسابات أخري» أمام صلاح السعدني. والعطاء الفني الممتد لهدى سلطان لم يقتصر على الغناء والتمثيل للسينما والتليفزيون ، بل امتد أيضا لفضاء المسرح فقدمت على خشبته العديد من الأعمال المهمة منها «وداد الغـزية» و «باي باي» و «آه من حلاوتها» و «8 نساء» و «مجنون بطة» و «دبابيس» و «تمر حنة» و «الملاك الأزرق».
تكريمها فنيا
وقد توجت رحلة عطاء الفنانة القديرة الرا حلة بالعديد من مظاهر التقدير والاحتفاء من خلال العديد من الجوائز التي حصدتها. أما رحلة هدى سلطان الإنسانية فقد شهدت تحولات هي الأخرى أسوة بتحولات حياتها الفنية، فقد تزوجت خمس مرات واعترفت هدى سلطان انها كانت زيجات فاشلة.
قالوا عنها
الفنان صلاح السعدني: يقول شاركت «أمي» في الفن هدى سلطان في العديد من الأعمال الدرامية ولايمكنني وصف ما اشعر به من حزن لفقدها ليس فقط لانها فنانة قديرة من طراز فريد ولكن أيضا لدفئها الإنساني. الفنانة سميحة أيوب قالت فقدت برحيلها رفيقة مشوار فني طويل وعريض مليء بالإبداع الفني والإخلاص والصدق الإنساني. الفنان عزت العلايلي قال بدوره من كل قلبي أدعو المولى عز وجل ان يجعل مثواها الجنة فقد كانت نموذجا إنسانيا فريدا. وقال الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين: فقدنا فنانة نادر ظهورها في الأجيال الفنية فقد كانت مثالا عظيما للصدق الإنساني والإخلاص في العمل. اما الموسيقار حسن أبو السعود نقيب الموسيقيين فأكد أن خسارتنا فادحة برحيل هدى سلطان التي أعتبرها آخر أجمل أصوات الغناء العربي الأصيل.
أضف تعليقك