|
المكتبة السكيرجية التجانية--> مؤلفات العلامة سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه--> كتاب: رفع النقاب الربع الرابع --> بشارة الجاني |
|
Copyright © Cheikh-skiredj.com tous
droits réservés
|
|
و نصها مع طولها :
نَضَحَتْ بِغَيْثِ الحُبِّ عيْنَ جَنَانِي = حُورًا تَبَدَّتْ مِنْ رِيَاضِ جِنَانِ
جَنَّتْ ذَوَائِبُهَا فَكَانَتْ جُنَّتِي = فِيهَا تَقَوَّى فِي الغَرَامِ جُنَانِي
وَ جَلَتْ لَنَا مِنْ تَحْتِ غَيْهَبِ جَعْرِهَا = فَجْرًا فَأَجْلَى ظُلْمَةَ الأَحْزَانِ
وَ نَفَى غُرُورِي حُسْنُ غُرَّتِهَا فَلَمْ = أَجْنَحْ إِلَى الأَغْيَارِ طُولَ زَمَانِي
بَهَرَتْ بِطَلْعَتِهَا العُقُولَ كَأَنَّهَا = شَمْسُ الضُّحَى فِي طَالِعِ المِيزَانِ
وَ شَدَتْ لِتُهْدِي البِشْرَ عِنْدَ بُرُوزِهَا…= بِنَسِيبِ شِعْرٍ كَامِلِ المِيزَانِ
غَنَّتْ فَأَغْنَتْ عَنْ مَثَانِي مَعْ غَوَا = نِي فِي مَغَانِيهَا بِحُسْنِ أَغَانِي
فَسَبَتْ عُقُولَ السَّامِعِينَ بِصَوْتِهَا = مُذْ أَرَّقَتْ بِمُوَفَّقِ الأَلْحَانِ
وَ تَعَرْبَدَتْ طَرَبًا كَأَنَّ الرَّاحَ قَدْ = عَبَثَتْ بِجَوْهَرِ عَقْلِهَا فِي الحَانِ
هَبَّ الصَّبَا سَحَرًا وَ كَانَتْ فِي الصِّبَا = فَتَمَايَلَتْ تِيهًا كَغُصْنِ البَانِ
فَأَبَادَتِ الأَحْشَا بِذَاكَ وَ هَدَّمَتْ = مِنْ رُكْنِ صَبْرِي مَا بَنَاهُ البَانِي
لَمَّا دَرَتْ أنِّي بِهَا مُضْنًى وَ قَدْ = مَزَجَ الإِلَهُ بِحُبِّهَا أَلْبَانِي
عَمَدَتْ لإِتْلاَفِ الفُؤَادِ وَ أَرْسَلَتْ = سُمْرَ القَنَا مِنْ طَرْفِهَا الفَتَّانِ
فَلِذَا تَرَى مُقَلِي عَلَى مَرِّ المَدَا = مَغْمُورَةً فِي دَمْعِهَا الهَتَّانِ
وَ لِذَا تَرَى فِكْرِي إِذًا مُتَحَيِّرًا = فِي وَصْفِهَا فَغَدَا يَقُولُ لِسَانِي
عَجَبًا لِقَامَةِ قَدِّهَا المَيَّاسِ إِذْ = فِي اللِّينِ تُخْجِلُ سَائِرَ الأَغْصَانِ
عَجَبًا لِلَيْلِ شُعُورِهَا وَ نَهَارِ مُشْرِ = قِ وَجْهِهَا كَيْفَ الْتَقَى الضِّدَانِ
وَ لِفَاتِكِ الأَلْحَاظِ مِنْهَا كَيْفَ أَذْ = عَنَ وَ انْحَنَى لِمُزَجِّجِ الحُجْبَانِ
وَ لِنَارِ نَيِّرِ ثَغْرِهَا البَرَّاقِ مَعْ = بَرَدِ الثَّنَايَا كَيْفَ يَأْتَلِفَانِ
وَ لِمَارِنِ المِرِّيخِ كَيْفَ غَدَا لَهَا = قُطْبًا لِأَفْلاَكِ المُحَيَّا القَانِي
وَ لِفَرْقَدَيْ وَجَنَاتِهَا بَعْدَ اجْتِمَا = عٍ كَيْفَ بِالمِرِّيخِ يَفْتَرِقَانِ
وَ لِجَدْيِ جِيدٍ كَيْفَ عَنْ قُطْبٍ نَأَى = بَعْدَ اقْتِرَابٍ مِنْهُ فِي الدَّوَرَانِ
عَجَبِي لِبُرْجِ الجَدْيِ فِي أُفْقِ السَّمَا = مِنْ ذَاكَ طَوَّقَهُ عُقُودَ جُمَانِ
وَ لِصَدْرِ عَذْرَا كَانَ لِلْعَوَّا حِمًا = كَيْفَ اسْتَحَقَّ حُلُولُهُ الفُرْغَانِ
وَ أَشَدُّ مَا مِنْهُ التَّعَجُّبُ كَوْنُهَا = مِنْ سَاعِدَيْهَا يَطْلُعُ السُعْدَانِ
وَ بِمَعْصَمَيْهَا عِصْمَتِي مِنْ فِتْنَتِي = بِمَحَاسِنِ النِّسْوَانِ وَ الغِلْمَانِ
عَدْلاً عَدَلْتُ عَنِ العُذُولِ لِعَدْلِهَا = بِعَدَالَتِي فَلْيَشْهَدِ العَدْلاَنِ
أَنَا لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الصَّبَابَةِ إِنَّمَا = فِي حُبِّهَا قَدْ صَارَ لِي ضِعْفَانِ
فَلِذَا جَنَحْتُ إِلَى حِمَاهَا طَالِبًا = نَيْلَ الوُصُولِ لِمَرْبَعِ الخِلاَّنِ
يَا لاَئِمِي فِي قُرْبِهَا جَهْلاً بِهَا = لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ كُنْتَ أَوَّلَ دَانِي
لَكِنْ جَهِلْتَ جَمَالَهَا وَ كَمَالَهَا = فَحُرِمْتَ جَدْوَاهَا فَأَنْتَ العَانِي
عَدْلاً مُنِعْتَ الحَظَّ مِنْهَا وَ الرِّضَى = إِذْ كُنْتَ بِالتَّعْنِيفِ أَوَّلَ جَانِي
وَ بِنَفْثَةِ المَصْدُورِ فُهْتَ مُنَقِّصًا = دَعْوَاكَ مَحْضُ الزُّورِ وَ البُهْتَانِ
أَبْدَيْتَ لِي شِبْهَ النَّصِيحَةِ ظَاهِرًا = وَ خَبَأْتَ ضِمْنًا خُدْعَةَ الشَّيْطَانِ
لَكَ قَصْدُكَ الوَاهِي الدَّنِيُّ وَ لِيَ قَصْدِي فَهْوَ عَيْنُ الحَقِّ بِالإِيقَانِ
يَا عَاذِلِي دَعْنِي فَلَسْتُ مُسَاعِدًا = لَكَ بِالَّذِي تَرْجُو مِنَ السِّلْوَانِ
أَتَرُومُ أَسْلُو رَبَّةَ الحُسْنِ الَّتِي = مَا مِثْلُهَا فِي سَائِرِ الأَكْوَانِ
أَوَ بَعْدَمَا ظَهَرَتْ دَلاَئِلُ حُسْنِهَا = يَبْقَى اٌلتِفَاتِي لِلعَذُولِ الشَّانِي
لَوْ أَنَّ لِي مِلْىءَ البَسِيطَةِ أَلْسُنًا = لَمَدَحْتُ مَظْهَرَهَا بِكُلِّ لِسَانِ
إِذْ هِيَ خَيْرُ طَرِيقَةٍ قَدْ أُبْرِزَتْ = مِنْ رَبِّنَا لِلعَالَمِ الإِنْسَانِي
أَسْكَنْتُهَا مِنِّي سُوَيْدَ القَلْبِ وَ هْيَ لِي السَّوَادُ اليَوْمَ فِي إِنْسَانِي
هِيَ لِلحَشَا الإِكْسِيرُ يَغْدُو خَالِصًا = ذَهَبِي بِهَا هِيَ مَذْهَبِي وَ أَمَانِي
هِيَ بُغْيَتِي هِيَ مُنْيَتِي مُذْ نِلْتُهَا = فَلَقَدْ ظَفِرْتُ إِذًا بِنَيْلِ أَمَانِي
هَذَا اعْتِقَادِي لَمْ يَزَلْ فِيهَا يَزِيدُ تَمَكُّنًا كَعَقَائِدِ الإِيمَانِ
لِمَ لاَ وَ فَيْءُ ظِلاَلِهَا مِنْ فَوْقِنَا = وَ عَنِ الشَّمَائِلِ مُدَّ وَ الأَيْمَانِ
وَ إِذَا المُعَنِّفُ لَمْ يَخَلْنِي صَادِقًا = أُبْدِي إِلَيْهِ مُغَلَّظَ الأَيْمَانِ
تَاللهِ لَمْ أَبْرَحْ عَلَيْهَا عَاكِفًا = حَتَّى أُلاَقِي اللهَ فِي الرِّضْوَانِ
أَفَلاَ أُلاَزِمُ ذِكْرَهَا السَّامِي وَ سَا = رِي سِرِّهِ يَحْلُو لَدَى السَّرَيَانِ
حَاشَا وَ كَلاَّ أَتْرُكُ الوِرْدَ الَّذِي = هُوَ نُخْبَةُ العَرَبِيِّ وَ السُّرْيَانِي
حَاشَا مَعَاذَ اللهِ أَتْرُكَ وِرْدَ مَنْ = بِشَرِيعَةٍ وَ حَقِيقَةٍ رَبَّانِي
حَاشَا أُفَارِقُ حِزْبَهُ وَ طَرِيقَهُ = بَعْدَ ارْتِشَافِي سِرَّهُ الرَّبَانِي
يَا مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ أَمِيلَ لِغَيْرِهِ = أَتَذُودُنِي عَنْ مَوْرِدِ الظَّمْآنِ
فَوُرُودُنَا وَ صُدُورُنَا بِمَوَارِدٍ…= وَ مَصَادِرٍ لَمْ تَفْتَقِرْ لِبَيَانِ
أَوَ تَخْتَفِي شَمْسُ الضُّحَى مَا دُونَهَا = غَيْمٌ عَلَى شَخْصٍ لَهُ عَيْنَانِ
فَكَذَاكَ وِرْدٌ أَحْكَمَتْهُ عُهُودُهُ = وَ وُرُودُهُ قَدْ صَحَّ بِالبُرْهَانِ
قَدْ جَاءَ بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِي = مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ لِشَخْصٍ ثَانِي
يَرْوِيهِ قُطْبُ العَارِفِينَ وَ خَتْمُهُمْ = وَ مُمِدُّهُمْ مِنْ أَوَّلِ الأَزْمَانِ
غَوْثُ الوَرَى المَكْتُومُ عَنْ كُلِّ الأَنَا = مِ مَقَامُهُ فِي حَضْرَةِ المَنَّانِ
أُفْقُ التَّجَلِّي بَرْزَخُ الأَسْرَارِ مَظْهَرُ سَاطِعِ الأَنْوَارِ فِي المَلَوَانِ
بَدْرُ الهِدَايَةِ وَ العِنَايَةِ شَيْخُنَا = شَمْسُ العَوَالِمِ أَحْمَدُ التِّجَانِي
نَجْلُ الرَّسُولِ الهَاشِمِيِّ الوَارِثِ الأَ = سْرَارَ مِنْهُ وَ مَنْ سَنَاهُ سَبَانِي
هُوَ فَاتِحُ الأَغْلاَقِ مَانِحُ مَنْ نَوَى = أَمْنَاحَ جَدِّهِ دُونَ مَا نُكْرَانِ
هُوَ عُمْدَةُ الأَقْطَابِ هُوَ مَلاَذُهُمْ = وَ عِيَاذُهُمْ مِنْ فِتْنَةِ الشَّيْطَانِ
مِنْ آدَمٍ لِلنَّفْخِ فِي الصُّورِ انْتَشَا = إِمْدَادُهُمْ مِنْ فَيْضِهِ الرَّحْمَانِي
هُوَ مَجْمَعُ البَحْرَيْنِ بَحْرِ شَرِيعَةٍ = وَ حَقِيقَةٍ فَاضَا مِنَ العَدْنَانِي
مَنْ جَاءَ مُلْتَمِسًا مِنَ المُخْتَارِ أَضْحَى غَارِفًا مِنْ بَحْرِهِ بِأَوَانِي
مِفْتَاحُ فَتْحِهِ فَاتِحٌ أَبْوَابَ كَشْفِ حِجَابِهِمْ صِدْقًا بِكُلِّ أَوَانِ
بِالغَيْبِ نَبَّأَهُ الإِلَهُ وَ خَصَّهُ = بِتَصَرُّفٍ فِي سَائِرِ الأَكْوَانِ
يَضَعُ الكَرِيمُ لَهُ بِحَشْرٍ مِنْبَرًا…= يَعْلُو بِهِ عَنْ جُمْلَةِ الأَقْرَانِ
أَخْبَارُهُ طَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ مِنْ = فَاسٍ إِلَى شِنْجِيطَ وَ السُّودَانِ
وَ بُدُوُّهَا مِنْ عِيْنِ مَاضِي إِذْ سَرَتْ…= نَسَمَاتُهَا بِبَشَائِرِ الرِّضْوَانِ
مَرَّتْ بِأَرْضِ جَزَائِرٍ وَ كَذَا تَمَا = سِينٍ وَ تُونِسَ مَنْزِلِ الأَخْدَانِ
وَ سَعَتْ إِلَى أُسْتَانَةٍ نَفَحَاتُهَا = وَ لِمِصْرَ مَعْ شَامٍ وَ أَرْضِ عُمَانِ
وَ كَذَا لِبَغْدَادٍ كَذَا يَمَنٍ وَ نَجْدٍ وَ المَدِينَةِ أَشْرَفِ البُلْدَانِ
وَ كَذَا لِيَنْبُوعٍ وَ جدَّةَ مِثْلَ مَا اشْتَهَرَتْ بِمَكَّةَ مَهْبِطِ التِّبْيَانِ
وَ كَذَا بِهِنْدٍ ثُمَّ سِنْدٍ ثُمَّ صِينٍ مَعْ سَمَرْقَنْدٍ كَذَا قُوقَانِ
وَ كَذَا بُخَارَةَ ثُمَّ إِزْمِيرٍ كَذَا = أَرْضِ العِرَاقِ كَذَا حِمَى غَسَّانِ
فَجَمِيعُ أَقْطَارِ المَشَارِقِ وَ المَغَا = رِبِ مِنْهُ قَدْ فَازَتْ بِنَشْرِ تَهَانِي
لَمَّا شَفَاعَتُهُ لِأَهْلِ العَصْرِ قَدْ = ثَبَتَتْ وَ عَمَّتْ سَائِرَ الأَوْطَانِ
وَ ضَمَانَةُ المُخْتَارِ عَمَّتْ صَحْبَهُ = وَ التَّابِعِينَ لَهُ بِأَيِّ مَكَانِ
ضَمِنَ الوُصُولَ لِآخِذِي أَذْكَارِهِ = وَ المَوْتَ فِي العُقْبَى عَلَى الإِيمَانِ
فَبِذَا الفَلاَحُ مَعَ النَّجَاحِ تَحَقَّقَا = لِلْمُقْتَفِينَ لَهُ بِكُلِّ زَمَانِ
هُوَ عُرْوَةٌ وُثْقَى لِآخِذِ وِرْدِهِ…= هُوَ سُلَّمٌ أَرْقَى لِنَيْلِ تَدَانِي
مَنْ لَمْ يَكُنْ يَسْهُلْ عَلَيْهُ سُلُوكُهُ = وَ وُصُولُهُ لِحَضَائِرِ العِرْفَانِ
فَلْيَقْتَفِ النَّهْجَ القَوِيمَ المُنْتَمِي = لِلْخَتْمِ يُدْرِكُ قُرْبَهُ فِي الآنِ
فِيهِ السَّعَادَةُ وَ الوِلاَيَةُ وَ الرِّضَى = وَ بِهِ إِزَاحَةُ غُلَّةِ اللَّهْفَانِ
مِنْ بَحْرِهِ القُصَّادُ حَقًّا تَرْتَوِي = يَسْقِيهِمُ مِنْ أَعْذَبِ الكِيزَانِ
يَا صَاحِ يَمِّمْ بَابَهُ إِنْ رُمْتَ أَنْ = تُسْقَى حَلاَلاً مِنْ رَحِيقِ دِنَانِ
بِهِ غَايَةُ المَقْصُودِ تَجْنِي إِنْ تَكُنْ = وَافَيْتَهُ بِمُحَقِّقِ الإِيقَانِ
فَلَهُ كَرَامَاتٌ تَفُوقُ الشَّهْبَ مِنْ = تَيْسِيرِ ذِي عُسْرٍ وَ نَقْذِ العَانِي
وَ خَوَارِقُ العَادَاتِ لَيْسَتْ عِنْدَهُ = أَمْرًا مُهِمًّا بَلْ بِغَيْرِ تَوَانِي
يُبْدِي العَجَائِبَ لَوْ أَرَادَ وَ إِنَّمَا = خَيْرُ الأُمُورِ عِبَادَةُ الرَّحْمَانِ
إِذْ ذَاكَ شَأْنُ الكُمَّلِ المُسْتَيْقِنِينَ العَارِفِينَ بِسَطْوَةِ الدَّيَّانِ
فَلِذَاكَ لَمْ يُظْهِرْ سِوَى مَا فِيهِ نَفْعُ المُسْلِمِينَ وَ طَاعَةُ المَنَّانِ
فَاعْرِفْ بِذَلِكَ قَدْرَهُ وَ مَقَامَهُ = وَ الْزَمْ هُدِيتَ مَحَبَّةَ الوَلْهَانِ
فَحُلُولُكَ الجَنَّاتِ حُبُّهُ مُوجِبٌ = وَ يُسَاقُ مُبْغِضُهُ إِلَى النِّيرَانِ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ جِهْبَذٍ قَدْ أَعْلَنَتْ = لِمَقَامِهِ الصُّلَحَاءُ بِالإِذْعَانِ
خَضَعَتْ لَهُ أَعْنَاقُهُمْ فَتَرَاهُمُ = مَهْمَا بَدَا خَرُّوا إِلَى الأَذْقَانِ
قَدَمَاهُ فَوْقَ رِقَابِ أَهْلِ اللهِ مِنْ = بَدْءِ الزَّمَانِ إِلَى انْقِضَا الدَّوَرَانِ
شَيْخُ المَشَايِخِ تَاجُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ = وَ خِتَامُهُمْ مَا بَعْدَهُ مِنْ ثَانِي
كُلُّ الَّذِي قَدْ قُلْتْ فِيهِ مُحَقَّقٌ = لَمْ يَخْتَلِفْ فِيمَا أَقُولُ اثْنَانِ
لاَ تَلْتَفِتْ لِلجَاهِلِينَ فَخُلْفُهُمْ = لَمْ تَعْتَبِرْهُ رِجَالُ هَذَا الشَانِ
يَكْفِيكَ أَنَّ عُلُومَهُ وَ فُهُومَهُ = قَدْ شُوهِدَتْ فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ
جَمَعَ الأُصُولَ مَعَ الفُرُوعَ فَذِهْنُهُ الوَقَّادُ أَعْجَزَ سَائِرَ الأَذْهَانِ
قَدْ شَبَّ فِي التَّقْوَى فَعَلَّمَهُ الإِلَهُ وَ خَصَّهُ بِمَوَاهِبِ الإِحْسَانِ
مِنْ عِلْمِ أَذْوَاقٍ وَ طُرْفِ إِشَارَةٍ = وَ فُيُوضِ إِلْهَامٍ وَ عِلْمِ لِسَانِ
إِذْ فَازَ بِالعِلْمِ اللَّدُنِيِ بَعْدَ عِلْمِ الكَسْبِ دُونَ مُزَاحِمٍ وَ مُدَانِي
أَعْطَى عُلُومَ الإِخْتِصَاصِ حُقُوقَهَا = أَبْدَى عَجَائِبَ مُشْكِلِ القُرْآنِ
وَ أَبَانَ مِنْ فَنِّ الحَدِيثِ عُلُومَهُ = وَ فُنُونَهُ العُظْمَى بِحُسْنِ بَيَانِ
أَمَّا الرَّسَائِلُ وَ الوَصَايَا جَمَّةٌ = نُشِرَتْ لَهُ فِي غَالِبِ البُلْدَانِ
قُلْ لِلزَّيَانِي وَ الشَّبِيهِ بِهِ اتَّئِدْ = فَالإِنْتِقَادُ مَحَجَّةُ الخُسْرَانِ
فَالشَّيْخُ عَلَّمَهُ الإِلَهُ وَ أَنْتَ لَمْ = تَظْفَرْ وَ لَوْ بِالمُرْشِدِ الإِنْسَانِي
عَرَّضْتَ عِرْضَكَ لِافْتِضَاحٍ حَيْثُ لَمْ = تُمْسِكْ لِسَانَكَ عَنْ ذَوِي الإِيقَانِ
أَكْثَرْتَ مِنْ هَذَرِ الكَلاَمِ وَ هُجْرِهِ = مِنْ غَيْرِ إِدْرَاكٍ وَ لاَ إِمْعَانِ
أَجَهِلْتَ أَنَّ لُحُومَ أَهْلِ العِلْمِ قَدْ = سُمَّتْ لِمَنْ قَدْ نَالَهَا يَا عَانِي
أوَ لَيْسَ مَنْ عَادَى وَلِيَّ اللهِ يَأْ = ذَنُ بِالحُرُوبِ وَ بَطْشَةِ الدَّيَّانِ
أَحْرَى وَ هَذَا القُطْبُ مَنْ عَادَاهُ عُو = قِبَ عَاجِلاً بِالكُفْرِ وَ الكُفْرَانِ
وَ بِلاَ حِسَابٍ ضَامِنٌ لِمُحِبِّهِ = سُكْنَاهُ عِلِّيينَ خَيْرَ جِنَانِ
تُعْطَى مِئَاتُ أُلُوفِ أَضْعَافِ الجَزَا = ءِ لِعَامِلٍ لِمُرِيدِهِ الوَسْنَانِ
فَاتْبَعْهُ يَا مَغْرُورُ وَ ادْخُلْ حِزْبَهُ = فَالمَقْتُ وَ الإِفْلاَسُ فِي النُّكْرَانِ
أَوَ يُنْكَرُ السِّرُّ الإِلَهِيُ بَعْدَمَا = دَلَّت عَلَيْهِ دَلاَئِلُ التِّبْيَانِ
أَوَ مَا تَرَى أَتْبَاعَهُ فَازُوا بِكِلْتَا الحُسْنَيَيْنِ بِسِرِّهِ الفَرْدَانِي
وَ الكُلُّ عَادُوا كَالنُّجُومِ بِهِمْ حُصُو = لُ الإِهْتِدَا فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ
أَصْحَابُهُ كُلٌّ أُرِيدَ لِحَمْلِ سِرِّ = هِ لَمْ يُؤَخِّرْ وَاحِدًا لَوْ جَانِي
إِذْ كَانَ مِنْ فَضْلِ الإِلَهِ عَلَيْهِمُ الغُفْرَانُ لِلآبَاءِ وَ الوِلْدَانِ
وَ حُلُولُهُمْ بِجِوَارِ طَهَ فِي المَعَا = دِ بِلاَ حِسَابٍ فِي خِيَارِ ضَمَانِ
وَ أَمَانُهُمْ بِالقَبْرِ ثُمَّ بِمَوْقِفٍ = تَبِعَاتُهُمْ تُقْضَى مِنَ الفَيَضَانِ
مَعْ صَحْبِهِ المُخْتَارُ عِنْدَ المَوْتِ يَحْضُرُ مَعْ سُؤَالِ القَبْرِ دُونَ تَوَانِي
وَ يَسُوءُهُ أَمْرٌ يَسُوءُ لِبَعْضِهِمْ = وَ لِذَا التَّوَادُدُ حَقَّ لِلإِخْوَانِ
لُطْفُ الإِلَهِ الإِخْتِصَاصِي خُصِّصُوا بِهِ لَيْسَ مُنْفَكًّا مَدَى الأَحْيَانِ
وَ عَلَى الصِّرَاطِ جَوَازُهُمْ مِنْ طَرْفَةٍ = قَدْ صَارَ أَسْرَعَ دُونَ مَا بُهْتَانِ
وَ عَلَى الكَوَاهِلِ تَحْمِلُ الأَمْلاَكُ جُمْلَتَهُمْ وَ ذَاكَ مُحَقَّقُ الإِيقَانِ
وَ وُرُودُهُمْ حَوْضَ الشَّفِيعِ مُثَبَّتٌ = لاَ شَكَّ فِيهِ سِوَى لِذِي خُذْلاَنِ
وَ وُقُوفُهُمْ فِي الحَشْرِ يَغْدُو فِي ظِلاَ = لِ العَرْشِ حِينَ النَّاسُ فِي الرَّجَفَانِ
لاَ يَحْضُرُونَ بِمَوْقِفٍ لِزَلاَزِلٍ = وَ صَوَاعِقٍ بَلْ يُمْنَحُوا بِأَمَانِ
وَ بِقُرْبِ أَبْوَابِ الجِنَانِ وُقُوفُهُمْ = كَيْ يَدْخُلُوا مَعْ زُمْرَةِ العَدْنَانِي
بِجِوَارِهِ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ مَقَرُّهُمْ = مَعْ صَحْبِهِ السُّبَّاقِ يَوْمَ رِهَانِ
وَ أَكَابِرُ الأَقْطَابِ تَغْبِطُ فَضْلَهُمْ = وَ مَكَانَهُمْ فِي حَضْرَةِ المَنَّانِ
لِسُمُوِّهِمْ بِتَرَقِّيَاتِ لُحُوقِهِمْ = بِالشَّيْخِ جَذْبًا مِنْهُ كُلَّ أَوَانِ
سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ مَلاَئِكَةٍ تُتَا = بِعُ ذَاكِرًا مِنْهُمْ بِكُلِّ لِسَانِ
وَ حُبُوا مُجَالَسَةَ الرَّسُولِ وَ ذَاكَ إِنْ = لَمْ يَجْنَحُوا أَبْدًا إِلَى التُّكْلاَنِ
أمَّا الَّذِي قَدْ كَانَ مِنْهُ تَهَاوُنٌ = بِالشَّرْعِ يَعْقُبُهُ إِذًا ذُلاَّنِ
ذُلٌّ بِبُغْضِ الشَّيْخِ يُلْبِسُهُ لَهُ المَوْلَى فَيُبْدِي السَّبَّ فِي التِّجَانِي
فَيَنَالُ ذُلَّ شَقَاوَةٍ إِنْ لَمْ يَتُبْ = فَيَمُوتُ فِي كُفْرٍ وَ فِي خِزْيَانِ
ضَمِنَ الرَّسُولُ جَمِيعَ مَا بَيَّنْتُهُ = لِمَلاَذِنَا وَ لِصَحْبِهِ الأَعْيَانِ
للهِ مِنْهُمْ بَعْضُ أَفْرَادٍ إِذَا = نَظَرُوا فَتًى سَعِدَتْ لَهُ الدَّارَانِ
وَ بِهِمَّةٍ رَبَّوْا مُرِيدًا صَادِقًا = وَ بِلَحْظَةٍ رَقَّوْا حَلِيفَ تَوَانِي
إِنْ رُمْتَ يَا مُضْنًى فَرَائِدَ عِلْمِهِمْ = فَانْظُرْ هُدِيتَ وَ جَوَاهِرًا لِمَعَانِي
وَ تَأَمَّلِ الجَيْشَ الكَفِيلَ مَعَ السَّرِيَّةِ وَ الرِّمَاحَ وَ مَبْرَدًا لِسِنَانِ
وَ شُرُوحَ جَوْهَرَةِ الكَمَالِ وَ جَامِعًا = وَ كَذَا جَوَابًا مُسْكِتًا لِلشَّانِي
وَ إِفَادَةً مَعْ نُصْرَةِ الشُّرَفَاءِ مَعْ = شَرْحٍ لِهَمْزِيَةٍ حَوَى لِحِسَانِ
وَ كَذَاكَ مِيزَابًا لِرَحْمَةِ جَمْعِنَا = وَ انْظُرْ كَذَا رَوْضَ المُحِبِّ الفَانِي
وَ انْظُرْ سُيُوفًا لِلسَّعِيدِ قَدِ انْتَمَتْ = وَ رِسَالَةً تُدْعَى بُلُوغَ أَمَانِي
وَ الشَّرْحَ مِنْ يَاقُوتَةِ المُحْتَاجِ مَعْ = عَضْبٍ بَدَا نَعْتٌ لَهُ بِيَمَانِي
وَ رِسَالَةَ التَّرْغِيبِ وَ التَّرْهِيبِ مَعْ = لاَمِيَّةٍ تُحْكِي عُقُودَ جُمَانِ
وَ سَفِينَةً أَضْحَتْ تُضَافُ إِلَى النَّجَا = ةِ كَذَا كِتَابَ مَوَاهِبِ المَنَّانِ
وَ ارْجِعْ إِلَى حُلَلٍ تُسَمَّى الزَّنْجَفُو = رِيَةَ الَّتِي ظَهَرَتْ بِخَيْرِ مَبَانِي
وَ الكُنَّشَ المَكْتُومَ لَوْ شَاهَدْتَهُ = لَظَفِرْتَ مِنْهُ بِغَايَةِ العِرْفَانِ
وَ الشَّرْحَ مِنْ يَاقُوتَةٍ يَدْعُونَهَا = بِفَرِيدَةٍ وَفَّى بِخَيْرِ بَيَانِ
وَ بِبُغْيَةٍ لِلْمُسْتَفِيدِ تَمَامُ مُنْيَةِ مَنْ يُرِيدُ الفَتْحَ مِنْ حَنَّانِ
وَ كَذَاكَ تَنْوِيرُ القُلُوبِ غَدَا لِتَفْرِيجِ الكُرُوبِ وَ دَفْعِ كُلِّ هَوَانِ
وَ اقْرَا لَدَى التَّمْييزِ بَيْنَ خَوَاطِرٍ = مَدَدًا يُلَقَّبُ بَاهِرَ اللَّمَعَانِ
وَ كَذَاكَ تَنْبِيهٌ بِهِ أَهْلُ الصَّفَا = وَ النَّضْرَةِ اكْتَسَبُوا أَجَلَّ تَدَانِي
أَضْحَى بِتَنْوِيهٍ بِفَضْلِ الحَضْرَةِ الـ = ـعُظْمَى كَفِيلاً مُحْكَمَ الإِتْقَانِ
وَ كَذَاكَ نَرْجَسَةٌ غَدَا بِالعَنْبَرِ = يَةِ وَصْفُهَا فِيهَا مُنَى الخِلاَّنِ
وَ انْظُرْ صَوَاعِقَ أُرْسِلَتْ لِلمُنْكِرِينَ أَصَابَهُمْ مِنْهَا أَذَى الخُذْلاَنِ
وَ اعْكُفْ عَلَى رَفْعِ العِتَابِ فإِنَّهُ = لاَ شَكَّ فَاقَ قَلاَئِدَ العِقْيَانِ
وَ ارْجِعْ لِرَوْضِ شَمَائِلٍ فَلَقَدْ أَشَا = دَ طَرِيقَهُ بِرِجَالِهَا الأَعْيَانِ
فَبِأَرْبَعِينَ مِنَ المَشَاهِيرِ الكِبَا = رِ أَتَى وَ كُلٌّ قَادَةُ الإِخْوَانِ
عِشْرُونَ مِنْهُمْ بَاشَرُوا أَخْذًا بِدُو = نِ وِسَاطَةٍ وَ الغَيْرُ عَنْ صُحْبَانِ
فَغَدَوْا جَمِيعًا أَنْجُمًا لِلإِهْتِدَا = مَا مِنْهُمُ إِلاَّ رَفِيعُ مَكَانِ
وَ انْظُرْ سِوَى هَذَا فَإِنِّي لَمْ أُحِطْ = بِمُؤَلَّفَاتِ صِحَابِهِ فِي الآنِ
فَجَمِيعُ مَا بَيَّنْتُ مِنْ كُتُبِ الطَّرِيقِ عُلُومُهَا مِنْ فَيْضِهِ الهَتَّانِ
فَيَمُدُّ كُلاًّ بِالَّذِي قَدْ رَامَ مِنْهُ بِأَيِّ مَا أَرْضٍ وَ أَيِّ زَمَانِ
نِعْمَ المُجَدِّدُ قَرْنُهُ حَاكَى قُرُو = نًا أُوَّلاً فِي فَاضِلِ الإِبَّانِ
يَرْوِي مُشَافَهَةً عَنِ المُخْتَارِ فِي = يَقَظَاتِهِ بِالسِّرِّ وَ الإِعْلاَنِ
بِالأَخْذِ عَنْهُ فَلَمْ يَزَلْ مُتَرَقِّيًا = وَ الأَخْذُ عِنْدَ ذَوِي النُّهَى أَخْذَانِ
أَخْذٌ لِأَحْكَامٍ وَ ذَاكَ قَدِ انْقَضَى = وَ الأَخْذُ لِلأَسْرَارِ كُلَّ أَوَانِ
فَلَهُ بِذَا سَنَدٌ عَلاَ عَنْ غَيْرِهِ = حَيْثُ المُلَقِّنُ مُرْسَلُ الدَّيَّانِ
قَدْ رَتَّبَ الهَادِي لِنَاهِجِ وِرْدِهِ = مِنْ خَيْرِ مَا يُخْتَارُ لِلْكَسْلاَنِ
مِنْ ذَاكَ فَاتِحَةُ الكِتَابِ أَيِ الَّتِي الجَبَّارُ سَمَّاهَا بِسَبْعِ مَثَانِي
وَ غَدَتْ إِلَى القُرْآنِ أُمًّا وَ هْيَ وَا = قِيَةٌ لَنَا مِنْ جُمْلَةِ الأَحْزَانِ
مَنْ قَالَهَا فِي عَامِهِ لَوْ مَرَّةً = فِلِذَنْبِهِ لَمْ يَكْتُبِ المَلَكَانِ
أَمَّا إِذَا فِيهَا نَوَى الإِسْمَ العَظِيمَ فَفَضْلُهَا لَمْ يُحْصِهِ الثَّقَلاَنِ
فَلِذَاكَ كَانَتْ بَدْءَ وِرْدِهِ ثُمَّ الإِسْـ = ـتِغْفَارُ مِنْ ذَنْبٍ جَنَاهُ الجَانِي
إِذْ فِيهِ مَغْفِرَةٌ وَ إِرْسَالُ السَّمَا = وَ الفَوْزُ بِالأَمْوَالِ وَ الوِلْدَانِ
وَ كَذَا صَلاَةُ الفَاتِحِ السَّبَبُ القَوِ = يُّ لِفَتْحِ مُغْلَقِ سَائِرِ البِيبَانِ
يَاقُوتَةٌ بَهَرَتْ بِبَاهِرِ فَضْلِهَا = أَهْلَ السَّمَاءِ وَ جُمْلَةِ القِيعَانِ
إِذْ مَرِّةٌ مِنْهَا بِسِتِّ مِئِينَ مِنْ = آلاَفِ عَالَمِ إِنْسِنَا وَ الجَانِ
تُدْعَى الفَرِيدَةَ لانْفِرَادِ مَقَامِهَا = فِي اليَوْمِ مُعْظَمُ وِرْدِهَا أَلْفَانِ
وَ كَذَاكَ هَيْلَلَةٌ تُهَلِّلُ وَجْهَ ذَا = كِرِهَا وَ تُكْسِبُهُ رِضَى الرَّحْمَانِ
مَنْ قَالَهَا عَصَمَتْ لَهُ عِرْضًا وَ مَا = لاً مَعْ دَمٍ وَ وَقَتْهُ مِنْ نِيرَانِ
فَلِذَا غَدَتْ عُنْوَانَ إِيمَانٍ لِأَهْلِ الدِّينِ مِفْتَاحًا لِبَابِ جِنَانِ
هِيَ بَابُ إِسْلاَمٍ وَ قَوْلٌ ثَابِتٌ = هِيَ عُرْوَةٌ وُثْقَى لِرَبْطِ جَنَانِ
قَسَمًا بِرَبِّ العَالَمِينَ لَلَفْظُهَا = مِنْ خَيْرِ مَا بِهِ حُرِّكَ الفَكَّانِ
هِيَ أفَضْلُ القَوْلِ الَّذِي قَدْ قَالَهُ = طَهَ وَ كُلُّ الأَنْبِيَا بلِسَانِ
فَبِتِسْعَةٍ رَجَحَتْ مَعَ التِّسْعِينَ مِنْ = نَامِي سِجِلاَّتٍ لَدَى المِيزَانِ
رَجَحَتْ سَمَاوَاتٍ وَ أَرْضًا ثُمَّ عَا = مِرَهُنَّ أَضْحَى الكُلُّ دُونَ وِزَانِ
فَلِذَاكَ قَدْ كَانَتْ لِوِرْدِ الخَتْمِ خَتْمًا خَاتِمًا بِالخَيْرِ لِلإِخْوَانِ
فِي جُمْعَةٍ جَمْعٌ لَهَا شَرْطٌ بُعَيْدَ العَصْرِ يَحْضُرُهُ النَّبِي العَدْنَانِي
فِي جُمْلَةِ الخُلَفَاءِ مَعْ شَيْخِ الطَّرِيقَةِ صَحَّ عَنْ فُرْسَانِ ذَا المِيدَانِ
يَرْوُونَ ذَا عَنْ شَيْخِنَا المَوْلَى أَبِي العَبَّاسِ عَنْ طَهَ أَجَلِّ كِنَانِي
أَمَّا وَظِيفَتُهُ فَفِيهَا مَا مَضَى = فِي الوِرْدِ خَفَّ البَعْضُ بِالنُّقْصَانِ
لَكِنْ بِجَوْهَرَةِ الكَمَالِ تَكَمَّلَتْ = بِكَمَالِ مِنَّةِ وَاهِبِ الإِحْسَانِ
قَدْ خُصَّ سَيِّدُنَا بِهَا مِنْ سَيِّدِ المَخْلُوقِ إِكْمَالاً لِرِفْعَةِ شَانِ
مِيدَانُ نَيْلِ الفَضْلِ وَ الإِفْضَالِ مِنْهَا مُدَّ إِرْغَامًا لِأَنْفِ الشَّانِي
مَنْ قَالَهَا سَبْعًا فَأَقْسَمَ أَنَّ طَهَ حَاضِرٌ هُوَ صَادِقُ الأَيْمَانِ
وَ لُزُومُهَا سَبْعًا بِنَوْمٍ طَاهِرًا = يُولِيكَ رُؤْيَةَ سَيِّدِ الأَكْوَانِ
وَ كَزَائِرِ الهَادِي بِرَوْضَتِهِ الَّتِي = أَهْدَى لَهُ عَشْرًا تَلِيهَا اثْنَانِ
وَ بِهَا يَكُونُ كَزَائِرٍ لِلأَوْلِيَا = ءِ جَمِيعِهِمْ مِنْ آدَمٍ لِلآنِ
إِذْ مَرَّةٌ مِنْهَا بِعِدْلِ ثَلاَثَةٍ = مِنْ جَمْعِ تَسْبِيحِ الوَرَى بِبَيَانِ
مِنْ فَيْضِ فَضْلِ المُصْطَفَى وَرَدَتْ لِهَا = ذَا القُطْبِ مَعْ يَاقُوتَةِ التِّيجَانِ
أَعْنِي المُضَافَةِ لِلْحَقَائِقِ تِلْوَهَا = غَيْبِيَّةٌ غَابَتْ عَنِ الأَقْرَانِ
مِنْ حَضْرَةِ الغَيْبِ ابْتِدَاءُ بُرُوزِهَا = فَبِهَا المُحِبُّ يَغِيبُ عَنْ إِمْكَانِ
هِيَ بَعْضُ أَوْرَادٍ بِهَا قَدْ خَصَّ مَنْ = قَدْ خُصَّ مِنْهُ بِخُلَّةِ الأَخْدَانِ
مَعْ سَبْعَةِ الأَحْزَابِ مِسْكُ خِتَامِهَا السِّيفِيُّ قَاهِرُ مُضْمِرِ العُدْوَانِ
أَحْسِنْ بِأَدْعِيَةٍ أَتَتْنَا عَنْهُ بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ سَمَتْ عَنِ البُهْتَانِ
مِنْهَا دُعَا المُغْنِي غَدَا يُغْنِي عَنِ الأَ = غْيَارِ لِلتَّالِي مَدَى الأَحْيَانِ
وَ وَظِيفَةُ الأَيَّامِ مَعْ لَيْلِيَّةٍ = وَ عَقِيبَةُ الصَّلَوَاتِ فِي الإِتْيَانِ
وَ كَذَاكَ أَوْرَادُ الصَّبَاحِ مَعَ المَسَا = قَدْ رُتِّبَتْ مِنْ سَيِّدِ الأَكْوَانِ
وَ كَذَاكَ حِزْبُ البَحْرِ مَعْ دَوْرٍ مَعَ اسْـ = ـتِغْفَارِ خِضْرٍ طَيِّبِ الأَرْدَانِ
وَ صَلاَةُ رَفْعِ مُكَملِ الأَعْمَالِ ثُمَّ مُسَبَّعَاتُ المَحْوِ لِلأَدْرَانِ
وَ كَذَاكَ أَسْمَاءٌ لِلْإِدْرِيسِ انْتَمَتْ = أُخِذَتْ عَنِ المُخْتَارِ بِالإِيذَانِ
وَ كَذَاكَ ذِكْرُ اسْمِ اللَّطِيفِ بِآخِرِ الأَ = سْحَارِ أَلْفًا فِيهِ نَيْلُ أَمَانِي
وَ كَذَاكَ فَاتِحَةُ الكِتَابِ بِنِيَّةِ الإِ = سْمِ العَظِيمِ الأَعْظَمِ السُّبْحَانِي
مَعْ قَوْلِ دَائِرَةِ الإِحَاطَةِ وَ هْوَ غَا = يَةُ مَا يَرُومُ العَبْدُ مِنْ مَنَّانِ
تَالِيهِ يُعْطَى فِي الجَزَاءِ بِمَرَّةٍ = سَبْعِينَ أَلْفَ مَقَامَةٍ بِجِنَانِ
سَبْعِينَ نَهْرًا يَجْتَنِي عَسَلاً كَذَا = سَبْعِينَ حُورًا مِنْ خِيَارِ حِسَانِ
وَ لَهُ بِعِلِّيينَ جَوْرَةُ أَحْمَدَ = وَ ثَوَابُ ذِكْرِ عَوَالِمِ الأَكْوَانِ
يَا رَبَّنَا ثَبِّتْ عَلَيْهِ طَوِيَّتِي = وَ اجْعَلْهُ ذِكْرَ جَوَارِحِي وَ لِسَانِي
وَ أَدِمْ بِهِ اللَّهُمَّ عَزْمَ عَزَائِمِي = وَ اجْعَلْهُ حِرْزِي فِي الوَرَى وَ أَمَانِي
عَلِمْ بِفَضْلِكَ مِنْهُ لِي صِيَغًا عَلَتْ = بِكَمَالِ إِظْهَارٍ وَ حُسْنِ بَيَانِ
حَتَّى أَرَى مِنْهُ الإِجَابَةَ دَائِمًا = فِي كُلِّ مَا أَيْنٍ وَ كُلِّ أَوَانِ
وَ اسْمَحْ بِمَحْبُوبِيَّةٍ عُظْمَى بِهَا = وِزْرِي يُرَى أَجْرًا مَدَا الأَزْمَانِ
عَوَّدْتَنِي مِنْكَ السَّمَاحَ فَكَيْفَ لاَ = أَرْجُو جَمِيلَ العَفْوِ وَ الغُفْرَانِ
حَاشَا لِفَضْلِكَ أَنْ تُخَيِّبَ سَائِلاً = مُتَوَسِّلاً بِوَلِيِّكَ التِّجَانِي
غَيْثِ النَّدَا غَوْثِ النِّدَا مُجْلِي الرِّدَى = سَبَبِ الهُدَى لِلْوَالِهِ الحَيْرَانِ
إِكْسِيرِ أَهْلِ اللهِ رُوحِ حَيَاتِهِمْ = مِفْتَاحِهِمْ وَ خِتَامِهِمْ ذِي الشَّانِ
أَعْنِي أَبَا العَبَّاسِ مَنْ أَخْبَارُهُ = لَمْ تَخْفَ عَنْ شَخْصٍ لَهُ أُذْنَانِ
نِعْمَ المُكَاشِفُ وَ المُشَاهِدُ مَنْ غَدَتْ = أَرْضُ الإِلَهِ لَهُ كَمِثْلِ خُوَانِ
أَضْحَتْ مَنَاقِبُهُ تَفُوقُ الدُّرَّ بَلْ = تَغْلُوا عَنِ اليَاقُوتِ وَ المَرْجَانِ
هَيْهَاتَ يُمْكِنُ حَدُّهَا أَوْ عَدُّهَا = أَضْحَتْ تَفُوقُ الرَّمْلَ فِي الحُسْبَانِ
وَ الكَوْنُ مِنْهُ لَقَدْ نَمَى عِمْرَانُهُ = وَ بِنُورِ وَجْهِهِ عُزِّزَ القَمَرَانِ
فِي جُمْعَةٍ رَائِيهِ وَ الإِثْنَيْنِ نَا = لَ بِلاَ مُحَاسَبَةٍ دُخُولَ جِنَانِ
وَ لَهُ السَّعَادَةُ حُقِّقَتْ مِنْ غَيْرِ مَا = شَكٍّ وَ لاَ جَحْدٍ وَ لاَ نُكْرَانِ
قَدْ كَانَ ذَاكَ لِكَافِرٍ وَ المُؤْمِنُ الرَّ = ائِي يَنَالُهُ أَيَّمَا إِبَّانِ
أَمَّا المُحِبُّ لِشَيْخِنَا أَوْ آخِذٌ = لِلْوِرْدِ لَيْسَ لِذَاكَ يَحْتَاجَانِ
فَلِذَلِكَ انْقَطَعَ التِفَاتِي لِلسِّوَى = لاَ كَانَ شَخْصِي إِنْ جَنَحْتُ لِثَانِي
وَ لِذَا تَرَانِي اليَوْمَ لَسْتُ بِزَائِرٍ = إِذْ جُودُهُ عَنْ غَيْرِهِ أَغْنَانِي
عَوَّدْتُ مِنْ نَفْسِي إذًا مَهْمَا قَصَدْ = تُ الغَيْرَ إِلاَّ التَفَّتِ السَّاقَانِ
إِنْ كُنْتُ أَحْنُو حِينَ يَجْرِي ذِكْرَهُ = أَبَدًا لِغَيْرِهِ لَمْ أَكُنْ بِالحَانِي
لاَ أَسْتَمِدُّ سِوَى مِنَ المَدَدِ الَّذِي = مِنْ بَحْرِ قُطْبِ العَارِفِينَ أَتَانِي
وَ جَعَلْتُ فِي حِلٍّ جَمِيعَ الأَوْلِيَا = ءِ فَلاَ أُكَلِّفُهُمْ بِمَا أَعْيَانِي
لَكِنَّنِي عَظَّمْتُ حُرْمَتَهُمْ لِتَعْظِيمِ الإِلَهِ لَهُمْ مَدَى الدَّوَرَانِ
ثَبَتَتْ مَذَلَّةُ مَنْ أَهَانَ لِبَعْضِهِمْ = غَضَبُ الإِلَهِ عَلَيْهِ مَعْ خِزْيَانِ
قَدْ جَاءَ حُبُّ الأَوْلِيَاءِ وِلاَيَةٌ = بِالحَرْبِ يَاذَنُ مُظْهِرُ العُدْوَانِ
وَ سَوَاءٌ الأَحْيَاءُ وَ الأَمْوَاتُ فِي = هَذَا فَفِي الإِجْلاَلِ يَشْتَرِكَانِ
فَلِذَا أُعَادِي كُلَّ مَنْ آذَاهُمُ = وَ عَلَى مَحَبَّتِهِمْ غَدَا إِدْمَانِي
تَعْظِيمُ كُلِّ الأَوْلِيَاءِ طَبِيعَتِي = وَ عَنِ الزِّيَارَةِ مُعْلِنٌ بِتَغَانِي
حَيْثُ انْتِسَابُ طَرِيقَتِي لِلْمُصْطَفَى = بِأَخَصِّ وَجْهٍ عَنْهُمُ أَنْآنِي
إِنْ كُنْتُ مُلْتَفِتًا لَهُمْ أَعْرَضْتُ عَنْ = شَيْخِي الَّذِي مِنْ فَيْضِهِ أَرْوَانِي
وَ يَكُونُ إِعْرَاضِي عَنِ الأُسْتَاذِ إِعْرَاضًا عَنِ المُخْتَارِ فِي الإِبْطَانِ
إِذْ هُوَ رَتَّبَ فِي الحَقِيقَةِ وِرْدَهُ = ليَكُونَ وُصْلَتَنَا إِلَى الرَّحْمَانِ
فَالإِلْتِفَاتُ إِلَى السِّوَى هُوَ مُغْلِقٌ = بَيْنِي وَ بَيْنَهُ سَائِرَ البِيبَانِ
يَا صَاحِ لاَ تَرْكَنْ لِدُونِ مَقَامِهِ = كُنْ حِلْفَ جِدٍّ تَارِكَ الهَذَيَانِ
هَذَا هُوَ الغَوْثُ الَّذِي قَدْ أَذْعَنَتْ = لِسَنَا عُلاَهُ أَكَابِرُ الدِّيَوَانِ
هَذَا هُوَ الخَتْمُ الَّذِي أَمْدَاحُهُ = وَافَتْ لَنَا فِي غَيْرِ مَا دِيوَانِ
فَبِهَا تَحَرَّكَتِ القَرِيحَةُ لِلثَّنَا = ءِ عَلَيْهِ تَرْجُوا الأَجْرَ كَالأَقْرَانِ
فَأَرَدْتُ نَسْجَ بَدِيعِ مَدْحٍ رَائِقٍ = لَكِنْ بَلِيدُ الفِكْرِ فِيهِ عَصَانِي
مَا كُنْتُ أَهْلاً لاِمْتِدَاحِ جَنَابِهِ = لَكِنْ لِذَاكَ الحُمْقُ قَدْ أَدَّانِي
رَتَّبْتُ نَظْمًا طَالَ دُونَ إِجَادَةٍ = أَوْ رِقَّةٍ وَ البَحْرُ قَدْ وَاتَانِي
عُذْرِي قُصُورِي فِي القَرِيضِ أَبَنْتُهُ = خَوْفَ انْتِقَادِ بَلِيغٍ أَوْ مِلْسَانِ
أَرْجُوهُ صَفْحًا عَنْ مَعَائِبِهِ إِذَا = مَا مُخْطِئًا فِي بَعْضِهِ أَلْفَانِي
لَمْ أَرْضَ بِالتَّقْصِيرِ فِيهِ وَ إِنَّمَا البَاعُ القَصِيرُ بِمِثْلِ ذَا أَرْضَانِي
مَا كَانَ إِجْحَافِي بِقَصْدٍ إِنَّمَا = فِي حُسْنِهِ قَدْ زَادَ لِي تَيَهَانِي
وَ مَدِيحُهُ أَعْدَدْتُهُ جَيْشِي إِذَا = مَا كُنْتُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ حَمَانِي
إِنْ كَانَ أَدْلَى دَلْوَهُ غَيْرِي فَفِي = حَبْلِ الرَّجَا لِي عِنْدَهْ دَلْوَانِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلِي بِمِدْحَتِهِ ذَكَى = فَعَبِيرُ طَيبِ حَدِيثِهِ ذَكَّانِي
مَتَّعْتُ فِي إِطْرَائِهِ فِكْرِي كَمَا = مَتَّعْتُ فِي آثَارِهِ إِنْسَانِي
قَدْ رُمْتُ مِنْ بَدْءِ التَّرَحُّلِ مَدْحَهُ = لَكِنَّ شُغْلَ البَالِ قَدْ أَنْسَانِي
لِتَرَاكُمِ الأَكْدَارِ وَ الأَغْيَارِ مَعْ = بُعْدِ الدِّيَارِ وَ الإنْفِرَادُ دَهَانِي
وَ الإِحْتِيَاجُ إِلَى المُنَاوِلِ وَ المُبَا = شِرِ وَ المُسَاعِدِ مِنْهُ لِي هَمَّانِ
هَذَا الَّذِي قَدْ كَانَ أَحْجَمَ بِي وَ أَخَّرَنِي عَنِ الإِنْشَا لِهَذَا الآنِ
وَ الفَرْضُ يُقْضَى بِالدَّوَامِ مَتَى غَدَا = مُتَرَتِّبًا فِي ذِمَّةِ المُتَوَانِي
وَ مَدِيحُهُ فَرْضٌ عَلَيَّ قَضَيْتُهُ = لَكِنَّ مَجْدَهُ فِي الحَقِيقَةِ غَانِي
قَبْلِي لَقَدْ مَدَحَتْهُ أَقْوَامٌ بِمَا = بَهَرَ العُقُولَ وَ سَائِرَ الأَذْهَانِ
مُذْ بَشَّرَتْهُ بِنَيْلِ قُطْبَانِيَةٍ = كُبْرَى رِجَالٌ مِنْ ذَوِي العِرْفَانِ
بِعِنَايَةٍ سَبَقَتْ لَهُ قَدْ أَنْبَأَ الكُرْدِيُّ وَ الهِنْدِي مَعَ السَّمَّانِ
فَبِذَلِكَ اسْتَغْنَى عَنِ الطُّرُقِ القَدِيمَةِ تَائِقًا لِمَقَامِهِ الفَرْدَانِي
فَبَدَتْ فُتُوحَاتٌ لَهُ مِنْ جَدِّهُ = حَتَّى غَدَا مُتَمَسِّكًا بِعِنَانِ
فَأَتَيْتُهُ أَرْجُو القَبُولَ تَفَضُّلاً = إِنْ كُنْتُ لَمْ أَقْبَلْ فَمَا أَشْقَانِي
كَغَرَائِبِ النُّوقِ الَّتِي لَمْ يَرْعَهَا = رَاعٍ تُذَادُ بِسَائِرِ الأَعْطَانِ
تَبَعًا لَهُ فَرَّطْتُ فِي الطُّرُقِ الَّتِي = كَانَ السِّوَى مِنْ قَبْلِ ذَا أَعْطَانِي
وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَا = منًّا لِقِبْلَتِهِ إِذًا وَلاَّنِي
جَادَ الإِلَهُ بِهِ عَلَيَّ وَ إِنَّنِي = رَاضٍ بِمَا الرَّحْمَانُ قَدْ أَوْلاَنِي
وَ مُذِ انْتَظَمْتُ بِسِلْكِ أَتْبَاعٍ لَهُ = فَبِحُلَّةِ الإِسْعَادِ قَدْ حَلاَّنِي
حَمْدًا لِمَنْ بِالفَضْلِ مِنْهُ أَقَامَنِي = فِي حِزْبِهِمْ وَ بِزَيِّهِمْ زَيَّانِي
بِمُحَمَّدِيَّتِنَا سَمَتْ نَفَحَاتُهَا = لَمَّا لَهَا دَاعِي السُّرُورِ دَعَانِي
حَيْثُ الطَّرِيقُ الأَحْمَدِيَّةُ قَدْ غَدَتْ = مَقْرُونَةً بِالبِشْرِ أَيَّ قِرَانِ
مَنْ حَادَ عَنْهَا رَاغِبًا نَالَ الشَّقَا = شُكْرًا لِمَنْ مِنْ شَرِّ ذَاكَ وَقَانِي
لَمَّا الإِلَهُ أَمَدَّنِي بِعُهُودِهَا = فَبِأَنْعُمِ الدَّارَيْنِ قَدْ وَفَّانِي
وَ مُوَصِّلُ الإِسْعَادِ لِي عَلَمٌ دُعِي = بِعَلِيٍ ابْنِ العَابِدِ الرَّحْمَانِ
فَخْرِ الجَزَائِرِ بَدْرِهَا بَلْ شَمْسِهَا المُفْتِي المُقَدَّمِ فِي حِمَى وِهْرَانِ
قَدْ كُنْتُ مُتَّسِمًا بِنُكْرٍ إِنَّمَا = رَبِّي بِهِ مِنْ بَلْوَتِي نَجَّانِي
لاَزَمْتُهُ حِينًا فَلَيَّنَ جَانِبًا = وَ بِثَوْبِ حِلْمٍ مِنْ عُلاَهُ كَسَانِي
هُوَ كَانَ لِي سَبَبًا لِنَظْمِي فِي سُلُو = كِ عُقُودِ جَوْهَرِ أفَضْلِ الإِخْوَانِ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ جِهْبَذٍ وَ مُقَدَّمٍ = مِنْ أَعْذَبِ الوِرْدِ الشَّهِيِّ سَقَانِي
بِوُقُوعِ إِذْنِ الشَّيْخِ حَيْثُ بِنَوْمِهِ = قَدْ كَانَ خَاطَبُهُ وَ مَعْهُ رَآنِي
فَعَلِمْتُ أَنِّي آنَ لِي التَّوْفِيقُ حَيْثُ القُطْبُ بِالقَوْلِ الصَّرِيحِ عَنَانِي
مُذْ كَانَ أَسْعَدَنِي مُلَقِّنُ وِرْدِهِ = أَيْقَنْتُ أَنَّ السَّعْدَ قَدْ نَادَانِي
إِذْ كَانَ أَتْحَفَنِي بِكُلِّ لَطِيفَةٍ = وَ بِوَافِرٍ مِنْ فَضْلِهِ وَاسَانِي
نِلْتُ الَّذِي قَدْ كَانَ قَلْبِي قَاصِدًا = مِنْ يُمْنِهِ وَ بِوَعْدِهِ أَوْفَانِي
كَمْ جَادَ لِي بِمَكَارِمٍ وَ كَرَائِمٍ = وَ بِغَايَةِ التَّخْصِيصِ قَدْ حَابَانِي
كَمْ كَانَ أَحْسَنَ بِي وَ آوَانِي لِذَا = حَسَّنْتُ ظَنِّي فِيهِ مَعْ إِيقَانِ
مَا لِي عَلَيْهِ تَصَبُّرٌ وَ حَيَاتِهِ = إِذْ قَدْ غَدَا مِنْ أَكْرَمِ الفِتْيَانِ
وَ كِتَابُهُ قَدْ كَانَ لِي سَبَبَ اللِّقَا = بِمُمِدِّنَا بِدَقَائِقِ العِرْفَانِ
بِرِبَاطِ فَتْحٍ مِنْهُ قَدْ فُتِحَتْ لَنَا = أَبْوَابُ فَضْلِ الوَاهِبِ المَنَّانِ
إِذْ هُوَ رُكْنُ طَرِيقَةٍ وَ حَقِيقَةٍ = وَ شَرِيعَةٍ مَنْ لاَ يُقَاسُ بِثَانِي
بَدْرُ المَغَارِبِ مَنْ بِنَشْأَتِهِ سَمَتْ = مَكْنَاسَةُ الزَّيْتُونِ قِدْمَ زَمَانِ
بَحْرُ المَكَارِمِ سَيِّدِي العَرَبِيُّ مَنْ = تَعْلُو لَهُ هِمَمٌ عَلَى كِيوَانِ
حِلْفُ التُّقَى العُمَرِيُّ نَجْلُ السَّائِحِ العَلَمُ المُمِدُّ بِسَاطِعِ البُرْهَانِ
فَيْضُ العُلُومِ أَبُو المَوَاهِبِ قُطْبُنَا الشَّرْقِيُّ حِصْنُ المُسْتَجِيرِ الجَانِي
أَعْنِي خَلِيفَةَ شَيْخِنَا القُطْبِ الكَبِيرِ الجَامِعِ الهَادِي إِلَى الرَّحْمَانِ
ذَاكَ الَّذِي رَبَّى المُرِيدَ بِحَالِهِ = وَ بِقَالِهِ وَ بِنَظْرَةِ الإِنْسَانِ
فَبِلَحْظَةٍ رَقَّى لِأَرْفَعِ رُتْبَةٍ = وَ بِلَفْظَةٍ نَقَّى لِدَيْنِ جَنَانِ
فِي الحَالِ بِالحَالِ انْعِدَامُ عَدُوِّهِ = كَإِشَارَةٍ لِلطَّيْرِ فِي الطَّيَرَانِ
يَوْمًا بِهِ شَاهَدْتُ طَلْعَتَهُ السَّعِيدَةَ قَدْ دَنَا عَنْ فَضْلِهِ العِيدَانِ
لَمْ أَنْسَهُ أَبَدًا لِسَاعَةِ حَمْلِ جُثْمَانِي عَلَى حَدْبَا مِنَ العِيدَانِ
كَمْ فِيهِ كَانَ مِنَ البَشَائِرِ لِي وَ كَمْ = بِالبِشْرِ وَ التَّرْحِيبِ قَدْ حَيَّانِي
لَمَّا دَخَلْتُ حِمَاهُ صِرْتُ مُعَظَّمًا = عَنْ سَائِرِ الأَقْرَانِ قَدْ أَسْمَانِي
فَبِهِ الإِلَهُ أَعَزَّنِي وَ بِسِرِّهِ = مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِي الفُؤَادِ شَفَانِي
وَ بِهِ اكْتَسَبْتُ الذَّوْقَ لَسْتُ بِجَاحِدٍ = وَ بِهِ الإِلَهُ إِلَى الصَّوَابِ هَدَانِي
وَ لَقَدْ تَحَقَّقْتُ السَّعَادَةَ وَ الرِّضَى = مُذْ كَانَ مَجْلِسُهُ الشَّرِيفُ حَوَانِي
كَمْ كُنْتُ مُلْتَقِطًا فَرَائِدَ سِرِّهِ = وَ عَلَى عَوَائِدِ بِرِّهِ أَجْرَانِي
كَمْ جَادَ لِي بِلَطَائِفِ الجَدْوَى وَ قَدْ = كَرَمًا لِخَيْرِ مَنَازِلٍ أَرْقَانِي
خَفَضَ الجَنَاحَ بِقَصْدِ نَفْعِي لاَزِمًا = عَطْفًا وَ بِالتَّدْرِيجِ قَدْ رَقَّانِي
وَ كَذَا يَكُونُ السِّرُّ مَهْمَا جَاءَ مِنْ = صَدْرٍ سَمَا عَنْ جُمْلَةِ الأَضْغَانِ
كَمْ مِنْ فَوَائِدَ جَمَّةٍ جَاءَتْ بِهَا = لِي نَفْسُهُ وَ لِسَانُهُ أَمْلاَنِي
كَمْ كُنْتُ مُرْتَقِبًا كِتَابَةَ سِرِّهِ = مَهْمَا بِهِ تَتَحَرَّكُ الشَّفَتَانِ
بِالطَّوْعِ كَانَ جَوَابُنَا لِدُعَائِهِ = كَجَوَابِ أَرْضٍ ضِمْنَ آيِ دُخَانِ
وَ مِلاَكُ أَمْرِي فِي يَدَيْهِ جَعَلْتُهُ = مُسْتَسْلِمًا وَ لَهُ صَرَفْتُ عِنَانِي
مِنَحًا عِظَامًا مِنْهُ رُمْتُ فَنِلْتُهَا = بِجَمِيعِ مَا أَرْجُوهُ قَدْ أَصْفَانِي
تَاللهِ لاَ أَنْسَى مَوَاهِبَ بِرِّهِ = إِذْ هُوَ أَكْرَمُ كُلِّ مَنْ لاَقَانِي
مَا كَانَ ذَا الإِقْبَالُ مِنْهُ تَصَنُّعًا = بَلْ لاَ وَ لاَ فِي فِعْلِهِ رَاءَانِي
لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي بِالقَبُولِ مُقَابِلاً = مَا كَانَ قَطُّ جَمَالَهُ أَرْءَانِي
قَدْ كُنْتُ فِي لَهَفٍ قُبَيْلَ لِقَائِهِ = حَتَّى سُقِيتُ بِكَأْسِهِ المَلْآنِ
وَ اللهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي مِنْ قَبْلِهِ = مَا كُنْتُ مَعْدُودًا مِنَ الفُرْسَانِ
لَكِنَّنِي لَمَّا حُبِيتُ بِإِذْنِهِ = فَاضَتْ عَلَيَّ مَوَاهِبُ الإِحْسَانِ
وَ أَبُو المَوَاهِبِ كَانَ حَقًّا وَاهِبِي = مِنْ فَضْلِ وَهَّابٍ هِبَاتِ أَمَانِ
لِمْ لاَ أُحِبُّ أَبَا المَوَاهِبِ وَ هْوَ وَا = هِبُ مِنْحَتِي وَ بِسِرِّهِ دَاوَانِي
وَ كَفَى لَهُ فَضْلاً وِرَاثَةُ مَنْ رَآ = نِي أَوْ رَأَى مَنْ كَانَ قَبْلُ رَآنِي
جَازَاهُ رَبِّي بِالجِنَانِ وَ لاَ يَزَا = لُ مُطَيِّبَ الأَعْطَافِ وَ الأَرْدَانِ
وَ تَمَامُ إِذْنِي بَعْدَهُ قَدْ كَانَ لِي = مِنْ نُخْبَةِ الصُّلَحَاءِ فِي ذَا الآنِ
الفَاضِلِ الغِطْرِيفِ مُفْرَدِ عَصْرِهِ = مُولِي المَكَارِمِ مُنْقِذِ اللَّهْفَانِ
عَلاَّلٍ الفَاسِي ابْنِ عَبْدِ اللهِ مَنْ = بِمَوَدَّةٍ وَ صَدَاقَةٍ صَافَانِي
هُوَ مَلْجَأُ الغُرَبَاءِ وَ هْوَ مَلاَذُهُمْ = هُوَ بُغْيَةُ الفُقَرَاءِ وَ الإِخْوَانِ
هُوَ أَكْبَرُ الأَصْحَابِ أَعْنِي المُنْتَمِينَ لِشَيْخِنَا فِي حَاضِرِ الإِبَّانِ
هُوَ عُمْدَةُ الوُعَّاظِ و هُوَ رَئِيسُهُمْ = وَ هْوَ الخَطِيبُ بِحَضْرَةِ السُّلْطَانِ
هُوَ حُجَّةٌ عِنْدِي وَ لَمْ أَعْبَأْ بِمَنْ = قَدْ صَارَ يُنْكِرُهُ بِلاَ سُلْطَانِ
ذَاكَ ابْنُ مَجْذُوبٍ سَلِيلُ أَكَابِرٍ = شُهِدَتْ فَضَائِلُهُمْ بِكُلِّ مَكَانِ
أَضْحَوْا مَحَطَّ رِحَالِ أَهْلِ الإِرْتِحَا = لِ لِبَابِهِمْ يَأْوِي المُسِيءُ الجَانِي
قَدْ أَغْمَرُونِي فِي بِحَارِ عُلُومِهِمْ = لِي فِي القِيَامِ بِحَقِّهِمْ أَجْرَانِ
لِمْ لاَ وَ نُخْبَةُ نَسْلِهِمْ وَ فُرُوعِهِمْ = بِالجَزْلِ مِنْ مَعْرُوفِهِ أَسْدَانِي
قَدْ كُنْتُ فِي أَسَفٍ عَظِيمٍ قَبْلَ ذَا = لَوْلاَ الزَّمَانُ بِقُرْبِهِ هَنَّانِي
نِلْتُ الَّذِي قَدْ كُنْتُ أَطْلُبُ نَيْلَهُ = مِنْ فَضْلِهِ وَ بِمَا رَجَوْتُ حَبَانِي
كَمْ كَانَ قَابَلَنِي بِإِجْلاَلٍ وَ كَمْ = بِجَمِيلِ صُنْعٍ مِنْهُ قَدْ كَافَانِي
أَبْقَاهُ مَوْلاَنَا وَ أَبْقَى نَسْلَهُ = فِي السِّتْرِ وَ الإِعْزَازِ وَ الرِّضْوَانِ
وَ بِجَاهِهِ لاَ زِلْتُ أَرْجُو عَطْفَةً = مِنْ شَيْخِنَا يُوفِي بِهَا سُؤْلاَنِي
إِذْ هُوَ مِمَّنْ نَالَ مِنْهُ شَفَاعَةً = فِي عَصْرِهِ وَ الأَخْذَ عَنْ أَخْدَانِ
بِأَعَمِّ إِذْنٍ فَازَ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّـ = ـدِنَا الكِبَارِ خُلاَصَةِ الأَعْيَانِ
قَدْ خَصَّصُوهُ بِمَا بِهِ قَدْ خَصَّهُمْ = شَيْخُ المَشَايِخِ خَتْمُنَا الكِتْمَانِي
مَنْ فَازَ بِالصَّيْتِ الشَّهِيرِ وَ لَمْ تَزَلْ = تَأْتِي لَهُ الزُّوَّارُ مِنْ إِسْوَانِ
مَعْ بَصْرَةٍ مَعْ كُوفَةٍ وَ كَذَاكَ صَنْـ = ـعَا وَ اليَمَامَةِ مَعْ حِمَا حُورَانِ
وَ كَذَا خُرَاسَانٍ وَ نَجْرَانٍ وَ مِنْ = أَنْحَاءِ تَكْرُورٍ وَ مِنْ نُعْمَانِ
وَ كَذَاكَ مِنْ شَامٍ وَ مِنْ حَلَبٍ وَ مِنْ = خَطِّ الجَرِيدِ وَ مِنْ حَمَى فَزَّانِ
وَ كَذَا تَوَاتٍ ثُمَّ صَحْرَاءِ البَرَا = بِرِ مَعْ حِمَى سُوسٍ إِلَى فُلاَّنِ
فَيَعُمُّ جُمْلَةَ زَائِرِيهِ بِأَنْعُمٍ = عَمَّتْ تُحَاكِي فَيْضَةَ الطُّوفَانِ
فَلِذَا بِزَوْرَتِهِ فُتِنْتُ وَ لَمْ أَزَلْ = مُتَنَقِّلاً فِي سَائِرِ الأَفْنَانِ
مُتَعَلِّقًا بِالجُلِّ مِنْ خُلَفَائِهِ = عَلِّي أَرَى مَنْ حُبُّهُ أَفْنَانِي
مِنْ فَضْلِهِ عُوِّدْتُ أَعْظَمَ نَجْدَةٍ = مَهْمَا دَعَوْتُهُ مُسْرِعًا لَبَّانِي
غَوْثِي غَدَا مَهْمَا اسْتَغَثْتُ بِهِ فَكَمْ = أَدْعُوهُ فِي سِرِّي وَ فِي إِعْلاَنِي
فَيُجِيبُنِي عَزْمًا وَ كَمْ مِنْ مَرَّةٍ = عَنْ جُمْلَةِ الخُصَمَاءِ قَدْ أَعْلاَنِي
فَإِلَى مَ لَمْ يَسْمَحْ بِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ = لِلعَاشِقِ المُتَلَهِّفِ الوَلْهَانِ
وَ إِلَى مَ يَبْقَى ذَا الجَفَا وَا لَوْعَتِي = مِنْ هَاجِرٍ بَعْدَ الوُصُولِ قَلاَنِي
أَهْتَزُّ مَهْمَا قَدْ سَمِعْتُ حَدِيثَهُ = فَكَأَنَّمَا دَاءُ الجُنُونِ عَرَانِي
فَأَصِيرُ أَلْهَجُ بِاسْمِهِ وَ أَقُولُ يَا = مَوْلاَيَ أَحْمَدُ صِلْ وَ دَعْ هِجْرَانِي
وَ حَيَاتِكُمْ بِفِرَاقِكُمْ وَ بِعَادِكُمْ = فِي القَلْبِ مِنِّي صَارَ لِي كَلْمَانِ
كَمْ ذُقْتُ مُرَّ الهَجْرِ مَعْ مُرِّ الصُّدُو = دِ وَ مَا جَزَاءُ مُرِيدِكَ المُرَّانِ
جُدْ يَا إِمَامُ بِنَظْرَةٍ وَ بِجَذْبَةٍ = إِنَّ الهُيَامَ بِكُمْ لَقَدْ أَبْلاَنِي
إِنْ كُنْتُ لَسْتُ بِمُظْهِرٍ شَكْوَى فَهَا = حَالِي يَدُلُّكَ قَدْ غَدَا عُنْوَانِي
ذَهَبَتْ قُوَى عَصْرِ الشَّبَابِ وَ أَدْبَرَتْ = وَ الضُّعْفُ مِنْ أَلْبَانِهِ غَذَّانِي
وَ الجِسْمُ ذَابَ وَ غَيْرُ رَسْمِي لَيْسَ لِي = وَ العَظْمُ مِنِّي صَارَ فِي إِيهَانِ
طَوْرًا عَلَى الجُدْرَانِ مُسْتَنِدًا أُرَى = طَوْرًا أُرَى مُتَأَبِّطَ القُضْبَانِ
وَ الدَّهْرُ مَهْمَا قَدْ حَلَلْتُ بِبَلْدَةٍ = عَنِّي نَفَى طِيبَ الكَرَى وَ نَفَانِي
فَإِذَا غَفَوْتُ فَقَصْدُ قَنْصِي فِي الكَرَى = لِخَيَالِكُمْ هُوَ الَّذِي أَغْفَانِي
قَدْ كُنْتُ قَارَبْتُ الفَنَا لَوْ لَمْ يَكُنْ = سَارِي نَسِيمِ حَدِيثِكُمْ أَحْيَانِي
قَدْ ضَاعَ عُمْرِي فِي الَّذِي لَمْ يُجْدِنِي = وَ غُرَابُ بَيْنِي يَا مَلاَذُ نَعَانِي
صِلْنِي فَعَنْ عَهْدِ المَوَدَّةِ لَمْ أَحُلْ = لاَ وَ الَّذِي بِمُحَمَّدٍ سَمَّانِي
رُوحِي بِكَ افْتَتَنَتْ فَلَمْ أَظْعَنْ وَ لَمْ = أُحْسَبْ إِذًا مِنْ جُمْلَةِ القُطَّانِ
كُنْ لِي أَنِيسًا فِي اغْتِرَابِي إِنَّهُ = عَنْ جَمْعِ أَهْلِي حُبُّكُمْ سَلاَّنِي
كُنْ سَيِّدِي طُولَ الزَّمَانِ مُرَافِقِي…= فَبِعَادُكُمْ لِتَنَقُّلٍ أَدَّانِي
أَفَتَتْرُكُونِي مُهْمَلاً وَ مُفَرَّطًا = وَ لِأَجْلِكُمْ فَرَّطْتُ فِي أَوْطَانِي
لِي عِنْدَكُمْ عَهْدٌ وَ ذِمَّةُ نِسْبَةٍ = فَعَلَيْكُمُ قَدْ صَارَ لِي حَقَّانِ
يَا سَيِّدِي جُدْ لِي بِمَا أَرْجُو فَمَا = لِي غَيْرُ جَاهِكُمُ الرَّفِيعُ السَّانِي
أَرْجُو أَكُونُ لَدَيْكَ مَحْبُوبًا بِلاَ = سَبَبٍ مَحَبَّةَ أَصْدَقِ الأَخْدَانِ
فَبِكَ المَغَارِبُ أُسْعِدَتْ وَ بِكَ المَشَا = رِقُ أُكْرِمَتْ فَتَنَوَّرَ الأُفْقَانِ
مِنْكَ السَّرَائِرُ أُعْمِرَتْ بِنَظِيرِ مَا = بِهِ أُعْمِرَ الأَصْدَافُ مِنْ نِيسَانِ
فَبِذَاكَ رُمْتُ ضِيَافَتِي مِنْكُمْ فَمَا = أَحَدٌ مِنْ أَرْبَابِ الحِمَا آوَانِي
بَلْ إِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَحُوا بِالإِلْتِفَا = تِ وَ لَمْ يُشِيرُوا لِي وَ لَوْ بِبَنَانِ
وَ حَياتِكُمْ مَا رُمْتُ بَذْلَ النَّاسِ هَا = كَفَّايَ مِنْ أَمْنَاحِهِمْ صِفْرَانِ
مَا رُمْتُ إِلاَّ فَضْلَكُمْ كَيْ يَمْتَلِي = مِنْ بَحْرِ وَاسِعِ جُودِكَ الكَفَّانِ
لَسْنَا كَحِلْفِ تَمَلُّقٍ لِذَوِي الدُّنَا = سُبْحَانَ مَنْ مِنْ ذَاكَ قَدْ عَافَانِي
هِمَمُ المُلُوكِ لِعَبْدِكُمْ طَبْعٌ وَ إِنْ = جَهْدٌ وَ إِقْلاَلٌ لَقَدْ عَاقَانِي
كُنْ سَيِّدِي بِمَصَالِحِي مُتَكَفِّلاً = إِذْ أَنْتَ لِي مِنْ أَحْسَنِ الضُّمَّانِ
كُنْ سَيِّدِي عَوْنِي فَإنِّي لَمْ أَزَلْ = مُتَلَهِّفًا مِنْ قِلَّةِ الأَعْوَانِ
فَعَلَيْكُمُ بَعْدَ الإِلَهِ وَ بَعْدَ خَيْرِ المُرْسَلِينَ لَقَدْ غَدَا تُكْلاَنِي
لِجَنَابِكُمْ فَوَّضْتُ أَمْرِي فَاحْمِنِي = وَ ابْطِشْ بِمَنْ بِمَكَارِهٍ آذَانِي
فَالإِنْتِمَاءُ إِلَيْكُمُ حِرْزِي غَدَا = أُرْقِي بِهِ مُقَلِي كَذَا آذَانِي
مِنْكُمْ عَهِدْتُ حِمَايَةً وَ صِيَانَةً = فَلَكُمْ عَلَيَّ بِجُودِكُمْ فَضْلاَنِ
يَا قُطْبُ إِنَّكَ نَاصِرُ الضُّعَفَاءِ فَانْصُرْنِي عَلَى الخَصْمِ الَّذِي عَادَانِي
لِي عِنْدَكَ العَهْدُ الوَثِيقُ فَقُلْ إِذًا = لَمْ يَرْعَ عَهْدًا لِلوِدَادِ عَدَانِي
أَوَ لَيْسَ وِرْدُكَ وُصْلَةً بَيْنِي وَ بَيْنَكَ وَ هْوَ عَنْ كُلِّ العَلاَئِقِ غَانِي
كُنْ لِي بِجَاهِكَ لاَ تَكِلْنِي لِلسِّوَى = إِذْ أَنْتَ حِصْنِي مَلْجَئِي صَوَّانِي
عَطْفًا أَيَا ابْنَ مُحَمَّدٍ يَا قِدْوَتِي = سَلْ لِي الإِلَهَ العَفْوَ إِنْ أَخْزَانِي
كُنْ لِلْعَبِيدِ أَيَا ابْنَ مُخْتَارِ فَمِنْ = دَهَشِي لَقَدْ أَصْبَحْتُ كَالسَّكْرَانِ
كُنْ مُنْقِذِي وَ مُؤَيِّدِي وَ مُعَضِّدِي…= فَالنَّفْسُ وَ الشَّيْطَانُ قَدْ كَادَانِي
حَتَّى ارْتَكَبْتُ مُحَرَّمَاتٍ جَمَّةٍ = عَنْهَا المُهَيْمِنُ فِي الكِتَابِ نَهَانِي
أَذْنَبْتُ ذَنْبًا لَمْ يُحِطْ قَوْلِي بِهِ = فَلِذَا اعْتَرَتْنِي شِدَّةُ الخَفَقَانِ
أَثْقَلْتُ ظَهْرِي ثُمَّ أَثْقَلْتُ الثَّرَى = لَوْ كَانَ نُطْقٌ لِلثَّرَى لَشَكَانِي
أَكْثَرْتُ مِنْ فِعْلِ القَبِيحِ لِأَجْلِ ذَا = أَمْسَيْتُ مِنْ خَوْفِي أَذَلَّ جَبَانِ
لاَزَمْتُ لِلشُّبُهَاتِ حَتَّى كُلُّ مَنْ = قَدْ كَانَ يَأْلَفُنِي لِذَاكَ جَفَانِي
فَارَقْتُ أَهْلَ الفَضْلِ حَتَّى فَارَقَتْ…= طِيبَ الكَرَى طُولَ المَدَى أَجْفَانِي
فَهَلُمَّ بِي يَا نَفْسُ نَحْوَ رِحَابِهِمْ = فَالصَّدُّ مِنْهُمْ وَ النَّوَى أَفْنَانِي
عُودِي بِنَا نَحْوَ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ فَقَدْ ضُلِلْتِ بِأَعْمَقِ الأَفْنَانِ
فَدَعِي الضَّلاَلَةَ وَ اقْتَفِي سُبُلَ الهُدَى = إِنَّ الضَّلاَلَ لِعَابِدِ الأَوْثَانِ
كَمْ مِنْ مَهَاوِي قَدْ وَقَعْتِ بِهَا فَهَلْ…= لَمْ تَشْعُرِي مِنْ أَوَّلٍ أَوْ ثَانِي
مَهْمَا سَمِعْتُ الوَعْظَ قُلْتُ إِبَايَةً = دَعْنِي فَلَمْ أَسْمَعْ لِقَوْلِ فُلاَنِ
دَعْنِي أُمَتَّعُ بِالشَّبِيبَةِ قَبْلَ أَنْ = تُقْضَى كَعَادَةِ سَائِرِ الشُّبَّانِ
دَعْنِي فَذَنْبِي لَمْ يَكُنْ عَنْ جُرْأَةٍ = بَلْ إِنَّمَا المَوْلَى بِذَاكَ بَلاَنِي
دَعْنِي فَلَسْتُ بِأَوَّلِ اللاَّهِينَ بَلْ = قَبْلِي الجَوَى كَمْ هَدَّ لِلأَبْدَانِ
دَعْنِي سَتَنْهَانِي صَلاَتِي بَعْدَ ذَا = كُلُّ الذُّنُوبِ تُزَاحُ بِالغُفْرَانِ
فَاللهُ أَخْبَرَنَا بِمَغْفِرَةِ الذُّنُو = بِ جَمِيعِهَا فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ
قَدْ قَالَ رَبِّي رَحْمَتِي وَسِعَتْ وَ قَوْ… = لُ اللهِ مَحْفُوظٌ مِنَ النُّقْصَانِ
وَ وُعُودُهُ لاَ شَكَّ فِي إِيفَائِهَا = جَلَّتْ عَنِ التَّعْطِيلِ وَ البُطْلاَنِ
مَا يَفْعَلُ المَوْلَى بِتَعْذِيبِي إِذَا = شُكْرِي وَ إِيمَانِي بِهِ صَحِبَانِي
إِنْ رَامَ تَعْذِيبِي صَبَرْتُ لِحُكْمِهِ = فَهْوَ الَّذِي مِنْ نُطْفَةٍ سَوَّانِي
أَوْ رَامَ يَرْحَمُنِي فَذَلِكَ شَأْنُهُ = كَمْ عَمَّنِي بِلَطَائِفِ الإِحْسَانِ
رَبِّي كَرِيمٌ لَمْ يَزَلْ مُتَفَضِّلاً…= كَمْ قَدْ عَصَيْتُ وَ حِلْمُهُ غَطَّانِي
إِذْ هُوَ قَابِلُ تَوْبَتِي فَعَسَى أُرَى = يَوْمًا مِنَ الأَدْنَاسِ قَدْ صَفَّانِي
لِلَّهِ يَا نَفْسُ اتْرُكِي لِتَعَلُّلٍ = إِنَّ التَّعَلُّلَ لِلحُظُوظِ رَمَانِي
لَمَّا اقْتَفَيْتُ هَوَاكِ قَبْلَ تَبَصُّرٍ = أَهْلَكْتِنِي لَوْلاَ الإِلَهُ رَعَانِي
كَمْ مَرَّةٍ آنَ افْتِضَاحِي لَكِنِ المَوْلَى بِثَوْبِ السِّتْرِ قَدْ غَشَّانِي
إِبْلِيسُ غَرَّكِ فَاقْتَفَيْتِ سَبِيلَهُ = فَغَدَوْتُمَا بِكَرَامَةٍ تَعِدَانِي
هُوَ مِثْلُ فِرْعَوْنَ اللَّعِينِ وَ أَنْتِ نِلْتِ قَبِيحَ وَصْفٍ كَانَ فِي هَامَانِ
لَمْ أَغْتَرِرْ بِكُمَا وَ مَا أَبْدَيْتِهِ = فَمُفَوَّضٌ لِمَشِيئَةِ الرَّحْمَانِ
هُوَ لِلَّذِي بِالغَيْبِ يَخْشَى رَبَّهُ = لاَ لِلْمُبَارِزِ مِنْ ذَوِي الكُفْرَانِ
لاَ يَأْمَنُ المَكْرَ الإِلَهِي دُونَ مَنْ = آلَتْ عَوَاقِبُهُ إِلَى الخُسْرَانِ
كُلٌّ لِمَا قَدْ كَانَ مَخْلُوقًا إِلَيْهِ مُيَسَّرٌ إِذْ يَنْقَضِي المَدَدَانِ
فَإِلَى مَتَى يَبْقَى انْهِمَاكُكَ فِي الهَوَى = يَا نَفْسُ هَذَا الوِزْرُ قَدْ وَارَانِي
تُوبِي فَقَدْ لاَزَمْتِ كُلَّ قَبِيحَةٍ = حَتَّى لَقَدْ نَفَرَتْ بِذَا خِلاَّنِي
مَا لِلْمَلاَهِي خَالِقِي قَدْ كَانَ أَوْ = جَدَنِي وَ لاَ لِهَوَاكِ قَدْ خَلاَّنِي
كَمْ رُمْتُ قُرْبًا مِنْ حَظَائِرِ قُدْسِهِ = وَ قَبِيحُ جُرْمِكَ عَنْهُ قَدْ أَقْصَانِي
هَلْ لاَ تَتُوبِي لِلإِلَهِ وَ تَتْرُكِي = خَوْفًا سُلُوكَ مَحَجَّةِ العِصْيَانِ
إِنَّ الرَّحِيلَ دَنَا وَ دَبَّ نَذِيرُهُ = فِي عَارِضَيَّ وَ لِلمَنُونِ حَدَانِي
فَتَجَنَّبِي الشُّبُهَاتِ طُرًّا وَ اجْنَحِي = لِفَضَائِلٍ تُنْجِيكِ مِنْ نِيرَانِ
مَنْ قَارَبَ النِّيرَانَ لَمْ يَأْمَنْ لَهَا = شَرَرًا كَحَدَّادٍ وَ ذِي أَفْرَانِ
مَنْ رَامَ بُعْدَ ذَوَاتِ سُمٍّ عَنْهُ لاَ = يَمْدُدْ يَدَيْهِ لِسَاحَةِ الغِيرَانِ
إِذْ رَاتِعٌ حَوْلَ الحِمَى لاَ شَكَّ يُو…= شِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ بِبَعْضِ تَدَانِي
فَقِفِي لَدَى حَدِّ الشَّرِيعَةِ وَ اتْرُكِي…= مَا لَيْسَ يَرْضَاهُ الَّذِي أَنْشَانِي
وَ تَوَجَّهِي لِلَّهِ فِي طَلَبِ الرِّضَى = عَقِبَ الصَّلاَةِ وَ مُذْ سَمَاعِ أَذَانِ
وَ تَوَسَّلِي بِالهَاشِمِيِّ وَ نَجْلِهِ = مَوْلاَيَ أَحْمَدَ قَابِلِ النَّدْمَانِ
وَ قِفِي لَدَى أَعْتََابِهِ وَ قُلِي بِحُسْنِ تَأَدُّبٍ يَا مُرْشِدَ الحَيْرَانِ
رُمْتُ الوُصُولَ لِبَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ ذَا = وَ الذَّنْبُ عَنْ سُبُلِ الوُصُولِ وَجَانِي
وَ الآنَ أَرْجُو الصَّفْحَ مَعْ إِغْضَائِكُمْ… = عَنْ مُذْنِبٍ حِلْفَ الجَرَائِمِ جَانِي
لاَ تَتْرُكُونِي سَادَتِي مُلْقًى عَلَى = أَبْوَابِكُمْ مُتَوَاصِلَ الغَشَيَانِ
أَرْجُو دَوَامَ رِضَاكُمُ كَيْ لاَ تُرَى = طُولَ الزَّمَانِ عَلَيَّ بِالغَضْبَانِ
إِنْ كُنْتُ مَشْمُولاً لَدَيْكُمُ بِالرِّضَى…= مَنْ ذَا الَّذِي فِي المَكْرُمَاتِ سَمَانِي
نَالَ الشَّقَاوَةَ مَنْ يَكُنْ لِعَمِيمِ فَضْلِكَ مُعْلِنًا بِالجَحْدِ وَ الكِتْمَانِ
أَنْتَ الطَّبِيبُ فَجُدْ لِصَبِّكَ بِالدَّوَا = دَاءُ الصَّبَابَةِ طَالَمَا أَبْكَانِي
كَادَ الغَرَامُ يُذِيبُنِي لَوْ لَمْ يَكُنْ = بِرِدَاءِ صَبْرٍ خَالِقِي رَدَّانِي
قَدْ كُنْتُ عَايَنْتُ الهَلاَكَ وَ إِنَّمَا = حُسْنُ الرَّجَا مِنْ ذَاكَ قَدْ نَجَّانِي
لاَ شَكَّ عِنْدِي أَنَّ ذِكْرَكَ لِلْحَشَا = فِيهِ الشِّفَاءُ وَ رَاحَةُ الأَبْدَانِ
إِنْ غِبْتُمُ عَنِّي ذَكَرْتُ حَدِيثَكُمْ = فَبِذِكْرِكُمْ رَحَمَاتُهُ تَغْشَانِي
يَا سَيِّدِي نَالَ الصِّحَابُ الفَوْزَ مِنْكَ بِكُلِّ مَا قَدْ أَمَّلُوهُ خَلاَنِي
فَاسْمَحْ لِعَبْدِكِ بِالَّذِي أَكْسَبْتَهُمْ = لاَ تُخْرِجَنِّي اليَوْمَ مِنْ إِخْوَانِي
نَالَ الحَنَانَ الكُلُّ مِنْكَ وَ مِنْ حُنَيْنٍ بَعْدَهُمْ قَدْ صَحَّ لِي الخُفَّانِ
طَالَ اغْتِرَابِي بِالمَغَارِبِ سَيِّدِي = وَ الإِحْتِيَاجُ لِفَضْلِكُمْ أَلْجَانِي
مَا كَانَ مِنْكُمْ بِالهِبَاتِ أَحَقَّنِي = وَ بِنَيْلِ جَدْوَاكُمْ فَمَا أَجْدَانِي
إِذْ طَالَمَا رَاقَبْتُ نَيْلَ مَعَارِفٍ = مِنْ فَقْدِهَا فِي بَاطِنِي أَلَمَانِ
مِنْ بَعْضِ مَا أَعْطَاكَ رَبُّ العَرْشِ جُدْ = لِعُبَيْدِكَ المُتَأَوِّهِ الأَنَّانِ
جُدْ لِي بِبَاهِرِ سِرِّكُمْ فَأَنَا الأَمِينُ عَلَى سَرَائِرِ مَنْ لَهَا أَفْشَانِي
تَاللهِ لَسْتُ أُذِيعُ مُضْمَرَ سِرِّكُمْ = لَوْ يُقْطَعُ البُلْعُومُ وَ الوَدِجَانِ
لاَ تَمْنَعُونِي بَعْضَ مَسْؤُولِي فَكَمْ = مِنْ يُمْنِكُمْ نَيْلُ المُنَى فَاجَانِي
إِنِّي لَرَاضٍ بِالَّذِي تَرْضَوْنَهُ…= أَسْلَمْتُ فِي يَدِكُمْ إِذًا أَرْسَانِي
جُودُوا بِقُرْبِي سَادَتِي إِنِّي لَعَنْ = رُتَبِ الكَمَالِ اليَوْمَ مَا أَقْصَانِي
وَافَيْتُ بَابَكُمُ السَّعِيدَ مُؤَمِّلاً = أَنْ تَجْعَلُونِي وَاحِدَ الغِلْمَانِ
إِنْ لَمْ تَكُونُوا تَقْبَلُونِي خَادِمًا = لاَزَمْتُ خِدْمَةَ أَعْبُدِ العِبْدَانِ
فَأَنَا كُلَيْبُ طَرِيقَةٍ لاَ زِلْتُ أَنْبَحُ طَارِقًا قَدْ رَامَهَا بِهَوَانِ
فَإِذَا العِنَايَةُ مِنْكُمُ حَصَلَتْ غَدَوْ = تُ هِزَبْرَهَا الضَّارِي وَ شَهْمَ طِعَانِ
إِنْ غَيْرُنَا بِالرُّمْحِ دَافَعَ عَنْكُمُ = لِي فِي الدِّفَاعِ عَنْكُمُ قَوْسَانِ
قَوْسُ الذِّرَاعِ وَ سَهْمُهُ هَذَا اليَرَا = عُ وَ قَوْسُ صَدْرِي مُوتَرٌ بِلِسَانِي
إِنْ كُنْتُ أَخْشَاكُمْ وَ أَخْشَى اللهَ سَا = ئِرُ إِنْسِهِ مَعْ جِنِّهِ يَخْشَانِي
بَلْ كُلُّ مَنْ فِي العَالَمِ العُلْوِيِّ وَ السُّفْلِيِّ دُونَ تَرَدُّدٍ يَهْوَانِي
مَهْمَا لِشَامِخِ رُكْنِكُمْ كَانَ اسْتِنَا = دِي كُنْتُ مَعْزُوزًا وَ غَيْرَ مُهَانِ
إِنْ كُنْتُ فِي مَلَئِي رَخِيصًا إِنَّ جَا…= نِبَكُمْ بِحُسْنِ الإِنْتِمَا أَغْلاَنِي
لاَ فَخْرَ لِي إِلاَّ بِكُمْ أَوْ بِالتُّقَى = لاَ بِانْتِمَاءِ أَبِي لِرِفْعَةِ شَانِ
مَنْ كَانَ يَجْهَلُنِي أَنَا هَيَّانُ مَنْ = تُنْمَى بُنُوَّتُهُ إِلَى بَيَّانِ
وَ إِذَا اشْتِهَارُ الغَيْرِ كَانَ بِحُلَّةٍ = شَارَكْتُ لِلمَلاَّحِ فِي التُّبَّانِ
وَ إِذَا المَجَالِسُ لِلمُلُوكِ بِهِمْ سَمَا = جَالَسْتُ لِلحَدَّادِ وَ التَّبَّانِ
مَا قُلْتُ ذَاكَ تَوَاضُعًا لَكِنَّنِي = مَهْمَا انْتَمَيْتُ لِرِفْعَةٍ تَأْبَانِي
مَا الشَّأْنُ إِلاَّ أَنْ يُقَالَ مَلاَمَتِي = وَ مَلاَمَتِي فِي المَيْلِ لِلطُّغْيَانِ
وَ أَجَلُّ حَظِّي فِي الخُمُولِ وَ إِنَّهُ …= مِنْ أَشْرَفِ الأَحْوَالِ لِلإِنْسَانِ
إِذْ لَيْلَةُ القَدْرِ اخْتَفَتْ فَغَدَتْ تَفُو = قُ لِأَلْفِ شَهْرٍ فَهْيَ خَيْرُ زَمَانِ
فَلِذَا بِهَا لِلَّهِ دَامَ تَضَرُّعِي = لِيَجُودَ لِي بِالعِتْقِ فِي رَمَضَانِ
وَ لَهُ اسْتَجَرْتُ بجَِاهِكُمْ عَلِّي أُرَى = مَوْلاَيَ مِنْ دَنَسِ الحَشَا نَقَّانِي
إِنْ كُنْتُ مَحْبُوبًا لَكُمْ أَرْجُو يُرَى = بَيْنِي وَ بَيْنَ مَخَاوِفِي سُدَّانِ
بِصَبَاحِ قُرْبِكَ قَدْ حَمِدْتُ سُرَى مَسِيرِي بَعْدَ ذَمِّي جُمْلَةَ الجَوَلاَنِ
وَ الشَّيْءُ يُمْدَحُ تَارَةً وَ يُذَمُّ أُخْرَى حَيْثُ كَانَ لِذَاتِهِ شِقَّانِ
لَوْ لَمْ أَنَلْ فِي رِحْلَتِي إِلاَّ زِيَا = رَتَكُمْ وَ وِرْدَ وُرُدِكُمْ لَكَفَانِي
وَ حَيَاتِكُمْ شَغَفِي بِكُمْ لاَ يَنْقَضِي = مِنْ غَيْرِ عَقْلٍ فِي الوَرَى أَبْقَانِي
حُبِّي لَكُمْ قَاضٍ بِتَعْظِيمِي لِذَا = أَدَبِي عَلَى رُكَبِي لَكُمْ أَجْثَانِي
لِمْ لاَ وَ قَدْ أعْلَى الإِلَهُ جَنَابَكُمْ = بِوِلاَيَةٍ وَ لَكَ انْتَهَى الشَّرَفَانِ
مَنْ لَمْ يُعَظِّمْكُمْ بِوَصْفِ وِلاَيَةٍ = وَ بِنِسْبَةِ الهَادِي لَهُ إِثْمَانِ
قَدْ قَالَ مَنْ فِي اللهِ لَمْ تَأْخُذْهُ لَوْ…= مَةُ لاَئِمٍ فِي عِتْرَةِ العَدْنَانِي
إنْ كَانَ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ = فَبِرَفْضِنَا فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلاَنِ
دِينِي مَحَبَّتُكُمْ سَوَاءٌ مَادِحِي = فِيهَا وَ مَنْ بِالتُّرُّهَاتِ هَجَانِي
مَا زَادَنِي إِلاَّ كَمَالاً فِي الوَرَى = إِنْ حَاسِدٌ مَعْ مُبْغِضٍ ذَمَّانِي
بِشُمُولِ قَوْلِ اللهِ فِينَا أُمَّةً = وَسَطًا إِلَهُ العَرْشِ قَدْ زَكَّانِي
مَنْ فِيكُمُ سَاءَ اعْتِقَادُهُ لَمْ يَفُزْ = مِنْكُمْ سِوَى بِالطَّرْدِ وَ الحِرْمَانِ
أَنْتُمْ مُلُوكُ العَالَمِينَ بِظَاهِرٍ… = وَ بِبَاطِنٍ يَا زُمْرَةَ التِّجَانِي
مَا نَالَ مَا قَدْ نِلْتُمُوهُ مِنَ الفَخَا = رِ حَقِيقَةً كِسْرَى أَنُو شَرْوَانِ
أَضْحَتْ زَوَايَاكُمْ بِرَوْنَقِ حُسْنِهَا = تَزْهُوا فَخَرَّ لَهَا بِنَا الإِيوَانِ
قَدْ رَاقَ رَوْنَقُهَا فَأَصْبَحَ شَكْلُهَا = مِنْ أَحْسَنِ الأَشْكَالِ وَ الأَلْوَانِ
لَوْ أَنَّ أَقْطَابَ الوَرَى عَلِمُوا بِمَا = فِيهَا مِنَ الفَضْلِ الرَّفِيعِ الشَّانِ
ضَرَبُوا خِيَامَهُمُ عَلَيْهَا إِذْ بِهَا = قَطْعًا قَبُولُ صَلاَتِنَا فِي الآنِ
لاَ يَهْتَدِي لِصَلاَتِهِ فِيهَا سِوَى = مَنْ كَانَ مَقْبُولاً لَدَى الدَّيَّانِ
فَبِذَاكَ فَلْتَهْنَأْ رِحَابُ بَلِيدَةٍ…= وَ لْتَفْتَخِرْ فَاسٌ عَلَى البُلْدَانِ
حَقَّ الفَخَاُر لَهَا بِزَاوِيَةٍ غَدَا = فِيهَا ضَرِيحُ البَرْزَخِ الصَّمَدَانِي
قَبْرٌ يَفِيضُ السِّرُّ مِنْ أَرْكَانِهِ = وَ سَنَا بَرِيقُ شُعَاعِهِ أَعْشَانِي
مَنْ زَارَهُ نَالَ السَّعَادَةَ وَ الرِّضَى = مِنْ خَالِقِ المَخْلُوقِ بِالإِيقَانِ
فَلِذَا زِيَارَتُهُ الأَكِيدَةُ صَارَ لِي = بِوُجُوبِهَا وَ بِنَدْبِهَا قَوْلاَنِ
فَبِالاِعْتِدَالَيْنِ الزِّيَارَةُ أُكِّدَتْ = مِنْ كُلِّ عَامٍ آنُهَا الفَصْلاَنِ
يَأْوِي لِزَاوِيَةٍ سَمَتْ كُلَّ الزَّوَا = يَا مَفْخَرًا مِنْهَا سَرَى المَدَدَانِ
فَتَنَتْ بِبَهْجَتِهَا عُقُولُ النَّاظِرِ = ينَ جَمَالَهَا عَنْ غَيْرِهَا سَهَّانِي
أَحْسِنْ بِزَاوِيَةٍ سَمَتْ بِإِمَامِنَا = فَالحُسْنُ فِي أَمْدَاحِهَا شَهَّانِي
إِنْ كُنْتَ ذَا أَلَمٍ فَذُقْ مِنْ مَائِهَا = وَ بِهِ ادَّهِنْ يُغْنِي عَنِ الأَدْهَانِ
إِنِّي مَتَى كَرْبٌ دَهَانِي نَحْوَهَا = يَمَّمْتُ مَسْرُورًا بِهَا تَلْقَانِي
وَ مَتَى لِثَوْبٍ يَنْشُرُوا فِيهَا نَمَى = بَسْطِي بِبَسْطِ بِسَاطِهَا الكِتَّانِي
مِنْ يُمْنِهَا لَمَّا حَلَلْتُ بِصَدْرِهَا = شَهِدَتْ صُدُورٌ لِي بِنَيْلِ أمَانِي
صَدَرَتْ لِصَدْرِي صَادِرَاتُ تَصَدُّرٍ = مِنْ مُصْدِرِ الأَشْيَا إِلَى الوُجْدَانِ
يَا قُطْبَهَا قَدْ عَاقَنِي أَلَمٌ وَ هَـ ــ=ــذَا العُذْرُ لِي فِي قِلَّةِ الإِتْيَانِ
وَ الظَنُّ أَنِّي قَدْ أَتَيْتُ فَعِنْدَ ذَا = مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ حِمَاكَ حَمَانِي
أَأَخَافُ مِنْ بَعْضِ الشِّقَاقِ وَ إِنَّنِي = فِي حِصْنِكُمْ لاَ زِلْتُ خَيْرَ مُصَانِ
حَاشَا يُضَيَّعُ نَاسِجُ الإِطْرَا فَقُلْ = حَاشَا أُضَيِّعُ مَادِحِي حَاشَانِي
أَوَ يُحْرَمُ الجَدْوَى مُلاَزِمُ مَدْحِكُمْ…= بِلَطِيفِ أَلْفَاظٍ وَ حُسْنِ مَعَانِي
أَهْدَيْتُهَا عَذْرَا تَجُرُّ ذُيُولَهَا = فَلْتَحْمِهَا يَا قُطْبُ مِنْ طَعَّانِ
جُهْدُ المُقِلِّ بِهَا فَقَابِلْ بِالقَبُو = لِ تَفَضُّلاً لِعُجَالَةِ العَجْلاَنِ
مَا كُنْتُ مِنْ فُرْسَانِ مَدْحِ مَقَامِكُمْ…= كَلاَّ وَ لَكِنْ عَفْوُكُمْ أَغْرَانِي
أَصْدَرْتُ إِذْ صَدَّرْتُ أَمْدَاحِي بِكُمْ = نَظْمًا يَفُوقُ قَلاَئِدَ العِقْيَانِ
أَطْنَبْتُ فِي نَظْمِي وَ ظَنِّي أَنَّهُ = لَمْ يَبْقَ مَنْ بِمَدِيحِكُمْ بَاهَانِي
لَكِنَّ إِطْنَابِي أَخَلَّ بِجُلِّ مَا = نِلْتُمْ لِفَرْطِ العَيِّ وَ الإِلْكَانِ
شُغْلِي مَآثِرُ حُسْنِكُمْ أَبَدًا وَ لَيْسَ بِحِرْفَةٍ شُغْلِي وَ لاَ دُكَّانِ
فَبِذَاكَ أَرْجُو أَنْ يُرَى شِعْرِي يُشَا = بِهُ خَيْرَ مَا يُنْمَى إِلَى حَسَّانِ
وَ جَزَاؤُهُ مِنْكَ القَبُولُ وَ أَنْ أُرَى = لِبَنِيكَ فِي الزُّوََّارِ أَوَّلَ دَانِي
لِأَنَالَ يُمْنًا مِنْهُمُ حَتَّى الَّذِي = قَدْ مَاتَ مَعْدُودًا مِنَ الصِّبْيَانِ
وَ كَذَا الإِمَامَانِ العَظِيمَانِ اللَّذَا = نِ بُعَيْدَ عَصْرِكُمُ هُمَا الفَذَّانِ
كَالكَوْكَبَيْنِ النَّيِّرَيْنِ كِلاَهُمَا = قَدْ فَازَ مِنْ طَهَ بِحُسْنِ ضَمَانِ
ضَمِنَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمَا الخَيْرَ الكَثِيرَ مَعَ الغِنَى مَعْ غَايَةِ العِرْفَانِ
فَهُمَا مَرَامُ المُرْتَجِي وَ هُمَا مَلاَ = ذُ المُلْتَجِي وَ هُمَا غِيَاثُ العَانِي
قَدْ فَازَ خَادِمُهُمْ بِتَسْبِيحِ البِحَا = رِ لَهُ وَ مَا فِيهَا مِنَ الحِيتَانِ
وَ لَهُ الدُّخُولُ مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَ لِلفِرْدَوْسِ كَيْ يَرْضَى بِذَا النَّجْلاَنِ
وَ هُمَا مُحَمَّدٌ الكَبِيرُ وَ صِنْوُهُ المَوْلَى مُحَمَّدٌ الحَبِيبُ الثَّانِي
مَنْ خَصَّهُ المَوْلَى بِنَسْلِ طَيِّبٍ = قَدْ بَانَ مِنْهُ بِعَصْرِنَا نَجْمَانِ
أَعْنِي سَمِيَّ الجِدِّ أَحْمَدَ مَعْ مُحَمَّدٍ البَشِيرِ لَنَا بِنَيْلِ تَهَانِي
نَالاَ مِنَ المَوْلَى مَقَامًا لَمْ يَكُنْ = لِسِوَاهُمَا فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ
لِمْ لاَ وَ مِنْ جَدَّيْهِمَا الأَعْلَى مَعَ الأَ = حْظَى لَقَدْ نَالَ المَعَارِفَ ذَانِ
نِعْمَ السَّلِيلاَنِ الجَلِيلاَنِ اللَّذَا = نِ هُمَا إِذَا فِي الدَّهْرِ لِي إِلْفَانِ
فَكِلاَهُمَا مِطْعَامُ قُصَّادٍ وَ لَوْ …= فِي كُلِّ يَوْمٍ أَمَّهُ أَلْفَانِ
بِهِمَا لَقَدْ شَرُفَتْ مَعَاهِدُ عَيْنِ مَا = ضِي فَهْيَ صِدْقًا مَنْبَعُ الفَيَضَانِ
يَا عَيْنَ مَاضِي قَدْ سَعِدْتِ بِفَرْقَدَيْنِ هُمَا لِبَدْرِ بَلِيدَةٍ فَرْعَانِ
بُشْرَايَ إِنْ شَاهَدْتُ نُورَهُمَا بَدَا = وَ حُرِمْتُ وَاأَسَفَا إِذَا فَاتَانِي
يَا رَبَّنَا جُدْ لِي بِزَوْرَتِهِمْ وَ رُؤْ = يَتِهِمْ وَ لُقْيَاهُمْ بِقُرْبِ أَوَانِ
وَ اجْعَلْ قِرَى نُزْلِي لَدَيْهِمْ عَطْفَةً = مِنْهُمْ بِهَا أُحْبَى عَزِيزَ تَدَانِي
هُمْ أَنْجُمٌ لاَ شَكَّ أَمْسَى يَهْتَدِي = بِسَنَا ضِيَاهُمْ مُبْتَغِي السَّرَيَانِ
يَا قَلْبُ لُذْ بِرِحَابِهِمْ مُسْتَنْجِدًا = بِهِمُ وَ قُلْ هَذَا المُحِبُّ الفَانِي
يَا سَادَتِي رِقُّوا لِحَالِ مُتَيَّمٍ = فِيكُمْ فَإِنَّ العِشْقَ قَدْ أَرْدَانِي
وَ لَقَدْ وَقَفْتُ بِبَابِكُمْ مُسْتَعْطِفًا = وَ الشَّوْقُ نَحْوَكُمُ إِذًا أَلْقَانِي
رِقُّوا بِحَقِّكُمُ لِمُلْتَهِبِ الحَشَا = فَلَهِيبُ وَجْدِي يَا كِرَامُ كَوَانِي
وَ ارْثُوا لِحَالِي إِنَّنِي لِصُدُودِكُمْ = وَ لِهَجْرِكُمْ طُولَ الزَّمَانِ مُعَانِي
لاَ تَهْجُرُونِي دُونَ ذَنْبٍ إِنَّنِي = وَ حَيَاتِكُمْ مَا مِلْتُ لِلسِّلْوَانِ
مِلْكَ اليَمِينِ لَكُمْ غَدَوْتُ وَ لَمْ أُرِدْ = عِتْقِي وَ لاَ بَيْعِي وَ لاَ إِرْهَانِي
بِكُمُ افْتِتَانِي قَدْ نَمَى فَبِبُعْدِكُمْ = مَا طَابَ لِي عَيْشِي اللَّذِيذُ الهَانِي
فَلِأَجْلِ ذَا يَمَّمْتُكُمْ وَ تَرَكْتُ مَا = قَدْ كَانَ عَنْكُمُ قَبْلَ ذَا أَلْهَانِي
مَا كُنْتُ أَهْوَى الإِغْتِرَابَ وَ إِنَّمَا = حُبِّي وَ شَوْقِي نَحْوَكُمُ سَاقَانِي
لِمْ لاَ يَسُوقَانِي لِعِتْرَةِ جِهْبَذٍ = مِنْ بَحْرِهِ الفَيَّاضِ كَمْ سَاقَانِي
جُودُوا بِسِرِّ الشَّيْخِ لِي إِذْ سِرُّهُ = أَنْتُمْ لَهُ مِنْ أَحْسَنِ الخُزَّانِ
وَ سَلُوا إِلَهَ العَرْشِ لِي نَيْلَ المُنَى…= مِنْ وَاسِعِ الإِفْضَالِ وَ الإِمْنَانِ
إِذْ أَنْتُمُ آلٌ كِرَامٌ جَاهُكُمْ = لاَ شَكَّ مَقْبُولٌ لَدَى المَنَّانِ
وَ سَلُوا لِيَ المَوْلَى أَبَا العَبَّاسِ حُسْنَ إِغَاثَةٍ وَ مَحَبَّةٍ وَ حَنَانِ
لاَ زِلْتُ أَرْقُبُ نَظْرَةً فِي وَجْهِهِ = دَهْرًا وَ آنُ تَوَصُّلِي لَمْ يَانِ
كَمْ بِتُّ أَهْتِفُ بِاسْمِهِ وَ أَقُولُ صِلْنِي إِنَّ دَمْعِي دَائِمُ السَّيَلاَنِ
أَرْجُو حُضُورَكَ دَائِمًا أَحْرَى إِذَا = مَا كُنْتُ فِي نَزْعٍ وَ فِي أَكْفَانِ
قَصْدِي تُلَقِّنُنِي الشَّهَادَةَ فِي المَمَا… = تِ كَذَا إِذَا مَا جَاءَنِي المَلَكَانِ
وَ كَذَاكَ أَرْجُو نُورَ قَبْرِي وَ اتِّسَا = عَهُ وَ النَّجَاةَ بِهِ مِنَ الدِّيدَانِ
وَ بِكُمْ رَجَوْتُ الفَوْزَ فِي حَشْرٍ وَ نَشْرٍ وَ الوِقَايَةَ مِنْ أَذَى النِّيرَانِ
وَ حُلُولَ عِلِّيينَ طِبْقَ وُعُودِكُمْ = فَلِسَانُ صِدْقِكُمُ بِذَاكَ وَآنِي
وَ ضَمَانَةً أَرْجُو لَدَيْكَ لَعَلَّنِي = أَجْنِي بِهَا مَا رُمْتُهُ وَ عَسَانِي
ضَمِّنْ بِفَضْلِكَ سَيِّدِي فِي ضِمْنِهَا = أَهْلِي وَ أَوْلاَدِي مَعَ الإِخْوَانِ
وَ كَذَاكَ جَمْعَ أَقَارِبِي وَ أَحِبَّتِي = وَ امْنَحْ بِجُودِكَ كُلَّ مَنْ وَاسَانِي
وَ كَذَا تَلاَمِيذِي وَ أَتْبَاعِي وَ مَنْ = بِالفَضْلِ أَكْرَمَنِي وَ مَنْ لاَقَانِي
وَ رَجَوْتُ زَاوِيَةً بِطَيْبَةَ تَنْتَمِي = لِجَنَابِكَ السَّامِي الرَّفِيعِ السَّانِي
وَ عَلَى يَدِي أَرْجُو يَكُونُ بِنَاؤُهَا = لِأُقِيمَهَا بِمُؤَسَّسِ البُنْيَانِ
بِالإِذْنِ مِنْكَ أُشِيدُهَا حَتَّى تُرَى = فِي غَايَةِ التَّشْيِيدِ لِلأَرْكَانِ
أَرْجُوكَ تُسْعِدُنِي بِدَارِ ضِيَافَةٍ = أَغْدُو لَهَا بِالقُرْبِ أَوَّلَ بَانِي
تَأْوِي لَهَا الأَصْحَابُ مِنْ كُلِّ البِلاَ = دِ بِهِمْ تُرَى فِي غَايَةِ العِمْرَانِ
وَ أُرَى بِهَا فَضْلاً خَلِيفَةَ حِزْبِكُمْ = فَاللهُ بِابْنِ خَلِيفَةٍ كَنَّانِي
لاَ رِفْعَةً قَصْدِي بِذَا بَلْ بُغْيَتِي = نَشْرُ الطَّرِيقِ بِسَائِرِ البُلْدَانِ
فَيَكُونُ هَذَا السَّعْيُ ضِمْنَ صَحِيفَتِي = مِنْ خَيْرِ مَا الرَّزَّاقُ قَدْ آتَانِي
وَ بِجَاهِكُمْ أَرْجُو الرُّجُوعَ لِطَابَةٍ = فَالبُعْدُ عَنْ خَيْرِ الوَرَى آسَانِي
لاَ عَنْ قِلًى طَلَبُ الرُّجُوعِ و إِنَّمَا = عَزْمِي إِلَى ذَاكَ الجَنَابِ ثَنَانِي
لَوْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ الجَنَابُ وَ صِبْيَةٌ = نَالَتْهُمُ البَأْسَاءُ مِنْ فُقْدَانِي
لَلَزِمْتُ بَابَكُمُ وَ لَوْ فَرَّطْتُهُمْ…= فَرَّطْتُ فِيمَا اللهُ قَدْ أَوْصَانِي
جُودُوا بِإِرْجَاعِي لِسَاحَةِ يَثْرِبٍ = حَتَّى أُرَى فِي جُمْلَةِ السُّكَّانِ
أَوْ تُجْتَنَى الرَّاحَاتُ آنَ تَنَقُّلٍ = وَ الدَّهْرُ عَنْ أَهْلِي لَقَدْ أَنْآنِي
فَغَدَوْتُ نَحْوَ رِحَابِهِمْ مُتَلَهِّفًا = أَرْجُو الدُّنُّوَ لَهَا وَ لَسْتُ بِدَانِي
لاَ بِاخْتِيَارِي بَلْ إِلاَهِي مَالِكٌ = لِإِرَادَةِ التَّحْرِيكِ وَ الإِسْكَانِ
قَلْبِي غَدَا نَحْوَ الحِجَازِ يَمِيلُ مَهْمَا بِالحِجَازِي مُطْرِبِي غَنَّانِي
وَ البُعْدُ طَوْرًا صَارَ يَنْشُرُنِي وَ آ = وِنَةً يُرَى طَيَّ السِّجِلِّ طَوَانِي
فَأَقُولُ مَهْمَا الوَارِدَاتُ تَوَارَدَتْ = حُثَّ الرَّوَاحِلَ سَائِقَ الأَظْعَانِ
فَإِلَى مَتَى أَرْجُو الوُصُولَ فَهَا نَذِيرُ الشَّيْبِ مِنْ بَعْدِ الشَّبَابِ نَحَانِي
ضَاقَتْ عَلَيَّ مَذَاهِبِي فِي رِحْلَتِي… = وَ فِرَاقُ خَيْرِ الخَلْقِ قَدْ أَشْجَانِي
حَتَّى عَدِمْتُ الإِقْتِدَارَ عَلَى ابْتِلاَ = عِ الزَّادِ وَ المَاءُ القُرَاحُ شَجَانِي
كَمْ فِي المَهَامِهِ بِتُّ حَالَ سِيَاحَتِي = مُلْقًى عَلَى الأَحْجَارِ وَ الكُثْبَانِ
أَخْشَى الفَنَاءَ بِبَلْقَعٍ أَوْ نَفْنَفٍ = يَغْدُو عَلَيَّ تَعَاقُبُ العِقْبَانِ
فَإِذَا وَصَلْتُ إِلَى ضَرِيحِ مُحَمَّدٍ = فَالمَوْتُ عِنْدِي وَ الحَيَاةُ سِيَانِ
فَهُنَاكَ أَرْتَعُ فِي مَرَاتِعِ رَوْضَةٍ = نُوَّارُهَا لَمْ يُلْفَ فِي البُسْتَانِ
إِنِّي فَقَدْتُ نَسِيمَهَا وَ عَبِيرَهَا = فَأَصَابَنِي مِنْ أَجْلِ ذَا ضُرَّانِ
كَمْ ذَا أُقَاسِي الوَجْدَ مَعْ بُعْدِ الحِمَا = كَمْ ذَا أُكَابِدُ لَوْعَتِي وَ أُعَانِي
أَبْنِي بِإِبَّانِ الكَرَى حِيَلاً بِهَا = أَرْجُو يَكُونُ مِنَ المُنَى حَظَّانِ
فَإِذَا تَبَدَّى الصُّبْحُ لَمْ أَنْجَحْ بِتَدْ = بِيرِي كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ بِالبَانِي
جَارَ الزَّمَانُ عَلَيَّ فِي أَحْكَامِهِ = إِنَّ الزَّمَانَ اليَوْمَ كَالثُّعْبَانِ
أُدْلِي عَلَيْهِ بِحُجَّتِي يَا فَرْحَتِي = أَنْ لَوْ إِلَى قَاضِي الهَوَى قَاضَانِي
كَمْ أبْعَدَ الأَنْظَارَ عَنْ سَلْعٍ وَ عَنْ = أُحُدٍ وَ كَمْ هَذَا الزَّمَانُ جَلاَنِي
دَمْعِي عَلَى وَادِي العَقِيقِ حَكَى العَقِيقَ وَ إِنَّ بَعْدَ قُبَا لَقَدْ أَضْنَانِي
فَمَتَى لِبَابِ العَنْبَرِيَةِ مَوْئِلِي = وَ مَتَى أَُرَى فِي أَوَّلِ الرُّكْبَانِ
إِنْ كُنْتُ بِالحُسْنَى مُقِيمًا قُرْبَ طَهَ المُصْطَفَى فِي البِشْرِ مَنْ ضَاهَانِي
أَوْ كُنْتُ بِالبَيْتِ الحَرَامِ مُؤَدِّيًا = تِلْكَ المَنَاسِكَ مَنْ إِذًا حَاكَانِي
طَارَ الحِجَا لِبِلاَدِ أَشْرَفِ مُرْسَلٍ = وَ لِخَاتِمِ الإِرْسَالِ زَادَ حَنَانِي
شَوْقِي لِفَيْجَاءٍ نَمَى فَمَتَى عَلَى = ذَاكَ التُّرَابِ يُمَرَّغُ الخَدَّانِ
إِذْ نَائِمٌ فِيهَا يُعَدُّ كَعَابِدٍ = فِي غَيْرِهَا مُتَوَاجِدٍ مُتَفَانِي
وَ المَشْيُ أَضْحَى فِي أَزِقَّتِهَا يُعَدُّ عِبَادَةً فَبِهَا لَنَا رِبْحَانِ
وَ صَلاَةُ مَسْجِدِهَا بِأَلْفٍ فِي سِوَا = هُ بَلَى قَضَى التَّفْضِيلَ بالرُّجْحَانِ
يَا رَبَّنَا جُدْ لِي بِنَظْرَةِ أَهْلِهَا… = أَهْلِ التُّقَى وَ العَفْوِ وَ الإِحْسَانِ
وَ اجْعَلْ بِهَا مَوْتِي وَ مِنْهَا البَعْثَ لِي = فِي زُمْرَةِ الهَادِي قَرِينَ أَمَانِ
وَ أَبِحْ بِفَضْلِكَ لِي الخُلُودَ بِجَنَّةٍ = وَ دُخُولَهَا مِنْ بَابِهَا الرَّيَّانِ
أَرْجُوكَ يَا مَوْلاَيَ مَغْفِرَةً فَهَا = مُتَتَابِعُ الآثَامِ قَدْ أَخْفَانِي
وَ اغْفِرْ لِأَصْحَابٍ لَنَا سَلَفُوا وَ مَنْ =…فِي أَخْذِهِ لِلْوِرْدِ بَعْدُ تَلاَنِي
وَ اغْفِرْ لِأَهْلِي مَعْ أَحِبَّائِي وَ جِيرَانِي كَذَا القُرْبَى وَ مَنْ وَالاَنِي
وَ اغْفِرْ لِآبَائِي وَ أَجْدَادِي وَ مَنْ = فِي مِلَّةِ الإِسْلاَمِ قَدْ آخَانِي
وَ اغْفِرْ بِفَضْلِكَ يَا إِلاَهِي ذَنْبَ مَنْ = بِالسُّوءِ وَ المَكْرُوهِ كَانَ نَوَانِي
وَ اغْفِرْ لِقَوْمٍ لَوَّثُوا عِرْضِي المَصُو = نَ وَ تُبْ عَلَى مَنْ لِلقَبِيحِ نَمَانِي
إِنِّي لِأَخْشَى أَنْ يُرَاعُوا إِنْ تَكُنْ = قَابَلْتَهُمْ بِجَلاَلِكَ الوَحْدَانِي
وَ اجْعَلْ إِلاَهِي كُلَّ مَا عُسْرٌ دَهَا = نِي فِي عَوَاقِبِهِ يُرَى يُسْرَانِ
أَصْلِحْ لِسَانِي عِنْدَمَا أَدْعُوكَ إِذْ = لَيْسَ القَبُولُ لِسَائِلٍ لَحَّانِ
يَا رَبَّنَا جُدْ لِي بِأَكْمَلِ تَوْبَةً = عَزْمًا فَجَيْشُ الإِفْتِتَانِ غَزَانِي
أَرْجُوكَ نَقْذًا مِنْ رَجِيمٍ كَيْدُهُ = بِمَزَالِقِ الهَفَوَاتِ قَدْ أَهْوَانِي
وَ كَذَا بَقَاءُ الجِسْمِ مِنِّي سَالِمًا = وَ اللُّطْفُ بِي فِي أَرْذَلِ الإِنْسَانِ
وَ بَقَاءَ سَمْعِي مَعْ قُوَى بَصَرِي كَذَا = كَ الحِفْظَ لِلأَضْرَاسِ وَ الأَسْنَانِ
وَ ارْحَمْ إِلاَهِي نَاظِمًا مَعْ كَاتِبٍ = مَعْ قَارِىءٍ مَعْ سَامِعٍ مَعْ دَانِي
وَ اجْمَعْ بِرُوحِ المُصْطَفَى وَ بِذَاتِهِ…= رُوحِي وَ ذَاتِي جَمْعَ أَهْلِ عِيَانِ
إِنْ كَانَ يَحْضُرُنِي فَيَا بُشْرَايَ إِنْ = عِنْدَ المَمَاتِ بِثَوْبِهِ سَجَّانِي
هَذَا طِلاَبِي مِنْهُ وَ هْوَ أَجَلُّ مَنْ = وَفَّى المَطَالِبَ دُونَ مَا نُقْصَانِ
وَ جَمِيلُ ظَنِّي فِيهِ إِكْمَالُ المُنَى = حَاشَا يُضَنُّ بِفَضْلِهِ ظَنَّانِ
حَاشَا يُخَيِّبُ مَنْ يَرُومُ نَوَالَهُ = حَاشَا لِجَاهِ نَذِيرِنَا العَدْنَانِي
إِذْ هُوَ رَحْمَتُنَا وَ شَافِعُنَا الَّذِي = إِسْرَاؤُهُ قَدْ جَاءَ فِي سُبْحَانِ
سِرُّ الوُجُودِ المُجْتَبَى عَلَمُ الهُدَى…= مَنْ أُبْخِسَتْ بِهِ سَائِرُ الكُهَّانِ
طَهَ رَسُولُ إِلاَهِنَا مُخْتَارُهُ = مِنْ جُمْلَةِ الأَعْجَامِ وَ العُرْبَانِ
كَنْزُ الإِلَهِ وَ أَصْلُ كُلِّ مُكَوَّنٍ = كَهْفُ الوَرَى مَنْ جَاءَ بِالفُرْقَانِ
خَيْرُ الأَنَامِ مُحَمَّدُ المَبْعُوثُ بِالدِّينِ القَوِيمِ خُلاَصَةِ الأَدْيَانِ
إِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ = فَوَسِيلَتِي لِجَنَابِهِ الشَّيْخَانِ
يَا أَشْرَفَ المَخْلُوقِ شَرِّفْ مُقْلَتِي = بِجَمَالِكَ الذَّاتِيِّ وَ الرُّوحَانِي
جُدْ بِالوُصُولِ فَإِنَّنِي حَقًّا بِرُؤْ = يَةِ وَجْهِكَ المَيْمُونِ مَا أَحْرَانِي
أَبْتَاعُ قُرْبَكُمُ بِبَذْلِ الرُّوحِ لَوْ = أَضْحَى يُبَاعُ بِوَافِرِ الأَثْمَانِ
فَاسْمَحْ بِوَصْلِكَ مَعْ جَمِيلِ رِضَاكَ بِالصِّدِّيقِ وَ الفَارُوقِ مَعْ عُثْمَانِ
وَ كَذَا عَلِيٍّ نَجْلِ عَمِّكُمُ الرِّضَى اللَّيْثِ الهَصُورِ مُبَدِّدِ الشِّجْعَانِ
مَعْ زَوْجِهِ الزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ البَتُو = لِ وَ طَالِعَيْ سَعْدٍ لَهَا السِّبْطَانِ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا نُورَ الهُدَى = مَا الشَّمْسُ حَلَّتْ سَاحَةَ السَّرَطَانِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى الحَبِيبِ المُرْتَضَى = طَهَ البَشِيرِ مُكَسِّرِ الصُّلْبَانِ
مَا سَارَ سَارِي فِي دُجَا العَسْعَاسِ مَا = غَنَّى الهِزَارُ بِمَائِسِ الأَغْصَانِ
وَ عَلَى جَمِيعِ الأنْبِيَا مَا قَدْ رَنَتْ = حُورُ الجِنَانِ لَنَا بِطَرْفٍ رَانِي
وَ الآلِ وَ الأَصْحَابِ مَعْ أَتْبَاعِهِمْ = مَا فَاحَ نَشْرُ الآسِ وَ السُّوسَانِ
مَا بِنْتُ فِكْرِي حُلِّيَتْ مِنْ شَيْخِنَا القُطْبِ الكَبِيرِ بِقُرْطِهَا الرَّنَّانِ
فَغَدَتْ لِذَاكَ بِشَارَةَ الجَانِي مُزِيلَةَ جُمْلَةِ التَّرَحِ المُضَافِ لِعَانِي
فَعَلَيْهِ مِنْ مَوْلاَهُ تَجْدِيدُ الرِّضى = مَا قَدْ تَرَنَّمَ طَائِرُ الوِرْشَانِ
مَا رَوْضَةٌ طَابَتْ بِطِيبِ الزَّهْرِ وَ الـ…= ـنِّسْرِينِ ثُمَّ شَقَائِقَ النُّعْمَانِ
وَ عَلَيْهِ مِنِّي أَلْفُ أَلْفِ تَحِيَّةٍ = مَشْمُولَةٍ بِالرُّوحِ وَ الرَّيْحَانِ
مَا قَالَ فَانٍ فِي طَرِيقَةِ خَتْمِنَا = نَضَحَتْ بِغَيْثِ الحُبِّ غَيْنَ جَنَانِي
rafae-niqabquatre
|
|
|
|
|
|
|
|
المكتبة السكيرجية التجانية: Bibliotheque tidjani
|