الموسوعة الشاملة
www.islamport.com


    الكتاب : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
    المؤلف : ابن تغري بردي
    مصدر الكتاب : موقع الوراق
    http://www.alwarraq.com
    [ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفي الجمال عثمان بن مكي ابن السعدي الشارعي الواعظ في شهر ربيع الآخر، وله خمس وسبعون سنة. وأبو الحسن محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله الصوفي في رجب، وله ثلاث وثمانون سنة. وحافظ المغرب أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس اليعمري بتونس في رجب، وله واحد وستون عاماً. وكمال الدين أبو حامد محمد ابن القاضي صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الصدر العدل في شوال، وله اثنتان وثمانون سنة. وصاحب الشام الملك الناصر ويوسف ابن العزيز قتل صبرا، وله اثنتان وثلاثون سنة، وقتل معه شقيقه الملك الظاهر غازي، والملك الصالح إسماعيل ابن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص. وتوفي بصهيون صاحبها مظفر الدين عثمان بن منكورس في شهر ربيع الأول عن سن عالية، تملك بعد أبيه ثلاثا وثلاثين سنة، وولي بعد ابنه محمد.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
السنة الثانية من سلطنة الظاهر بيبرس
وهي سنة ستين وستمائة. فيها استولى الملك الظاهر بيبرس صاحب الترجمة على دمشق وبعلبك والضبيبة وحلب وأعمالها خلا البيرة.
وفيها استولى التتار على الموصل، وقتلوا الملك الصالح صاحبها الذي كان خرج مع الخليفة المستنصر من ديار مصر، على ما يأتي ذكرهما في محله من هذه السنة.
وفيها توفي الخليفة أمير المؤمنين المستنصر بالله أبو القاسم أحمد ابن الخليفة الظاهر بأمر الله محمد ابن الناصر لدين الله أحمد، الذي بويع بالقاهرة بالخلافة بعد شغور الخلافة نحو سنتين ونصف، وخرج الملك الظاهر بيبرس معه إلى البلاد الشامية، وقد مر ذكر قدومه القاهرة وبيعته وسفره وقتله ورفع نسبه إلى العباس رضي الله عنه في ترجمة الملك الظاهر هذا، ولا حاجة للإعادة، ومن أراد ذلك فلينظره هناك.
وفيها قتل الملك الصالح إسماعيل ابن الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل. وقد ذكرنا وفوده على الملك وخروجه مع أخيه والخليفة المستنصر بالله المقدم ذكره، فلا حاجة لذكره هنا ثانياً، قتل بأيدي التتار في ذي القعدة، وكان عارفاً عادلاً حسن السيرة.
وفيها توفي الأمير سيف الدين بلبان الزردكاش، كان من أعيان أمراء دمشق، وكان الأمير طيبرس الوزيري نائب الشام إذا خرج من الشام استنابه عليها، وكان ديناً خيراً. مات بدمشق في ذي الحجة.
وفيها توفي الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا الشيخ الأديب أبو محمد الغنوي النصيبي الشافعي الإربلي المنشأ الضرير الملقب بالعز. قال صاحب الذيل على مرآة الزمان: المشهور بعدم الدين والزندقة. كان فاضلاً في العربية والنحو والأدب وعلوم الأوائل، منقطعاً في منزله يتردد إليه من يقرأ عليه تلك العلوم، وكان يتردد إليه جماعة من المسلمين واليهود والنصارى والسامرة يقرئ الجميع، قال: وكان يصدر عنه من الأقوال ما يشعر بانحلال عقيدته. ومات في شهر ربيع الأخر بدمشق. ومن شعره قوله:
توهم واشينا بليل مزاره ... فهم ليسعى بيننا بالتباعد
فعانقته حتى اتحدنا تعانقا ... فلما أتانا ما رأى غير واحد
قال الشهاب محمود: ولما أنشدت هذين البيتين، يعني قول العز:
توهم واشينا بليل مزاره
بين يحيى الملك الناصر صلاح الدين صاحب دمشق قال: لا تلمه فإنه لزمه لزوم أعمى، فلما بلغ العز قول الملك الناصرة قال: والله هذا الكلام أحلى من شعري.
وفيها توفي الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن المهذب السلمي الدمشقي الشافعي المعروف بابن عبد السلام. مولده سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة. قال الذهبي: وتفقه على الإمام فخر الدين ابن عساكر، وقرأ الأصول والعربية، ودرس وأفتى وصنف وبرع في المذهب وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده الطلبة من الآفاق وتخرج به أئمة، وله التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة، وكان إماماً ناسكاً عابداً، وتولى قضاء مصر القديمة مدة، ودرس بعدة بلاد. ومات في عاشر جمادى الأولى.

(2/314)

الصفحة السابقة   //   الصفحة التالية