شـريـط الأخــبار:: مرحباً بكم في موسوعة المملكة العربية السعودية    
  البحــث
 
بحث متقدم


 
 

الصــور
السابق التالي
الخــرائط
السابق التالي
   
المنطقة: الجوف
الباب: الآثار والمواقع التاريخية
الفصل: آثار ما قبل الإسلام
رئيس اللجنة العلمية: أ.د. عبدالعزيز بن سعود الغزي (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
إعداد: د. خليل بن إبراهيم المعيقل (أستاذ علم الآثار الإسلامية المشارك بجامعة الملك سعود)-أ.د. سليمان بن عبد الرحمن (أستاذ علم الآثار القديمة بجامعة الملك سعود)
التحكيم العلمي: د. سامر بن أحمد سحله (أستاذ آثار الشرق الأدنى المساعد بجامعة الملك سعود)-د. عدنان بن محمد الحارثي (أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المشارك بجامعة أم القرى)

الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية

الصفحة الرئيسة » الجوف » الباب الثالث: الآثار والمواقع التاريخية » الفصل الثاني: آثار ما قبل الإسلام » ثالثًا: الحواضر والمواقع الأثرية القديمة » سكاكا

د - سكاكا:

تقع سكاكا العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف في شمال المملكة، وهي مثل دومة الجندل مدينة تاريخية قديمة شهدت نشاطًا كبيرًا في فترات سبقت الإسلام بعدة قرون، وهي منطقة زراعية أرضها خصبة ذات مياه وفيرة. وقد أظهرت الدراسات الأثرية الحديثة التي أُجريت في المدينة أدلة أثرية تعود إلى عصور تاريخية ممتدة من الألف الأول قبل الميلاد حتى العصر الحديث، حيث عثر على أقدم الأدلة الأثرية في المنطقة المحيطة بقلعة زعبل، وتتمثل في فخاريات من النوع المرسوم بالطلاء البني ، وهو نمط عُرف في شمال غرب الجزيرة في تيماء، وقُرية، وجنوب الأردن، ويعود تاريخه إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد. منطقة قلعة زعبل، وما يحيط بها تعدُّ أقدم أجزاء المدينة؛ لأن هذا الجزء من المدينة حافظ على طبيعته الأثرية في حين أن أجزاء المدينة الأخرى اختفت تحت التوسع العمراني والزراعي الحديث للمدينة؛ ما جعل من البحث عن النطاق الجغرافي للمنطقة الأثرية أمرًا يصعب تحديده المعيقل، خليل إبراهيم، وسليمان بن عبدالرحمن الذييب. الآثار والكتابات النبطية في منطقة الجوف، مرجع سابق، 46؛ الصويان، سعد عبدالله. الثقافة التقليدية في المملكة : المواقع الأثرية، مرجع سابق. .  

لقد عثر في المناطق المحيطة بمدينة سكاكا من الجهات: الغربية والجنوبية والشرقية على مجموعة كبيرة من النقوش العربية القديمة، مثل: النقوش الثمودية، والنبطية، والرسوم الصخرية، ولا شك أن انتشار تلك الكتابات يشير إلى وجود حياة بشرية في المدينة خلال عصور ما قبل الإسلام؛ ما يؤكد أن المدينة كانت حاضرة مزدهرة خلال تلك الحقب، وكانت تؤدي دورًا مهمًا في حركة تجارة القوافل التجارية، خصوصًا تلك القادمة من شرق الجزيرة العربية باتجاه دومة الجندل، ومن ثَمَّ جنوب بلاد الشام، والشاهد على ذلك اكتشاف إحدى الحاميات التجارية النبطية التي وجدت في جبل قيال إلى الشمال الغربي من مدينة سكاكا وعلى مسافة 12كم منها المرجع السابق، 48. ،   وإلى الغرب من قلعة زعبل، وعلى مسافة نحو 300م توجد بئر قديمة تسمى بئر سيسرا حُفرت في الصخر، وترتبط في أسفلها بقناة ترتبط بنظام مائي لم تحدد امتداداته المرجع السابق، 47. .  

- الآثار الإسلامية في سكاكا:

حافظت مدينة سكاكا على ازدهارها خلال العصور الإسلامية، ولم تنقطع فيها الحياة لمزيد من التفاصيل، انظر : الباب الثاني (التطور التاريخي)، الفصل الثاني. ،   ونظرًا لكون دومة الجندل هي حاضرة المنطقة، فإن المصادر الإسلامية عدا الجغرافية منها لم تهتم بتدوين تاريخ المدينة، وكل ما وصلنا من معلومات ورد من خلال كتابات الجغرافيين المسلمين، حيث تحدث ياقوت الحموي عن سكاكا في القرن السادس الهجري، وذكر أنها إحدى القرى التي منها دومة الجندل. كما أشار إلى أن سكاكا كان يحيط بها سور ياقوت بن عبدالله الحموي، معجم البلدان، (بيروت :1955م)، جـ2، 487. .   وهذه الإشارة على الرغم من محدوديتها إلا أنها مهمة، حيث إن وجود الأسوار في أي مدينة يدل على ازدهار المدينة، وعلى وجود سلطة منظمة عملت على حماية المدينة، إلا أننا لم نجد لهذا السور المشار إليه بقايا. كما هي الحال في دومة الجندل، فهل كان ذلك السور مشيّدًا بالطوب اللبن وزال بفعل استمرار المدينة وتطورها أم أن بقاياه ما زالت مطمورة في أمكنة من المدينة لم تحدد؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى مزيد من البحث لمحاولة الإجابة عنها.

إن من أهم الآثار الإسلامية الشاخصة في مدينة سكاكا: قلعة زعبل التي تقع عند الحافة الصخرية في الطرف الشمالي للمدينة، حيث شيدت تلك القلعة فوق مرتفع صخري يرتفع عما حوله بمقدار 25م تقريبًا، وقد شكل موقع القلعة المرتفع نقطة مراقبة جيدة تكشف محيط المدينة من جميع الجهات. شيدت القلعة من الحجر الرملي غير المنتظم والطوب اللبن في الأجزاء العلوية من الجدران، وهي مبنى غير منتظم، حيث بلغ أقصى طول لها 50م، وأعرض نقطة 20م، ويحف بها في الأركان الأربعة أبراج مستديرة أضخمها البرج الملاصق لمدخل القلعة الوحيد الواقع في منتصف الجدار الجنوبي. عثر عليه بسطح سفح الجبل الذي تقوم القلعة عليه، على مجموعات من الفخار والخزف الإسلامي تعود إلى مختلف العصور الإسلامية، وبخاصة العصر الأموي، والعباسي، والأيوبي، والعثماني؛ ما يشير إلى مراحل الاستخدام التي مرت على القلعة، ونظرًا لعدم وجود نص تأسيسي يؤرخ للقلعة، أو معلومة مدونة تحدد تاريخها، فإن المادة الأثرية التي عُثر عليها في القلعة ربما تعكس جانبًا من تاريخ المبنى المعيقل، خليل إبراهيم. بحوث في آثار منطقة الجوف، مرجع سابق، 112؛ Op. Cit. Al- Muaikel, k. Study. PP. 124-126. .  

أما الموقع الآخر الذي يحتوي على آثار إسلامية، ويقع في محيط مدينة سكاكا فهو موقع قدير الذي يقع إلى الجنوب من سكاكا على مسافة 10كم منها. ويتكون هذا الموقع من مبنى صغير مشيد بالأحجار الرملية وجد بجانبه نقش تأسيسي يؤرَّخ بناؤه إلى سنة 518هـ / 1124م، وإلى الشمال من المبنى بقايا مبانٍ أثرية إسلامية تقع بالقرب من بئر قديمة مندثرة؛ ما يشير إلى أن هذا الموقع كان قرية صغيرة تقع في الطرف الجنوبي من مدينة سكاكا، حيث عُثر بالقرب من المبنى على عدد من النقوش الإسلامية معظمها غير مؤرخ عدا واحد منها يؤرخ لسنة 644هـ / 1246م؛ ما يؤكد استمرار النشاط السكاني في مدينة سكاكا ومحيطها خلال العصور الإسلامية الوسيطة Op. Cit . Al- Muaikel, k. Study. P. 200. .  

السابق   التالي
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة الملك عبد العزيز العامة © 2011 م

تطوير شركة حرف لتقنية المعلومات