التعليم الأساسي والمساواة بين الجنسين

المساواة في الحصول على التعليم

صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF/HQ06-0735/Noorani
فتاة ترفع عينيها وهي تكتب في مدرسة داخلية للأطفال البدو الرحل في قرية شولا، الجمهورية العربية ‏السورية. ‏

بعد 20 عاماً، سيصبح أطفال اليوم بالغين، وستكون لديهم قصص حياتية وتجارب تحدث لهم حالياً. ‏

وبعد 20 عاماً، سيصبح تلاميذ اليوم مهنيين، يتمتعون بالمعارف والمهارات التي اكتسبوها خلال سنوات ‏التعليم. ‏‎
‎  
وبعد 20 عاماً، سيتساءل الأطفال الذين هم خارج المدرسة الآن، ومعظمهم من الفتيات، لماذا تركناهم ‏ينزلقون خارج المسار الصحيح. ‏

ومن بين حوالي 93 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، فإن 48.4 مليون منهم من الفتيات، يحرمون ‏من حقهم الإنساني الأساسي في التعليم الذي ينطوي على عواقب بعيدة المدى: فبدونه، تصبح فرص ‏المستقبل محدودة كثيراً. وإذا كان التعليم يفتح الباب نحو مستقبل مشرق وناجح، فإن عوائق يكاد لا يمكن ‏تخطيها تعترض الأطفال الذين حرموا من التعليم.‏
‏ ‏‎
وتلتزم اليونيسف التزاماً عميقاً بتهيئة عالم يتمكن فيه جميع الأطفال، بغض النظر عن جنسهم، وخلفيتهم ‏الاجتماعية والاقتصادية، أو ظروفهم، من الحصول على تعليم مجاني وإلزامي وجيد. إن مهمة اليونيسف ‏المتمثلة في خدمة السكان الأكثر تهميشاً تجعلها تولي اهتماماً خاص بالفتيات، أكبر فئة مستبعدة من ‏التعليم. ‏‎
‎  
ويتلاءم جدول أعمال اليونيسف مع العديد من الأهداف الدولية المتعلقة بتعليم الفتيات، بما في ذلك الهدفان ‏‏2 و 3 من الأهداف الإنمائية للألفية، لكفالة حصول جميع الأطفال على التعليم الابتدائي وإكماله، والقضاء ‏على التفاوت بين الجنسين في التعليم بحلول عام 2015. ومن بين الأهداف العالمية الأخرى التي تردد ‏صدى هذه الالتزامات، المنتدى العالمي للتعليم المنعقد في داكار، الذي يؤكد على حقوق الفتيات والأقليات ‏العرقية، والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة؛ وعلى عالم صالح للأطفال يركز على المساواة في ‏حصول الفتيات على تعليم أساسي ذي نوعية جيدة وإكماله.‏
‏ ‏‎
ومن الواضح أن المجتمع الدولي لن يبلغ هذه الأهداف إذا لم يلتزم بالأهداف كالمعتاد. وتعمل اليونيسف ‏بلا كلل على تعبئة وتوفير الموارد للمجتمعات المحلية التي هي في أمس الحاجة إليها. وفي البلدان التي ‏تنخفض فيها معدلات التسجيل الصافية للفتيات، فإن برامجها تساعد الحكومات على وضع سياسات ‏وإجراءات وممارسات من شأنها أن تقلل كثيراً من عدد الفتيات غير الملتحقات في المدارس. ‏

وفي حين تكيّف اليونيسف استراتيجياتها لتناسب جميع الحالات، فإن تدخلاتها تشمل عادة التوعية لتحديد ‏أماكن الفتيات المستبعدات والمعرضات للخطر لكي يلتحقن بالمدارس، ودعم السياسات وتقديم المساعدة ‏التقنية للحكومات والمجتمعات المحلية بغية تحسين إمكانية الوصول إلى الأطفال الذين يصعب الوصول ‏إليهم، أو الذين يعانون أشد من التمييز، والبرامج الهادفة إلى القضاء على العوائق الثقافية والاجتماعية ‏والاقتصادية التي تحول دون تعليم الفتيات. كما توفر اليونيسف التنمية ودعم التنفيذ، وتعزز جودة التعليم ‏وتساعد البلدان على التأهب والاستجابة للأزمات، وذلك لضمان أن يتعلم الأطفال المتضررين في بيئات ‏آمنة ومستقرة تراعي الفوارق بين الجنسين.‏

كما توفر اليونيسف التنمية ودعم التنفيذ، وتعزز جودة التعليم، وتساعد البلدان على التأهب والاستجابة ‏للأزمات، وذلك لضمان أن يتعلم الأطفال المتضررين في بيئات آمنة ومستقرة تراعي الفوارق بين ‏الجنسين.‏
‏ ‏‎
وفي جنوب السودان، البلد الذي يعاني من عقدين من الحرب الأهلية، ساعدت اليونيسف في إطلاق مبادرة ‏‏'الذهاب إلى المدرسة'، وهي حملة كبيرة تهدف إلى إعادة بناء نظام التعليم، وإعادة أكثر من 1.2 مليون ‏طفل إلى الفصول الدراسية. وبالرغم من إحراز تقدم كبير، فلا تزال هناك تحديات هائلة.‏
‏ ‏‎
وفي الواقع، يهدف التزام اليونيسف في السودان وفي جميع أنحاء العالم إلى حصول جميع الأطفال على ‏التعليم الجيد والكامل. وكما أقر المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، فإن الحصول على التعليم الجيد ليس ‏امتيازاً - بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان. ‏

ولن يهدأ لليونيسف بال حتى يتحقق هذا الحق بالكامل.‏


 

 

ابحث