فضيحة في بيت الحقوقيين    غويني يؤكد أن حركة الاصلاح الوطني ستخوض غمار الانتخابات المحلية ببرنامج محلي متكامل للمساهمة في بناء التوافق الوطني    التوقيع قريبا على مذكرة تفاهم بين بورصة الجزائر وسيتي لندن    هيئة جزائرية تحصل على الاعتراف الدولي    سوناطراك تنوي استثمار 50 مليار دولار    مجلس الأمة يشارك بالخرطوم في اجتماعات البرلمان العربي    هكذا أحرقت غارات بريطانيا العراق وسوريا    هذه أسرار اغتيال كينيدي    عقوبات أمريكية على برنامج الصواريخ الإيراني    التجديف-البطولة العربية : 10 ميداليات للجزائر من بينها 05 ذهبية    الزبيب يحمي الأسنان ويحارب الشيخوخة    شرطة سطيف تدير الخير    لصّة المنازل في قبضة الأمن    الإذاعة الجزائرية تكرّم متقاعديها    دعوة لرفع التجميد عن مشروع ملحقة المعهد الوطني للفنون الجميلة    الحلقة المفقودة في الإعلام !!!    هكذا يكون بر الولدين بعد الموت    الصداقة كما وصفها النبي الكريم    انما النصر صبر ساعة    هكذا نجحت مصالح أمن الجزائر من الإطاحة بمرتكبي جريمة قتل من خلال كاميرات المراقبة    الأرجنتين تستدعي سفير روسيا بسبب ميسي    هذه قيمة جوائز مونديال 2018 بروسيا..    برلمان كتالونيا يعلن الاستقلال عن اسبانيا    دعوة الناشرين إلى تسويق صورة الجزائر في الخارج    ... ولكل عالم مقام    الجزائر-اليونان: التأكيد على ضرورة بعث وتحديث مشروع اتفاق التعاون السياحي بين البلدين    ايقاف نيمار مباراتين بينهما واحدة مع وقف التنفيذ    اعتراض 20 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل وهران    تلقيح التلاميذ ضد الأمراض المعدية بدء من الفصل الثاني    البيئة تتنفس السموم    13500 منصب جديد للوظيف العمومي في 2018    توتنهام يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهة القمة أمام مانشستر يونايتد    ولد عباس: ليست لدينا مشكلة مع شكيب خليل    تمنراست: تنويع المنتجات أحد رهانات قطاع الفلاحة    الرابطة الأولى موبيليس/مولودية وهران : ديون متراكمة وفتح رأسمال النادي مؤجل إلى إشعار آخر    مسلك الاتحادية الدولية للأواسط للتنس "المضرب الذهبي": تأهل الجزائري ريحان إلى النهائي    البنك الدولي يتوقع ارتفاع أسعار البترول في 2018    باتنة :وضع حد لجمعية أشرار تشهر بوجود كمية من المخدرات والمهلوسات عبر الفايسبوك قصد البيع    مفارز الجيش الوطني الشعبي توقف جماعة دعم ارهابية    كعوان يزور استيديوهات التسجيل للإذاعة والتلفزة    دولة "تنتج" مليارديرا جديدا كل 5 أيام    بوتين أطلق بنفسه 4 صواريخ باليستية    رئيس خيرونا يُطمئن الريال    سيلا ال22: برنامج ثقافي متنوع بجناح جنوب إفريقيا    سيلا 22: "القصة القصيرة لم تتراجع لكنها تعاني من غياب النقد والنشر والترجمة"    وزير الخارجية والتعاون الاسباني يستقبل المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية في ختام جولته إلى المنطقة    صناعة: صدور دفتر شروط لتنظيم شعبة تركيب المركبات قريبا    دعوة إلى "قطع الطريق أمام المشككين والمشوهين للمسيرة التنموية للجزائر"    الجزائر-اليونان: التأكيد على ضرورة بعث وتحديث مشروع اتفاق التعاون السياحي بين البلدين    تيسمسيلت: أعوان الحماية المدنية يخمدون حريقا بمطحنة خاصة بقرية "سلمانة"    مركز القيادة للأمن الوطني: بدوي يطلع على تطبيقات تكنولوجية تسهل التدخل الميداني في حالة الإخطار أو الكوارث الطبيعية    السعودية تحذر من "اتحاد علماء المسلمين" الذي يرأسه القرضاوي: "دوره إثارة الفتن"    توقيف شخص محل 06 أوامر بالقبض وبحوزته بندقية صيد بمدينة الجلفة    تخصيص 28 ألف لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية بغليزان    مرزاق بقطاش يترك «المطر يكتب سيرته»    140 ألف جزائري يستفيد من خدمات العيادة المتنقلة لمحاربة السكري    وانبر يور آيسنعث إي لجيال نالوقثاي تضحيات ني ريازن آغ عدّان فنجال ندزاير    السعودية تقرر مراجعة الأحاديث الشريفة بهدف محاربة الغلو والتطرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





مفدي زكريا ساهم بقلمه في التّعريف بالقضية الوطنية
نشر في الشعب يوم 12 - 08 - 2017

هو مفدي زكريا بن سليمان الشيخ صالح، من مواليد سنة 1909 بقرية بني يزقن جنوب الجزائر، ينحدر من أسرة متواضعة في العلم والجاه، أصلها من مدينة تيهرت التي تأسّست في القرن الثاني من الهجرة، والمعروفة الآن بمدينة تيارت غرب الجزائر. تلقّى مفدي زكريا تعليمه الأول بمسقط رأسه، أين حفظ القرآن الكريم، وتعلّم قليلا من العلوم الإسلامية.
وبحكم أن أباه كان تاجرا بمدينة عنابة، أخذ الفتى يتنقّل بينها وبين مسقط رأسه حتى أذن الله أن يقصد تونس طالبا تحت إشراف مجموعة من الأساتذة أمثال الشيخ إبراهيم بن الحاج عيسى وأبو اليقظان وغيرهم، وبذلك التحق بمدرسة السلام القرآنية ليتلقّى مبادئ اللغة العربية والفرنسية على يد أساتذة أكفّاء، ومنها نال الشهادة الإبتدائية في العربية. وبعدها واصل دراسته بالمدرسة الخلدونية أين درس الحساب والجبر والهندسة والجغرافيا، ومنها انتقل إلى جامع الزيتونة للإطلاع أكثر على علوم النحو والبلاغة والأصول، ومن هذه المدرسة نال شهادة الثانوية.
إنّ نشأة مفدي زكريا على يد عمّه الشيخ صالح بن يحيى، وتربيته على يد أساتذة انعكست على شخصيته وتكوينه، فكان ذلك الشاب الوطني والرجل الثوري والشاعر الحقيقي بكلماته الثائرة في وجه الأعداء وفي سبيل الوطن. وكان لظهوره على الساحة الأدبية عوامل كثيرة ساعدته على ذلك رغم صغر سنه، أهمها: كون البعثة التي ينتمي إليها مفدي محظوظة بعلماء مكونين في جميع المجالات، ثم دور البيئة التونسية التي عاش فيها، فهي بيئة علم وثقافة لمن كان له استعداد وطموح في ذلك، ويضاف إلى ذلك استعداده الفطري لتقبل العلم واطلاعه الواسع على أمهات الكتب؛ ثم نبوغه المبكر لما أوتي من ذكاء خارق وإحساس رهيف وشعور متدفّق، فقد كان يلقي تشجيعا من طرف أساتذته في مجال قرض الشعر ونظمه في المناسبات والأحداث الهامة.
إنّ التّربية التي تلقّاها مفدي جعلته يتعلق بسير الأبطال والعظماء من الرجال، وفي هذا يقول: “شغفت بالآداب طفلا وبتاريخ الأبطال من عظماء الأوطان”، بدأ نشاطه السياسي عندما كان طالبا في تونس، فكان أول عمل له هو انضمامه في سلك الشبيبة الدستورية سنة 1922، ثم في حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926 عند عودته من تونس.
وبعد تأسيس حزب الشعب عمل كأمين عام له سنة 1937، وفي نفس السنة زجّ به في السّجن بتهمة التآمر ضد الدولة الفرنسية، وداخل السجن أصدر مفدي مع بعض زملائه جريدة “البرلمان الجزائري” الأسبوعية، وكان هو رئيس تحريرها. ولما أطلق سراحه واصل نشاطه في حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية، وفي أفريل 1955 أي بأشهر قليلة بعد إندلاع الثورة أنشأ النشيد الرسمي الوطني “قسما”.
وفي الثاني عشر من نفس الشهر اعتقل مفدي زكريا بتهم عديدة، ولقي ألوانا من العذاب في مختلف السجون والتي نذكر منها: سجن بربروس، سجن البرواقية وسجن الحراش، وظل يتنقل بينها لكن ذلك كله لم يمنعه من مواصلة نشاطه ونضاله السياسي.
عن نشاطه الفكري، ساهم بلسانه وقلمه من أجل القضية الوطنية، كان ينظّم الأشعار ويكتب المقالات في المجلات والصحف، يؤمن بأن هذه الأخيرة تعد من الوسائل الهامة في تكوين الوعي السياسي لدى الجماهير. ولم يكتف مفدي بأداء رسالته داخل الوطن، بل ظل صامدا يتنقّل بين مختلف الأقطار العربية لكي تنال القضية الجزائرية اهتمام الأشقاء.
في 1961 إثر وفاة الملك محمد الخامس لم يتأخّر مفدي في مواساة إخوانه المغاربة بقصيدة، وفي نفس الوقت شاركهم في حفل تتويج إمارة العرش للملك الحسن الثاني خلفا لأبيه، ولم ينس أن يذكر في تلك المناسبة الثورة الجزائرية لإثارة الهمم وشحذ العزائم، وفي نفس السنة تنقّل إلى دمشق إثر إنعقاد مهرجان الشعر العربي كممثل يسمع هناك صوت الجزائر الثائرة.
ترك رصيدا شعريا ثريّا
هكذا عاش مفدي زكريا لوطنه الذي أحّبه فخدمه بكل ما أوتي من قوة فكرية أو طاقة إبداعية، فقدّم بذلك ما يعود على الثورة الجزائرية بما يفيدها في الهيئات العربية ويزيد من أهميتها في المحافل الدولية، وبعد أن نالت الجزائر استقلالها راح يشتغل بالتجارة، وفتح مكتبا للترجمة في ساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، ولما أحطت به الظروف ضاق ذرعا فذهب إلى تونس ومنها إلى المغرب. وبالرغم من بعده عن وطنه كان دائما يغتنم الفرص والمناسبات في الجزائر للمشاركة فيها بمحاضراته وأشعاره.
كانت وفاة مفدي زكريا على إثر سكتة قلبية يوم 17 أوت 1977 بعد أدائه لفريضة الحج مع زوجته، ودفن بمسقط رأسه بني يزقن بمدينة غرداية تاركا 3 أبناء، وإنتاجا متناثرا في الجرائد والمجلات الجزائرية وحتى التونسية نثرا وشعرا، أشهرها “إلياذة الجزائر” و«اللّهب المقدّس”، وهو ديوان شعري خاص بالثورة الجزائرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.