جدار الصوت

بذرة في ارض الشقاق

تعبت. فعلاً تعبت. إنها المرة الأولى التي أحس فيها بتعب مشابه. عقلي مشوش. قلبي مشوش. ضميري مشوش. كمن اكتشف فجأة بأنه «منذ الطفولة» ضائع في متاهة دائرية تعيده دوماً، بعد لحظات من الأمل، الى نقطة الانطلاق، وهذا أصعب هبوط. كم هو متعب هذا الشعور وكم هو محبط هذا الاكتشاف. كم هو كئيب.
تأخرنا كثيراً بالتحرك ضد هذه السلطة، ضد نظام الفساد. أعاقتنا وتعيقنا اليوم خلافات كثيرة، تحور وتدور حول فقدان مكون ضروري في أي عقد اجتماعي: الثقة.

شو جابرها الله؟

-هلق هاي اسرائيل ..انو ما بعرف يا زلمة! كيف يعني بالآخر بترضخ للأضراب تبع الأسرى الفلسطينية عن الطعام؟
-ايه والله صحيح. انا كمان بسأل حالي هالسؤال. هلق هيه بتتركهن للآخر..يعني واضح انو بيكونوا صاروا رح يموتوا وانعطبوا.. بس كمان السؤال بينسأل..انو بلكي بتخاف علي صيتها كدولة ديموقراطية؟

صوت الشعب يختنق بدموعه

كانت ليلة انتظار صعبة. الخبر وقع فجراً. الخامسة فجراً. كان منتظراً برغم تفاؤل كان يتربع في قلبي، ملامساً بوقاحة التمرد على القدر، برغم تلك الأخبار المتلاحقة المنذرة بنهاية فاجعة. من أين أتى التفاؤل؟ أمس مساء، غصّت كاترين عندما هاتفتني من الإذاعة لتخبرني ان مديرها كلها بتحضير "شي" عن رضوان حمزة لأن حالته حرجة جدا، ثم أجهشت بالبكاء ولم يفرّج عنها إلا ما لوحت لها به من أمل من أنه سيستفيق من الكوما، لا شك!

راجع يتعمر؟ اي ساعة؟

-ليك..بتعرف شو اسوأ من قطعة الكهربا بهالشوب وهالرطوبة؟
- هوهووو... في كتير اسوأ.
-مثلا؟
-مثلا تنقطع الكهربا بوقت غير وقت القطع وما تعرف اذا زيادة تقنين غير معلنة او عطل ممكن يتصلح بعد شوي. مثلا..
-مزبوط.. فيها كمان تنقطع بغير وقت القطع اللي هوي حوالي ١٢ ساعة يوميا عنا بالمنطقة، ع اساس مناطق يعني .. ويروحوا يناموا ٧ عشية احسنلهن!ايه وتضطر تطلع تقعد بالهوا برا.. وانو يابا في نسمة، واذ بتوصلك الروايح تبع الزبالة اللي ما حدا عم يشيلها.. مع انو المكب بعيد شوي.. بس انو الهوا غربي . والأضرب؟ يكون داير لزقك، يعني بالضيعة اللي حدك دغري، مهرجان ع اساس لتنشيط السياحة بالمناطق، وواصلتلك اللعلعة لنص دين قوضة النوم..ع اساس الصوت بتعرف بالجبل بيودي، واوقات بيودي بداهية، وانت قاعد هيك مشوب وفطسان من الروايح بالعتم، ودينيك عم يوجعوك من طبول المهرجان.. وشو فيك تعمل؟ المخفر ما عم يرد..الارجح سهران معهم.

مايوه العلمانية الشرعي

لا أعرف ما هو إحساس السيدة التي ترتدي البوركيني بالنسبة الى الابتراد المطلوب حين تغطس في مياه البحر. ما أعرفه أنه خيار اعتمدته اللواتي يحاولن المزاوجة ما بين الإيمان الإسلامي والحاجة إلى الحياة بشكل طبيعي مع خياراتهن الدينية، فيمارسن الرياضة ككرة سلة الشاطئ والسباحة، أو مجرد الابتراد في مياه البحر الذي هو ملكية عامة لكل المواطنين، مؤمنين وملحدين، رجالاً ونساءً. إنهن سيدات تحاولن الخروج من قوقعتهن بالحد الأقصى الذي يسمح به تدينهن، والحد الأدنى الذي افترضن إن قوانين الجمهورية الفرنسية تسمح به.

تراجيديا رمضان

حسناً. انتهى رمضان، موسم الدراما العربية، مخلفاً في الحلق مزيجاً مرّاً من الخيبة الممزوجة بطعم التفاهة الفكرية والضحالة الإبداعية. بالمختصر، كانت حصيلة رمضان الدرامية... تراجيدية. فمن هرب الى الشاشات لينسى انحطاط عالمنا الفظيع وتوحشه، استطاع أن يتعرف الى نوع آخر من الانحطاط الفكري والإبداعي وحتى التجاري. يعني... على الأقل تغيير!

خبر عاجل

استيقظت على غير عادة فجر أمس ولم أفلح بالعودة إلى النوم. وبما أن الكون يكون ما زال «مقفلاً» في مثل هذه الساعة، أي الرابعة والنصف فجراً، قلت لنفسي: هيا.. شاهدي حلقة جديدة من أي مسلسل رمضاني فلا شك أنك ستنعسين، وتعودين إلى النوم.
حضرت قهوتي وأدرت التلفزيون (على غير عادة) بدلاً من الراديو. للوهلة الأولى لم أستوعب الشريط الأحمر الذي يذيل الشاشة بلونه العاجل. اختلطت الأمور في عقلي غير المستيقظ تماماً: ما هذا؟ عاجل في هذه الساعة؟ أهو حقاً خبر عاجل أم أنها تلك الدعاية السمجة التي تثير غضبي كلما وقعت عليها تبث خاصة قبل نشرة الأخبار المحلية؟

حكيم

- تفضلي ستنا..
- شكرا حكيم.
- يا عمي شو هالبلد هيدا.. والله ما بتفهمي شي! صايرة الناس بتعمل اشيا ما بتفهمي عليها شي..
- ليش حكيم (كنت احدثه وأنا أحاول الامتناع عن حك ساقي التي بدا انها تعاني وظهري من حساسية ما جئت الى العيادة من اجلها).
- يعني ما بتفهمي.. شفتي الكوبل اللي طلعوا هلق؟
-ايه؟ البنت الحلوة اللي معها شب؟
- بتصدقي انو هدول زوجين؟

أشكرا

كان يا ما كان في قديم الزمان، نكتة تقول: لبناني جوعان كتير، نبش تنكة زبالة وصار يشيل وياكل ويشيل وياكل حتى وصل الى قاع التنكة فوجد فيها شعرة، فأشاح بوجهه بقرف وهو يقول: تفه!
تلخص هذه النكتة ما حصل في الانتخابات البلدية في موضوع الرشى الانتخابية.
يقول الخبر إن أجهزة أمن الدولة اللبنانية قامت بإيقاف المتورط بإعطاء رشى في جونية والذي عرضت صورته على التلفزيونات.كما قامت بتوقيف ثمانية اشخاص في مناطق متفرقة.

من أهل البيت

«كيف الزعاترة؟» يبادر الراكب الجديد الذي صعد عند ساحة الشهداء، سائق الفان رقم 4 الذي بدا أنه معرفة قديمة.
-"وين كاين هيك؟" يسأل السائق الراكب الذي بدت لهجته غريبة.
-والله كنا عند سماهة الشيك شمس الدين، ع شاتيلا.. بدنا نفرش الجامع. عندو شي 1200 متر ماشالله!

يوم السردين السعيد

تبنّيت قططاً صغيرة رماها غليظ قلب ما في المرأب الواقع تحت شرفتي تماماً. مات أحد الجراء الأربعة، وتبنت ابنة أصدقائي واحداً آخر، وبقي لديّ هرتان صغيرتان. المهم، بعد فترة الإرضاع بالبيبرونة، كون الصغار لم يكونوا يعرفون بعد كيف يلعقون الحليب من الوعاء، قلت في نفسي سأطعمهما سرديناً... لنر. ما إن فتحت علبة السردين وفاحت الرائحة حتى بدأتا بالمواء. وما إن وضعت السمكتين الآتيتين من المحيط الأطلسي والمكبوستين بالزيت المغربي أمامهما، حتى مسحت الهرتان الصغيرتان الصحن مسحاً. ثم، مكثتا طويلاً تلعقان فمهما بلسانهما الأحمر الصغير.

ليبانيز بيبول

الطبيب - يا عمي ..كيف بتخللي حالك توصل لهون؟
الزبون – آ..آ..آآآآي (يبدو ان فمه مفتوح)
الطبيب – معقول هالمنظر؟ في خراج تحت الضرس. طيب. قوم، ما فينا نشتغل شي اليوم. رح اعطيك مضاد للإلتهاب.
الزبون -آآآآ..
الطبيب: لحظة (يزيل القطن من فم الزبون).. هلق فيك تحكي.
الزبون (يبصق) ما تخايلت هالقد رح يلتهب..آآآخ.
الطبيب: اولا لازم نعالج الإلتهاب، وبعدين منقتل العصب ومنحشي الضرس.

زيارة..بوكيمون

"العمى... ليه العدلية مسكرة"؟ لم يكن قد تبقى من ركاب طرابلس بيروت إلا أنا، الجالسة بقرب السائق في المقعد الأمامي، وخمسيني من طرابلس، جلس خلف السائق العكاري، وبدا أنه صديقه. كانت الطريق فارغة تقريباً باتجاه بيروت، في حين أن الاتجاه المعاكس الذاهب الى الشمال كان مكتظاً بسيارات المواطنين الزاحفين الى قراهم في عطلة الفصح الغربي.
"شو يا حاج؟" يسأل السائق صديقه في الخلف. فيجيبه "ع أساس وصلنا! شه! بَلْكَت شي حودث (يقصد حادث باللهجة الطرابلسية)". لكن السائق قال: "لا لا يا حاج. ما شكلو هيك"! الراكب مستدركاً: "العمى صحي (يقصد صحيح) يمكن ميشان يمرق هيدا شو اسمو؟ تبعين الأمم المتحدة..".
السائق: "يييه! صحي... الله يلعن هالحظ! أكيد قوطعين الطرقان ميشان بوكيمون".

وات أباوت ذا اوسكار؟

"الله لا يعلقك بلسان المصاروة" تقول صديقتي وهي تمسح دموعها من الضحك، بعد أن تابعت "السحل الفايسبوكي" للصحافية المصرية من مجلة "اليوم السابع" شيماء عبدالمنعم، "المبعوثة الخاصة لتغطية الأوسكار"، حسب ما عرفت نفسها، بعد أن طرحت سؤالاً "مفشكلاً" باللغة الإنكليزية على الفائز بالأوسكار ليوناردو دي كابريو.
لكن سؤال شيماء المرتبك و"الساذج"، لئلا نصفه بكلام آخر، غطى على تغطيتها، وأصبح هو "الموضوع" على وسائل التواصل الاجتماعي التي تناولته بنوع من السخرية لا يجيده أحد أفضل من المصريين.
"وات أباوت ذا أوسكار؟"، سألت شيماء ليو بعد أن عرفت بنفسها، وليتها لم تعرف. حسناً، "أين السؤال"؟ رد دي كابريو بابتسامة ساخرة لم يفلح أو لم يتسن له الوقت لاستبدالها بشيء ألطف، على عادة نجوم الفن في تجاهل ضحالة الأسئلة لعدم استعداء الصحافي. وهطلت التعليقات الساخرة على الفايس.

دموع الأطفال الخاسرين

أتسمر مثل كثير من اللبنانيين يوم السبت مساء للحصول على متعة يخالطها عذاب الضمير في الإصغاء لمواهب أطفال مؤثرة، ولمتابعة نموها أو انكسارها نتيجة تصويت الحكام في برنامج «الصوت» على قناة "أم بي سي"،المخصص للأطفال حتى سن الخامسة عشرة.

مرجعيون تحاصرنا.. مدنياً

أعاد مشهد استضافة تلفزيون الجديد لشخصيتين "ممثلتين" للجالية اللبنانية في السعودية، وما قالاه رداً على أسئلة الزميل مالك الشريف حول أزمة العلاقات اللبنانية - السعودية إثر موقف لبنان في الجامعة العربية النائي بنفسه من التوتر السعودي الايراني، مشهداً مؤلماً لذاكرتنا كلبنانيين. المشهد المذكور ليس إلا سلوك أهالي الرهائن في إعزاز الذي كان بتوجيه من محتجزي أولادهم، تحت التهديد بذبح هؤلاء إن لم يتقيدوا بتعليمات الخاطفين. هكذا قطعوا طرقات وطالبوا بمواقف سياسية تلزم البلد ومدحوا الخاطفين ووصفوا وضع أبنائهم في أيدي الإرهابي أبو إبراهيم يومها بالضيوف.