لمحات تاريخية

 

 

 align=

الإذاعة و التلفزيون قبل 1962

لم تظهر التلفزة في الجزائر إلا في ديسمبر العام 1956 إبان الفترة الاستعمارية أين أقيمت مصلحة بث محدودة الإرسال، كانت تعمل ضمن المقايس الفرنسية و يعد استحداثها اهتماماً بالجالية الفرنسية المتواجدة بالجزائر آنذاك ، كما اقتصر بثها على المدن الكبرى لجزائر أين أنشأت محطات إرسال ضعيفة تقدر بـ819 خط على المدى القصير موزعة على ثلاث مراكز في قسنطينة ، العاصمة ، و وهران.






البرامج التلفزية ، التي كانت ترتكز على قاعدة تقنية بدائية، كانت أيضا تجلب في جزء كبير منها من فرنسا وتركز على إيجابيات المستعمر مبرزة مشاهده الثقافية وفي الوقت ذاته تعمل على إبراز علاقات الهيمنة على المجتمع الجزائري مشوهة في أغلب الأحيان نضاله السياسي ورصيده الحضاري.
أما دخول الإذاعة إلى الجزائر فكان قبل ذلك بوقت طويل نسبيا إبان الحقبة الاستعمارية أي سنة 1929 وكان ذلك أيضا استجابة لحاجيات الأقلية الأوروبية المتواجدة في الجزائر، حيث كانت برامجها ذات صلة وطيدة مع فرنسا، كما أن الهياكل الأساسية التي أنشأت منذ البداية ظلت متواضعة جداً مقارنة مع شساعة الجزائر.
جهزت العاصمة بمركز إرسال ضعيف ثم امتد الإرسال إلى قسنطينة و وهران سنة 1940. إلى أن وضع جهاز أقوى بالعاصمة عام 1942 و عليه امتدت السياسة التوسعية هذه إلى قسنطينة و وهران كما أقيم فيما بعد جهاز إرسال قوته 200 واط بعنابة.
إلا أن السياسة الاستعمارية الإعلامية ظلت بعيدة عن الفرد الجزائري و موجهة إلى المستوطن لغاية اندلاع حرب التحرير أين ظهر النضال الإعلامي مع" صوت الأحرار" فالتف حوله الشعب الجزائري.
عندها انتبهت السلطات الاستعمارية إلى ضرورة تمتين قواعدها لغاية مقصودة و هي تحقيق عزلة لجبهة التحرير الوطني و تشجيع تسرب قوة ثالثة موازية لها تخدم أغراضها الاستعمارية و لكن رغم كل ما أقيم حول صوت الأحرار من شبكات تشويش كثيفة و مؤامرات وصلت إلى درجة الانتحال إلا أنها استمرت و كانت دافعاً قويا لثورة الجزائرية بينما ذهبت جهود المستعمر أدراج الرياح.

 align=

الإذاعة و التلفزيون بعد 1962

 


لم تلبث الدولة الجزائرية غداة الاستقلال أن اتخذت التدابير الازمة من اجل استرجاع مبنى الإذاعة و التلفزيون، لما يمتلكه هذا القطاع الحساس من أهمية في نقل السيادة الجديدة لدولة الجزائرية، و كذا في ترسيخ القيم الثقافية الخاصة بالشعب الجزائري بعيدا عن المسخ الذي استعمله المستعمر طويلاً.




 


و تطبيقا لهذا التوجه الذي يتعلق بأداة من أدوات السيادة الوطنية قام كل الإطارات و التقنيون و العمال الجزائريون في 28 أكتوبر 1962 برفع التحدي و التغلب على صعوبات التكوين و شكلوا يدا واحدة تحدوهم الروح الوطنية فالتزموا بتحقيق سير الحسن لأجهزة الإذاعة و التلفزيون و في استمرار الإرسال في حين ظن الإطارات و التقنيون الفرنسيون أن ذهابهم سيتسب في عرقلة الإرسال لمدة طويلة .
و في الفاتح أوت من عام 1963 أست الإذاعة و التلفزيون الجزائري و من اجل هذا ركزت الدولة على تجهيز هذا القطاع ، فمن خلال المخطات الثلاثة التالية :

( الثلاثي 1967-1969) (الرباعي الأول 1970-1973 ) ( الرباعي الثاني 1974-1977 ) خصت أكثر من 310 مليون دينار لميزانية تجهيز الإذاعة و التلفزة الجزائرية التي كانت متلكاتها تقدر في عام 1976 بـ389 مليون دينار جزائري بما فيها ما خلفه الاستعمار، و في عام 1982 ارتفعت إلى 560 مليون دينار.


أما المؤسة الوطنية لتلفزة فقد تكونت بناءاً على المرسوم الوزاري المؤرخ في 01 جويلية 1987
تم تقسيمها إلى أربعة مؤسات رئيسية هي: OTAبعد إعادة هيكلة مؤسة الإذاعة و التلفزة
1-المؤسة الوطنية لتلفزة
2- المؤسة الوطنية لإذاعة
3-المؤسة الوطنية لبث الإذاعي و التلفزي
4-المؤسة الوطنية لإنتاج السمعي البصري
و هي تحمل الشخصية المعنوية و تابعة لوزارة الثقافة و الاتصال و بناءاً على ما جاء في هذا المرسوم فان المؤسة الوطنية لتلفزة هي مؤسة ذات طبيعة اقتصادية و هدف اجتماعي و ثقافي تضمن الخدمة العمومية.
و كذا بث البرامج التلفزيونية عبر كامل التراب الوطني تسير المؤسو من طرف مدير عام مدعم بمجلس استشاري متكون من مثلين عن هيئات مختلفة لدولة و من الحكومة و من الحزاب السياسية و غيرهم بمجموع يقارب 25 عضواً يساعد المدير العام في اشغاله مدير عام مساعد و خمس مستشارين
اما المؤسة فتسير وفقا لمرسوم وزاري صدر في 24-01-1987 و تم فيه تحديد النظام الذاخلي و البناء الهيكلي و يقسم هذا المرسوم المؤسة الى 06 مديريات اساسية هي :
- مديرية الاخبار
-مديرية الانتاج
-مديرية البرمجة
-مديرية الخدمات التقنية و التجهيز
-مديرية الادارة العامة
-مديرية العلاقات الخارجية
بالاضافة الى مركز الأرشيف ،المحطات الجهوية و المديريات التجارية


 
 align=


تحولات مهمة

عرفت المؤسة الوطنية لتلفزة أول تحولاتها مند سنة 1986 كما واكبت التحولات السياسية التي عرفتها البلاد لكن أهم تحول كان في 1991 و جاء فيه :






1- المؤسة الوطنية لتلفزة تصبح مؤسة عمومية ذات طابع تجار صن
2- وظائف الخدمة العمومية لمؤسة يحدها دفتر المهام الذي يحد واجبات المؤسة و أهمها المتعلقة بالتعبير عن كل التيارات الفكرية ، و وجهات النظر في ظل احترام مبدأ العدالة في الطرح و الشفافية و الحرية و احترام توجيهات المجلس الأعلى لإعلام و البيانات القادمة من وزارة الاتصال و الثقافة ، أما باقي الدفتر فهو يبين الهوية العامة لقناة المحدة بالثلاثية. الأخبار ،التربية ،التوجيه كما يحد حص بث البرامج الوطنية إضافة إلى بعض القوانين المتعلقة بث الومضات الاشهارية
3- يعوض مجلس التوجيه بمجلس الإدارة الذي يضم 10 أعضاء في اكبر تقدير له، مهمته حساسة و هي ضمان حرية الخدمة العمومية لتلفزة و كذا السهر على تطبيق ما جاء في كراس الواجبات و هذا حسب المرسوم التنفيذي لسنة 1991 و على عكس مجلس الإدارة الذي يرأس من طرف وزير الاتصال أو مثل له .