الرقص... لغة كل الشعوب
- الثلاثاء, 10 يونيو 2014
- الكاتب لين جمران
- قسم فرعي: شعوب وعادات
قد يكون الطعام والشراب والمعالم الأثرية هي أهم ما يميز بلاد العالم عن بعضها البعض... لكن وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من العادات الثقافية تُعدّ من العلامات المميزة أيضاً... وكما أن كل بلدٍ يختصُّ بنوعٍ معيّنٍ من الطعام... فإن كل بلدٍ أيضاً تتميز برقصتها الخاصة.. واليوم في رحلتنا سنرقص مع كل الشعوب...
سننطلق في رحلتنا من الأرجنتين حيث الرقصة التي بدأت من شوارع بوينس آيرس وانتهت في كل مدن الأرجنتين.. إنها رقصة الميلونغا، وهي خروجٌ عن التانغو الذي يختلف عنها في كونه استرخائياً أو هادئاً أكثر من الميلونغا، وفي القديم كانت الميلونغا محصورة في طبقة معينة من الناس لكنها اليوم منتشرة في كل مكان بغض النظر عن الأشخاص.
وإلى جنوب إفريقية حيث " رقصة الغومبوت"، تبدأ حكاية هذه الرقصة من عمال المناجم الذين استعاضو عن الطبل بالأحذية بعد أن منعت الحكومة استخدام الطبول، ويؤدي هذه الرقصة عددٌ من الراقصين الذين ينتعلون أحذية خاصة تشبه أحذية الرقص النقري في الشكل والغرض، ومروراً بتركيا حيث رقصة "هولاي" وهي رقصة شعبية جداً يعود أصلها إلى شرق تركيا ومنطقة وسط الأناضول وتأتي شعبيتها من كونها رقصة تتضمن عزفاً على آلات البلد الخاص بها دون غيرها.
وليس بعيدأ عن تركيا ... إلى اليونان حيث الرقصة الشهيرة بموسيقاها الحيوية اللطيفة، "رقصة زوربا"، وهي تشبه نوعاً ما الدبكة فهي رقصة جماعية تجمع راقصَين كحدٍ أدنى، وما يميزها أنها تبدأ بطيئة جداً وتبدأ بالتسارع شيئاً فشيئاً، وعلى الراقصين مجاراة السرعة على طول الموسيقى، وبالانتقال إلى الهند حيث تنتشر رقصتان مشهورتان، أولهما رقصة الباهانغرا وهي أكثر الرقصات الهندية شهرةً حول العالم ومُنطلقها إقليم بنجاب في الهند، وهي رقصةٌ سريعة تتطلب خفةً في الحركة.
وقد أصبحت منتشرة في كل من استراليا، أميركا، بريطانيا وغيرها وقد تم إدخالها في روتين التمارين الرياضية في الأندية لقدرتها على تحفيز الجسم وتخفيف الوزن، أما الرقصة التانية المشهورة في الهند فهي رقصة الغاربا المنتشرة في اقليم غوجاراتي، وتختص هذه الرقصة باحتفال يُقال له مهرجان نافاراتري وتؤدّى على شكل ثنائيات.
ولمن لا يعرف إيرلندا فهي إحدى جزر المملكة البريطانية، وهي ككل البلاد تختص برقصةٍ يُقال لها " رقصة النقر الإيرلندية"، وهي رقصةٌ تُقام في الاحتفالات والكرنفالات بشكل أساسي، يرتدي الراقصون فيها نوعين من الأحذية، القاسية أو الطرية، والفرق بينهما هو الصوتُ فقط كما أن هذه الرقصة يمكن أن تؤدى بفردٍ واحد أو عدة أفراد، لكنها بدأت من إيرلندا وأصبحت محبوبة حول العالم.
وإلى كوبا في أميركا اللاتينية حيث انطلقت رقصةُ الكازينو، وهي أحد أهم أنواع رقص السالسا، أصبحت محبوبة ومنتشرة بشكل كبير جداً في أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وأوروبا أيضاً، وكل ذلك يعود إلى ملابسها والصالة التي تُقام فيها إلى جانب موسيقاها الجميلة، ما يجعلها رقصة ممتعةً للممارس والمشاهد على حدٍ سواء.
ومن كوبا إلى جارتها البرازيل ورقصتها التي ارتبط اسمها بها؛ السامبا... الرقصة الحماسية المثيرة بملابسها وموسيقاها السريعة الملتهبة، وتختلف بين مدن البرازيل لكن الخطوات الأساسية واحدة وإنما الاختلاف فقط في الموسيقا وحركات الأقدام نوعاً ما، وفي حين تبدو رقصةً صعبةً للعامة فإنها للبرازيليين ليست أكثر من روتين يوميّ... ورغم كثرة الرقصات حول العالم، فالسامبا لا يضاهيها رقصة أخرى حول العالم.
كما تختص السلفادور برقصةٍ تؤديها النساء حصراً في الأعياد الرسمية وتمتاز بالفساتين التي ترتديها النساء يومهاـ فهي غنية بالألوان وواحدةٌ في شكلها، كما أن هناك العديد من الرقصات التي تختص بها البلاد حول العالم من منغوليا ورقصة الجبال للفتيات وإنكلترا ورقصة الأبواق، إلى بيلاروسيا حيث رقصة مهرجان الحوريات، وغيرها الكثير الكثير... وعلى اختلاف هذه الرقصات جميعاً... يبقى الرقص لغةً عالمية تفهمها كل الشعوب دون استثناء... ودون قاموس!!.
إعداد: لين جمران
خاص _ عين الجمهورية