تقليد لنموذج مشوه وسلوك غير حضاري وهروب من مواجهة المجتمع

‘‘الكتابة على الجدران‘‘.. رسائل مشوّشة تعبر عن شخصيات مضطربة

تم نشره في السبت 13 تشرين الأول / أكتوبر 2018. 12:00 صباحاً
  • كتابات عبثية على سور إحدى الحدائق في عمان دون اكتراث لتشويه المنظر العام -(الغد)
  • كتابات عبثية على سور إحدى الحدائق في عمان دون اكتراث لتشويه المنظر العام -(الغد)

مؤيد أبو صبيح

عمان– "أنا مش بعتب عليك"، "ولا بد للقيد أن ينكسر"، وعبارات عبثية أخرى يمنع الحياء من ذكرها او ترديدها يكتبها مراهقون على جدران الحدائق والمرافق العامة والمدارس دون اكتراث لاعتبار أنها سلوك غير حضاري ومعيب، وتشكل بالإضافة الى ذلك تلوثا بصريا، يجرمه القانون حتى وإنْ كان "تمردا مستترا"، كما يصفه خبراء.
أمانة عمان الكبرى تعتبر العبارات التي يكتبها أحدهم على  الجدران أو الممتلكات العامة والخاصة "تشكل تشوها بصريا وأذى نفسيا، تتكلف إزالتها جهدا ومالا يفترض استغلاله في جوانب أخرى يكون لها عائد ايجابي"، مؤكدة أن ظاهرة "الكتابة على الجدران تتنافى مع المواطنة الصالحة".
وتشير إلى أن "كوادرها العاملة في الميدان تلتقط أرقام الهواتف في حال وجدت وتقوم بمخاطبة الحاكم الإداري الذي بدوره يحيل "فاعل الكتابة" للجهات المختصة لإجراء المقتضى القانوني بحقه.
ويصف الخبير د. جلال ضمرة، ظاهرة الكتابة على الجدران بأنها حالة "تمرد يسعى من خلالها المراهق للتعبير عن الذات وليذكر محيطه بأنه موجود، إلى جانب أنه نمذجة وتقليد أعمى لرفاق السوء"، لافتا إلى أن هذه الظاهرة "وسيلة سلبية ومعيبة يلجأ إليها البعض للتعبير عن رغباتهم وحاجاتهم تجاه الآخر"، لكنها بالنسبة اليهم تعتبر "رسائل واضحة ومحددة للغير، ومرتبطة بشكل وثيق بالحالة الانفعالية الآنية والتي غالبا ما تكون عاطفية".
ولعلاج هذه الظاهرة، دعا ضمرة "أجهزة الدولة المعنية الى إشغال الشباب بما يعود بالنفع على أنفسهم أولا وعلى المجتمعات المحيطة بهم ثانيا، وفي حال تحولت الكتابة إلى تخريب الممتلكات العامة يتوجب التعامل مع الموضوع بقدر أكبر من المسؤولية من قبل الجهات المعنية والمجتمع".
فيما يقول د. مجدي خمش ان "الكتابة على الجدران أو الجرافيتي" هي ظاهرة موجودة في جميع البلدان، مشيرا إلى وجود فئة من الناس تحاول التعبير عن ذاتها من خلال الكتابة على الجدران أو على الأوراق النقدية بدافع حب الظهور.
وأشار إلى أن حل هذه  المشكلة يكون بالأساليب التربوية في المدارس والجامعات وعبر التوعية وتوجيه الشباب للتعبير عن مكنوناتهم بالطرق الحضارية، وإشراكهم في تصميم ورسم "الجداريات" التي يساهم الشباب المثقفون والموهوبون في تشكيلها على الجدران العامة بشكل جميل ويحمل فكرة جذابة ذات أهداف نبيلة.
إلى ذلك، يقول المحامي خالد عبدالله إن ما نراه من أفعال وكتابات على الجدران والممتلكات الخاصة أو العامة، "يدخل في باب الإضرار بأموال الغير أو الممتلكات العامة"، مشيرا إلى أنه في حال كان هناك عبارات مسيئة أو خادشة للحياء أو فيها قدح أو ذم فإن القانون يجرمها بعقوبة بحق مرتكبها.

التعليق
› ان الاّراء المذكورة هنا تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولاتعبر بالضرورة عن اراء جريدة الغد.
  • »المتابعة سهلة (د. محمد يعقوب خواج)

    السبت 13 تشرين الأول / أكتوبر 2018.
    وماذا عن الإعلانات المشوه والمعتدية على الأملاك الخاصة والعامة د على جدران المنازل واللوحات الإعلانية المرخصة والتي انتسرت كثيرا هذه الأيام دون رادع والمتابعة سهلة فهناك رقم الهاتف وإسم الجاني!!!