ابحث عن
 
العضوية|من نحن|إلى الجزيرة|بيانات صحفية|خريطة الموقع|مركز المساعدة
الجمعة 14/4/1425 هـ - الموافق4/6/2004 م (آخر تحديث) الساعة 3:01 (مكة المكرمة)، 0:01 (غرينتش)
التفصيلية05:0008:00
الاقتصادية15:3018:30
الرياضية15:1518:15
السياسية20:2023:20
الاقتصادية18:5521:55
الرياضية22:0501:05
المنوعة09:0012:00
طباعة الصفحة إرسال المقال
مستقبل الأزمة بين حماس والأردن
مقدم الحلقة أحمد منصور
ضيف الحلقة - خالد مشعل، مدير المكتب السياسي لحركة حماس
تاريخ الحلقة 20/06/2001





- أسباب أزمة إبراهيم غوشة

- حماس ومأساة الشعب الفلسطيني

خالد مشعل
أحمد منصور
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرةً وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

أثارت عملية احتجاز الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس إبراهيم غوشة في مطار عمان مع الطائرة القطرية التي أقلته من الدوحة منذ يوم الخميس الماضي وحتى الآن، أثارت ردود فعل واسعة النطاق على الصعيد العربي والدولي، إذ أنها ربما تكون المرة الأولى التي تثار فيها قضية مثل هذه، وقد تواكب هذا في وقت كانت تتطلع فيه الشعوب العربية بقلق وتحرق إلى المحاولات الأميركية الإسرائيلية الانتفاضة، بعد ما فشل شارون في إجهاضها أو إيقافها بطائرات F-16 والدبابات والقذائف الصاروخية وحصار يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ ثمانية أشهر، وقد جاءت موافقة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات على وثيقة (جورج تنت) مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية C.I.A والتي يرى معظم المراقبين أنها وثيقة جاءت لإنقاذ إسرائيل وحكومتها وإجهاض الانتفاضة، جاءت هذه الموافقة لتضع الانتفاضة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بل والسلطة الفلسطينية نفسها في مأزق كبير، لا سيما بعد إعلان الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح رفض وقف إطلاق النار الذي طالب الرئيس عرفات به الفصائل الفلسطينية تساؤلات كثيرة حول هذه المحاور أطرحها في حلقة اليوم على السيد خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا بعد موجز الأنباء على الأرقام التالية:

00974488873

أو على رقم الفاكس:

009744885999

أو عبر الصفحة الرئيسية على موقعنا على شبكة الإنترنت:

www.aljazeera.net

أستاذ خالد مرحباً بيك.

خالد مشعل: يا مرحب، حياكم الله.

أسباب أزمة إبراهيم غوشة

أحمد منصور: أود أن أسألك في البداية ما هي الأسباب التي دفعتكم لافتعال أزمة المهندس إبراهيم غوشة في هذه المرحلة؟

خالد مشعل: بسم الله الرحمن الرحيم، ومشكور لك على هذا اللقاء، قبل أن أجيب على السؤال لابد أن أستهل هذا اللقاء في توجيه التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني الذي ينتفض على الاحتلال ويقاومه ويسطر أروع الملاحم، ويقدم شهدائه دفاعاً عن أرض فلسطين وقدسها وعن الأمة، وأحيي كل المناضلين على أرضنا الفلسطينية وأبشرهم أن النصر قادم إن شاء الله بصرف النظر عن كل المؤامرات، وأوجه التحية أيضاً إلى أخي المهندس إبراهيم غوشة الذي يعيش حالة الاحتجاز وفق أصول الضيافة العربية في هذا الزمن الذي يعامل المجاهدون فيه بهذه الطريقة عند بعض بني يعرب للأسف، نحن لم نفتعل العودة إلى عمان، الحكومة الأردنية هي التي افتعلت هذه الأزمة غير المبررة منذ سنتين حين أقدمت على اعتقالنا، إغلاق مكاتب حماس إبعادنا، قذف المبعدين في وجه قطر، ليس لاعتبارات أردنية على الإطلاق، وإنما لاعتبارات خارجية معروفة لدى القاصي والداني، أعطينا طوال السنة وسبعة شهور الماضي منذ إبعادنا إلى قطر، قسراً بدون إرادتنا، أعطينا فرصة كافية للوساطة القطرية، للوساطات من داخل الأردن، من الشخصيات الأردنية الأصيلة والعزيزة للمسار القانوني والقضائي الذي أوصد أيضاً برد القضية شكلاً بشكل متعسف بل حتى للقاءات المباشرة حيث التقيت بالسيد على أبو الراغب هنا في الدوحة قبل سبعة شهور ومع ذلك أُوصدت جميع الأبواب، تعنت الحكومة، أرادت أن تتخلص من أزمتها في انتهاك الدستور بإبعاد قادة حماس وقذفها في وجه قطر، فكان لابد في نهاية المطاف حيث أوصدت جميع الأبواب أن نمارس حقنا الطبيعي في العودة إلى الأردن، بلدنا حيث نحمل مواطنته وجنسيته فنحن لم نفتعل أزمة.

أحمد منصور [مقاطعاً]: الحكومة.. الحكومة الأردنية لها ارتباطات دولية تجبرها على.. أو تدفعها إلى أن تتخذ ما تشاء من إجراءات للحفاظ على هذه العلاقات، الحكومة الأردنية لها قضية خاصة تتعلق ببلدها وأنتم تمثلون قضية أخرى الآن هي قضية فلسطين في نظر القانون الدولي وحتى في نظر الدول العربية التي قالت قضية فلسطين يعبر عنها الشعب الفلسطيني ممثلاً في السلطة الوطنية الفلسطينية، فلماذا تحملون حكومة الأردن شيئاً هي لا تستطيع أن تحتمله في هذه المرحلة، ثم تتهمونها بأنها هي التي افتعلت الأزمة وهي التي دفعتكم إلى الخروج، أو قذفت بكم في وجه قطر هي لم تقذف بكم، ولكن قطر هي التي عرضت وساطتها وأنتم قبلتم؟

خالد مشعل: أخي الكريم أحمد أولاً جنسية الإنسان ومواطنته هي من أبسط حقوق الإنسان هي مثل الماء والهواء هي من حقوقه الطبيعية التي لا يجوز أن تقايض مع قضاياه الأخرى السياسية، لا يجوز أن تأتي بمواطن تقول له إما أن تحمل هذه الجنسية والمواطنة، ولكن مقابلها تترك عملك أو انتماءك أو مبدأك أو واجبك الوطني، هذه من البديهيات، هذه أولاً.

ثانياً: القضية الفلسطينية ليست قضية في أميركا اللاتينية لا تخص الأردن ولا تخص الأمة العربية.

أحمد منصور [مقاطعاً]: الآن أصبحت لا تخص إلا الفلسطينيين.

خالد مشعل: لا.. لا.. شاءت الدول العربية أم أبت، قضية فلسطين معنية بها والعدو الصهيوني يشكل خطراً عليها.

أحمد منصور: هم أعلنوا أنهم ليسوا معنيين.

خالد مشعل: لا.. لا.

أحمد منصور: الفلسطينيون هم المعنيون الآن.

خالد مشعل: [مقاطعاً]: معلهش أخ أحمد.

أحمد منصور: وعليكم أن تدبروا أنفسكم.. وفقط الدول العربية.. هذا موقف رسمي معلن يا سيدي ليس من عندي.

خالد مشعل: معلهش.. معلهش يعني بعض الأطراف تتكلم بهذه اللغة، ولكن على استحياء وفي مناسبات أخرى مثل الحكومة الأردنية ترفع شعارات كبيرة نحن مع قضية فلسطين، بالعكس يقولون غير ذلك، نحن نقول قضية فلسطين في قلب الأمة ومن يعمل لقضية فلسطين عليه.. له حق على أمته أن تقف إلى جانبه وخاصة حركة حماس التي تتحمل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وفق ما يستطيعوا وليس وفق ما تفرضونه على الحكومة الأردنية.

خالد مشعل: نحن لا نحمل الأمة.. لو أردنا نحمل الأمة أكثر مما تستطيع لطلبنا منها أن تدخل بجيوشها ولكنا قلنا لهم فقط ادعموا الانتفاضة والمقاومة، هذه ليست جريمة، ثم أخي الكريم أي دولة تقبل أن تخضع لاعتبارات الضغوط الخارجية إذا كانت مناقضة للدستور، مناقضة للقانون، مناقضة للرأي العام الأردني، الشارع الأردني العزيز بكل أحزابه ونقاباته وشخصياته الوطنية والإسلامية يناقض ويعارض ويدين خطوة الحكومة الأردنية.

أحمد منصور: لكن الحكومة دائماً هي تعرف مصالح شعوبها أين، وهي التي تحدد هذه المصالح.

خالد مشعل: يعني هناك في النهاية معايير لا يمكن تجاوزها، لا تقل لي أنا أخضع لضغوط إسرائيلية أميركية، وأكسر الدستور والقانون، وألغي مواطنة الإنسان، واضع رجلا مجاهداً كإبراهيم غوشة في المطار..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ليس هناك استعداد لدى أي دولة عربية الآن أو غير عربية من دول المنطقة أن تدخل في مواجهة مع إسرائيل ولا مع أميركا، كل إنسان يعرف قدره وهذا قدر الدول أنها لا تستطيع أن تدخل في مواجهات.

خالد مشعل: أخي أجيب هنا بنقطتين: النقطة الأولى مهما بلغت الضغوط الأميركية أو الإسرائيلية هناك حد أدنى من كرامة أي دولة احترامها لدستورها لمواطنها لسيادتها،أين السيادة يتكلمون عن أين السيادة، هذه نقطة بديهية لا يجوز.. وغلا فلتعلن هذه الدول أننا لا حول لنا ولا قوة ولا داعي نسمى أنفسنا دول ذات سيادة ومستقلة، إذا كنا لا نستطيع أن نخالف الأميركان واليهود إذا كان هذا يناقض مصالحنا الأمر الثاني يا أخي أحمد.. هناك مواقف عربية نراها اليوم من قادة عرب استطاعوا أن يقولوا لا.. لأميركا، سوريا طوال السنوات الماضية قالت لا لأميركا، الأمير عبد الله في السعودية دعي لزيارة أميركا وقالها بكل شجاعة لا لأنه أميركا متحيزة ضد الشعب الفلسطيني ولصالح الكيان الصهيوني الشيخ صباح الأحمد عندما كنت في الكويت قالها على عملية (تل أبيب) بشجاعة، الرئيس اليمني قال عن.. (وقف الانتفاضة يعتبر انتحار) نجد مواقف شجاعة وجريئة، الجامعة العربية في لجنة المتابعة في لقاءاتها الأخيرة تكلمت كلاماً إيجابياً..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هؤلاء.. هؤلاء أبطال، هؤلاء أبطال، لكن الأردن بلد يعرف قدره وأنه موجود في وضع لا يستطيع فيه أن يحتمل أكثر من الوضع الذي هو فيه.

خالد مشعل: نحن.. يا سيدي..

أحمد منصور [مستأنفاً]: الأردنيون يتهمونكم بأنكم رتبتم مع القطريين أمر إعادة إبراهيم غوشة لافتعال أزمة وتوريط الحكومة الأردنية فيها.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: الأردنيون يتهمونكم بأنكم رتبتم مع الحكومة القطرية لإيقاع الأردن في مأزق من خلال افتعال أزمة إبراهيم غوشة.

خالد مشعل: قطر استضافتنا طوال سنة وسبعة شهور وتجاوزت المدة يبدوا اللي اتفقوا عليها في البداية.

أحمد منصور: لا هم كرما هنا مستعدين يتحملوكوا للـ..

خالد مشعل: معلهش.. والحكومة القطرية قامت بوساطة كريمة ونحن خلال هذه الفترة كنا في غاية المرونة ويسرنا الأمر على الأردنيين وقلنا لهم تكون العودة إلى الأردن باعتبارها مواطنة طبيعية من حقنا أن نعيش في بلدنا الأردن، ولكن لا تريدون نشاطاً في الساحة الأردنية حسب شرطكم يمكن الالتزام بذلك، ولكن لا تشترطوا كما اشترطتم قصة أن نتخلى عن حماس، هذه المسألة مبدئية عيب أن تطرحوا هذه الشروط.

أحمد منصور: يعني لديكم استعداد أن تعيشوا في الأردن كمواطنين صالحين وليس لكم علاقة بحماس أو تقوموا بأي نشاط لصالح حماس؟

خالد مشعل: لا.. ذكرت كلاماً محدداً، نحن نحمل موطنة أصيلة نشأت مع نشوء المملكة الأردنية الهاشمية عام 51 هذي لا يجوز أن ينازعنا فيها أحد، لكن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكنكم فلسطينيون.

خالد مشعل [مستأنفاً]: اسمح لي.. امسح لي أخ أحمد.. يريدون ألا نمارس نشاطاً في الأردن، نلتزم بذلك، وقلنا لهم هذا الكلام هم اشترطوا لا، تعودون للأردن وتتخلوا عن صفتكم ودوركم في حماس، هذه مقايضة.. عيب عجيبة، هذه فضيحة حقيقة أن يصبح العمل لقضية فلسطين جريمة ينبغي أن تقايض بينها وبين الجنسية.

أحمد منصور [مقاطعاً]: ولكنكم مواطنون أردنيون..

خالد مشعل [مقاطعاً]: حقيقة أخ أحمد بس..

أحمد منصور [مستأنفاً]: عليكم أن تلتزموا بقوانين البلد وما تتطلبه منكم.

خالد مشعل: نحن كنا عشر سنوات في الأردن كحركة حماس ويشهد الأردن بقيادته وحكومته وكل شعبه أننا لم نسئ إلى أحد وسجلنا مشرق ولذلك الشعب الأردني العزيز يقف بجانبنا.. المهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الظروف تغيرت.

خالد مشعل: ما تغيرت.. أبداً وما الذي تغير؟

أحمد منصور: هاجس أيلول يسيطر على الحكومة الأردنية.

خالد مشعل [مقاطعاً]: أبداً.. لا علاقة.. لا علاقة..

أحمد منصور [مستأنفاً]: وسيظل.. يسيطر..

خالد مشعل [مقاطعاً]: يا أخي.. أخي أحمد..

أحمد منصور: سيظل يسيطر إلى أبعد مدى.

خالد مشعل: أخي..

أحمد منصور: من أن أي قوة ممكن أن تستمد تعاطفاً شعبياً في الأردن يمكن أن تشكل خطراً يؤدي إلى تكرار مأساة أيلول، ومن ثم فيجب أن يكون هناك وقاية من حدوثه أو تكرار مثل هذه الحادثة.

خالد مشعل: أخي لا علاقة لنا بأيلول أولاً تاريخياً.

ثانياً: نحن تعاطف الشعب الأردني معنا هذا يوجه نحو العدو الصهيوني وليس نحو أمن الأردن ولذلك.. هل تعلم أن كثيراً من الشخصيات الأردنية كانت تقول لنا "أنتم جئتم -بعد أزمة أيلول ومرارة أيلول- أنتم جئتم لتشكلوا قاسمً مشتركاً داخل هذا البلد، بين كل أطياف الشعب الأردني العزيز هذه صورة حماس المشرقة، ولذلك الحكومة افتعلت أزمة معنا فلن تجد في الشارع الأردني من يقف معها، الشعب الأردني وقف معنا، هل تعلم أن.. الآن اعتقال أخي إبراهيم غوشة في المطار ومنعه للدخول، من وقف مع الحكومة الأردنية؟

الحكومة الأردنية معزولة أردنياً وعربياً وإسلامياً وقفت معها القيادات الصهيونية عندي الآن تصريح هنا (داني نافيه) امتدح تعاطي الحكومة الأردنية مع قضية غوشة، وقال "هو نموذج يجب أن تقتدي به الدول العربية".

أحمد منصور: السلطة الفلسطينية أيضاً وقفت ضدكم..

خالد مشعل: أعود للسلطة.. وزير الأمن الداخلي الصهيوني (جدعون عزرا) أيضاً امتدح الحكومة الأردنية وقال: "تستحق كل التقدير لما تقوم به من خطوات ضد حركة حماس بشكل خاص وقال: "إن الحكومة الأردنية.. هذا جدعون عزرا يقول إن الحكومة الأردنية تخاطر بتحدي رأي الأغلبية في الشارع الأردني، حتى معلق إذاعة المستوطنات مدحهم، إذن الحكومة الأردنية لم يؤيدها إلا الصهاينة، أما تصريح ذلك المحسوب على السلطة أو هو أقحم نفسه.

أحمد منصور: وزير في السلطة.

خالد مشعل: وزير وهو في الأردن هذا الموقف الرخيص الذي أخذه.. السلطة لم.. لم تؤيده في ذلك، وهنا السفارة الفلسطينية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هنا فقط.. لأنه موجود في قطر.

خالد مشعل [مستأنفاً]: بصرف النظر، بصرف النظر، بمعنى موقف..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن السلطة الرسمية بقيادة الرئيس عرفات.

خالد مشعل: موقفه معزول..

أحمد منصور [مستأنفاً]: لم تنفي هذا الكلام.

خالد مشعل: لا.. لا.. يا أخي، لا لا موقفهم معزول في النهاية، على كل حال من أحب أسمح لي أخ أحمد من أحب أن يصطف مع الصهاينة في تأييد الخطوة الأردنية صحتين وعافية، لكن الشعب الأردني والأمة كلها ضد هذا الإجراء، لأنه عيب في هذا الزمن إنه واحد كإبراهيم غوشة هذا المجاهد أن يحرم عليه بلده وأن يحتجز في مطار عمان هذه والله فضيحة أخلاقية وفضيحة دستورية، وفضيحة سياسية، حركة حماس على الأمة أن تقف إلى جانبها.

أحمد منصور [مقاطعاً]: من وجهة نظركم، لكن من وجهة..

خالد مشعل [مستأنفاً]: لا أن تعتقل قياداتها.

أحمد منصور: من وجهة نظر الحكومة الأردنية هي قامت بالصواب وتقول إذا كان إبراهيم غوشة يريد أن يعود فعليه أن يعلن توبته من الانتماء لحركة حماس أن العمل لها ويدخل كمواطن صالح شأنه شأن الآخرين، يعيش في الأردن..

خالد مشعل: تمام.

أحمد منصور: لماذا لا يعلن إبراهيم غوشة توبته ويدخل إذا يريد أن يعيش في الأردن يعيش بشروط الحكومة الأردنية؟

خالد مشعل: أنا.. أنا أرد على هذا بنقطتين: النقطة الأولى العمل لفلسطين والجهاد لفلسطين ليس جريمة حتى يتوب الإنسان عليها، الذين مطلوب منهم أن يتوبوا هم الذين وقعوا اتفاقيات مع العدو، هم الذين هبأوا بتلك الاتفاقيات لمشروع التوطين في الأردن، هم الذين يفتحون الأرض الأردنية للموساد الصهيوني يعشعش فيها وتحرم على خالد مشعل وإبراهيم غوشة وإخوانه.

أما النقطة الثانية: لما ازدواجية المعايير؟! هناك أعضاء في البرلمان الأردني وفي نفس الوقت أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني، هناك فصائل فلسطينية كفتح وغيرها موجودين في الأردن، بل هناك وزراء في السلطة الفلسطينية ويحملون الجنسية الأردنية ويعيشون مع عائلاتهم على الأرض الأردنية ويتحركون بحرية، لماذا هؤلاء.. لم يقل إن ذلك يخالف سيادة الأردن ويناقض القانون بينما إبراهيم غوشة وخالد مشعل وإخوانهم هؤلاء يحرم عليهم ذلك!! هل لأن.. هل هذا لاعتبارات السيادة الأردنية أم لاعتبارات أخرى جميعنا يعرفها، ومع ذلك حتى لو سلمنا بهذه الاعتبارات.. الضغوط الخارجية مصلحة الأردن والوطن والدستور والقانون هذه مقدمة على أي ضغوط خارجية خاصة أن حماس كانت أمينة على أمن الأردن ومصلحته كما هي البلاد العربية كلها.

أحمد منصور: نريد.. نريد أن نعرف طبيعة الترتيبات التي تمت بينكم وبين الحكومة القطرية من أجل وضع الأردن في هذا المأزق.

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: أود أن أبث عليكم نتائج الاستفتاء الذي قامت به الجزيرة. نت على موقعنا على شبكة الإنترنت، خلال الأيام الأربعة الماضية وطرحت فيه الأردن الرافض لعودة إبراهيم غوشة إليه؟

شارك في الاستفتاء 28285 مشتركاً قال 9.6% منهم أنهم يوافقون على قرار الأردن بمنع دخول المهندس إبراهيم غوشة، فيما قال 85.4% منهم أنهم يرفضون قرار الأردن بمنع دخول إبراهيم غوشة، و0.5%..، 5% قال أنهم لا يدرون شيئاً، لم يدلوا برأيهم، وهذه هي النتيجة للاستفتاء الذي استمر منذ يوم الأحد الماضي وحتى ظهر اليوم.

كان سؤالنا عن الترتيبات التي قامت بينكم وبين قطر من أجل توريط الأردن في هذه الأزمة.

خالد مشعل: أولاً بس أعلق أنا.. فقط على النتيجة، هذا.. هذا يكشف أن قرار الأردن بمنع المهندس إبراهيم غوشة من دخول بلده الأردن أنه قرار معزول، وأن التيار الشعبي داخل الأردن وفي العالم العربي هو مع عودته وهذا يكشف الحقيقة، أما الترتيبات أخي التي زعمت أنها تمت بيننا وبين قطر، المسألة أخي أحمد ببساطة.. الوساطة القطرية وصلت إلى طريق مسدود وكذلك الوساطات من داخل الأردن فأبلغنا نحن الحكومة الأردنية هذه معلومة مهمة نحن أبلغنا الحكومة الأردنية..

أحمد منصور: كيف؟

خالد مشعل: عن طريق الوساطة القطرية، وعن طريق الشخصيات الأردنية التي كانت تلعب دور الوساطة قلنا لهم ما دمت لم تتفاهموا معنا في شأن العودة وأوصدتم الباب دوننا وتجاهلتم حقنا في المواطنة فنحن سنعود، سنمارس هذا الحق ببساطة، لا تستطيع أي حكومة أن تلغي حقاً دستورياً لأي مواطن وأبلغناهم بذلك، هم لم يفاجئوا بمبدأ عودتنا، حاولوا عبر..

أحمد منصور: لماذا لم تقوموا بإبلاغهم؟

خالد مشعل: أنا قلت أبلغناهم، دعني أكمل.. حاولوا عندما عرفوا أننا قادمون، حاولوا.. الحكومة ذاتها وعن طريق نائب رئيس وزراء الأردن أن يوصل لنا أخروا الموضوع، وقالوا للوساطة القطرية، نفس رئيس الوزراء، أجلوا الموضوع، أجلناه شهراً وشهرين وثلاثة لعل هناك إمكانية للحل، لكن الحكومة لم تضع حلاً هي تريد تأجيل الأزمة لا أن تعالجها، هي لم تعالج الأزمة، لا سياسياً ولا قانونياً، إنما عالجتها فقط أمنياً واستجابة للضغوط الخارجية.

أحمد منصور: لكن رد فعل الأردن يدل على أنهم لم يكون لديهم علماً أنك ستعودون.

خالد مشعل: لا.. كان لديهم علم أننا قادمون، لكن لم يكن لديهم معرفة حتى سنعود بالضبط، لكن فترة العودة كانوا يعرفونها.

المهم القطريون قالوا للأردن ما دمت لم تتفاهموا معنا، نحن لا.. هؤلاء القادة حماس ضيوف علينا في قطر، يتحركون بجوازاتهم الأردنية، لا نستطيع أن نتدخل في سفرهم من وإلى الدوحة إلى أي بلد، ولا نستطيع أن نمنعهم بالضرورة وبالتالي أن يعودوا إلى بلدهم الأردن، فهذه وصلت إلى الحكومة القطرية.

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن القطريين كانوا على علم أن إبراهيم غوشة على متن الطائرة.

خالد مشعل: لا أردي بهذه القصة أنا أعلم أنه.. أن القطريين فقط يعلمون بمبدأ عودتنا و.. وهم افهموا هذا للأردنيين المهم جاءت العودة ونعم لأنه لو أعلمنا الحكومة الأردنية بموعد العودة فسيمنعون الطائرة أن تقف على الأرض الأردنية، ثم هل.. هل من يعود إلى بلده يريد أن يستأذن ويعلم؟! هذا ليس صحيحاً الحكومة الأردنية ظنت أن إبعادنا أنهى الأزمة التي افتعلتها قبل عامين، لكنه لم ينهي ودائماً هذه السياسة الضعيفة عندما تتراكم الأزمات وتقفز عنها ولا تعالجها.

أحمد منصور: أنا الآن معي صالح العرموطي نقيب المحامين الأردنيين، ومحامي إبراهيم غوشة، أستاذ صالح مرحباً بيك.

صالح العرموطي (نقيب المحامين الأردنيين): مرحباً بك.

أحمد منصور: أستاذ صالح يعني أخذت إذناً من النيابة بمقابلة السيد إبراهيم غوشة في المطار الذي هو محتجز فيه منذ يوم الخميس الماضي ولا يعلم أحد عنه شيئاً، لماذا لم تلتقي به حتى الآن؟

صالح العرموطي: شكراً سيدي، أولاً أسدي تحية إعزاز وإكبار لأبطال الحجارة المنتفضين لتحرير تراب فلسطين من رجس الصهاينة والمعتديين ولكل مجاهد على تراب فلسطين، وكل مجاهد على تراب فلسطين، وكل مجاهد بالوطن العربي وشهداء الأمة العربية والإسلامية، وحقيقة سيدي أنا أتابع ما تتفضل به والحقيقة أخي أحمد أصدقك القول أنك تصلح أن تكون وكيل نيابة أي مدعي عام تحقيق، ناجح وقوي.

أحمد منصور: هذه شهادة من نقيب المحامين الأردنيين أشرف بها.

صالح العرموطي: الله يخليك يا سيدي، أشكرك سيدي، والحقيقة ما يدمي القلب أن يصبح الحديث بيني وبين أخي الحبيب أبو الوليد وسامي خاطر، وعزت الرشق من خلال الفضائيات خاصة وأنه بعيد عن الوطن وغريب عن الديار، مع أن النص الدستوري يجيز له العودة إلى دياره وبين أهله وفي وطنه.

أحمد منصور: يمكنك أن تصاحبهم مبعداً هنا يعني.

صالح العرموطي: لا يا سيدي.. إن شاء الله، الوطن عزيز علينا، والأردن حبيب، وتتمتع الأردن بالحرية بإذن الله، والأمن والاستقرار بإذن الله يفتقره كثير من الدول العربية، لا بل أقول لكل الدول العربية، حقيقة وأقولها بصدق، لكنني أقول فيه هذه المسألة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: طيب سعادة.. سعادة النقيب.

صالح العرموطي [مستأنفاً]: هذه المسألة في هذه.

أحمد منصور [مقاطعاً]: سعادة النقيب بصفتي.. بصفتي مدعي عام هل يمكن أن تجيبني بشكل مباشر على سؤالي؟

صالح العرموطي: الحقيقة سيدي فهذه المسألة كما تعلم حجز أخي أبو عمر في مطار، وقد حضر بصورة قانونية وبجواز سفري.. سفر ساري المفعول، والأردن اعتقله..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن الحكومة الأردنية تقول أنه جاء دون وثيقة يا سيدي.

صالح العرموطي: للأسف أن يقال ذلك وأن يصدر على مستوى مسؤول، لأنني أحمل أنا شخصياً وبملف القضية لدى محكمة العدل العليا صورة طبق الأصل عن جواز سفره الساري المفعول لغاية 2002م وبالتالي على من يصدر مثل هذه التصريحات أمام الرأي العام أن يكون دقيقاً في هذه التصريحات ولديَّ الآن نسخة من جواز سفر أخي إبراهيم وأخي خالد، وأخي سامي وعزت وبالتالي دخوله قانوني 100%.

أحمد منصور [مقاطعاً]: لماذا لم يسمحوا لك بلقائه حتى الآن رغم تصريح النيابة لك؟

صالح العرموطي: للأسف يا أخي.. أولاً.. أولاً سيدي أنا أقول أن هناك حد من الحرية حرم الدستور الأردني حجز حرية أي مواطن لمدة تتجاوز 24 ساعة إذا ارتكب فعل، فما بالك بمواطن أردني يحجز وبالتالي يعتبر هذا حجز يرتب المساءلة الجزائية، ولا يجوز تحت أي ظرف من الظروف.. وأنا خاطبت رئيس محكمة العدل العليا، ورئيس النيابات العامة ورئيس المجلس القضائي ووزير الداخلية وطلبت منهم أن يتدخلوا لأن هناك حد للحرية الشخصية، وبالتالي لا يجوز تحت أي ربط بالمساءلة الجزائية، وأخدت وحصلت على قرار من أعلى سلطة قضائية إدارية، رئيس محكمة العدل العليا، الأستاذ عبد الله حداد أصدر قرار أو كتاب لوزير الداخلية يطلب منه إجابة طلبي بالسماح بمقابلة الأخ المهندس إبراهيم غوشة للحصول على وكالة بنص الدستور الأردني الذي يعطيه الحق بأن يوكل، وقضية الأخ.. ورغم ذلك.. ورم مضى أربعة أيام إلا أن وزير الداخلية لغاية الآن لم يستجب لقرار رئيس محكمة العدل العليا، وهذا أمر في غاية الـ.. لا يقل.. لا يقل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما طبيعة.. ما.. ما وضع هذا الأمر من الناحية القانونية؟

صالح العرموطي: لا يقل خطورة سيدي عن حجز المجاهد المهندس إبراهيم غوشة، يعتبر عرق لسير العدالة، حبس.. حد للحرية الشخصية، عدم إطاعة ما يصدر عن السلطة القضائية من قرارات وبالتالي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل يمكن أن توجز لي.. هل يمكن أن توجز لي باختصار وأعطيك حق المرافعة لدقيقتين.

صالح العرموطي: عفواً سيدي.

أحمد منصور: تقول فيهم ما هو الوضع القانوني لإبراهيم غوشة.

صالح العرموطي: الوضع القانوني عرقلة سير العدالة، حجز الحرية الشخصية، خرق للدستور الأردني بحيث يمنح المواطن الأردني حقه في اللجوء إلى القضاء العادل لأنني أعتقد أن القضية لا تمس خالد وإبراهيم غوشة بأشخاصهم، وإنما تمس مركز قانوني لكل مواطن أردني بحيث يصبح المواطن الأردني معرض للإبعاد أو لعدم السماح له بالعودة في أي وقت نتيجة سياسات خاطئة وبالتالي نحن نريد أن نلجأ إلى القضاء لنرسخ مبدأ الحفاظ على المواطن الأردني، القضية ليست قضية شخصية بقدر ما هي قضية عامة.

أحمد منصور: سعادة النقيب هم طلبوا.. هم طلبوا منه أن يعلن توبته وأن يصبح مواطن صالح ويدخل شأنه شأن الآخرين هو مصمم..

صالح العرموطي: هو مواطن صالح.. هو مواطن صالح وعلى رؤوسنا وقد ضحى من أجل فلسطين والأردن والأستاذ إبراهيم غوشة أول من بنى سد الملك طلال وهو مجاهد وبنى مؤسسات المجتمع ولم يسيء لـ.. ولم يصدر عن.. عنه حكم قضائي ضد أمن البلد هو بالعكس حريص على أمن البلد واستقراره، أما إعلان التوبة يا سيدي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني مواصفات المواطن.. عفواً سيدي..

صالح العرموطي [مستأنفاً]: إعلان التوبة لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى لا تكون..

أحمد منصور: عفواً سيدي.. سعادة النقيب.. مواصفات المواطن الصالح تحددها الأجهزة الأمنية الآن في الدول العربية وعلى من يريد أن يعيش بأمن أن يلتزم بها، هذا واقع لابد أن يتعامل معه الجميع.

صالح العرموطي: الأصل أن نعيش في ظل الديمقراطية والحرية الشخصية واحترام الرأي والرأي الآخر، لا يجوز لأن يدير مدير الاستخبارات الأميركية قرارات الدول العربية، مدير الاستخبارات الأميركية الآن يصول ويجول في بلادنا دون رقيب وحسيب، كيف اسمح لشارون، كيف اسمح لشارون و(داني ياسوم) رئيس منسق العلاقات، اللي اعتدى على حياة المجاهد إبراهيم.. خالد مشعل في الأردن واعتدى على سيادة الأردن، أن يصبح منسق للعلاقات الأردنية الإسرائيلية، وأن يصبح شارون والإرهابيين يصولوا ويجولوا، بينما إبراهيم غوشة يبقى بترانزيت، ماذا لو حصل لإبراهيم غوشة-لا سمح الله- وهو مصاب بالضغط والسكري وهو مجاهد وهو يضحي في سبيل فلسطين!! ماذا نقول أمام الرأي العام والعالم في هذه المسألة؟! نحن لا نريد أن نخرق الدستور ويجب أن نحترم الدستور والقانون وحرية المواطن حرية صانها الدستور والقانون، وبالتالي يا سيدي نحن نريد أن نرسخ القواعد القانونية، ما أستهجنه أن يقال أنه زج بقطر، قطر دولة شقيقة حبيبة،.. علاقاتنا بها علاقة وطيدة وحميمة ونحتاج إلى وحدة الصف وجمع الكلمة، لا لتفريق الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني فلا شعب أردني ولا شعب فلسطيني، نحن أمة عربية ذات.. رسالة في مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يقتصر على فلسطين ولا يقتصر..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سعادة.. سعادة النقيب.. سعادة النقيب في.. في.. في مرافعة أخيرة أرجوك.

صالح العرموطي [مستأنفاً]: نقول لهم إنزلوا.. إياه في سجون الاحتلال.

أحمد منصور [مقاطعاً]: في مرافعة أخيرة أرجو.. أرجو.. في مرافعة أخيرة في 60 ثانية ليس أكثر أن تقول لنا ما هو مستقبل الوضع القانوني لإبراهيم غوشة وماذا لو أقدمت الأردن على إبعاده إلى دولة أخرى لا سيما في ظل إعلان كل من ليبيا واليمن عن.. أو اليمن تحديداً عن استعدادها لاستضافته؟

صالح العرموطي: أولاً: شكراً لليبيا ولليمن، وأتمنى أن تصب اليمن وليبيا وكل الخيرين في وطننا العربية أن يستجيبوا للاستفتاء اللي حصل، وأن يعيدوا المواطن الأردني إبراهيم غوشة، وخالد مشعل، وسامي خاطر، وعزت الرشق إلى الأردن، أنا أعتبر ذلك سيدي خلل.. خرق للدستور والقانون يوجب أن نقيم دعوى لدى محكمة العدل العليا في حالة إبعاده، وسنقيم دعوة بسبب حبس حريته أمام رئيس النيابات العامة، نقول له: أن هناك حبس للحرية، حاسب من كل من حجز حرية هذا المواطن الأردني مدة تجاوز الأسبوع، وترتب المساءلة وهنا نص قد تصل العقوبة إلى ثلاث سنوات من الناحية الجزائية ولدينا قضاء بإذن الله سيقول كلمته بصدق ولا أعتقد أن القضاء يتوانى بوقف تنفيذ قرار الإبعاد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سؤالي الأخير: هل لديك أي معلومات عن الوضع الذي يتواجد فيه إبراهيم غوشة أو المكان؟

صالح العرموطي: أنا حزين جداً، كنقيب للمحامين أولاً، وكرئيس هيئة دفاع وكمحامي لا يسمح لي بمقابلة موكلي بحكم الدستور الأردني؟! هذا حق دستوري منحه إليَّ الدستور، إذا كان إبراهيم غوشة -لا سمح الله- ارتكب مخالفة فالحكومة خرقت الدستور بعدم السماح لي بأخذ وكالة هذا الرجل، وخرقت القانون عندما حبست حرية هذا المواطن، نحن بالأردن كل الشعب الأردني مع القضية الفلسطينية ومع قضايانا العادلة، وبالتالي عليهم أن يتقوا الله، وأن يكون قرارهم راشد، وأعتقد أن سياسة الملك الراحل سياسة راشدة وحكيمة، عندما خاطب الأخ أبو الوليد وهو على فراش الموت يقول: أخي العزيز خالد مشعل. رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الأردن وقد أوصاه خيراً في الأمة، وقد كلف بكثير من القضايا الهامة دليل على.. ومضى على الساحة الأردنية أكثر من عشر سنوات وهم حريصين على أمن البلد، والله يا أخي أحمد لو اعتقدت أن أخي خالد وإبراهيم وعزت وسامي والدكتور موسى قد ارتكبوا أي مخالفة ضد أمن الوطن وضد استقرار أول من يرفع السوط ضدهم، لكنني وأن ابن الأردن وأعشق الأردن، لكنني لا أقبل أن يساء إلى الأردن في الخارج، على الحكومة أن تتخذ قرار راشد، وأن تتقي الله في المواطنين الأردنيين، وأن تسمح لهذا الرجل أن يعود إلى بيته مواطن أردني صالح ويمكن الاتفاق على ذلك..

صالح العرموطي: شكراً سيدي.

أحمد منصور: سعادة صالح العرموطي نقيب المحامين في الأردن ومحامي السيد إبراهيم غوشة أشكرك، على هذه المرافعة، أعود إليك في محاولة لإنهاء أزمة إبراهيم غوشة، لأن الانتفاضة أمامنا محاور كثيرة، هل يمكن أن تفاجئوا الحكومة الأردنية بمفاجآت قريبة أو شبيهة بمفاجآتكم بعودة إبراهيم غوشة بأن تعودوا أنتم الآخرين بشكل متتابع أو جماعي من أقطار أخرى أو حتى من قطر؟

خالد مشعل: أخي أحمد حقنا في المواطنة حق أصيل وطبيعي ونحن متمسكون به ومخطئة الحكومة الأردنية إذا ظنت أن تقادم الزمن يعني أننا سنستسلم لإجراءاتها المناقضة للدستور، نعم، حقنا في العودة قائم ولكن متى؟

سيكون في الوقت المناسب وإجراءاتهم مع الأخ إبراهيم غوشة لا تعني تراجعنا عن هذا الأمر، المواطنة حق طبيعي والأصل ألا نشغل به، حركة حماس الآن تخوض معركة ضد الصهاينة وتقدم استشهاديين وتتحمل العبء الأكبر في مواجهة العدو، عيب أن يشغل قادتها بأبسط شؤون حياتهم، نحن.. يعني.. هذه مسألة والحقيقة دعني أقول: والله إنها فضيحة عربية مش فقط أردنية، إن مجاهد كإبراهيم غوشة يبقى ستة أيام والله أعلم كام يستمر في مطار عمان، ضاقت به بلده والأمة العربية بكل قادتها وحكوماتها عايزين يحلوا القضية بهذا المستوى شو قضية الجنسية والمواطنة أيضاً..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الرئيس اليمني.. الرئيس اليمني اتصل عليك في اتصال هاتفي ما يعني.. ماذا دار بينك وبينه بشأن حل الأزمة؟

خالد مشعل: عندما عملت بالوساطتين الليبية واليمنية أرسلت رسالة إلى الأخ العقيد الرئيس الليبي وشرحت له الموقف، ورحبت بوساطته ولكن على قاعدة تمكين الأخ إبراهيم غوشة أن يعيش في بلده، هذا هو الوضع الطبيعي وليس أن يشرد إلى بلد جديد، وأبلغنا هذا للقيادة الليبية عبر أيضاً دبلوماسييها، كذلك اتصلت بالإخوة المسؤولين في اليمن وهاتفت الأخ علي عبد الله صالح وبيني وبينه علاقة طبية وصداقة جيدة، والرجل حقيقة يعني له مواقف كريمة تحسب له دائماً، وشرحت له الموقف، وتناقشت أنا وإياه وشرحت له لماذا كانت عودتنا، وما هو حقنا، وكيف بذلنا جهداً طوال السنوات الماضية وتمنيت عليه إنه هذه الوساطة الكريمة أن تكون على قاعدة تمكينه من أن يكون في بلده.

وأنا اليوم سمعت أخباراً ربما تروجها بعض المصادر داخل الأردن إن هناك ترتيب لنقله إلى اليمن، وأنا أقول وأخاطب أيضاً إخواني في اليمن وكل البلاد العربية، كل البلاد العربية عزيزة علينا كفلسطين والأردن، ولكن نحن لا نريد أن نتشرد من جديد، نريد للأخ إبراهيم غوشة أن يعود في بلده هذا حقه الطبيعي، وأتمنى على القادة العرب وقد أرسلت لهم بالمناسبة اليوم رسالة إلى كل القادة العرب.

أحمد منصور: ماذا قلت فيها؟

خالد مشعل: قلت فيها، شرحت لهم الموقف ما هي المعاناة التي جرت معنا والظلم الذي وقع علينا والمخالفة التي ارتكبتها الحكومة الأردنية السابقة، وللأسف اللاحقة، وتمنيت عليهم أن يتفهموا هذه الحالة وأن يبذلوا وساطتهم ومساعيهم الخيرة من أجل إنهاء هذه الأزمة، هذه يا أخي.. أخي أحمد، هذه أزمة مفتعلة

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنتم افتعلتوها ليس

خالد مشعل [مستأنفاً]: لا بالعكس من الذي أغلق مكاتب حماس واعتقلنا وبهدل الدنيا، يا أخي بل دعني أقول لك: من الذي أساء لسمعة الأردن والله لا أجد حكومة تسيء إلى سمعة بلدها كالحكومة الأردنية، وأعجب كيف إنه صاحب القرار في الأردن الأول حتى الآن.

أحمد منصور [مقاطعاً]: حرص على المصلحة العامة والحكومة من حقها أن...

خالد مشعل [مستأنفاً]: حتى الآن يسكت على هذه الحكومة التي تسيء إلى وجه الأردن.

أحمد منصور: الحكومة من حقها أن تقدر مصلحة الشعب.

خالد مشعل: لا يا أخي، تقدر المصلحة دعم في المساحات المتاحة لها للاجتهاد، لكن لا أن تناقض الدستور ولا أن تلغي مواطنة أبنائها..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الحكومة أعلنت الآن أنها لن تسمح لغوشة أن يدخل إلا حينما يتخلى عن صفته في حماس، موقف لم تتزحزح عنه الحكومة الأردنية، وأنتم تصرون على أن غوشة يدخل إلى الأردن، الآن إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه الأزمة بهذا الشكل؟

ليس هناك حل وسط؟ ليس لديكم مبادرة وسطى لإخراج الأزمة حتى لا تستمر؟

خالد مشعل: يعني دعني أقول لك يا أخ أحمد، إذا.. إذا قياساً على المبادرات والمرونة لقد أبديناها طوال الفترة الماضية وشعبنا الأردني العزيز بكل شخصياته خاصة الملتقى الوطني ولجنة المتابعة والأستاذ صالح الذين نعتز بهم، وللأسف تخيل إن هؤلاء توجه لهم البذاءات عبر الهاتف والتهديدات بالقتل لمجرد أنهم انتصروا للحق وللدستور والقانون، وهم يعرفون أننا قدمنا كثيراً من المرونة وراعينا المصلحة الأردنية، بينما الحكومة الأردنية راعت المصلحة مصلحة الضغوط الخارجية، ومع ذلك نحن الآن نمارس حقنا الطبيعي، هل من يمارس مواطنته يطلب منه أن يقدم تنازل؟!! ماذا يبقى؟!! يعني هو إما أن يكون مواطن أولاً أكون، ومع ذلك..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هو لماذا لا.. لماذا لا تتخلوا كما يقول بعض الناس لماذا لا تتخلوا عن الجنسية الأردنية وتحملوا الجنسية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية تمنحكم وثائق تتحركون بها وتتحدثون عن القضية الفلسطينية؟

خالد مشعل: يا أخي أولاً نحن أمة واحدة ثم هناك خصوصية في العلاقة الأردنية الفلسطينية، أنت تعلم مش خالد مشعل وإبراهيم غوشة، مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بعد أن شردوا سكنوا في الأردن بل حتى قبل هزيمة 67 نشأت المملكة الأردنية الهاشمية بوحدة الضفتين، هذه الوحدة المباركة عام 51، فاكتسب أبناء الضفتين الجنسية الأردنية بالأصالة بشكل طبيعي، هذا أمر ليس طارئاً اكتسبناه لاحقاً وبعد ذلك يطلب من الناس أن يتخلوا عنها، هذه مسألة أرجو إنه كل مستمع يفهمها جيداً، يعني ماذا تريدون من قادة حماس؟ يذهبون ليتسكعون هنا وهناك يبحثون عن جنسية، لأ، لا يعقل هذا، كل..

أحمد منصور: طب لماذا لا تحملون جنسية دولة تسمح لكم أن تتحركوا كما تشاؤون وهناك دول عربية كثيرة يمكن أن تمنحكم الجنسية؟

خالد مشعل: وهل هناك تعارض بين أن تكون أردنياً وبين أن تخدم واجبك الوطني؟

أحمد منصور: هذا الحكومة الأردنية تقرره..

خالد مشعل: لا.. لا ليست الحكومة الأردنية، العمل لقضية فلسطين شرف، ليس شيء يتبرأ منه والعمل في حماس أو في أي إطار تنظيمي لخدمة قضية فلسطين واجب وطني وديني وقومي ليس على الفلسطينيين وحدهم وليس على أبناء الأردن وحدهم، ولكن على أبناء الأمة جميعاً.

أحمد منصور: هل توقعتم أن تؤدي الأزمة إلى ما أدت إليه من تصاعد ومن تضخم، ومن آثار لازالت موجودة إلى الآن أم كان لكم توقعات وحسابات أخرى؟

خالد مشعل: والله بحسابات الدستور والقانون والمنطق والمصلحة السياسية أقول لك بوضوح: سلوك الأردنيين كان خارج التوقعات، ولكن بحسابات العناد والتحدي وحسابات الإصرار على موقف خاطيء لحسابات خارجية وليس لمصلحة الأردن، للأسف، يبدو كل شيء أصبح متوقع.

أحمد منصور: ما هو حينما يدخل بعض الأفراد -مهما كانوا بيمثلوا- في عناد مع حكومة من الحكومات.

خالد مشعل: لا نعاند نحن..

أحمد منصور: أنتم الآن تعاندون الحكومة وتصرون على أن يدخل إبراهيم غوشة بصفته أو بوضعه الذي أخرج منها.

خالد مشعل: كان يمكن.. كان يمكن أن نتهم بالعناد، لو أصررنا على فتح مكاتبنا وأن نمارس نشاطنا في الساحة الأردنية، قلنا لهم نحترم شرطكم ورغبتكم ونلتزم بذلك.

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل قرر..

خالد مشعل [مستأنفاً]: لكن.. لكن أن تكون أردنياً وتحمل المواطنة أسرتك وأهلك وأبناء عشيرتك وشعبك في الأردن أن تعيش بينهم هذا يحتاج إلى.. هذا يعتبر تحدي!! حرام يعني!! حرام يعني!! والله نحن في زمن العجائب أن تصبح حقوق الإنسان البدائية أن تصبح موضع يعني اتهام ومنازعة وإشغال كالذين يجري اليوم.

أحمد منصور: هل قطر لديها استعداد لإعادة استضافة غوشة مرة أخرى؟

خالد مشعل: لم نناقشهم في هذا الأمر والمسألة مرتبطة برأي الأخ إبراهيم غوشة ورأينا نحن، الأخ إبراهيم غوشة يرفض إلا أن يعيش في بلده، وهذا حقه الطبيعي.

أحمد منصور: إلى أي مدى سيظل عائشاً في المطار؟

خالد مشعل: والله إلى أن.. إلى أن يصحو الضمير العربي.. إلى أن يصحو ضمير الحكومة الأردنية، إلى أن يلتفت العقلاء فينهوا هذه المهزلة والله مهزلة والله.

أحمد منصور: لا أحد يستطيع أن يفرض على الحكومة الأردنية شيء.

خالد مشعل: لن نريد، نحن نطالب والله أنا.. أخ أحمد، الأزمة هذه أزمة أردنية وليست أردنية قطرية ولا أردنية مع حماس، هي أردنية أردنية، وأنا أتمنى الحكومة الأردنية تعالجها في الإطار الأردني، أما.. أما إذا أصرت على ذلك، فأنا أعتقد يعني لابد للعقلاء في الأمة أن يلتفتوا إلى معالجة هذه القضية، إبراهيم غوشة مجاهد كبير في حركة عظيمة هي حركة حماس التي لها حق في عنق كل عربي ومسلم، حزب الله عندما انتصر في جنوب لبنان وجد عمقاً عربياً إسلامياً يسنده ويقف إلى جانبه ولا يشغل أبناؤه وقادته في أبسط حقوقهم، حركة حماس التي سطرت أروع الملاحم وجعلت (شارون) يقف على رؤوس أصابعه وهزت أمن الكيان الصهيوني، هذه الحركة مطالبة الأمة أن تنتصر لها وأن تقف إلى جانبها خاصة وأن سياسة حماس عدم الانشغال بأية معركة جانبية، معركتها مع العدو الصهيوني وهي أحرص القوى على أمن الأردن وأمن كل البلاد العربية والإسلامية، ولذلك هذه المحبة التي تجدونها نحو حماس من الشارع الأردني، والله الأيام الماضية اتصلت بعشرات الشخصيات الأردنية التي أعتز بها، ما وجدت منهم إلا الموقف الشهم والنخوة والتأييد لحركة حماس والإنكار الشديد لسلوك الحكومة الأردنية..

حماس ومأساة الشعب الفلسطيني

أحمد منصور: أنتم على العكس من ذلك متهمون بأنكم السبب في مأساة الشعب الفلسطيني، لاسيما حصاره منذ ثمانية أشهر وتعرضه لعمليات الإبادة من إسرائيل والحصار بسبب إصراركم على القيام بعمليات واستمرار الانتفاضة، فأنتم تتحملون المسؤولية الأساسية عن مأساة الشعب الفلسطيني وليس عن إخراجه من أزمته كما تقولون.

خالد مشعل: أولاً هذا الموقف المشرف باستمرار الانتفاضة والمقاومة وتقديم التضحيات، هذا ليس موقف حماس وحدها، وإن كانت حماس -الحمد لله- رائدة فيها وموقف كل قوي شعبنا الفلسطيني، الآن الشعب متوحد كما لم يتوحد من قبل على هذه السياسة فإذاً الجميع الحمد لله يناله هذا الشرف في هذه المرحلة بفضل الله، هذه واحدة.

رقم اثنين: المقاومة والانتفاضة هي التي أعطت الاعتبار لقضية فلسطين من جديد، وأعطت الاعتبار لأمتنا العربية والإسلامية، هي التي جعلت بعض قادة العرب كالأمير عبد الله -جزاه الله خير- أن يقول لا في وجه أميركا، هي التي جعلت الجامعة العربية تستعيد جزءاً من عافيتها اليوم، لأن صار فيه للعرب قضية، هي التي الآن تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة، هي التي تجعل هذا الكيان وإذا يسمح الوقت أسوق لك كثيراً ماذا فعلت الانتفاضة بهذا العدو الصهيوني؟

أحمد منصور: لكن أنصار التسوية -عفواً- يقولون بأن إسرائيل لم تتأثر مطلقاً من الانتفاضة وكل ما قامت به هو مزيد من التدمير، ومزيد من الحصار، ومزيد من القتل ومن الدماء للشعب الفلسطيني، ومزيد من التوتر في المنطقة والتأثير على كل الحكومات التي كانت تريد أن تنعم في السلام وفي التسوية وأنكم السبب الرئيسي في ذلك.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: كانت (الجزيرة نت) قد قامت بعمل استفتاء حول رأي الإخوة المشاهدين والقراء حول العمليات الفدائية، شارك في الاستفتاء 24913 مشاهداً حول معتقداتهم ونظراتهم للعمليات الفدائية ، هل يرون أنها عمليات استشهادية أم انتحارية أو لا يعملون؟! 88.3% من المشاركين في الاستفتاء رأوا إنها عمليات استشهادية، فيما رأى 5.9 بأنها عمليات انتحارية فيما قال 5.8% لا أعلم، هذا الاستفتاء شارك فيه (24913) شخصاً ممن دخلوا على موقعنا على شبكة الإنترنت، أنصار التسوية يقول بأن إسرائيل لم تخسر شيئاً وأنكم أنتم الذين خسرتم أو الشعب الفلسطيني هي الذي يخسر كل يوم مزيداً من الدماء والقتلى والخسائر الاقتصادية والحصار.

خالد مشعل: يعني أولاً قبل أن أشرح بعض التفاصيل أعتقد إن أنصار التسوية اللي ورطونا في عشر سنوات من الضياع عليهم أن يسكتوا ويعودوا إلى جحورهم.

أحمد منصور: لم تتيحوا لهم الفرصة.

خالد مشعل: الله أكبر.

أحمد منصور: العمليات التي تتم من آنٍ لآخر لم تتح مجالاً للاستقرار حتى يذوق الناس نعيم السلام.

خالد مشعل: لا.. لا، لقد أخذوا فرصتهم الكاملة ولا يجوز أن يعطوا فرصة جديدة، التسوية أخذت عشر سنين، أعطوا المقاومة خمس سنوات، فقط خمس سنوات وانظروا الفارق بين النتائج.

أحمد منصور: عشر سنين ليست كافية لبيان يعني أهمية أو المدى الذي يمكن أن تتحرك فيه علميات التسوية.

خالد مشعل: فعلاً ليست كافية لتدمير الأمة أكثر مما دمر في خلال العشر سنوات الماضية، دعني أوضح لك يا أخ أحمد قضية مهمة: الانتفاضة والمقاومة أتدري ماذا يسميها شعبنا الفلسطيني عندما نتواصل معهم في الداخل؟ يقولون: هذه الشهور الثمانية الماضية هي أعظم وأروع شهور مرت علينا نحن الشعب الفلسطيني منذ عام 48، حتى يدرك العالم، وأنا أعتقد إن الجماهير العربية تدرك أن الانتفاضة والمقاومة أحيت أمتنا جميعاً وليس الشعب الفلسطيني وحده، لكن دعني أركز على تأثيرات الانتفاضة على العدو، ولتركيز الطرح ومع اختصار الزمن دعني أوضح هذه المسائل بالأرقام التالية.

أحمد منصور: بإيجاز لو سمحت.

خالد مشعل: نعم، قتلى اليهود من بدء الانتفاضة إلى الآن حسب اختلاف الروايات (118) هذه رواية إسرائيلية وهناك رواية (146).

أحمد منصور: هناك (500) فلسطيني.

خالد مشعل: (520) ليس (500)، لأول مرة المعادلة من 4:1 أو 5:1، لم تكن في الماضي هاك، حتى انتفاضة 87 كانت المعادلة أكبر كانت المعادلة من 10:1 الآن 4:1 أو 5، يعني بمعنى كل خمس شهداء فلسطينيين هناك قتيل صهيوني، شعبنا وأمتنا يتحلمون أكثر، هل تعلم إن الطرق الالتفافية -أخ أحمد- كان المستوطنون عندما بنوها يسمونها: شرايين الحياة أصبحت تسمى شرايين الموت من كثرة ما يتعرضون فيها للقتل، شركة الطيران الفرنسية اليوم وبالأمس الأخبار أنها قررت إلغاء 50% ألغت 50% من رحلاتها بين باريس وتل أبيب، كانت عندها رحلتان أصبح لها رحلة يومية واحدة بسبب انخفاض عدد المسافرين، بل تصور شركة الطيران الفرنسية المضيفون والكابتن أجبر الشركة أن ينزلوا في قبرص وليس في تل أبيب، لأنهم لا يريدون أن يبيتوا ليلتهم في تل أبيب، إنما وباتوا فعلاً في قبرص.

الصهاينة يصفون المقاومة الفلسطينية أنها مثل لدغ البعوض، يقولون: هذا اللدغ يسبب الألم لإسرائيل ويدفعها ثمن باهظ إلى درجة يجبرها على ترك الأرض رغم إن إسرائيل متفوقة عسكرياً، بل هل تعلم أن في الصحافة الإسرائيلية -هذه الأيام- انتقاد لموقف اليهود الإصلاحيين في أميركا لأنهم قرروا مؤخراً عدم إرسال أولادهم إلى المخيمات الصيفية في الكيان الصهيوني، (بيريز) سمعنا تصريحه جميعنا، قال: "إسرائيل تعيش منذ تسعة شهور أخطر قضية تهدد وجودها"، هذا كلام بيريز، وهذا الأمر لم يكن منذ عام 48، (موشية كاتساف) ماذا قال الرئيس الصهيوني؟ يشبه الوضع الأمني الحالي للكيان الصهيوني مثل.. مثل أيام حرب رمضان أكتوبر 73، معهد (داحس) الصهيوني أجرى استطلاع في شهر 5 الماضي نتيجته كانت 71% من الصهاينة قلقون على الوضع الراهن للكيان الصهيوني وعلى مستقبله.

أحمد منصور: لكن كلهم ملتفون حول حكومة شارون.

خالد مشعل: آه، لإحساسهم بالخطر نعم.

أحمد منصور: وكل الاستطلاعات تؤكد، آخر استطلاع أمس أعلن 44% يطالبون بإلغاء ما يسمى بوقف إطلاق النار.

خالد مشعل: يا سيدي، آخر استطلاع لشارون 66% نسبة تأييد إله، حتى تقول الصحافة الإسرائيلية: هذا لم يكن لأي زعيم من قبل منذ أيام (بيجين) هذا دليل على حال.. حالة الرعب بحيث إنهم يريدون أن يستدرئوا الخطر من خلال احتمائهم بواحد كشارون، ولأنهم لا يجدون بديلاً، لقد سقط جيل الجنرالات الصهاينة، لم يبق إلا شارون يحتمون به، ومع ذلك سيسقط وسيفشل في استعادة الأمن، هذا 71% قلقون على مستقبل الكيان الصهيوني، معظم هؤلاء من الجيل الشاب.

جندي يهودي تروي صحيفة إسرائيلية وهو من أصل أثيوبي يقول: "إنني أفكر بالتأكيد مرتين قبل أن أستقل باصاً أو أذهب إلى مكان عام"، من القصص التي ترويها الصحافة الإسرائيلية: إذا ركبت عائلة أو مجموعة أصدقاء في باص في الكيان الصهيوني يتساءلون فيما بينهم: أي الأماكن داخل الباص أكثر أمناً مقدمة الباص أم منتصفة أم المؤخرة، يخشون من أي عملية استشهادية، شركة (إيجل) وهي أكبر شركة نقل في الكيان الصهيوني اضطرت أن تعقد صفقة مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية لتصفيح جميع الباصات، تخيل كم هذا يكلفهم مالياً؟

من الحاجات الطريفة تضاعف عدد المشاركين الصهاينة في قرعة اللي تجريها أميركا في موضوع الحصول على الـ green card بالقرعة، تضاعف هذا العام عشر مرات، يعني عشر أضعاف العدد في العام الماضي، الآن يسارعون أن يذهبوا إلى أميركا، هناك تزايد في الهجرة المعاكسة، حفيدة.. أسرة حفيدة (بيجين) هاجرت غير مأسوف عليها، الآن رحلات سياحية من أوروبا وأميركا إلى الكيان الصهيونية ألغي كثير منها، تزايد عدد الهاربين من الخدمة العسكرية، الجميع يخشى أن يخدم في غزة وفي الضفة، ولذلك مصلحة السجون الإسرائيلية أخذت مخصصات إضافية لبناء سجون ليس للفلسطينيين فعندهم ما يكفيهم، ولكن من أجل سجن الذين يهربون من الخدمة العسكرية، المستوطنات تم إخلاؤها بنسبة 40%، عشر سنوات يا أخ أحمد من عملية التسوية لم تفلح في إخلاء مستوطنة واحدة بينما بسبب فعل الانتفاضة والمقاومة 40% تم إخلاؤهم..

أحمد منصور: لكن الفلسطينيون -عفواً- يدفعون ثمناً باهظاً في مقابل هذه المكاسب وهناك دولة تملك أسلحة نووية وتملك إمكانات وتقف الولايات المتحدة وراءها ويدعمها الغرب بشكل أساسي فمهما حدث لها هناك دعم، لكن الشعب الفلسطيني معزول محاصر يتعرض لما يتعرض له دون أن يكون هناك موقف عربي، الدول العربية أعلنت أنها ليس لديها استعداد للحرب، فبالتالي أنتم تحرقون الشعب الفلسطيني حرقاً في مقابل ما يتعرض له الإسرائيليون، وكلها أشياء معنوية.

خالد مشعل: لا أخي، شوف أولاً ليس هناك شعب حرر أرضه وأمتلك سيادته وحريته إلا وقد دفع الثمن، الجزائر دفعت مليون ونصف مليون حتى تحررت، الحرية ثمنها غالي والوطن يستحق، أم أحد الشهيدين قبل أيام نشرت صورتها.. ودعت شهيدين شهيد في أول الانتفاضة وشهيد قبل أيام تقول هذه الأم: "الوطن غالي، صحيح أولادنا غاليين بس الوطن أغلى" وهؤلاء نضحي من أجل أن نستعيد وطنا إن شاء الله كل الشعوب هكذا تقدم، أنا أعطيك نموذج الشعب الفلسطيني قدم الآن حوالي 520 شهيداً طوال ثمانية شهور ونصف تقريباً، هذا العدد ليس كبيراً في حجم الشعوب التي تقاوم الاحتلال، لو بحثت في أي عاصمة عربية كبيرة ستجد أن عدد القتلى في حوادث الطرق في عام أو في نفس الوقت ثمانية شهور هو يوازي هذا العدد إن لم يكن أكبر، ثم الشعب الفلسطيني مقتول على جميع الأحوال، هو يقتل في حال السلام، الاستيطان تضاعف في ظل أوسلو وفي ظل التسوية، والمجازر اللي ارتكبت: مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل ارتكبت في أوسلو في ظل أوسلو وبعد أن وقعت أوسلو عام 93.

أحمد منصور: أنصار التسوية يتهمونكم بأنكم تدفعون بفلذات أكباد الأمهات إلي عمليات انتحارية لا طائل من ورائها، لاسيما وأن معظم العمليات في الفترة الأخيرة لم تنجح، قتل فيها أصحابها فقط.

خالد مشعل: أولاً المعركة في داخل فلسطين غير متكافئة، العدو متفوق علينا، شعبناً يقاتل في ظل حصار، الحدود العربية -للأسف- مع فلسطين مغلقة، المجاهدون في فلسطين لا يجدون قواعد تدريب ولا يجدون ساحة خلفية يناورون فيها ويتدربون فيها ولا يجدون مدداً من أي دولة عربية في السلاح، إنما هم يحفرون مقاومتهم وينحتونها من الصخر ويتعاملون مع الإمكانات البسيطة المتاحة، ولذلك من المتوقع أن تنجح بعض العمليات وتفشل بعضها، هذا شيء طبيعي، هذا المجاهد الذي لا يملك إلا نفسه وإمكانات بسيطة ومع ذلك يخترق كل الحواجز، هذا إبداع، هذا محمود مرمش، وفادي، وسعيد الحوتري، هذا الذي استطاع أن يخترق كل الحواجز الصهيونية ويصل إلى نتانيا وتل أبيب وإلى كل مواقع العدو ويفجر نفسه وسطهم، ولا يكتشفونه إلا في آخر لحظة، هذا إعجاز وإبداع رغم حالة الحصار.

ثم هذه عمليات استشهادية بطولية، هذه ليست انتحار، شعبنا الفلسطيني الآن أنجز بهذه المقاومة والله وبكل صدق يا أخ أحمد إن ثماني شهور من فعل الانتفاضة والمقاومة أنجزت للقضية الفلسطينية وللأمة العربية أكثر مما أنجزته عشر سنوات عجاف من التسوية، ثم دعني أقول لك: هل تعمل إنه الآن ارتفعت أصوات لأول مرة في الكيان الصهيوني تطالب قيادة الكيان بإخلاء مستوطنة غزة والضفة، الشركات الأميركية بدأت لا تستثمر في بعض الحقول الاستثمار في الكيان الصهيوني، هناك الآن تعاطي المهدئات عند العدو، خسائر حوالي 4 مليارات كل هذا، بل دعني أختم بالتأثيرات الانتفاضة على العدو، من الحاجات الطريفة في وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخيرة طرحت سؤالاً على الجمهور: ما هو المكان المفضل للعيش فيه؟

هل تتخيل اختار 50% منهم أن يعيشوا خارج فلسطين، فإذا نحن زلزلنا هذا الكيان، هي المقاومة ماذا تفعل؟ المقاومة نظريتها ليس بأن تشتغل بنظرية الجبهتين وأن يكون هناك تكافؤ عسكري، المقاومة تشتغل بنظرية استنزاف العدو وتكبيده خسائر لا يتحملها كما جرى في لبنان.

أحمد منصور: يا سيدي.

خالد مشعل: العدو لم يصبر على خسايره في لبنان وخضع تحت أقدام المقاومة الإسلامية والوطنية الشجاعة في جنوب لبنان، وهكذا تحقق، هل تعلم أن انتفاضة الـ 87 كان يمكن أن تحقق إنجازاً كلبنان وتسبق به لبنان لو أنه صبر على الانتفاضة ولم يطعن في ظهر الانتفاضة عبر عملية أوسلو.

أحمد منصور: انتفاضة 87 كان لها أهداف أو حققت أهداف من بينها مجيء السلطة الفلسطينية، انتفاضة الأقصى لا يبدو لها في الأفق وجود أهداف أو مطالب واضحة.

خالد مشعل: بالعكس أوضح.. أوضح هدف يلتقي عليه شعبنا اليوم، 14 فصيل فلسطيني بما فيها حماس وفتح وكل القوى يلتقون على هدف طرد الاحتلال، تحرير الأرض، التسوية أدخلتنا في..

أحمد منصور [مقاطعاً]: من يجني هذا إذا كانت السلطة الفلسطينية تقبل بأشياء..؟

خالد مشعل: يا سيدي، لا.. لا يجنيه شعبنا نحن لا نبالي، المهم الشعب يجني ثمرة الانتفاضة والمقاومة، دعني أقول لك: الانتفاضة الآن تقودنا إلى التحرير، لأول مرة يصبح منطق التحرير، لأول مرة الشعب الفلسطيني -أخي أحمد- يشعر أنه أقترب من إمكانية تسجيل انتصار على هذا الكيان الصهيوني وإلا هل تعتقد أن الوفود التي جاءت إلى رام الله في الأسبوعين الماضيين من أميركا وأوربا هذه حجت إلى رام الله لماذا؟

خوفاً على الدماء الفلسطينية لا، خوفاً على تريد إنقاذ شارون من ورطته، تريد إنقاذ الكيان الصهيوني من أزمة نشأت بسبب صمود شعبنا، صموده الأسطوري ومقاومته ثم الشعب الفلسطيني اليوم عنده إجماع على هدف واحد وواضح بشكل بسيط تحرير الأرض وطرد الاحتلال عنها، بينما التسويات والمفاوضات اشتغلت بنظرية التجزئة ونظرية المساومات نأخذ هنا ونقبل هنا، وكانت النتيجة عودة إلى الوراء، بينما النظرية الآن.. نريد أن نتخلص من الاحتلال، لأول مرة نرى هذا الإجماع حتى عند العجائز والشيوخ والأطفال، الجميع يتكلم: ليقذفونا بالصواريخ، بالأباتشي، بالـ F-16 .

أحمد منصور: الشعب الفلسطيني تعب يا سيدي، خمسون عاماً أكثر من خمسون عاماً والشعب الفلسطيني يعني قضية شاب عليها الصغير -كما يقال- والناس تريد أن تجني ثمار السلام وتعيش بهدوء وبسلام.

خالد مشعل: السلام جرب يا أخ أحمد..

أحمد منصور: لم يجرب؟

خالد مشعل: السلام تصنعه (الكشوف) إذا أردت سلاماً عزيزاً تصنعه البندقية والقوة، أما إذا أردت سلاماً ذليلاً فطريقة المفاوضات مفهومة هذه، الشعب الفلسطيني لم يتعب، الشعب الفلسطيني مؤمن يثق بربه، يا رجل، نحن الشعب الفلسطيني وكل الشعب بالعربية شعوب مؤمنة، شعوب عريقة لها تاريخها المشرق ولها تجاربها في طرد الغزاة التتار والصليبيين والاستعمار الحديث، ثم نحن مؤمنون بالله، الله معنا، الله -سبحانه وتعالى- وعد أمتنا بالنصر، ولكن عندما تقاتل عندما تتمسك بحقوقها، عندما لا تخاف إلا الله سبحانه وتعالى، ربنا يقول: (ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم). هكذا خطاب الله لنا، لأول مرة الآن الجهاد يصنع أسطورة في فلسطين بفضل الله بهذه البطولة، ثم دعني أقول لك: الآن إذا كانت الحالة الصهيونية بما شرحته من ارتباك واهتزاز وخسائر مادية وأمنية ومعنوية، الحالة الفلسطينية اليوم تتسم بثلاثة أشياء تمثل الحالة الفلسطينية بشكل عظيم، أولاً: هو الإقبال على المقاومة حتى أصبحت المقاومة حالة شعبية عامة، صحيح الفصائل هي نواتها، ولكن كل الشعب يشارك فيها لدرجة (بيريز) يقول: إن الفلسطينيين عملوا أكثر من 4000 عملية وحادثة وإطلاق نار وغيره طوال الانتفاضة، الثمان شهور الماضية، ثم المعلم الثاني المهم: أن الشعب الفلسطيني متوحد كما لم يتوحد من قبل، لقد فرقتنا أوسلو والتسويات ووحدتنا المقاومة -بفضل الله- والانتفاضة، الأمر الثالث الذي يصف موضوع شعبنا: وهو القدرة على الصمود العالية، بعض..، أنا في تجوالي في الدول وجهت سؤال: كيف يعيش الشباب الفلسطيني؟ لأن البعض يتباكى الشعب الفلسطيني ضعف والآن فيه بطالة وحصار وجوع ومرض واستفزاز..

أحمد منصور: هذه حقيقة.

خالد مشعل: معلش حقيقة طبعاً كل الشعوب التي قاتلت، الفيتناميون قاتلوا وكانوا يعيشون هذه الحالة ولكنهم ظلت رؤوسهم مرفوعة وهزموا أعتى دولة اللي هي أميركا، الأفغان كذلك، وأنت كنت في تلك البلاد وتعرف ماذا أصاب الشعب الأفغاني وقاتلوا وانتصروا، أعود إلى فلسطين.

أحمد منصور: كنت أغطي الحرب.

خالد مشعل: تغطي الحرب.

أحمد منصور: تسمح لي أنا الآن لدي مئات المشاركات على الإنترنت ولدي مشاهدين ينتظرونا منذ أكثر من أربعين دقيقة على التليفون.

خالد مشعل: بس.. بس أوضح المعنى، حاضر، أخي أحمد، أطمئن أمتنا العربية والإسلامية أن شعبنا وإن كان لا يجد دعماً كافياً، ولكن هناك في فلسطين بنية تحتية هي لجان العمل الخيري والزكوات ورياض الأطفال والمراكز الصحية، وهذه بنيت بأموال الشعوب العربية والإسلامية الخيرة، وكذلك الفلسطينيين ومن أيدي الخير، وهذه الآن تنفق على أسر الشهداء والمعتقلين والجرحى وتساعد الناس بالطرود الغذائية وبالعلاجات، شعبنا الفلسطيني لا يريد مالاً ليغني ولكن يريد دعماً عربياً إسلامياً متواصلاً يعينه على بناء اقتصاد صمود ومقاومة، لا تخافوا على الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني لم يطالب أحداً لا من القادة ولا من غيرهم أن يتدخلوا من أجل وقف الانتفاضة أو وقف المقاومة، إنما يريدون الأمة فقط أن تدعم المقاومة، أنا قلتها لأحد المسؤولين العرب، قلت له: يا أخي الكريم أرجوكم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هم يدعموا السلطة الفلسطينية.

خالد مشعل: يا سيدي الآن الشعب الفلسطيني على برنامج واحد وهو المقاومة والانتفاضة، الأمة.. والحمد لله، الأمة تدعم هذا الخيار، وفيه دعم عربي يأتي وإن كنا نريده أن يكون أكتر، المهم أنا قلت لكثير من المسؤولين العرب: أعطوا الانتفاضة فرصتها وخذوا بعد ذلك نتائج حقيقية بدل أن نرتد إلى الوراء، جريمة العودة إلى ما قبل 28/9، جريمة وقف الانتفاضة، جريمة وقف المقاومة، جريمة الدخول في دهاليز المقترحات الأميركية والأوروبية، لأنها تعني تدمير منجزات شعبنا وإجهاض إنجازات الانتفاضة وفي المقابل إنقاذ الكيان الصهيوني من ورطته.

أحمد منصور: أستاذ حاكم الفايز من الأردن أعتذر عن التأخير عليك طوال تلك المدة اتفضل.

حاكم الفايز: مساء الخير أستاذ أحمد.

أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي.

حاكم الفايز: مساء الله أبو الوليد.

خالد مشعل: الله يحييك يا أستاذ أبو الفهد.

حاكم الفايز: يا سيدي أشتقنالك ونحن ننتظر مجيئك.

خالد مشعل: الله يخليك.

حاكم الفايز: لأنه الأردن بلدك والإخوان بالأردن ينتظروا قدومكم، وتأكد بإنه نرحب بكم في بلدكم، ولذلك فنحن ننتظر من الأستاذ خالد ومن الإخوان أن يأتوا إلى الأردن.

أحمد منصور: طب لما تتحل أزمة إبراهيم غوشة الأول.

حاكم الفايز: يا سيدي، تنحل قضية إبراهيم غوشة حينما يأتوا جميعهم، لأنه فرادى لن تنحل.

أحمد منصور: يعني صحيح لماذا لم تذهبوا جماعة؟

خالد مشعل: بعد ما يخلص الأستاذ أبو الفهد مداخلته.

أحمد منصور: أتفضل يا سيدي.

حاكم الفايز: يا سيدي، الأستاذ أبو الوليد ورفاقه إبراهيم غوشة وجميع رفاقه هم أردنيون، ولذلك نص المادة التاسعة من الدستور الأردني تقول بالحرف: لا يجوز إبعاد أردني من ديار المملكة، فالحكومة الأردنية خرقت هذه المادة، لذلك يحق للأستاذ أبو الوليد ويحق لرفاقه أن يعودوا إلى بلدهم، هذا حقهم الطبيعي فنحن ننتظرهم.. طبعاً هم يعني سيعتقلوا إذا كان هناك عليهم قضايا فليعتقلوا فليحاكموا، أما إذا كان فقط وقوفهم في وجه الصهيونية والاحتلال الصهيوني في فلسطين فتأكد بإنه شعبهم العربي في الأردن وشعبهم العربي في كل الوطن العربي معهم ويدعمهم.

أحمد منصور: أشكرك يا أستاذ فايز شكراً جزيلاً، دكتور أحمد يوسف من واشنطن اتفضل يا دكتور.. دكتور أحمد يوسف معنا، دكتور عصام العريان من القاهرة دكتور عصام.

د. عصام العريان: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله.

د. عصام العريان: تحية لأخي الحبيب أبو الوليد.

خالد مشعل: الله يحييك.

د. عصام العريان: لم ألتقي به منذ سنوات طويلة فرقتنا السجون والحواجز، وقد لا أستطيع أن أدعوه إلى القاهرة كما دعاه الأخ حاكم..

أحمد منصور: ما هو إنتوا مواطنين غير صالحين.

د.عصام العريان: الحقيقة يا أخ أحمد أن القضية ليست قضية الانتفاضة.

أو قضية عودة إبراهيم غوشة ورفاقه، ولكنها قضية تعكس عمق الأزمة التي تعيشها النظم العربية في مواجهة تحدي خطير، النظم العربية كلها يعني صعدت إلى سدة السلطة بمبرر تحرير فلسطين والأقصى السليب، ونحن الآن أمام مفارقة عجيبة جداً جداً، نحن نطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين حق شرعي إلى وطنهم الأم في أرض 48 وهذه أحد الملفات الشائكة جداً في حين أننا نمنع عودة مواطن أردني إلى وطنه، فكيف سيكون موقفنا أمام العدو الصهيوني في ملف عودة اللاجئين؟ مفارقة أخرى، لا تقل غرابة وشذوذ عنها، عزمي بشارة أو الدكتور عزمي بشارة -مع حفظ الألقاب- ينتقد المؤسسة الصهيونية وينتقد الحكومة وعضو في الكنيست، ويسمح له بحق العودة ويخضع لمساءلة بعد ذلك، ولكنه لم يمنع ولم يقل أحد أبداً أنه يمكن منعه فهل عزمي بشارة وهو يؤيد الانتفاضة يسمح له بالدخول إلى الكيان الصهيوني وإبراهيم غوشة ورفاقه لا يسمح لهم بالدخول إلى وطنهم وهم يحلمون جنسيته؟!

هذه مسالة في منتهى الغرابة، لذلك أنا أضم صوتي إلى كل الأصوات وإلى الـ 85%، وأعتقد لو حجم الاستفتاء زاد سيكون أكثر من 95% الذين يطالبون الملك الشاب الحصيف أن يتدخل، وبسرعة لحسم هذه القضية التي أصبحت -يعني- ملهاة ومأساة درامية. المسألة الأخرى هي القضية الأصلية قضية كيف نساند الانتفاضة؟ نحن لا نطالب حكوماتنا أبداً بأن تتبنى خيار حرب غير متكافئة وغير مستعدة لها، ولكن الأوضاع الآن أن العدو اختار حكومة حرب، والدولة الراعية لمفاوضات التسوية اختارت أن تتركها وشأنها وعندما طالبناها بالتدخل، وألح العرب عليها أرسلت رئيس أو مدير وكالة المخابرات الـ C.I.A كأن الملف لم يعد ملفاً سياسياً، أصبح ملفاً أمنياً.. هذه هي الحقيقة أمام أميركا، والشعب الفلسطيني أيضاً اختار طريق.. طريق الانتفاضة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: دكتور عصام، لم يعد لدي وقت للأسف..

د. عصام العريان: آه.. أن الشعوب العربية تدعم الانتفاضة، والمطلوب الآن من الحكومات العربية..

أحمد منصور: أشكرك يا دكتور عصام أشكرك.. أشكرك..

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: هل لديك أي تعليق على ما ذكره حاكم الفايز والدكتور عصام العريان؟

خالد مشعل: يعني أولاً بالتأكيد أحيي وأشكر الأستاذ حاكم الفايز، وكل أبناء شعبنا الأردني العزيز، الذين هم وشعبنا في الداخل يشكلون شعباً واحداً -بفضل الله- ونعتز بصمودهم وبتأييدهم، وبنبضهم الوطني والإسلامي الخالص، كذلك أحيي وأشكر الدكتور عصام العريان هذا الأخ العزيز، الذي فعلاً اشتقت له، أشكره على مشاعره، وأشكره على ما طرحه كذلك، وأحيي بهذه المناسبة شعبنا العزيز في مصر الذي يقدم نموذجاً للشعب الحي المتفاعل مع قضيته، وقدم نموذجاً في رفض التطبيع مبكراً، هذا شعب نعتز به، وبهذه المناسبة أوجه تحية إلى المؤتمر الذي سينعقد غداً الخميس في القاهرة الذي ترعاه نقابة المحامين المصرية، من أجل محاكمة شارون وهذه لفتنة كريمة أحييهم عليها، فشارون وكل قادة العدو هم سدنة الإرهاب وهم مجرمون يستحقون العقوبة والإدانة والمحاكمة فأحيي نقابة المحامين في مصر وأهلنا في مصر على مبادرتهم الشجاعة، وأتمنى إنه يبقى شعبنا العظيم في مصر بمسلميه ومسيحييه صفاً واحداً لأنهم هم سند كبير لقضية فلسطين ولكل قضايا الأمة.

أحمد منصور: دكتور أحمد يوسف من واشنطن، اتفضل يا دكتور.

د. أحمد منصور: تحية طيبة لك وللمهندس خالد مشعل، حقيقة لدي عدة تعقيبات وبعض الأسئلة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: باختصار يا دكتور، لدي كثير من المشاهدين ينتظرون.

د. أحمد يوسف [مستأنفاً]: أولاً: عندما جاء الملك الشاب عبد الله بن الحسين إلى أميركا تحدث في أكثر من محفل سياسي، وذلك في لقائه ببعض قيادات الجالية العربية والمسلمة عن المستقبل الذي ينتظر الأردن في عهده الجديد من حيث التزام الديمقراطية، والانفتاح والمجتمع المدني أي دولة مؤسسات، وقد سعدنا نحن هناك بهذه التصريحات، لأنه فعلاً لو تم الالتزام بيها فستعمل على تكريس الوحدة الوطنية داخل الشارع الأردني، وستقوي الإحساس بالولاء والانتماء للوطن، وسؤالي: هل ما يجري للمهندس إبراهيم غوشة ينسجم وتطلعات الملك الجديد وأحلامه في أردن متماسك أم يسوق في اتجاه توسيع شقة الخلاف وتحريك النعرات وتمزيق الشعور بالانتماء؟ هذه واحدة.

والثانية حقيقة أن المهندس إبراهيم غوشة يمثل رمزاً وطنياً وإسلامياً، ومن المحزن جداً أن يتعرض لهذا النوع من الإهانات في الوقت الذي يجسد فيه شعبنا الفلسطيني أروع صور التضحيات والنضال دفاعاً عن كرامة الأمة وحدودها بما فيه الأردن، والسؤال: هل يريد النظام في الأردن أن يقول لجيل الشباب من وراء اعتقال إبراهيم غوشة هذا هو ما ينتظر كل مجاهد يفكر في مقاومة إسرائيل العدو التاريخي لهذه الأمة؟

النقطة الأخيرة: أين هي الحكمة والحنكة السياسية التي عرفها الأردن أبَّان عهد الملك الراحل حسين، حيث خرج الملك يستقبل الدكتور موسى أبو مرزوق على باب قصره، بعدها أبعدته الولايات المتحدة الأردن، ورحب الملك به، وكانت لفتة كريمة وذكية كذلك، من.. وبعد محاولة اغتيال الأخ خالد مشعل بإصراره على أن تدفع إسرائيل ثمن غلطتها بأن تفرج عن الشيخ أحمد ياسين، ويقوم جلالته برعايته.. وعلاجه في الأردن.. السؤال: أين ذهبت هذه الحكمة والحنكة، ونحن في أميركا نتساءل من الذي يعمل في الخفاء على تشويه صورة الأردن ووطنيته، ويسعى لوأد طموحات الملك الشاب، إننا كجالية إسلامية في أميركية نناشد الملك الشاب والبطانة السياسية الخيرة حوله، دكتور فايد الطراوي، المهندس علي أبو الراغب التحرك ووضع حد لهذه المهزلة، والمحنة الإنسانية للأستاذ غوشة، حتى لا يعيرنا شارون غداً، ويتخذها حجة علينا بأننا فشلنا في منح حق العودة لمواطن منا أبعد لمجرد خلاف في الرأي فيما نحن كون كعرب ومسلمين نطالب شارون بحق العودة لـ 3 ملايين يعتقد أنهم يتهددون وجوده، والسؤال: أما أن لهذا الفارس أن يترجل، ويعود كريماً إلى أهله وبيته، إننا بانتظار تلك الحكمة الملكية التي عودتنا عليها الأسرة الهاشمية، وشكراً جزيلاً.

أحمد منصور شكراً يا دكتور، لديك تعليق؟

خالد مشعل: أنا طبعاً أحيي أخي الدكتور أحمد، وكلامه منطقي وأتمنى أن يسمعك العقلاء في الأردن، العقلاء كثر في الأردن يا أخي أحمد، ولكن هناك -للأسف- بطانة سيئة تزين الباطل، وللأسف هي تنحت من سمعة الأردن التي صنعت طوال السنوات الماضية، آمل إنه العقلاء والبطانة الصالحة هي التي تتحرك وتضع حد لهؤلاء الذين باسم السيادة وباسم الدفاع عن الأردن يسيؤون للأردن، ونحن نحب للأردن السمعة الطيبة في الداخل والخارج.

أحمد منصور: سعد هارون من مصر تفضل يا سيدي.

سعد هارون: آلو، السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

سعد هارون: إزيك يا أستاذ أحمد.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي..

سعد هارون: أوجه تحيتي لك، وبأشكرك إن أنت إدتنا إتاحة إن إحنا نشوف الأستاذ المهندس خالد مشعل وأنا بأشكر المهندس خالد مشعل إنه يوجه التحية إلى شعب مصر ونقابة الصحفيين..

أحمد منصور: المحامين..

سعد هارون: المحامين، وأنا بأقوله اطمئن يا أستاذ خالد، ليس نقابة المحامين معكم، بل إنه الـ 65 مليون مصري وقيادة وشعباً وكل مصر تؤيد وتساند القضية الفلسطينية وأنتم يا حركة حماس على الطريق الصواب، واعلموا إن والقدس فلسطين لن تعود إلا بما تفعلوه، تحية إلى أبطال العمليات الاستشهادية التي هزت العالم وأثبتت إن هناك أمل وعودة إلى انتصار العرب، فهذه العملية فجرت الأمل والفرحة في قلوب كل العرب إن هناك أبطال، بل هم محتاجين بعض المساندة من بعض القيادة العرب، وهنا أقول لإخواني وزعمائنا العرب: إن القدس أمانة في أعناقكم وستسألون يوم القيامة ماذا فعلتم للقدس؟ قل لي يا سيد أحمد ماذا تعني بكلمة التوبة، هل نترك القدس لشارون: هل نقول له اتفضل؟ هل نقول للسيد (جورج بوش) اتفضل انقل سفارتك، نتوب، نديهم أرضنا، عرضنا، شرفتنا، الـ 65 مليون مصري قيادة وشعباً، وأنا بأذكرك يا أخ أحمد بقول السيد الرئيس حسني مبارك لما قال له: "يا شارون قف عندك لن تتعدى الخط الأحمر، وإن ما حدث في 67 لن يعود مرة أخرى لن يحدث".

فنحن جميعاً شعب مصر بالكامل نؤيد ونساند، ويجب أن يعلم اليهود إن لا تطبيع مع الشعب المصري، هناك معاهدة نعم نحترمها، ولكن التطبيع لا وألف لا، وأقول لدعاة المعاهدات اللي يقول لك دا فيه معاهدات سلام الآن وبتاع.. لا ألعبوا غيرها الشعب المصري أقوى من كده وأذكى من كده وما حدش هيقدر يضحك عليه، وما فيش تطبيع إلا لما القدس ترجع لنا، القدس عربية مسلمة، لازم لينا، أما غير ذلك يا أستاذ أحمد فماذا تعني بالضبط؟

ثم قل لي بالله عليك يا أخ أحمد وأنا أعرفك جيداً، وأتابع كل ما تقوله في برامجك: ماذا فعل المهندس إبراهيم غوشة ماذا فعل؟ إنه رفع راية الجهاد، وقال: لا إله إلا الله وقام بعمليات هو ورفاقه لرفع راية الإسلام وراية العرب في وجه إسرائيل، العملية الأخيرة عشرون قتيل، ومئات الجرحى، هذه كانت ستقام عشان يقع مثل هذا العدد عند اليهود حرب تستمر أد أيه طيارات ودبابات وصواريخ، لكن في عملية واحدة بطل واحد أثبت للعالم كله أن هناك بطل واحد أثبت للعالم كله أن هناك عرب يستطيعون أن يهزوا الكيان الإسرائيلي ويزلزلوا الأرض من تحت أقدامهم، وهذا ما نحيي حركة حماس على ما تفعله، ولكم في الجنوب اللبناني خير مثال، ولكم في حرب أكتوبر خير مثال إنهم.. وذكر في القرآن (وضربت عليهم الذلة والمسكنة) عندما يجدوا أنفسهم محاصرون، وهناك جهاد هربوا من الجنوب اللبناني دون معاهدة، ودون الجلوس على مائدة مفاوضات لماذا هذا يا أخ أحمد.

أحمد منصور: أخ سعد أشكرك..

سعد هارون [مستأنفاً]: أنا بأسألك وعايز إجابة..

أحمد منصور: شكراً..

سعد هارون: ليه هربوا من الجنوب اللبناني؟ عشان لقوا رجال شهداء، بنقدم أرواحنا لاستعادة أرضنا وشرفنا، إن القدس شرف العرب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: شكراً لك يا أستاذ سعد أشكرك شكراً جزيلاً، وأود أن أقول لك، ولعشرات المشاهدين الذين أرسلوا لي عبر الإنترنت أو عبر الفاكس ينتقدون أدائي إلا أني في برامجي أمثل الرأي الآخر بشكل دائم، وأتبناه وأدافع عنه، بغض النظر عن قناعتي الخاصة، أنا هنا لا أمثل رأياً خاصاً فيما أقوم به، وإنما أمثل الرأي الآخر أمام ضيفي أياً كان انتمائه.

خالد مشعل: بس هذا دليل خير يا أخ أحمد إنه..

أحمد منصور: الحمد لله إن.. إن..

خالد مشعل: يعني الذوق العربي والإسلامي لم يعد يتحمل حتى تمثيل الغلط، يعني الهزيمة والانكسار والتسوية والتفريط هذه لم يعد يتحملها شارعنا العربي والإسلامي، حتى تمثيلاً، ولذلك هذه رسالة للزعماء العرب..

أحمد منصور: سأتوب بعد الحلقة..

خالد مشعل [مستأنفاً]: أن يتركوا.. أن يتوبوا عن التسوية، ويعودوا إلى خيار المقاومة.

أحمد منصور: سأتوب بعد الحلقة.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: كثير من المشاهدين الذين أرسلوا الإنترنت وعبر الفاكس يطلبون عنوان حركة حماس لمراسلتها بريدياً، وعنوانها هو

hamas@palestine-info.org

العنوان سيبقى على الشاشة لمن أراد أن يراسل حركة حماس أو أن يتواصل معها، هناك سؤال من أحمد الشمسي من الإمارات يقول بأن هناك من أشار على حركة حماس باتخاذ قرار عودة السيد إبراهيم غوشة إلى الأردن في هذا الوقت بالذات الذي نشطت فيه الجهود لوأد الانتفاضة، ما تعليقك؟

خالد مشعل: يعني ما أحد أشار على حماس، وحماس قرارها ذاتي وشرحت يا أخي أحمد فيها مضى، الحكومة الأردني بتعنتها وإغلاقها الأبواب أمامنا ألجأتنا إلى خيار العودة ونحن.. حماس ليست هي التي تتهم أو يعني ربما يظن أنها شغلت الناس بهذه العودة عن الانتفاضة، حماس في قلب الانتفاضة، حماس تصنع الانتفاضة، تصنع البطولة والاستشهاد، وتقدم خيرة أبنائها الشهداء، فهل يستكثر على قادة حماس أن يمارسوا حقهم في المواطنة؟! كان على الأردن.. الحكومة أقصد الأردنية أن تقدر هذه الحالة وتستوعب عودة الأخ إبراهيم غوشة الهادئة وأردناها تكون هادئة، ونيسر على الحكومة ولكن سامح الله الحكومة الأردنية اختارت الطريق الصاخب والوعر، هداها الله على كلٍ.

أحمد منصور: أحمد عبد الله من السعودية.. اتفضل يا سيدي..

أحمد عبد الله: السلام عليكم.

أحمد منصور: عليكم السلام.

خالد مشعل: عليكم السلام ورحمة الله.

أحمد منصور: أشكرك يا أخ أحمد مسبقاً على هذه المداخلة التي آمل أن أتكمن من عرضها بسرعة وباختصار.

أحمد منصور: بإيجاز لو سمحت.

أحمد عبد الله: آه. يا أخي وللتاريخ أقول عرفت الأخ إبراهيم غوشة منذ الطفولة، عندما كنا سوياً في المدرسة الرشيدية في القدس أواسط الخمسينات، ومنذ تلك اللحظة لم أعرف إنه -أشهد الله- إلا الصدق والصراحة والجرأة واحترام الآخرين ورغم ثقتي المطلقة يا أخ أحمد به وبمجموعته، فلقد سألته محلفاً إياه بالعلي العظيم عن حقيقة الدعاية التي خرجت عن حماس بخصوص تدخلها بالأمور الداخلية للأردن قبل فترة فأقسم لي أن حماس لم ولن تتدخل في أية أمور سياسة أو أمنية للأردن بأي شكل، وعلى العكس فإن مصلحة حماس أن تديم علاقات ممتازة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل مع الأردن، وإنني إذ أصدق هذا الإنسان الصادق الأمين أكثر من أي مستوزر، فالقضية هي سياسية يا إخوان، وليست أمنية تتعلق بالأردن، الأردن بلد آمن لا يمكن أن نسمح أن يكون غير ذلك، يا إخوتي إن وضع البطل إبراهيم غوشة في سجن المطار لمدة أسبوع تقريباً حتى الآن.

أحمد منصور [مقاطعاً]: هو فيه سجن المطار؟ في حاجه اسمها سجن المطار؟!

أحمد عبد الله: أيوه، يا سيدي إن وجوده في سجن المطار لا يقل بشاعة عن جرائم المجرم شارون ضد شعبنا البطل في فلسطين، أما أن نسميه غير سجن، فهي عبارة عن تلاعب فقط بالألفاظ العربية الواسعة، رجالات حماس -يا أخ أحمد- الذين يضعون المتفجرات حول أجسامهم طالبين الشهادة من الله -عز وجل- وأخذين أرواح الكثير من الصهاينة الجبناء المجرمين، هؤلاء الأبطال يجب احترامهم وتقديرهم، وليس إذلالهم،يا أخ أحمد، إنها منتهى الغرابة أن يتهم أبطال حماس بالتسلل لاحظ اللغة يا أخ أحمد -بالتسلل إلى الأردن، إنه عين الإهانة لكل أردني أصيل، ولكل عربي ومسلم وعاقل أن يتهموا بهذه التهمة. استحلفك بالله العلي العظيم يا جلالة ملكنا الشاب، يا ابن الحسين الذي سمح لحماس أن تعمل في الأردن ولم ينكث العهد معها، حتى بعد وفاته رحمه الله استحلفك بالله العلي العظيم أن تنصر الحق وتزهق الباطل وتعيد إبراهيم غوشة وإخوانه للعيش مع أهلهم وذويهم كما يعيش كافة أبناء أسرتك الأردنية الكبيرة..

أحمد منصور: شكراً لك.

محمد عبد الله: استحلفك بالله يا.. يا جلالة الملك فهد دقيقة واحدة لو سمحت يا أخ أحمد؟

أحمد منصور: 30 ثانية اتفضل.

محمد عبد الله: استحلفكم بالله يا سادة الرؤساء حسني مبارك، على عبد الله صالح، عمر البشير يا صداماه، يا شبل الأسد في سوريا يا لحود لبنان، وأنت الذي لم تركع لأولبرايت الصهيونية، يا أمير الإمارات العربية الأصيلة، يا أمير قطر، وكفاك فخراً احتضان أبطال حماس، وكفاك فخراً أن تكون هذه المحطة موجودة بينكم التي تنير الطريق لكل ضال وأعمى، يا أخي أبا عمار أرجوك أن تسمو فوق كل شيء، استحلفكم جمعياً بالله أن تتدبروا هذا الأمر وتحلوه بما يرضي الله، ويرضي رسوله وأن لا تقبلوا إهانة الشرفاء، أما أنت يا ابن طريف، عليك أن تعلم أن فلسطين والأردن بريئة منك ومن كل ما قلت، أما أنت يا أخي خالد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: شكراً لك يا سيدي أشكرك شكراً جزيلاً، بقي دقيقتين من وقت البرنامج، كيف ترى مستقبل الانتفاضة، وكيف ترى مستقبل أزمة إبراهيم غوشة في الأردن؟

خالد مشعل: باختصار، أولاً: أزمة الأخ إبراهيم غوشة، أعتقد هذا استفتاء عفوي يعكس رأي الشارع العربي والأردني والفلسطيني، وأتمنى إن صاحب القرار في الأردن أن يقدر هذا وينسجم مع الدستور وينهي هذه الحقيقة الملهاة والمأساة، بل والله يا أخي أقولها يا أخي جريمة بحق مجاهد مثل الأخ إبراهيم غوشة والحل السهل أن نحترم الدستور وعقولنا ومصلحتنا، ونلقي بالضغوط الأميركية والإسرائيلية خلف ظهورنا فهؤلاء لم يفعلوا معنا إلا المصائب.

أما في مستقبل الانتفاضة، مستقبل الانتفاضة مشرق جداً، ألخصها بالكلمات التالية: أقول لقادة العرب وللسلطة الفلسطينية، وللأخ أبو عمار وكل المسؤولين: لسنا في هزيمة، شارون هو الذي في مأزق، أميركا فرضت على اليابان وعلى ألمانيا شروط، الاستسلام لأنهم هزموا في الحرب العالمية الثانية، لكن في انتفاضة اليوم شارون هو المهزوم، وبالتالي لا نقبل إملاءات جورج تنت ولا ميتشل ولا غيره، علينا أن نواصل الانتفاضة والمقاومة.

والمختصر في ذلك نقول: الصراع يتجلى، هناك طرفان يتخاصمان، يتصارعان على أرض واحدة وقدس واحدة، وهذه الأرض والقدس لا تستقيم إلا لطرف واحد هو الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، جربنا التسوية وفشلت، جربنا الرهان على الأميركان والأوروبيين وفشلت، لم يبقى أمامنا إلا الجهاد والمقاومة، والانتفاضة، وحشد الصف العربي والإسلامي وخلف المقاومة هذا هو الطريق لتحرير فلسطين، وأنا والله واثق أن الصهاينة الآن في حالة انحدار، ومشروع الأمة العربية والإسلامية في صعود، والمستقبل، لنا ثقوا يا قادة الأمة وكذلك الشعوب نصر الله تعالى (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) وشكراً لك من داخل هذه المداخلات في موضوع حماس وفلسطين والأردن وشكراً.

أحمد منصور: أشكرك، وأشكر أكثر من 400 مشاهد قاموا بمداخلات على الإنترنت، لم أتمكن من ضيق الوقت من أخذ مداخلاتهم، وكذلك عشرات أرسلوا رسائل فاكس، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهنا أحمد منصور يحييكم بلا حدود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المصدر: الجزيرة
طباعة الصفحة إرسال المقال
 
مستقبل حركة حماس السياسي والعسكري
حماس والسلطة الفلسطينية وحكومة شارون
في الذكرى الثانية عشرة لانطلاقة حماس
الأردن: تخلي غوشة عن هويته الفلسطينية شرط لدخوله
السلطة الفلسطينية تدعم إصرار الأردن على إبعاد غوشة
عشرات القتلى وفرار الآلاف ومقديشو تحت القصف
سريلانكا تؤكد مقتل زعيم التاميل ودحر التمرد
الجيش الباكستاني يقتل 15 من مقاتلي طالبان
نتنياهو يصل أميركا في زيارة يهيمن عليها نووي إيران
وفاة أميركي بإنفلونزا الخنازير وتفش باليابان
جميع حقوق النشر محفوظة2000-2009م(انظر اتفاقية استخدام الموقع)