بريدك الالكتروني


English

 

الخميس. يوليو. 24, 2008

أخبار وتحليلات » أخبار

أرسل لصديق  
   
روابط من إسلام أون لاين  
أهم الأخبار  

إيران تتبرأ أمام الأزهر من "إعدام الفرعون"

محمود علي - عادل عبد الحليم

Image
طنطاوي يطالب طهران بإثبات صحة موقفها الرسمي
 القاهرة- تواصل الحكومة الإيرانية مساعيها لإزالة التوتر الذي تصاعد في علاقاتها مع القاهرة بسبب فيلم "إعدام الفرعون" المسيء للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والتي تَمَثَّلَ آخرها اليوم الخميس في بيان أعربت فيه للأزهر الشريف عن عدم رضاها عن الفيلم.

جاء هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عدم حضوره مؤتمرًا وزاريًّا لدول عدم الانحياز بطهران.

وأشارت طهران في بيان سلمه القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالقاهرة، حسين توختة، لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، إلى عدم رضا الموقف الرسمي لبلاده عما ورد في الفيلم الذي يمجد قاتل السادات، خالد الإسلامبولي.

وقال توخته في لقائه مع شيخ الأزهر: إن البيان الصادر من وزارة الخارجية الإيرانية يؤكد أن "(إعدام الفرعون) لا يمثل الموقف الرسمي لإيران".

طالع:

وأشار إلى أن الجهة المنتجة للفيلم هي مؤسسة غير حكومية، "إلا أن ازدياد مناخ حرية التعبير في إيران أتاح لمؤسسات خاصة إنتاج أفلام وثائقية لا تعبر عن موقف الدولة الرسمي".

خطوات عملية

لكن شيخ الأزهر طالب إيران خلال اللقاء باتخاذ خطوات "عملية" لتأكيد صحة موقفها الرسمي، منها تغيير اسم شارع رئيسي في طهران أطلقت إيران اسم الإسلامبولي عليه عقب اغتياله للرئيس السادات عام 1981.

وشدد طنطاوي على: "إزالة صورة قاتل السادات، ورفع اسمه من الشارع الذي أطلق عليه اسمه؛ لأن استمرار هذا الوضع لا يساعد على التقارب   بين الشعبين المصري والإيراني"، مؤكدا أنه لن يزور إيران إلا بعد الاستجابة لهذه الطلبات "المشروعة دينيا وأخلاقيا".

ونبَّه إلى أن الشعب المصري "لا يحمل ضغينة تجاه إيران، بل يكن كل حب وتقدير لإخوانه وأشقائه من شتى بقاع الأرض، لكنه في الوقت نفسه لا يقبل من أية جهة المساس بقائد الحرب والسلام السادات بأي إساءة؛ لأن ذلك بعيدا عن القيم الإسلامية والمشاعر الإنسانية السليمة".

وتسبب "إعدام الفرعون"، الذي اعتبر السادات "خائنا" والإسلامبولي "شهيدا" في ازدياد التوتر في العلاقات المصرية الإيرانية المتوترة أصلا منذ قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة؛ احتجاجا على توقيع السادات اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل في عام 1979.

غضب شديد

وتعود بداية الأزمة إلى قيام "اللجنة العالمية لتكريم شهداء النهضة الإسلامية" الإيرانية الشهر الجاري بتوزيع الفيلم الذي يتعرض لما قالت إنها أسباب "الإعدام الثوري للرئيس المصري الخائن أنور السادات" على يد "الشهيد خالد الإسلامبولي".

ويعرض الفيلم على مدار ساعة شهادات لخبراء سياسيين وأمنيين، ويسترجع لقطات من مشهد اغتيال السادات، مشيرا إلى أن سبب الاغتيال هو توقيع "الرئيس الخائن على اتفاقية كامب ديفيد الحقيرة؛ لتكون مصر هي أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني".

لكن دبلوماسية إيرانية قالت لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في الـ 5 من يوليو الجاري: إن من قام بإنتاج الفيلم مجموعة أفراد لا الحكومة الإيرانية، مضيفة أن "النظام في الجمهورية الإسلامية يسير مع دفع العلاقات مع مصر إلى الأمام، لا تعطيلها أكثر مما هي معطلة".

ورغم ذلك قابلت الأوساط الرسمية المصرية عرض الفيلم بغضب شديد، حيث استدعت رئيسة مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، حسن رجبي؛ لإبلاغه عدم قبول مصر فكرة أنه لا علاقة للفيلم بجهات رسمية إيرانية.

ومن جانبها، أعلنت "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" التي يرأسها الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر احتجاجها على الفيلم، معتبرة أنه "شيء غير إنساني، وغير ديني، وهو أمر يدعو للتفريق وليس للتقريب، وينشئأ مشكلة حقيقية بين السنة والشيعة، كما أنه من المرفوض إسلاميا لأي جهة أو دولة أن تعرض برئيس انتقل إلى الله تعالى".

إلغاء السفر

من ناحية أخرى، قرر وزير الخارجية المصري، عدم السفر إلى إيران لحضور اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز المقرر أن تستضيفه العاصمة طهران يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.

وقالت مساعدة وزير الخارجية المصرية لشئون المنظمات والهيئات الدولية، السفيرة نائلة جبر إنها سترأس وفد مصر خلال المؤتمر نيابة عن أبو الغيط، دون أن توضح أسباب عدم مشاركة الوزير في الاجتماع الذي سيبحث إعداد قمة دول عدم الانحياز المقرر انعقادها في شرم الشيخ العام القادم .

وفي الوقت الذي قال فيه مراقبون إن عدم مشاركة أبو الغيط جاء تعبيرا عن الاستياء المصري للفيلم، ذكرت مصادر دبلوماسية أن الوزير لن يشارك في اجتماع طهران بسبب ارتباطه بزيارة رئاسية ينتظر أن يقوم بها الرئيس حسنى حسني مبارك في نفس الفترة لجنوب أإفريقيا، وربما لأوغندا أيضا .

 
 

«

ابحث

«

بحث متقدم