طبـاعةحفـظارسالBookmark and Shareمشاركة
الأربعاء 23 ذو القعدة 1430هـ - 11 نوفمبر 2009م

"بنو علمان" .. احذروا السكاكين!

 

حليمة مظفر

وفق ما تم تعزيزه في رؤوس العامة من تحريف لمفاهيم كـ"العلمانية" و"الليبرالية" عن حقيقتها؛ أصبحت هذه الكلمات كـ"الشتيمة" تلقى على كل من يعبر عن رأيه بصراحة في رفض العادات والتقاليد الجاهلية والذكورية التي لا تتماشى مع حركة التنمية الاجتماعية والفكرية والتعليمية ولا علاقة لها بالدين السمح.

يكفيك أن تؤيد قيادة المرأة للسيارة أو سفرها دون محرم، أو بيعها للملابس الداخلية في محل تجاري أو أن تطالب بالسياحة الدينية استثمارا للأماكن التاريخية الإسلامية وزيادة دخل الدولة اقتصاديا، أو ربما وجدت أن كشف وجه المرأة لا غبار فقهي عليه، وطالبت بتفعيل البطاقة الشخصية الخاصة بها؛ والتي اتشحت هي الأخرى "بعباءة الحشمة" منعا لرؤية وجوههن في الدوائر الحكومية لتكون البطاقة مثل "ورقة مبللة بالماء"، أو تحدثت عن الاختلاط بأنه سنة الله في العباد، أو تطالب بالسماح للمبتعثات بالسفر دون شرط المحرم، أو بإغلاق ملف فوضى زيجات "التيك أوي " كـ"المسيار" و"الوناسة"، أو تجد من ضرورات الحضارة إقامة دور للمسرح والسينما، أو وجدت ضرورة لتدريس الثقافة الجنسية والموسيقى ضمن مناهج التعليم العام، وغير ذلك لتكون بكل بشرف من "بني علمان" وأبناء عمومتهم "بني ليبرال" وهؤلاء وهؤلاء من المغضوب عليهم.

وللأسف الشديد أن الغلاة المتطرفين ممن يدّعون حراسة الدين، عززوا طيلة العقود الماضية خلال خطابهم المتطرف في وعي العامة، أن العلمانيين ثم الليبراليين وفق تفصيلهم لمفهومهما بمقاسات "رؤيتهم الضيقة" بعد نزعها من سياقها السياسي والاجتماعي والفكري، أنهم منحرفو الدين، ولم يتهاونوا عن رميهم بالإلحاد والزندقة، والمؤسف أن بعضهم لا يزال يتمادى في "غيه"وتكفي نظرة واحدة على مواقعهم الأصولية الإلكترونية لتجدهم يصنفون بالأسماء بعض الكتاب والكاتبات والصحفيين على أنهم كفرة فاسقون!!

ما سقته بالأعلى حثني عليه خبر نقلته يوم الثلاثاء قبل الماضي صحيفة الحياة، فإن رأس الحرباء للفئة "الباغية" زعيم تنظيم في جزيرة العرب كما يدعي؛ يحرض أتباعه على استخدام السكين والعصا لمهاجمة الإعلاميين والكتاب العلمانيين، وعلى حد تعبيره "الذين يسبون الدين ويسخرون من أوامره ومن يسوغ للحكام" وأن "السكين سلاح ناجع لبعضهم، ولآخرين الضرب المبرح، حتى تقعده على الفراش، أو تفقده إحدى حواسه" محرضا على "أن من الواجب أن يشتغل المسلم المجاهد بالتخطيط لقطف رؤوس الكفر".

هذا التهديد الغوغائي ينبغي ألاّ يمر مرور الكرام، فمن الضرورة محاسبة كل من يحاول تعزيز غوغائية التصنيفات للكتاب والصحفيين قضائيا وقانونيا خاصة أولئك الرابضين خلف مواقعهم العنكبوتية، وخلال ذلك أنادي إخوتي ممن صنفوهم ضمن "بني علمان" وأبناء عمومتهم "بني ليبرال" ممن فصلوا العادات والتقاليد عن الدين وقيمه، وآمنوا بحرية الإنسان وفق مبدأ سماحة الإسلام وإنسانيته واعتداله، أن يحذروا "السكاكين" و"العصا" من أشباح الغلاة.

*نقلا عن "الوطن" السعودية

عودة للأعلى