الصفحة الرئيسية

 
الأحداث في صور

قضية فلسطين

المقاومة الفلسطينية | الفصائل الفلسطينية | عمليات التسوية | فلسطين والمجتمع الدولي | فلاشات


العمل الفدائي ومرحلة جديدة من المقاومة

عماد حسين *

  انتهت الجولة الأولى بهزيمة المقاومة الفلسطينية والجيوش العربية لاسباب كثيره لسنا بصددها الآن  وأعلن وقيام دولة إسرائيل في فبراير 1948 علي اثر تلك الهزيمة ، ولم تكن الهزيمة عن ضعف المقاومة بقدر ما كانت بسبب خيانات ومؤامرات عربية ودولية .

 حكومة عموم فلسطين والتآمر عليها

  لم يستكن فرسان فلسطين ، وأسرع أحدهم بعقد مؤتمر فلسطيني موسع ، وانتخب المفتي محمد أمين الحسيني رئيسًا للمجلس الوطني الفلسطيني، وقرر المؤتمر إعلان استقلال فلسطين كرد على إعلان من دولة إسرائيل ، ووضع البرنامج لحكومة فلسطين وأعلنت الحكومة الفلسطينية في 13 سبتمبر 1948م برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي ، وانتقل رئيس الحكومة وأفرادها إلى غزة مقر مؤقت للحكومة وبدأ الحاج أمين الحسيني في تنظيم المجاهدين ، وذلك لبدأ مرحلة جديد من الجهاد ، وقد تقدمت الحكومة بإعلان إلى كافة الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ، فسارعت الجامعة وأغلب دولها بالاعتراف بحكومة عموم فلسطين ، ولكن مصر لم تعترف بها، ولم يتوقف الأمر عند حد عدم الاعتراف ، فقد قامت باستدعاء الحاج أيمن الحسيني للقاهرة ورفض المفتي تحت ضغوط الأوضاع القائمة في فلسطين ، وتكرر الاستدعاء وتكرر الرفض ، فأصدرت الحكومة المصرية وقائد الجيش المصري حيدر باشا قرارا، وأمرًا عسكريا للواء حسين سري قائد منطقة غزة بأن ينتقل الحاج أمين الحسيني إلى القاهرة في قافلة عسكرية ، وكذلك جميع أعضاء حكومة عموم فلسطين ، ووصل أمين حسيني وحكومة فلسطين إلى القاهرة ، ووضع الجميع تحت رقابة شديدة وحيل بينهم وبين الاتصال بفلسطين أو أي جهة في مصر أو خارجها ، وحتى بعد توقيع اتفاقية رودس بين مصر وإسرائيل وانتهى بها العمل والأوضاع الحربية بين الطرفين في فبراير 1949 رفضت الحكومة المصرية السماح لهم بالعودة إلى غزة أو زيادة معسكرات اللاجئين ولم يكن الأمر في هذه المرحلة على مصر، فقد تكررت الصورة في كافة الدول العربية المواجهة لإسرائيل وذلك تجاه أعضاء الهيئة العربية العليا وهي الهيئة التي كانت تنسق الجهود العربية للقضية الفلسطينية وأغلقت جميع وسائل الإعلام الأبواب في وجه أي نداء أو استغاثة من أجل فلسطين.

 المقاومة ومرحلة جديدة مع الثورة في مصر

 لم يستسلم مجاهدي فلسطين للأوضاع المتدهورة ، وبدأت الحركة الفدائية بشكل فردي ، واتخذت أشكال مختلفة وبعض هذه العمليات كان للثأر، وبعضها كان لاستعادة الأموال أو الممتلكات، واستمرت العمليات هنا وهناك حتى بدأت رياح التغيير، وبدأت حرب القناة ضد الإنجليز في مصر، وقيام الضابط طيار عبد المنعم عبد الرؤوف بتدريب مجموعات من الفدائيين في غزة ، وبدأت العمليات المنظمة داخل إسرائيل انطلاقا من غزة ، كما تم تنظيم مجموعات أخرى تنطلق من سوريا (وكانت بإشراف من المخابرات السورية التي استحدثت في جهازها شعبة للإشراف على هذه المجموعات وجمع المعلومات اللازمة لعملياتها، داخل إسرائيل)، وقد وصل عدد أفراد هذه المجموعات لعدة مئات ، وقد قامت بعمليات مؤثرة هاجم وحدات المقاومة الفلسطينية المستعمرات وحراس المعسكرات والدوريات ، وتحرك الحاج أمين الحسيني على المستوى السياسي ليستحث الدول العربية والإسلامية على إعلان رفض شرعية الوجود الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل وقامت ثورة يوليو في مصر، وتبدأ مرحلة جديدة.

استمرت الخطوات السابقة في تقدم مطرد بعد ثورة ليوليو في مصر، وقد كان مفتي فلسطين على صلة سابقة ببعض الثوار أمثال جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وغيرهم ، وقد كلفت الثورة البكباشي مصطفى حافظ بتنظيم عمليات الفدائيين ، وتدريبهم ، وتنظيم عمليات جمع المعلومات، وقام مصطفى حافظ بالإفراج عن كافة السجناء من سجون غزة من كانت جرائمهم متعلقة بعمليات عبور الحدود لإسرائيل أو القيام بعمليات داخلها، وقام الملحق العسكري صلاح مصطفى في السفارة المصرية بعمان بتنسيق الجهود مع الفدائيين في الجانب السوري، وساعد على دفع الثورة المصرية لمزيد من الاهتمام بنشاط الفدائيين ، قيام إسرائيل بغارة على قطاع غزة في 28 فبراير 1955م فيتم توسيع قاعدة الفدائيين وزيادة العمليات

داخل إسرائيل حتى يصل المعدل إلى أكثر من عملية يوميا، ومن أمثلة هذه العمليات:

- الهجوم على سيارة نقل إسرائيلية قرب مستعمرة بيت جرية وتم قتل جميع ركابها.

- زرع لغم أدى إلى تدمير مدرعة عسكرية

- مهاجمة مستعمرة رحبوت

وهذه العمليات كلها تمت في يوم وليلتين في شهر أغسطس 19955م.

واستمر توسيع العمليات ، وقد تم دفع 300 مقاتل فدائي في ليلة 6 من شهر أبريل عام 1956 والقيام بعمليات في عمق إسرائيل حتى وصلت ضواحي تل أبيب ، وحسب البيانات الإسرائيلية بلغت أكثر من 180 هجومًا ثم انتقلت مجموعات الفدائيين إلى العلم النهاري ، إذ كانت العمليات تتم قبل 13/4/1956 أثناء الليل، وقامت بتنفيذ عدة عمليات أحدثت ذعرا في الأرض المحتلة ، وسقط شهداء بلغ عددهم 11 شهيد وكمان معنى استشهاد دافعا لاستمرار المقاومة

ونشط العمل الفدائي قبيل العدوان الثلاثي على مصر وقامت قوات المقاومة بأعمال عدة مثل:

- مهاجمة قوافل عسكرية على طريق السبع

- زرع الألغام على الطرق العسكرية، وخاصة طريق الفالوجة

- نسف سكة الحديد الواصلة إلى بير السبع.

- مهاجمة الثكنات والدوريات العسكرية الإسرائيلية.

الولايات المتحدة ومصر والمؤامرة علي المقاومة !!!

وحينما بدأ العدوان الثلاثي على مصر 1956، كان أول عمل للقوات الإسرائيلية بعد احتلال غزة تنفيذ عملية انتقام ذهب، ضحيتها مجموعات كبيرة من الفدائيين، خاصة بعد انسحاب الجيش المصري من سيناء ، وبعد انتهاء العدوان وانسحاب القوات المعتدية ، توقف النشاط الفدائي على الجبهة المصرية تماما ، بما يبدو أن كان شرطا سريا في الاتفاق المصري الأمريكي لوقف العدوان الثلاثي، وظل النشاط محدودًا على الجبهات الأخرى، وبدأ التضييق على الحاج أمين الحسيني في القاهرة، وهو الذي كان يعمل على توفير الدعم السياسي والمادي، والمعنوي لحركة المقاومة، ويزداد الضغط على مفتي فلسطين ومنعه من الحرمة لتنشيط الحركة المقاومة المسلحة مع بدايات عام 1959، وتصل لمفتي فلسطين رسالة من الأمم المتحدة تخبره أن هامر شولد أعد مشروعا لحل القضية الفلسطينية وقد وافق جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة التي تضم سوريا ومصر في هذا الوقت ، على الخطوط العامة للمشروع ، وان يتم الحل على فترة زمنية عشر سنوات ، وذلك مقابل 3 مليارات دولار، مليار دولار لمصر، مليار دولار لسوريا ، ومليار دولار مناصفة بين لبنان والأردن ، وفي نفس الوقت الذي تصل للمفتي هذه الرسالة –الصدمة- تبدأ الصحافة المصرية في الهجوم على الهيئة العربية العليا ورجالها وعلى رأسهم أمين الحسيني، ويحاول المفتي الرد، فلا يجد بابا واحدًا يلج منه، وفي عام 1961 يستأذن للذهاب إلى سوريا ويسمح له ولكنه يعرج على بيروت ويستقر بها، ومنها تبدأ المفتي معركته لفضح المؤامرة على القضية الفلسطينية، ويستطيع الرجة في النهاية أن يحبط هذه الخطة المسمومة.

إشكالية المقاومة وسياسات النظم العربية

كان استقلال قرار الهيئة العربية العليا ورئيسها وراء إحباط كافة المؤامرات الهادفة إلى إنهاء القضية الفلسطينية، ومن ثم تبدأ الخطوات الحثيثة لإنشاء كيان جديد، وهذا الكيان يتم الاعتراف به كممثل للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

ويصدر قرار جامعة الدول العربية بإنشاء كيان مستقل للشعب الفلسطيني وذلك في عام 1963 وبدعم خاص من مصر يتم إعلان منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ، ولا يترك الأمر للشعب الفلسطيني ليختار قيادته ، بل يتم تعيين رئيسها أحمد الشقيري والذي يقوم بدوره بتعيين كافة أفراد الهيئة التأسيسية المركزية ، ليظهر أما العالم كيان جديد يمثل الشعب الفلسطيني ومن طرافة هذا الكيان الجديد أن يقرر أن يقود الجهاد المسلح ، ويقوم بتعيين قائد عام للجيش واحد، فقد كان الجيش مكون من قيادة عليا فقط لا غير، ولعلاج هذا الوضع فتم تكوين فرق عسكرية في غزة وسوريا والعراق وغيرها، ولكن كل فرقة تتبع الجيش الذي توجد في أرضه، ولا سلطان لقائد الجيش المعين على هذه الفرق قد صدر قرار بحل وإلغاء جيش التحرير عام  1966م، ورفض الحاج أمين الحسيني هذا الوضع ولكنه أثر عدم بث روح الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني ومن ثم آثر العمل على دفع حماسة رجال المقاومة للعمل الفعال داخل الأرض المحتلة ، واستمر هو في توفير الدعم السياسي للقضية للحيلولة دون تفريغ القضية أو محاولة فرص حلول سليمة تضيع الحق الفلسطيني في وطنه، وبدأ من جانب آخر مجموعات فلسطينية في ظل تطور الأوضاع إلى محاولة إنشاء كيان فلسطيني مستقل ، يعمل بقرار مستقل عن النظم العربية ، ويثبت وجوده داخل الأرض المحتلة بالعلم المسلح ، ويرتفع فوق الخلافات الأيديولوجية ، ويبدأ الأمر بنشره فلسطيننا ويتطور إلى إعلان بيانات عسكرية عن عمليات ضد إسرائيل وكان اسم هذا الكيان عكس كلمة حتف فكانت فتح ولمنظمة فتح حديث في غير هذه السطور.


* محاضر بالجامعات المصرية

[an error occurred while processing this directive]