كثيرون ينظرون إلي الانتخابات علي أنها العامل الحاسم في التطور الديمقراطي لكونها الوسيلة الرئيسية السلمية لتحقيق مبدأ تداول السلطة, حتي أصبح الاهتمام بالانتخابات في الآونة الأخيرة يفوق الاهتمام بأي مكون آخر من مكونات الديمقراطية أو شروطها السياسية والثقافية والاجتماعية, وربما أيضا لأن معيار الانتخابات هو المعيار الأسهل الذي يمكن الاحتكام إليه. ولكن وعلي الرغم من صحة هذه الفرضية نظريا فإنها تظل من الناحية العملية ليست هي المدخل الأهم في دفع العملية الديمقراطية, خاصة في البلدان النامية, التي لم تختبر الديمقراطية الليبرالية السائدة في الغرب, والتي نمت وتطورت في ظروف تاريخية وثقافية مغايرة, بحيث كانت الانتخابات ودورية تداول السلطة هما محصلة تلك التجربة وليست سببا مباشرا لها.