تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كل شيء عن بحيرة مسعدة..!!

هذا جولاننا
الأثنين 22-6-2009م
تقع بحيرة مسعدة في فوهة بركان خامد، شرق قرية مسعدة، وعلى بعد 3 كم جنوب بلدة مجدل شمس. لها شكل شبه دائري،

يتراوج قطرها بين 600 و 650 متراً، أما عمقها الأقصى فيصل إلى 10 أمتار، تقع البحيرة على ارتفاع 940 متراً عن سطح البحر، وتحوي في داخلها أكثر من 3 ملايين متر مكعب من المياه غير الصالحة للشرب.‏

أطلق على البحيرة عدة أسماء عبر التاريخ، ولكن أشهرها هو «بحيرة رام»، مع العلم أنه ورد في أماكن عديدة بصورة «بحيرة ران»، ولكننا نعتقد أن الصورة الصحيحة هي «بحيرة رام»، وذلك من الكلمة العربية القديمة (أو الآرامية) «رام- وهو المكان العالي وورد اسمها في بعض الكتابات القديمة باسم عين حرمون لأنها تشبه العين الزرقاء أو البحيرة الدائرية». وقد طغى اسم «بحيرة مسعدة» نسبة إلى قرية مسعدة الواقعة على شطها الغربي. ويأتي ذكر البحيرة في قصة طوفان نوح، عندما غضب الله من البشر لشدة ما ارتكبوه من المعاصي، فاختار نوح، الرجل الصادق والخير، لينقذ النسل البشري والكائنات الحية، ويؤسس لعالم جديد أكثر فضيلة، فأمره بأن يبني سفينة يضع فيها عائلته ومجموعة من الحيوانات، لينجو بذلك من الطوفان، الذي سيغطي الأرض لأيام متتالية، فيقضي على كل شيء، وكانت بحيرة مسعدة أحد المصادر التي تسببت بالطوفان.‏

وقد كانت بحيرة مسعدة حتى زمن ليس ببعيد لغزاً حير الإنسان، إذ لا يوجد نهر يصب بها، ولكنها مملوءة دائماً بالمياه. رغم فعل التبخر نتيجة أشعة الشمس القوية صيفاً، ولو كان هناك نبع في قعرها لفاضت مياهها، فهي موجودة في حفر تحيط بها التلال من كل صوب، وليس هناك أي نهر يخرج منها، فما سر توازن مستوى المياه هذا؟ وهذا ما فتح الباب للكثير من الخرافات حولها، وردت في الكتابات القديمة التي أتت على ذكر البحيرة، أن ممراً مائياً، تحت أرضي، يخرج من البحيرة ويصب في بانياس ليغذي نبع بانياس الشهير، الذي يغذي بدوره نهر الأردن.‏

وقد وردت عدة خرافات في الكتابات القديمة حول هذا الموضوع، إحداها تقول: إن أميراً يونانياً يدعى «فيليبوس»، أراد تأكيد أن نبع بانياس يأتي من بحيرة مسعدة فنثر كمية كبيرة من قشر الحنطة في البحيرة، ليظهر قشر الحنطة فيما بعد في نبع بانياس.‏

خرافة أخرى تروي أن أميراً أغرم بفتاة كانت تعيش في منطقة هي «حرش مسعدة»، ولكنها لم تبادله هذا الحب، فكان يجلس على شاطئ البحيرة لعزف ألحان حزينة تكسر القلب، على ناي ذهبي. وفي إحدى المرات سقط الناي من يده وضاع في قعر البحيرة، فحزن حزناً على حزنه. وبعد فترة وأثناء تنقله في المنطقة، مر على بانياس، وكان الوقت مساءً. فسمع صوت عزف ناي حزين يأتي من المعبد. عندما اقترب من المعبد الذي ينبع منه نبع بانياس، رأى نوراً يشع من المكان، فاقترب أكثر ليكتشف أن الصوت والنور يأتيان من نايه الذهبي، الذي كان قد سقط منه في بحيرة مسعدة.‏

أما إذا عدنا للحقيقة العلمية، فقد بيّن الخبراء أنه لا يوجد أي ممر مائي يصل البحيرة بنبع بانياس، وأن البحيرة تغذي فقط الينابيع الواقعة في منطقة قريتي عين قنية وزعورة. أما مصدر المياه في البحيرة فهو من مياه الأمطار والسيول، ومن نبع في قعر البحيرة، وعدة ينابيع أخرى صغيرة في جوانب البحيرة، تحت سطح الماء.‏

وتشتهر بحيرة مسعدة بــ «ظاهرة المرآة»، التي تحدث في الأيام التي يكون فيها الطقس هادئاً، فيتحول سطح البحيرة إلى مرآة كبيرة، تعكس صورة المروج والتلال المحيطة بها، في منظر بديع فريد من نوعه، حتى إن الناظر إليها من جهة مجدل شمس لايستطيع تمييزها، فيظنها امتداداً للبساتين وحقول التفاح والكرز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية