2012/05/04

كيف تكون رجل أعمال في أسبوع؟!





تتغير العقلية السعودية باستمرار, حتى نظرة المجتمع عموماً تتغير بشكل مستمر, على سبيل المثال, كان أجدادنا يسكنون في بيت واحد رغم تعدد الاسر دون حساسية تذكر, بينما اليوم اختلف القياس والتعامل, حياة البساطة السابقة تغيرت وتغيرت معها العقول حتى أصبح كبار السن يحرصون على تعليم أبنائهم رغم أنهم لم يتعلموا, هذه التغيرات كلها إيجابية ولاشك أنها تغيرات طبيعية تواكب تغيرات الدولة الاقتصادية والتنموية وغيرها.

اليوم أرى وبشكل ملفت أن هناك خصال غير جيدة يشترك فيها معظم الشباب رغم محاولات جاهدة لتغييرها من نفس الوسط الشبابي, لعل من أهمها النظرة السوداوية لمستقبل مشاريع الدولة, غياب الطموح وضبابية الهدف, تشتت الرغبات وانعدام الشخصية, ما نحتاج إليه ليس معجزة خارقة أو سحر فتاك, بل نحتاج إلى فسحة من الأمل ولو بسيطة, لابد أن يتأكد الشاب أن الكلام وحدة لم يعد يجدي, فبدل القول الفعل وبدل الانتقاد الحل,وبدل التشكي المبادرة, هناك مجموعة نوافذ إجتماعية يستطيع الشاب تحقيق كل أحلامه من خلالها, فكل من يمتلك مشروع ويريد الإرشاد أو الدعم المادي يجده حيث يقنع بعمله ومشروعه, هناك عدة جهات حكومية أو أهلية تقدم مثل هذه الخدمات الرائعة للمجتمع,ومثل هذه الجهات:

1- بادر لحاضنات التقنية: www.badir.com.sa  (يقدم استشارات ودعم مالي)
2- معهد ريادة الأعمال الوطني: www.riyadah.com.sa/Index.aspx (يقدم استشارات ودعم مالي)
3- مجموعة عقال الشبابية: www.oqal.org (يقدم دعم مالي)
4- مرشدون: www.mentorsksa.com (يقدم استشارات)
5- معهد آي تو: www.i2institute.org/ar (يقدم استشارات, وعمل مشترك, وتطوير)

وهناك غيرها من الجهات التي تستقبل المشاريع وتنميها وتدعمها, كل ما نحتاج إليه هو الجرأة والطموح والعمل والمبادرة, التي تجعلنا نستطيع بعد عون الله ثم عون هذه الجهات أن نكون من كبار رجال الأعمال في فترة وجيزة, ونخلق مئات من فرص العمل التي تدعم الوطن وتغير حياتنا كلياً, نحن اليوم جيل يمتلك الكثير من الخيارات التي لا يمتلكها غيرنا في بلاد متقدمة كبعض البلدان الأوروبية, فلابد أن نستغل الفرصة ونضع أقدامنا على المكان الصحيح,ونربح التحدي بدل التشكي والنقد الغير مثمر.


اقرأ المزيد »
Bookmark and Share

2012/04/07

الرياض المدينة الصاخبة Riyadh The Bustling City



ولدت في مدينة الرياض وعشت فيها الطفولة والمراهقة حتى مرحلة الشباب حيث انتقلت للدراسة هنا بأمريكا, تغيرت الرياض كثيراً من أيام طفولتي حتى الآن, وأتطلع كل يوم لأن أراها أجمل من اليوم الذي قبله, يعرف الجميع مدينة الرياض بصخبها وضجيجها, وحركتها التي لا تهدأ, رغم ضخامة مساحتها وكثرة طرقها وشوارعها, إلا أنها تعتبر مدينة مزدحمة, تعج بأهلها والمقيمين فيها من مختلف الجنسيات, يتجاوز سكانها الخمسة مليون نسمة وقد يصلون إلى السبعة في بعض المواسم والأوقات, طرأت عليها تغييرات كثيرة بأرصفتها وأنظمتها وتعليمها وشكلها وأهلها ومشاريعها, أتأمل كثيراً بـ(الرياض المستقبل), ولا أستطيع الانتظار حتى عودتي للرياض بعد انتهاء رحلتي الدراسية, دائماً أنظر إليها بعينين يملؤها الحب والشوق والجمال, سميتها (المدينة الصاخبة) لما تعنيه تلك المدينة الرائعة من حركة لا تهدأ, ومن نشاط لا يسكن, وحيوية لا تعرف الخمول, هنا أهم مشاريع الرياض التي أحببتها والتي أنتظرها ..

مشاريع تحت الإنشاء أو انتهت:
جامعة الأميرة نورة ( انتهى المشروع)

برج رافال (تحت الإنشاء)

مركز الملك عبدالله المالي الذي أعشقه جداً,
وأضنه سيغير الرياض رأساً على عقب (تحت الإنشاء)

حدائق الملك عبدالله العالمية (تحت الإنشاء) 

برج تمكين (انتهى)

أبراج العليا (تحت الإنشاء)
تطوير الدرعية (تحت الإنشاء)
واحة وأبراج غرناطة (تحت الإنشاء)
فندق هيليتون الرياض (تحت الإنشاء)
أوقاف جامعة الملك سعود (تحت الإنشاء)

مدينة الطالبات بجامعة الملك سعود (انتهى المشروع)

طريق الملك عبدالله (تحت الإنشاء)

مجمع تقنية المعلومات والاتصالات (تحت الإنشاء)

مشاريع مستقبلية:

توسعة مطار الملك خالد الدولي

مترو الرياض (طريع العليا العام - طريق الملك عبدالله)

أخيراً أهدي لعشاق الرياض هذه الأبيات (يحتوي موسيقى):

اقرأ المزيد »
Bookmark and Share

2012/02/28

كيف تكون الحياة السعيدة؟!



حياتنا مليئة بالأشياء الجميلة, فيها الحب والأشواق, فيها العطاء والإيمان, فيها العلم والبحث, فيها المغامرات والاكتشافات, فيها الهدوء والجنون, وكل إنسان يقرر كيف يعيش, وبما أننا كمسلمين نعرف أننا ما وجدنا إلا لسعادة الدنيا بطاعة الله والعمل الجاد والتمتع بجمال الدنيا, وكذلك سعادة الدار الآخرة إن كتبنا الله من أهل الجنة - اللهم اجعلنا من أهلها -, وهذا يعني أن الكآبة والتعاسة والملل والشقاء هي حالات يختارها الإنسان لنفسه في أغلب الأحيان, لأن كل إنسان بمقدوره تغيير حالته النفسية التي يمر بها بشيء ما يناسبه أو يعجبه ويثير اهتمامه، حتى لو كان يمر بضغط نفسي بسبب موضوع أو آخر.

هناك أشخاص لم يتعرفوا على أنفسهم بشكل كافي، أو لا يعرفون الطريق إلى ذواتهم, وقد يجهلون كثيراً من خصائص شخصياتهم أو مواهبهم أو حتى ميولاتهم, وقد يكون سبب ذلك ببساطة هو أنهم يعيشون في بيئة لا تناسبهم, لذا فإنه في كثير من الأحيان يكون تغيير المكان أو العلاقات حلاً جذرياً ليكتشف الإنسان نفسه من جديد, حين يعيش الإنسان طفلاً صغيراً يكون قد تربى في حمى شخص يقف خلفه ويحميه حتى يتزوج فيكون تحت تأثير تلك الرعاية ولم ينطلق بشكل كامل, خذ هذه الحالة وقسها على حالات مختلفة بالحياة تسير بنفس الطريقة, وقد يكون الكثير من الأيتام أكثر كفاءة وتحمل للمسؤولية من غيرهم من غير الأيتام, إن عاشوا في بيئة مناسبة.

النجاح والسعادة والراحة أجدها مصطلحات فضفاضة, تحتاج إلى تحديد أكبر, لا تقاس النجاحات بحجم النجاح كان صغيراً أو كبيراً, بل بنوع النجاح وشكله مقارنه بالشخص الذي قدمه ولمن قدم هذا النجاح, وكذلك السعادة والراحة إن لم تحدد بالقناعة والعمل المخلص فإنها ستكون مصطلحات أشبه بالسراب مهما اقتربت منها ابتعدت, وحتى تؤدي دورك الطبيعي في الحياة عليك اكتشاف نفسك أولاً، وقد تحتاج إلى استشارة المختصين، المهم هو أن تعرف نفسك بأفضل الطرق التي تراها مناسبة, ثم البحث عن ميولاتك ورغباتك, ثم تحديد أهدافك حتى لو كانت في إطار المتعة فهي تظل أهدافاً تريد تحقيقها, ثم ارسم الجدول ولو في رأسك - على أقل تقدير - واعمل حسب رغبتك وقدرتك, واقتنع بما تجني فكل ثمار ستقطفه محدود ببذلك وقدرتك!.

في صحيفة البلاد هُنا
اقرأ المزيد »
Bookmark and Share

2012/02/06

مواقف من الذاكرة (4) إقامتي في واشنطن

تابع لمواقف (3),
كان الفندق قمة في الروعة والراحة بصراحة,  وارتحت جداً لما دخلته, كان أفضل من توقعاتي والحمد لله, الفندق كان ( هوليدي إن ) وهذه صور له من الخارج:





وهذه صور من النافذة من داخل غرفتي:

هذه مقبرة التي ترونها في الأعلى على البساط الأخضر, ولو تلاحظون النصائب البيضاء هذه معلومات كل صاحب قبر


بعد أن استيقضت من النوم, كنت في شوق للتعرف على الدولة الجديدة, جالت نظراتي حول المكان وشعرت بحنين للرياض رغم أني لم أفارقها إلا من يومين تقريباً, لكن المكان الجديد كان مختلفاً بكل المقاييس, لم تكن حقيبتي الضائعة قد وصلت بعد, فتحت جهازي المحمول إذ أنه كان معي في شنطتي الكتفية, ودخلت الماسنجر, فكلمت والديَّ وإخوتي والمشاعر تتلاقى اول مرة بعد السفر, جلست على الجهاز أربع ساعات تقريباً, ثم أحسست بالجوع, فقررت أن أخرج لأبحث عن مطعم قريب, لما نزلت الاستقبال اتصلت من هاتفي على المطار لأسأل عن حقائبي لكني لم أفهم ماذا قال الموظف, فأعطيت الهاتف موظفة الاستقبال, فطلب عنوان الفندق وقال ستأتيك غداً, أغلقت الخط والهم يشتعل في قلبي ألماً على أمتعتي الضائعة في بلدٍ غريبٍ أسافر إليه أول مرة, ثم انطلقت بحثاً عن مطعم, ومع الدوران لم أجد شيئاً واضحاً, لكني رأيت محلاً للقهوة دخلته لأسأل عن مطعم قريب, فقال لي أن المطعم في القسم الثاني من المقهى, ذهبت إلى المطعم وبدأت أقرأ قائمة الطعام, وكنت في غاية الحذر خوفاً من أن يكون هناك لحم خنزير أو ما شابه, فقلت لها هل هناك ساندوتش دجاج, قالت: نعم, فقلت إذا أعطني ساندوتش دجاج واحدة وعصير ليمون, (طبعاً مزاج عال العال ليمون على الغدا هههههههه), أخذت الوجبة وجلست على إحدى الطاولات وبدأت في أكلها وكانت من ألذ ما أكلت في حياتي, أسم المطعم ( Cafe Divan) وأنصح الجميج بزيارته وللمزيد من التفاصيل إضغط هنا إليكم صورة مميزة للوجبة:


لما خرجت من المطعم في طريقي إلى الفندق, رأيت مبنى كبير كان على يميني وأنا أمشي باتجاه الفندق, يدخله الناس بشكل ملفت, دخلت من باب المبنى ولم أرى إلا الدرج أمامي, احترت فيما يمكن أن يكون هذا المبنى, وكنت امشيء بحذر وكأني سأسرق شيئاً, وأنتظر أحد الحراس يصرخ بي, صعدت الدرج وإذا بي أتفاجأ بسوق كبير (سيفوي), دخلته وكلي سعادة بأني سأشتري منه مختلف الأشياء من حلوى ومشروبات وأكل سريع.
تجولت بالسيفوي كثيراً وأخذت منه بعض الحاجيات والحلوى وغيرها.
المشروبات الروحية الجميلة

ركني المقدس بالسيفوي


ولما أردت الخروج تفاجأت بالكاشير الذي لم أره في بلادي, الكاشير الآلي ( يا ساتر كاشير آلي مرة وحدة هههههههه )


صورة وأنا في طريقي للفندق:


رجعت الفندق واستخدمت النت لبعض الوقت ثم خلدت في نوم عميق, وجلست يوماً آخر في الفندق ولازالت حقائبي مفقودة ولم يصلني عنها أي تفاصيل, وفي اليوم الثالث, استيقضت ونزلت لأجد تاكسي يأخذني للملحقية الثقافية السعودية, وقد كتبت عنوانهم في ورقة بيضاء صغيره, ركبت سيارة الأجرة, فأخذتني للملحقية, كان موضف الاستقبال - في مبنى الملحقية - يأخذ أسماء كل من دخل المبنى وكانت الملحقية قد استأجرت الدور الثامن والتاسع من المبنى, فلما كتب اسمي موظف الاستقبال والجهة التي أريدها في المبنى, سألني إن كنت سعودياً أم لا؟, قلت له بأني سعودي وسألته عن سبب سؤاله, فقال: أسمك جديد على لم يأتي هنا سعوديٌ قبلك بهذا الاسم, (فشعرت فجأة أن شكلي قد يخدع من أمامي فيتخيل أني أمريكي, ففرحت كثيراً ههههههه),

أنهيت عملي في الملحقية, ثم عدت إلى الفندق ولما وصلت سألت عن الحقائب, فقالوا إنها وصلت فلم تسعني الفرحة حينها, فأخذت الحقائب إلى غرفتها, ولما فتحتها لم أجد الكاميرا الإحترافية ولا العدسات الخاصة بها, بحثت عنها جيداً ولم أجد أي أثر, وكانت قيمتها قريب من السبعة آلاف ريال!, لكن الحمد لله على كل حال, سألت موظفي الفندق عن الكاميرا لكنهم لا يعلمون شيئاً عنها, فقلت الحمد لله, ولا أدري هل سرقت في مطار الرياض أو مطار نيويورك أو واشنطن أو مكان آخر!, تناسيتها حتى نسيتها, رغم أني تضايقت كثيراً لذلك, في غد ذلك اليوم كان موعد سفري إلى كرفاليس, مقر دراستي, ومن الغد استيقضت باكراً, لممت أغراضي, واتجهت للنقل العام بعد أن سجلت الخروج من الفندق, فأخذت باص الفندق متجهاً إلى المطار, وكان أحد أصدقائي قد حجز لي رحلتي إلى كرفاليس على الإنترنت, فأرسل لي اسم الموقع ورقم الحجز الإلكتروني, وكنت أظنه اسم الخطوط ورقم حجز الرحلة, سألني السائق عن الخطوط التي أريدها ليقف عندها, فقرأت له اسم في الرسالة على جوالي, ولم أكن أعلم أنه اسم موقع الحجز وليس اسم الخطوط, فقال لي أنه لا يوجد خطوط بهذا الاسم فبدأ العرق يتصبب مني, والخوف يتسلل إلي, قلت له ضعني عند أي خطوط وأنا أبحث عنها, فوضعني عند الخطوط الأمريكية, نزلت وسألت عن الخطوط ولم يكن أحد يعلم ما هذه الخطوط حيث كان الاسم غريباً عليهم, فقال لي آخر من سألت أن هذا ليس اسم الخطوط بل اسم موقع الحجز, فتساقط الأمر في يدي ولم أعرف كيف أتصرف وكان قد بقي على الرحلة 30 دقيقة فقط, والمطار كبير جداً حتى أن التنقل بين صالاته تكون بالقطار الكهربائي!, للحديث بقية في مواقف من الذاكرة (5) قريباً بإذن الله.
اقرأ المزيد »
Bookmark and Share

2012/01/12

مشكلتنا ليست في الرواتب!



غلاء المعيشة والتضخم ليس مشكلة معقدة, أو قضية صعبة الحل, وفي تصوري أن الحكومة ممثلة في الوزارات ومجلس الوزراء باستطاعتهم خفض الكلفة المعيشية ومستوى التضخم بمجموعة قرارات مرحلية, حتى أن هذه القرارات ستخفض إنفاق الدولة في المصروفات العامة والرواتب وغيرها, بتصوري أن رفع الرواتب ليس الحل الأمثل لمعيشة تنعم بالرفاه, بل على العكس من ذلك وهو خفض تكاليف الأيادي العاملة السعودية مقابل التدخل الحكومي لتعديل سعر المعيشة في السعودية, الصين على سبيل المثال تعد ثاني اقتصاد على مستوى العالم, وحسب الدراسات قد يكون الاقتصاد الأول في عام 2015 إذا لم تعدل الولايات المتحدة من نظامها الاقتصادي, ورغم ذلك تعد الأيادي العاملة الصينية من أرخص الأيادي العاملة على مستوى العالم, وذلك بطبيعة الحال يعود إلى انخفاض تكاليف المعيشة, وبذلك كسبت الصين الكثير من المعارك التجارية, فمثلاً تجد مصانع لشركة آبل الأمريكية موجودة في الصين, وكذلك كبريات الشركات اليابانية فتحت لها فروع ومصانع كثيرة في الصين مثل توشيبا وسوني وغيرها, وذلك بسبب سعر الأيادي العاملة الرخيصة, وكما قال أحدهم "الصين لا تملك شيئا ولكنها صنعت كل شيء", هناك الكثير من المصانع والشركات العملاقة التي من الممكن أن تفتتح لها فروع في السعودية وسيكون الأمر أكثر إغراءً لو كانت الأيادي السعودية رخيصة مقارنة ببلد تلك الشركات, القوة البشرية في الصين خدمت الرخص في الأيادي العاملة, وكذلك السعودية فإنها تمتلك الكثير من المواد الخام وأهم منها النفط كأهم مصدر للطاقة اليوم, ونستطيع اليوم ما دمنا في واجهة دول الطاقة أن نستغل الفرصة بدعم الشركات والمصانع وفرض بعض الضرائب والرسوم إلى جانب المحفزات التي تقوم بها هيئة المدن الصناعية اليوم, هناك الكثير من المنتجات التي ترتفع أسعارها لا بسبب كلفتها الحقيقية بل بسبب الطمع أو غياب الرقابة, وبرأيي مسألة الرقابة ليست مجدية وأظنها حلاً غير مستدام, لكن البديل الذي أراه مناسباً هو فتح هيئة ضخمة بفروع كبيرة تسجل جميع المنتجات التي تدخل السوق السعودية مع معرفة أسعارها دون التدخل فيها, ثم دراسة هذه المنتجات من ناحية التكلفة الحقيقية, ودراسة نسبة الربح المعقولة ثم تحديدها, وفرض ضرائب محددة بنسبة معينة على المنتجات التي تتعدى هامش الربح المدروس, فبإمكان التاجر أن يرفع السعر كيفما شاء لكن الضريبة مرتبطة بالسعر زاد السعر زادت الضريبة وهكذا, وتكون مربوطة بنظام متكامل, والضريبة يتحملها المستهلك, مع دعم التجار الذين يبيعون بالنسب المحددة بحوافز معينة, ويطبق برنامج شبيه ببرنامج نطاقات مع تغيير ثوبه ليناسب قطاع التجارة, لأنه لو وجد المواطن منتجين الأول بسعر وهامش ربح عادلين والمنتج الثاني مرتفع السعر مع ضريبة مرتفعة فإنه سيتركه مباشرة, هذا فيما يخص المنتجات التي يوجد لها بدائل, أما المنتجات الاحتكارية فيجب أن تقضي عليها الدولة بفتح المجال للجميع, ومشكلة السلع التي تأتي من الخارج مرتفعة الثمن هو أن نفتح لها مصانع في البلاد تخفض من قيمتها بناءً على سعر أرض المصنع والخدمات المخفضة وكذلك سعر الأيادي العاملة الرخيصة وهو أهم العوامل, أما قطاع العقار فمثلاً فرض رسوما أو ضرائب على الأراضي البيضاء كما طالب به الكثير من المختصين في هذا المجال, مع تبني مشروع بناء مجمعات سكنية تجارية ملك للدولة تؤجر على المواطنين بأسعار مناسبة جداً حتى يكسر سعر باقي الوحدات السكنية , وكذلك فرض ضرائب على الأسعار المرتفعة ويحدد ذلك بتقسيم الشقق إلى فئات معينة وبأحجام ثابتة ثم دراسة قيمتها ودراسة نسبة الضرائب وغيرها, قد تدفع الدولة مبالغ كبيرة في أول الأمر لكنها ستنعم بالرخاء حتى لو نفد النفط, لأنها كسبت أيادي محلية رخيصة جلبت المصانع من كل مكان ووفرت فرص عمل ضخمة للغاية, كما أن الأيادي العاملة الرخيصة المحلية ستقضي تدريجياً على العمالة الوافدة بحكم تنافس الأسعار بين الأيادي المحلية والاجنبية.
أخيراً أحب التأكد على أن رفع الرواتب ليس هو الحل بل هو مشكلة تزيد التضخم تعقيداً, إنما الحل في التركيز على خفض تكاليف المعيشة كما تفعل الصين اليوم, لتكون المصروفات والمدخلات بأسعار معقولة وقد يستغرق الحل وقتاً ليس بالقصير قد يمتد إلى عشر سنوات تقريباً تزيد أو تنقص, لكن المهم هو دراسة الوضع ورسم خطة واضحة ذات خطوات مدروسة ثم البدء في تنفيذها, هذه مجموعة حلول ليست حلولا متخصصة بل هي حلول عامة القصد منها أن هناك الكثير من الحلول لكنها تحتاج إلى جدية وتنسيق وإصرار على التطبيق, ومع الزمن وانتشار ثقافة التصنيع ورفع قدرة التعليم في المملكة ستنتشر الكثير من المصانع المحلية لمختلف السلع الاستهلاكية, والتي ستكون بأسعار مناسبة كونها من البلد للبلد, كما سيكون التصدير أسهل من السابق بحكم رخص المنتج, ومنافسته بقية منتجات دول العالم, وما ذكرته هنا ليس حلاً جديداً أو فريداً إنما هو ما تعمله الصين اليوم باختلافات بسيطة, مثل القوة البشرية الصينية مقابل النفط والمواد الخام السعودية كأقوى العوامل لدعم المعيشة الرخيصة.
اقرأ المزيد »
Bookmark and Share

2011/12/29

اللغة العربية والعلوم التطبيقية


عندما سقطت الخلافة العباسية على يد التتار وهم سلف سلالة الصينيين اليوم, حرقوا الكتب وأسقطوا العلوم وعادت الأمة صفراً خالية اليدين, فسرقت كتبها وأبحاثها العلمية, وألقي الكثير منها في نهر بغداد حتى يقال أن لون الماء تحول إلى لون الأحبار التي سالت من بطون الكتب العلمية التي أتلفها التتار في ماء بغداد, فنسبت جهود الكثير من المسلمين والعرب إلى آخرين من الأوروبيين وغيرهم, وترك المسلمون مجدهم بعد أن ضاع تراثهم العلمي, وغاب حس البحث العلمي حتى يومنا هذا, رغم أننا نرى الكثير من العرب اليوم تميزوا في بلاد الغرب رغم الضغط والمقمع والفقر, لن نبكي بالطبع على زمن مضى لكنها لفتة تذكير بأحداث وقعت لآبائنا في الماضي, ومن هنا أوجه لك عزيزي القارئ سؤالٌ أتمنى أن لا ننزعج من الإجابة عليه, ماذا بشأن اللغة العربية وأين مصيرها بين لغات العلوم اليوم بعد أن كانت لغته الأساسية, كانت تلك العلوم التي أتلفها التتار مكتوبة باللغة العربية, حتى إن بعض فصول الفيزياء والكيمياء والفلك والرياضيات تحتوي على كلمات عربية استخدمت من ذلك الوقت ولا تزال تستخدم حتى اليوم وقد يرددها الكثير من الناس جاهلين مصدرها الحقيقي, سيطرت اللغة العربية على العلوم فأصبحت لغة العلم في القرون الوسطى, ثم انتقل العلم والتطوير إلى أوروبا فانتقلت السيطرة إلى اللاتينية على العلوم, ولايزال تأثير اللاتينية قوياً في العلوم إلى وقتنا الحاضر, لكن اليوم نرى اللغة التي اكتسحت العلوم والعالم هي الانجليزية, وذلك يرجع لأسباب مختلفة لعل من أهمها, مستعمرات بريطانيا التي أثرت على مستعمراتها بالانجليزية في المئتين سنة الماضية, ثم الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وسيطرة اقتصادها وانتاجها واحتوائها الكثير من العلماء والمنجزين, ولا أنسى الصناعة السينمائية الضخمة التي تقوم بها الولايات المتحدة اليوم والتي ساهمت بشكل هائل في نشر الانجليزية.
وباعتقادي ليست التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية اليوم كبيرة كما في الماضي, ويأتي تركيزنا على إعادة مجدنا العلمي بلغتنا العربية بحكم أن اللغة العربية تعد من أهم لغات العالم ويدعم ذلك القرآن الكريم, والحديث الشريف الذي قد كتب باللغة العربية, فلا نستطيع التخلي عن العربية ما دمنا مسلمين, وإضافة إلى ذلك فإن اللغة العربية تعد من أكثر اللغات في العالم ثراء بالمفردات والكلمات, وقد اطلعت على بعض الأرقام التي تحكي أن العربية قد تصل إلى مئات الآلاف من الكلمات والاشتقاقات, رغم عدم تأكيد هذه المعلومة لكنه يعد رقماً ضخماً, واللغة العربية تتميز بتوفر الكلمات الدقيقة فيها التي تصف الشيء المطلوب بكل دقة ووضوح, وقد جاء عن بعض أهل اللغة أن الجمل يسمى بخمسة آلاف اسم, وكثير منها ما كان يوصف به حتى أصبح من أسمائه, والسيف له خمس مئة اسم كذلك وهكذا, وكثيراً ما ننجح في ترجمة المصطلحات الأجنبية الجديدة, مثل (الوسائط المتعددة), و(التطبيقات) للهواتف الذكية وكذلك مصطلح (المواقع الاجتماعية) كل هذه المصطلحات تعد بسيطة وسهلة ولا تحتاج إلى ترجة عربية إلاَّ أنها ترجمت على الفور لتوفر المصطلحات المناسبة, فليس من الصعب أن تعود اللغة العربية إلى واجهة النشر العلمي.
كنت أفكر كثيراً في كيفية تمكين العربية من أن تكون لغة العلوم من جديد, لتعتمد كلغة علمية في الملتقيات والمؤتمرات العلمية الضخمة والكتب والنشرات البحثية في المستقبل القريب, كخطوة أولى أقترح على جامعاتنا التي تسعى لرفع القدرة الانتاجية والبحثية كجامعة الملك سعود وأم القرى وغيرها, على تأسيس مركز للتميز يعطي شهادات تميز للمراكز المستحقة بمعايير محددة حول العالم, ثم تأسيس مجلة علمية تنشر باللغة العربية, ومراسلة مختلف العلماء المسلمين حول العالم للنشر في المجلة باللغة العربية كونها اللغة التي تجمع المسلمين حول العالم وقد تجاوز عددهم اليوم المليار وسبع مئة مليون مسلم حتى اليوم, ثم تنشر المجلة أبحاث علمية حصرية لا تنشر إلا باللغة العربية, وترسل نسخ منها للجامعات المرموقة ومراكز التميز حول العالم بالعربية, كما أنه يمكن أن تأسس مجلة علمية طلابية تنشر أبحاث الطلاب العلمية وتكون شراكة بين طلاب كلية اللغة العربية وطلاب التخصصات العلمية, حيث يكتبها طلاب التخصصات العلمية بقدراتهم اللغوية, فيعيد كتابتها بعربية صحيحة طلاب اللغة العربية, فمن جهة نكون قد عززنا النشر العلمي باللغة العربية, ومن جهة أخرى نكون قد عززنا كذلك مهارات طلاب اللغة العربية في سبر أغوار اللغة والتعرف عليها عن قرب, ولو تأسس لذلك كرسي بحثي جديد يختص بهذه المجلة أو مركز للتميز كما ذكرت يكون متخصص في دعم هذه الفكرة لتكون العربية هي الواجهة العلمية من جديد, وهذا لا يعني بالطبع أن نكتفي بالعربية, لكن بجانب تعلمنا الانجليزية تكون مدخلاتنا العلمية من اللغتين ومخرجاتنا بالعربية قدر الإمكان, إلا عند الحاجة في استخدام الانجليزية كطلاب الجامعات الأجنبية وغيرها من الحاجات.
في صحيفة البلاد هُنا
اقرأ المزيد »
Bookmark and Share

2011/11/21

المال أم تحقيق الذات؟


لا تنتظر أدوارك من الحياة بل خذها أنت من الحياة, فلا يعرفك أحد مثل معرفتك بنفسك, ليست القضية في (أين أنت ذاهب؟), بل القضية (أين تريد أن تذهب؟), لماذا لا نعترف بشخصياتنا ميولاتنا ورغباتنا حتى لو كانت مخجلة, حقاً لماذا نخجل أصلاً؟, لماذا يخجل البعض عندما يقول إن تخصصه الجامعي علوم فنية أو تربية بدنية, ليس المهم ماذا يفعل لك التخصص (من مال ومكانة إجتماعية وغيرها), بل ماذا ستفعل أنت في التخصص ( من أفكار جديدة وبحوث مثرية وإبداع فريد), السر يكمن في الإبداع, لا تتوقع أن يبدع الإنسان في عمله وهو لا ينتمي إليه شعوراً وتفكيراً, وكما هو معروف أن التخصص هو شكل الوظيفة - وان اختلفت مسمياتها او تطبيقاتها يبقى التخصص هو العمل - ولا يمكن أن يكون الإنسان متميزاً معطاءً بطاقته الكاملة في تخصص لا يحبه ولم يختره عن قناعة, وإن وجدنا من تميز في تخصص لا يحبه تأكد أنه سيكون قنبلة إبداعية لو كان في تخصص يحبه.
أتحدث مع كثير من الطلاب المقبلين على الجامعة أو بعض المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية حيث الدراسة, فأجد الكثير من الطلاب يدرسون اللغة بلا بوصلة تحدد اتجاهه, مع ضبابية تامة عن مستقبله, ربما الشيء الذي يتفق عليه الكثير هو (أن أجد وظيفة تدر الكثير من المال).لكن لنسأل: وماذا بعد المال؟. المال كما نعلم هو وسيلة لتحقيق بعض الغايات والأهداف, إن كان هدفنا من التجارة هو جمع المال فقط فهذه مصيبة, لأنه ليس من السائغ أن نحول الوسيلة إلى هدف, ننسى به أهدافنا السامية وأدوارنا الرئيسة كمسلمين تجاه عالمنا الإسلامي, الذي يحتاج المتميزين في كل التخصصات, القضية هي أن تعيش في مكانك الصحيح وأن تعرف من أنت وماذا تريد, هناك الكثير من التخصصات التي قد لا توجد في جامعاتنا السعودية أو لا يدعمها سوق العمل في بلادنا لكنك قد تجد نفسك فيها, لا تفكر في سوق العمل بقد ما تفكر في نفسك ومكانك من هذا التخصص, قد تستطيع أن تصنع آلاف الوظائف من هذا التخصص بإبداعك ونجاحك, أتمنى أن أرى لجاناً في جامعاتنا السعودية تساعد الطلاب على اختيار التخصص المناسب, والتعرف على شخصياتم ودعمها, هناك الكثير من المبدعين السعوديين, لكنهم بحاجة لدعم المختصين ربما لكشف ذواتهم وتحديد مهاراتهم وميولاتهم أو مساعدتهم على ذلك كأقل تقدير, لم تعد آراء الوالدين والأقرباء وبعض الأصدقاء مجدية في حياة الطالب كما في السابق, فالعالم اليوم تغير والتحديات ازدادت, بل إن هذا النوع من الاستشارة قد تضر أكثر مما تنفع, ولابد أن نراعي بين برنا بوالدينا وأصدقائنا وبين مستقبلنا وتخصصاتنا, قرار تتخذه بلحظة يحدد تخصصك قد يقتلك في باقي حياتك, فاتخاذ القرار هنا حاسم ولابد من الاطلاع على التخصصات قبل اختيارها من خلال مواقع كليات الجامعات السعودية او من خلال الموسوعة الحرة ويكيبيديا, المهم ان تكون في المكان المناسب, وتذكر أن الاستشارة لا تكون إلا من الشخص المناسب, فلا يجوز أن أستشير عالم الفيزياء في مسألة جغرافية, برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي فرصة منحتها لنا الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي, وهذه الفرصة تتيح لك الدراسة في أرقى جامعات العالم, وفي كثير من التخصصات, فلم تعد دراسة التخصص المناسب مشكلة كبيرة كما في السابق, لكن التحدي الأكبر هو أن تنجح في تطبيق خططك وتكون في سباق مع الزمن لتقديم كل ما يسمح به نشاطك وإبداعك لتهديه إلى وطنك والأمة الإسلامية.
اقرأ المزيد »
Bookmark and Share