تابع لمواقف (3),
كان الفندق قمة في الروعة والراحة بصراحة, وارتحت جداً لما دخلته, كان أفضل من توقعاتي والحمد لله, الفندق كان ( هوليدي إن ) وهذه صور له من الخارج:
وهذه صور من النافذة من داخل غرفتي:
هذه مقبرة التي ترونها في الأعلى على البساط الأخضر, ولو تلاحظون النصائب البيضاء هذه معلومات كل صاحب قبر
بعد أن استيقضت من النوم, كنت في شوق للتعرف على الدولة الجديدة, جالت نظراتي حول المكان وشعرت بحنين للرياض رغم أني لم أفارقها إلا من يومين تقريباً, لكن المكان الجديد كان مختلفاً بكل المقاييس, لم تكن حقيبتي الضائعة قد وصلت بعد, فتحت جهازي المحمول إذ أنه كان معي في شنطتي الكتفية, ودخلت الماسنجر, فكلمت والديَّ وإخوتي والمشاعر تتلاقى اول مرة بعد السفر, جلست على الجهاز أربع ساعات تقريباً, ثم أحسست بالجوع, فقررت أن أخرج لأبحث عن مطعم قريب, لما نزلت الاستقبال اتصلت من هاتفي على المطار لأسأل عن حقائبي لكني لم أفهم ماذا قال الموظف, فأعطيت الهاتف موظفة الاستقبال, فطلب عنوان الفندق وقال ستأتيك غداً, أغلقت الخط والهم يشتعل في قلبي ألماً على أمتعتي الضائعة في بلدٍ غريبٍ أسافر إليه أول مرة, ثم انطلقت بحثاً عن مطعم, ومع الدوران لم أجد شيئاً واضحاً, لكني رأيت محلاً للقهوة دخلته لأسأل عن مطعم قريب, فقال لي أن المطعم في القسم الثاني من المقهى, ذهبت إلى المطعم وبدأت أقرأ قائمة الطعام, وكنت في غاية الحذر خوفاً من أن يكون هناك لحم خنزير أو ما شابه, فقلت لها هل هناك ساندوتش دجاج, قالت: نعم, فقلت إذا أعطني ساندوتش دجاج واحدة وعصير ليمون, (طبعاً مزاج عال العال ليمون على الغدا هههههههه), أخذت الوجبة وجلست على إحدى الطاولات وبدأت في أكلها وكانت من ألذ ما أكلت في حياتي, أسم المطعم ( Cafe Divan) وأنصح الجميج بزيارته وللمزيد من التفاصيل
إضغط هنا إليكم صورة مميزة للوجبة:
لما خرجت من المطعم في طريقي إلى الفندق, رأيت مبنى كبير كان على يميني وأنا أمشي باتجاه الفندق, يدخله الناس بشكل ملفت, دخلت من باب المبنى ولم أرى إلا الدرج أمامي, احترت فيما يمكن أن يكون هذا المبنى, وكنت امشيء بحذر وكأني سأسرق شيئاً, وأنتظر أحد الحراس يصرخ بي, صعدت الدرج وإذا بي أتفاجأ بسوق كبير (سيفوي), دخلته وكلي سعادة بأني سأشتري منه مختلف الأشياء من حلوى ومشروبات وأكل سريع.
تجولت بالسيفوي كثيراً وأخذت منه بعض الحاجيات والحلوى وغيرها.
المشروبات الروحية الجميلة
ركني المقدس بالسيفوي
ولما أردت الخروج تفاجأت بالكاشير الذي لم أره في بلادي, الكاشير الآلي ( يا ساتر كاشير آلي مرة وحدة هههههههه )
صورة وأنا في طريقي للفندق:
رجعت الفندق واستخدمت النت لبعض الوقت ثم خلدت في نوم عميق, وجلست يوماً آخر في الفندق ولازالت حقائبي مفقودة ولم يصلني عنها أي تفاصيل, وفي اليوم الثالث, استيقضت ونزلت لأجد تاكسي يأخذني للملحقية الثقافية السعودية, وقد كتبت عنوانهم في ورقة بيضاء صغيره, ركبت سيارة الأجرة, فأخذتني للملحقية, كان موضف الاستقبال - في مبنى الملحقية - يأخذ أسماء كل من دخل المبنى وكانت الملحقية قد استأجرت الدور الثامن والتاسع من المبنى, فلما كتب اسمي موظف الاستقبال والجهة التي أريدها في المبنى, سألني إن كنت سعودياً أم لا؟, قلت له بأني سعودي وسألته عن سبب سؤاله, فقال: أسمك جديد على لم يأتي هنا سعوديٌ قبلك بهذا الاسم, (فشعرت فجأة أن شكلي قد يخدع من أمامي فيتخيل أني أمريكي, ففرحت كثيراً ههههههه),
أنهيت عملي في الملحقية, ثم عدت إلى الفندق ولما وصلت سألت عن الحقائب, فقالوا إنها وصلت فلم تسعني الفرحة حينها, فأخذت الحقائب إلى غرفتها, ولما فتحتها لم أجد الكاميرا الإحترافية ولا العدسات الخاصة بها, بحثت عنها جيداً ولم أجد أي أثر, وكانت قيمتها قريب من السبعة آلاف ريال!, لكن الحمد لله على كل حال, سألت موظفي الفندق عن الكاميرا لكنهم لا يعلمون شيئاً عنها, فقلت الحمد لله, ولا أدري هل سرقت في مطار الرياض أو مطار نيويورك أو واشنطن أو مكان آخر!, تناسيتها حتى نسيتها, رغم أني تضايقت كثيراً لذلك, في غد ذلك اليوم كان موعد سفري إلى كرفاليس, مقر دراستي, ومن الغد استيقضت باكراً, لممت أغراضي, واتجهت للنقل العام بعد أن سجلت الخروج من الفندق, فأخذت باص الفندق متجهاً إلى المطار, وكان أحد أصدقائي قد حجز لي رحلتي إلى كرفاليس على الإنترنت, فأرسل لي اسم الموقع ورقم الحجز الإلكتروني, وكنت أظنه اسم الخطوط ورقم حجز الرحلة, سألني السائق عن الخطوط التي أريدها ليقف عندها, فقرأت له اسم في الرسالة على جوالي, ولم أكن أعلم أنه اسم موقع الحجز وليس اسم الخطوط, فقال لي أنه لا يوجد خطوط بهذا الاسم فبدأ العرق يتصبب مني, والخوف يتسلل إلي, قلت له ضعني عند أي خطوط وأنا أبحث عنها, فوضعني عند الخطوط الأمريكية, نزلت وسألت عن الخطوط ولم يكن أحد يعلم ما هذه الخطوط حيث كان الاسم غريباً عليهم, فقال لي آخر من سألت أن هذا ليس اسم الخطوط بل اسم موقع الحجز, فتساقط الأمر في يدي ولم أعرف كيف أتصرف وكان قد بقي على الرحلة 30 دقيقة فقط, والمطار كبير جداً حتى أن التنقل بين صالاته تكون بالقطار الكهربائي!, للحديث بقية في مواقف من الذاكرة (5) قريباً بإذن الله.