فاطمة بن سعيدان: «ما نموتش» للنوري بوزيد متواضع ولا يستحقّ جـائزة
نشر في 28-11-2012 18:05:10
لن نبالغ اذا قلنا إنّ الممثّلة فاطمة بن سعيدان مبدعة بأتمّ معنى الكلمة، حيث تترك بصمتها في أيّ عمل مسرحي أو سينمائي تشارك فيه، لكن من عيوب بن سعيدان أنّها تعمل في صمت فهي ثائرة على خشبة المسرح وأمام كاميراهات السينما ومنعزلة عن وسائل الإعلام، فنادرا ما تطالعنا بتصريح أو حوارات ورغم ذلك فقد استطاعت ان تستقطب نوعيّة معيّنة من الجمهور الذي أحبّها وعشق أعمالها وجرأتها وحماسها وعطاءها الفني اللاّمحدود، من فيلم «عرب» الى «عصفور السطح» و«صمت القصور» و«آخر فيلم» وصولا الى «خميس عشية» لمحمد دمق الذي شاركت به في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية والذي ظهرت فيه بشخصية طريفة ومختلفة عمّا تعودنا عليه.. حول هذه الشخصية ونتائج المهرجان كان لنا هذا اللقاء مع فاطمة بن سعيدان .
فاجأتنا في فيلم «خميس عشية» لمحمد دمق بشخصية طريفة وغير مركبة أو معقّدة على عكس أدوارك السابقة، فهل هو توجّه جديد لفاطمة بن سعيدان؟
ـ سبق لمحمد دمق ان عبّر لي عن رغبته في منحي أحد الأدوار في أعماله ولم يمرّ وقت طويل حتى وجه إليّ دعوة المشاركة في فيلم «خميس عشية» في دور «السيدة» وبمجرّد اطلاعي على الشخصيّة شدتني خاصّة انّها طريفة وواضحة المعالم كما انّها مختلفة تماما عن الأدوار التي قدمتها في السابق.. شخصيّا سعدت كثيرا بردّة فعل الجمهور بعد مشاهدة الفيلم حيث استطعت اقناعهم بالشخصيّة وهذا هو المطلوب.. إن نشوة الفنّان تتضاعف حين يشعر بأنّه نجح في الوصول الى المتلقّي..
في الوقت الذي انتظر فيه البعض شريطا يحكي عن الثورة تحدثتم عن الحقبة التي سبقتها؟
ـ كتب سيناريو «خميس عشية» قبل الثورة ونظرا الى أنّ أحداثه مهمّة ارتأينا عدم تغييرها باستثناء بعض التحويرات، حيث صار السيناريو أكثر وضوحا بعد ان كنا نعتمد فيه التلميح في ما يتعلق بظلم النظام واستبداده ومعاناة سي مصطفى (فتحي الهداوي) وافلاسه نتيجة ذمّه النظام.. نحن لسنا مطالبين برأيي بالاكتفاء بالحديث عن الثورة فقط بل كذلك علينا التطرّق في أعمالنا الفنّية الى الأشخاص الذين ناضلوا قبل الثورة وتعرضوا الى الظلم فالثورة لم تولد من فراغ بل هي نتيجة عديد التراكمات.
بصفة عامّة، كيف تقيّمين أول نسخة لأيّام قرطاج السينمائيّة بعد الثورة؟
ـ الحمد لله اننا تمكّنا من إعادة هذه الأيّام الى الواجهة وذلك كي لا تتوقف الحياة الثقافية في تونس.. شخصيا أرى انّ هذه النسخة كانت ناجحة خاصّة وانّها انجزت في وقت قياسي ومن الطبيعي وسط كل ذلك الارتجال في التحضير ان تقع بعض الهفوات كالأخطاء التي شهدها عرض الافتتاح، أمّا بخصوص الأخطاء التقنية فلا أحد منا ينكر انّ الامكانات المادّية لهذا المهرجان العريق متواضعة للغاية.. كما أريد الإشارة الى أمر مهمّ للغاية شدّ انتباهي وأثار استيائي خلال هذه الدّورة ان يقدّم الأفلام شباب يفتقر الى المستوى الأدنى من المظهر اللائق واللباس المحترم فأنا زرت جل المهرجانات الدولية ولم أر يوما مقدّما يرتدي «دجين» أو حذاء رياضيا كذلك الأمر بالنسبة الى مرافقي الضيوف.
وماذا عن مستوى الأفلام؟
ـ هي أفلام راقية في مجملها لكننا لم نشاهد أفلاما خارقة للعادة.. شخصيّا استمتعت كثيرا بالأفلام التونسيّة المشاركة وخاصّة الوثائقيّة منها كذلك الأمر بالنسبة الى السينما الإيرانيّة والمغربية التي أثبتت قدرا عاليا من الحرفيّة، كما أريد التعبير عن فرحتي الكبيرة بالاقبال الكبير الذي شهدته قاعات السينما فقد لمست تعطشا كبيرا للسينما من قبل الشباب وهذا أمر ايجابي للغاية ليته يتواصل على مدار السنة ولا نكتفي بأيام قرطاج السينمائيّة..
لنأت الآن الى نتائج الدّورة 19 لأيّام قرطاج السينمائيّة كيف تقيّمينها، وما رأيك في حصول الأفلام التونسيّة على جوائز؟
ـ في البداية أؤكّد انّ الفيلم السينغالي «الزورق» الذي نال التانيت الذهبي يستحقّ هذه الجائزة عن جدارة لأنّه ممتاز والأمر نفسه بالنسبة الى الفيلم المغربي الحائز على التانيت الفضّي رغم انّي كنت أفضّل فيلم «خيل الله» المغربي، أما في ما يتعلق بمنح الفيلم المصري التانيت البرونزي فإنني ألاحظ أنّه لم يكن عال الجودة.. وبخصوص الأفلام التونسيّة فعلينا القبول بقانون اللعبة فنحن تعوّدنا في الدورات السابقة ان تنال الأفلام التونسيّة النسبة الاكبر من الجوائز خاصّة اذا كان للنوري بوزيد مشاركة لكن لجنة تحكيم هذه الدورة رأت عكس ذلك وهذا مشروع، وحسب اعقادي كانت محقة في اختياراتها فشخصيا أرى انّ فيلم النوري بوزيد «مانموتش» لم يكن في حجم انتظاراتنا دون ان ننسى انّ الأفلام العربيّة والأجنبيّة المشاركة كانت ممتازة وتفوقت ـ وللأمانة ـ على الأفلام التونسية.
لكن «ما نموتش» حصد مؤخّرا بمهرجان أبو ظبي السينمائي جائزة أحسن فيلم؟
ـ حقيقة أتساءل كيف تمكن من الحصول على تلك الجائزة..
توقّع البعض ان تثير بعض الأفلام ضجّة لجرأتها لكن مرّ الأمر بسلام، فما رأيك؟
ـ مهمّة الفنّ هي الحديث عن الواقع دون تزييف وكشف عيوب الشعوب والتطرّق للمسكوت عنه ومعالجته فنيا لكن يجب ان نفرّق بين الأفلام الجريئة والإباحيّة.
في الوقت الذي تتعاملين فيه مع عديد المخرجين السينمائيين، لماذا تصرّين على التعامل مسرحيا مع الفاضل الجعايبي وجليلة بكار (شركة فاميليا للانتاج) فقط؟
ـ لأنّ المسرح ليس كالسينما، ففي المسرح أشعر أنّي أخلق وأصنع الشخصية، أنا مسؤولة عن كلامها وتحرّكاتها و«ماكياجها» ولباسها، أما في السينما فأكون مقيّدة بمعايير محدّدة ولا أكون مسؤولة عن الشخصيّة التي أتقمصها حيث أكتفي بأدائها، من جهة أخرى جليلة والفاضل هما عائلتي الفنية واتقاسم معهما الرؤية الفنية نفسها والمبادئ والقيم ولا أستطيع تركهما او التخلي عنهما.. فأنا اعتبر نفسي ابنة الخشبة أولا وأخيرا.
حاورتها: سناء الماجري
- لهذا إعتمدت التلفزة الوطنية اللون الأسود في شعار القناتين
- كواليس الحلقة الممنوعة: باسم يهاجم «سي.بي.سي»
- القصرين: جمعية هنا القصرين تفتتح نوادي الصحفي الصغير في المدارس الابتدائية
- مختار الخلفاوي يوّقع كتابيه الجديدين “ديمقراطية إن شاء اللّه” و”عتبات في الكلام على الكلام”
- وكالة رويترز: وقف «البرنامج» خطوة تثير القلق في مصر
- الفنانة كارول سماحة تعلن عن زفافها
- إلغاء حلقة باسم يوسف اليوم لانتقاده قناة سي بي سي
- مهدي كتو يؤرّخ لثورة مجهضة في كتابه الجديد