واشنطن تقترح تعليق العقوبات بدلاً من إلغائها في مفاوضات النووي

محمد المذحجي

لندن ـ «القدس العربي»: كشفت بعض مواقع مقربة من المحافظين والجهاز الدبلوماسي الإيراني بعض تفاصيل التوافق المحتمل بين إيران والغرب خلال مفاوضات لوزان في سويسرا، وكتبت أنه تم مناقشة ترقيق مخزون اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني بدلاً من نقله إلى روسيا، وتأمين التكلفة المالية والتقنية اللازمة لإعادة تصميم مفاعل أراك المثير للجدل من قبل الغرب، وتعليق العقوبات الاقتصادية على إيران لفترة 12 سنة بدلاً من إلغاءها نهائياً.
وووفقاً لموقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من الخارجية الإيرانية وموقع «ألف» التابع لعلي توكلي، أحد قادة المحافظين وعضو مجلس النواب الإيراني أمس (الإثنين)، تصر إيران على ترقيق مخزون اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني وبقاء هذا المخزون على أراضيها بدلاً من نقله إلى روسيا.
وأفادت وكالة أسو شيتد برس الأمريكية التي تنشر «التفاصيل الخاصة» عن المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 الأحد أنه تم مناقشة نقل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة، وجاء الرد الإيراني على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي نفى مناقشة هذا الموضوع من الأساس.
وكتب موقع «الدبلوماسية الإيرانية» أن المفاوضين الإيرانيين قاوموا اقتراح نقل مخزون إيران من اليورانيوم إلى دولة ثالثة خلال الجولة الجديد من المفاوضات في لوزان سويسرا، واقترح الجانب الإيراني ترقيق اليورانيوم عالي التخصيب عبر استخدام النظائر المشعة ليورانيوم 238.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إصرار إيران على حفظ مخزونها من اليورانيوم المخصب على أراضيها يمكن أن يوقف المفاوضات النووية في المرحلة الراهنة الحالية.
وكشف موقع «ألف» المقرب من المحافظين في إيران، نقلاً عن أحد خبراء منظمة الطاقة الذرية الإيرانية المقرب من الفريق المفاوض الإيراني، أن الولايات المتحدة الأمريكية اقترحت بنود بديلة لحل الخلافات، وأن البند الأول هو تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بدلاً من إلغاءها في خطوة واحدة مع الإعلان عن التوافق الشامل، والإلغاء الكامل لهذه العقوبات خلال فترة 12 عاماً.
وكتب الموقع أن البند الثاني ينص على أنه لا يحق لإيران تخصيب اليورانيوم في موقع «فوردو» الذي اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بالقيام بأنشطة نووية لأغراض عسكرية فيه، وأن طهران تستخدم «فوردو» لتخزين اليورانيم وانتاج النظائر المشجعة الطبية فقط.
وذكر موقع «ألف» أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد على وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني لفترة 10 سنوات، وقبول إيران بالتفتيش المفاجئ لمنشآتها النووية والتوقيع على البروتوكول الإضافي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تفتيش المواقع النووية.
وجاء في الموقع أن واشنطن تعتقد أنه يجب المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 تستمر لفترة أطول حول كيفية وكمية زيادة تخصيب اليورانيوم في إيران، بينما طهران تؤكد على نقل ملفها النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحسب التقرير، تتعهد الولايات المتحدة أن توفر التكلفة المالية والتقنية اللازمة لإعادة تصميم مفاعل أراك المثير للجدل وتحويله من مفاعل يعمل على أساس الماء الثقيل إلى مفاعل الماء الخفيف خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 15 أعوام.
وأضاف التقرير أنه يتم تعليق العقوبات النفطية على إيران في الخطوة الأولى من الاتفاق الشامل، وأن الولايات المتحدة شددت على ضرورة تواصل مراقبة مجموعة 5+1 على أنشطة إيران النووية.
وكشف الموقع أنه بعد التوصل إلى الاتفاق الشامل تستمر المفاوضات مع إيران تستمر المفاوضات حول الأنشطة النووية العسكرية الإيرانية وملف حقوق الإنسان في إيران.
وذكر دبلوماسي غربي أمس الإثنين أن هناك ثلاث نقاط خلاف كبيرة يجب حلها حتى تتوصل إيران والقوى العالمية إلى اتفاق إطار قبل انقضاء المهلة وأنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخلافات ستحل.
وتابع أن القضايا الأصعب تتعلق بمدة أي قيود على الأنشطة النووية الإيرانية بعد اقتراح أولي بعشر سنوات وكذلك رفع عقوبات الأمم المتحدة وإعادتها إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه «يبدو أن لدينا اتفاقا لأول عشر سنوات لكن بالنسبة للإيرانيين مسألة ما سيحدث بعد ذلك معقدة… لا أستطيع قول كيف ستكون النتيجة النهائية.»
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن هناك «بعض التقدم وبعض التراجع في الساعات الأخيرة.»
وقالت متحدثة باسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه سيعود إلى موسكو أمس الإثنين وإن كان مسؤولون صرحوا بأنه سوف يعود إلى سويسرا إذا كان هناك ما يستحق الإعلان.
من ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية الروسية إن هناك «تقدما كبيرا» وإن لافروف حث جميع الأطراف على تقبل تقديم تنازلات.
وفي محاولة لإنهاء الجمود اجتمع وزراء الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف والبريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والصيني وانغ يي وكذلك لافروف وشتاينماير في فندق يرجع تاريخه للقرن التاسع عشر ويطل على بحيرة جنيف.

محمد المذحجي

Email this page
Share on Facebook