عندما نتحدث عن الشيخ علي احمد العوضي فهناك أكثر من بداية يمكن أن نقولها، فهو من المؤسسين الأوائل لعمل الصيدلة في البحرين، فكان من بين مؤسسي صيدلية البحرين في عام 1945، وهو من شارك في تأسيس البنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية في البحرين أيضا، كما كان من أوائل أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة البحرين، وهو كذلك أول من طاف بالكعبة عائما عند حدوث سيول في عام 1941 بمكة المكرمة فقد قام بالسباحة 7 أشواط حول الكعبة.
درس الشيخ علي احمد العوضي رحمه الله الذي وافته المنية أمس، في مدارس الفلاح بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وعاد إلى البحرين بعد انتهاء دراسته.
وكان الشيخ علي رحمه الله من مؤسسي جمعية أصحاب الصيدليات وترأس مجلس إدارتها عدة سنوات، كما انتخب عضوا لمجلس إدارة غرفة تجارة البحرين مدة ثلاث دورات كاملة، ثم انسحب بعد ذلك بالرغم من إلحاح التجار عليه بضرورة الاستمرار، وكان مجلسه في المنزل والمتجر دائما مفتوحا لكل الناس من دون استثناء.
وعن دور الشيخ علي العوضي في العمل الخيري، هو من مؤسسي الجمعية الخيرية، وكان كما يقول عنه الجميع كرياح الخير، وان ما بيده ليس له، وعلم أولاده أهمية العمل الخيري، فكان لا يحب المظاهر والشكليات وكان لا يتوانى عن فعل الخير.
كان عضوا في منظمة الدعوة الإسلامية، وعضوا في مجلس إدارة الأوقاف، ولديه من الأبناء 5 أولاد وبنتان، أكبرهم يوسف وصديقة.
شب في أسرة تحترم العلم وتقدره لذلك حرص على أن يكون أبناؤه من خريجي الجامعات، فكانت ابنته الكبيرة صديقة من أوائل الفتيات البحرينيات اللاتي درسن الطب، حيث تلقت تعليم الطب في مصر وكان هذا من الأمور الغريبة أيضا على المجتمع البحريني أن تستكمل الفتاة دراستها خارج البحرين، ولكنه شجع ابنته على ذلك وانتقل معها بكامل الأسرة إلى مصر لكي تستكمل دراستها، ومن المصادفات الغريبة التي تظهر معدن هذا الرجل انه في فترة تواجده في مصر حدثت نكسة 1967، وبالرغم من نصائح الجميع له بالعودة إلى البحرين، لكنه رفض وقال إن ما يسري على المصريين يسري عليه، وتطوع في العمل بالمستشفيات المصرية لإسعاف الجنود المصابين.
رحم الله الشيخ علي احمد العوضي, ذلك الإنسان النبيل الذي أفنى حياته خدمة لهذا الوطن وكان خير مثال للبحرين وللمواطن البحريني.