بالصور.. ضبط 14 حالة غش بجامعة المنيا    بالفيديو.. "النيل للمجمعات": الأرز يطرح يوميا بجميع المجمعات الاستهلاكية    بالفيديو.. السيسي: تراجع معدل البطالة إلى 12.7%.. ومصر تحقق أعلى عوائد الاستثمار في العالم    برلماني يحذر الحكومة من تحمل فوائد حفر مشروع القناة الجديدة بدلا من الهيئة    بالصور.. إنشاء كوبري علوي على الطريق الزراعي بشبرا    اتهام 18 شخصًا فى البحرين بالتخابر مع إيران وحزب الله    قوات صومالية تقتل قائد وحدة استخبارات حركة الشباب    شاهد البث المباشر لفيس بوك مع وكالة ناسا الفضائية    بالصور.. مواعيد مباريات الدوري الممتاز حتى جولته الأخيرة    بالفيديو.. مدحت شلبي يتصل خطأ ب«ناصر البرنس» بدلًا من والد النني    الصحة تحرك دعويين قضائيتين ضد الأطباء المتهمين بختان الطفلة "ميار" بالسويس    محامى شوبير: موكلى سيمثل للتحقيق أمام نيابة أول أكتوبر الاثنين المقبل    عمرو محمود يس: 3 حلقات وانتهى من كتابة مسلسل "ليالى الحلمية 6 "    نيدفيد و حمدى زكي أبرز العائدين للأهلي بأوامر من يول    الحارس الإسباني رينا على رأس المطلوبين في ليفربول    "حسين": سفينة فرنسية تصل لانتشال الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة بعد أسبوع    الصحة: سحب قرار زيادة أسعار الدواء خلال 3 أشهر حال عدم التزام الشركات    "التحالف الدولي" تنفذ 34 ضربة جوية ضد "داعش" في سوريا والعراق    موسكو: عودة السياحة الروسية لمصر مرهون ب"تفتيش المطارات"    وزير التنمية المحلية: تمكين المرأة هدف تنموي يساهم في خفض معدلات الفقر    32 مليار جنيه خسائر «ماسبيرو»    «المالية» تعتزم طرح أذون وسندات خزانة ب89.5 مليار جنيه خلال يونيو    كلمة    جديد الفيفا.. من الطرد قبل اللعب إلى لون الشورت الداخلي    الأهلي يتورط مع بورتو البرتغالي بسبب "خلع" بيسيرو ويهدد بفيفا    بالصور.. تظاهرة على سلالم نقابة الأطباء رفضا لقانون «الخدمة المدنية»    النيابة: التحقيقات مستمرة مع نقيب الصحفيين بتهمة نشر أخبار كاذبة    ضبط 4 الأف قرص مخدر بحوزة عاطلين بأسوان    تحقيقات حريق نيابة الهرم: خراط وسائق قررا سرقة مخزن الأحراز وأضرموا النار به    مفاجأة.. قتلة النائب العام تلقوا تدريبات بالسودان تمهيدا لاغتيال شيخ الأزهر    القليوبية تودع شهيد الواجب الرقيب محمد صديق    مؤسس «التعليم المفتوح»: النظام يحتاج إلى إصلاح وليس إلغاء    سوريا: دخول أول قافلة مساعدات إنسانية لداريا منذ 2012    بالصور.. الكواليس الأولى من مسلسل «مأمون وشركاه»    بالصور..وقفة للعاملين"المؤقتين" بوزارة الآثار للمطالبة بالتثبيت    تأييد سجن رئيس الهندسة الإذاعية السابق 10 سنوات فى قضية البث من رابعة    مكتبة الإسكندرية تبدأ مشروع توثيق تاريخ فاتن حمامة    «لطيفة» فى معسكر مغلق لاستكمال تصوير «كلمة سر»    بالفيديو.. مرصد الإسلاموفوبيا: دونالد ترامب يساعد داعش لتنفيذ أعماله العدائية ضد العرب    منير: النيابة والدولة في حالة وقاحة    السعودية تسجل رقما قياسيا جديدا في عمليات الإعدام    دورات رمضانية وندوات دينية خلال رمضان فى مطروح    «الأوقاف» تلزم مشرفيها بتسجيل أسماء المعتكفين بالمساجد    ضبط 847 قطعة سلاح و33 تشكيلا عصابى وتنفيذ 171507 حكما قضائى خلال أسبوع    "الشباب" تنظم مسابقة دينية طوال شهر رمضان    النائب محمد سليم يزور مستشفى بنها التعليمي    وزير الأوقاف لأئمة كازاخستان: انشروا رحمة الإسلام وكونوا قدوة بأعمالكم    طقس الخميس شديد الحرارة.. والعظمى بالقاهرة 40    «بديع» يرد المحكمة فى «أحداث البحر الأعظم»    كيف تتحكمين في سكر الحمل    7 لاعبين خارج قائمة المنتخب أمام تنزانيا    أستاذ فقه يطالب اعتبار شهر رمضان ورشة تدريب للأخلاق والسلوك الراقي    "الرقابة المالية" تلغي تسجيل صندوق تأمين العاملين بشركة اندوراما شبين تكستيل    دراسة: الجري هو الرياضة الأفضل لعلاج أمراض العظام    دراسة تحذر من تعاطي كبار السن عقاقير الأمراض النفسية والاكتئاب    بالفيديو.. تعرف على الفرق بين صلاتي التراويح والتهجد    الطالع الفلكى الأربِعَاء 1/6/2016 ... أمُومَة السّرَطَان !    اكثر 6 اخبار قراءة خلال الساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





نباتات الصحراء الطبية باب رزق لبدو سيناء
نشر في الشروق الجديد يوم 17 - 09 - 2010

«هى ثروة لا تقدر بثمن لكن أصحابها لا يعرفون كيفية الاستفادة الحقيقية منها لذلك كان من الضرورى توعيتهم بحقوقهم وكيفية إضافة قيمة لمعارفهم»، هكذا لخص المهندس عادل تاج الدين نائب مدير مشروع «صون النباتات الطبية»، الهدف الأساسى للمشروع الذى تمت تجربته فى محمية سانت كاترين مع بدو المنطقة.
المشروع الرائد، الذى بدأ عام 2008 بتكلفة 5 ملايين دولار بهدف صون النباتات النادرة مع قبيلة «الجبلية» فى منطقة سانت كاترين، انتهج فكرًا جديدًا لتحقيق هدفه، فهو لم يستهدف المجتمع البدوى بالتوعية فقط لكن حاول وضعهم كشركاء فى برنامج لإدارة الثروات فى كاترين، وهو المنهج الذى نجح بقوة فى التعامل مع البدو الذين «دائما ما ينظرون لرجل الحكومة على أنه يعتدى على حقوقهم وأملاكهم»، بحسب تاج الدين.
بدأ القائمون على المشروع الذى ساهم فيه كل من وزارة البيئة ومرفق البيئة العالمى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدنى فى تعريف أهالى القبيلة بالثروة التى يمتلكونها، موضحين لهم كيف أنه يمكن لشركة أدوية أن تقوم بزيارة قصيرة وتتحدث معهم، وفى 5 دقائق تحصل على معلومة أو خلطة من النباتات، لتبدأ فى تطويرها إلى منتجات ذات حقوق ملكية وتكسب مليارات الدولارات، بينما يظل البدوى فقيرا رغم أنه الأصل فى كل ذلك.
هنا بدأ الأهالى من البدو يدركون ما لديهم من ثروات، ومن خلال دورات تدريبية أوضحت مبادئ التجارة العادلة تم الاتفاق على تطبيقها بما يضمن حصول أفراد المجتمع المحلى على نصيب عادل من أرباح تسويق النباتات الطبية والمنتجات ذات الصلة، وهو ما يضمن استدامة عملية زراعة وتسويق النباتات الطبية.
وعن أصعب خطوات المشروع، يوضح تاج الدين أنه برغم أن هذه النباتات قديمة ومعروفة لدى الأهالى، فإن كيفية زراعتها وإكثارها وصون المهدد منها بالانقراض لم تكن معروفة، فالمشروع يستهدف نباتات متوطنة لا توجد سوى فى هذه البقعة من مصر فقط. فكان أن بدأ بنظام «التجربة والخطأ»، وبالفعل تم التعرف على كيفية زراعة وإكثار 16 نباتا متوطنا، منها نباتان لم يكن متوافرا منهما سوى 4 ثمرات تم إكثارها إلى 25 ثمرة، والبعض الآخر ارتفع من 300 ثمرة إلى 10 آلاف.
بعد ذلك جاءت الخطوة الأهم فى المشروع، وهى الحصول على شهادة من مركز تفتيش البحر المتوسط للاعتماد والتفتيش بإيطاليا بأن هذه المنتجات عضوية بنسبة 100% وإنشاء مخزن مجهز لتخزين النباتات الطبية وفقا للمعايير العالمية، وهى الخطوة التى رفعت أسعار النباتات بأكثر من 500%.
يقول تاج الدين: «النبات الذى كان يبيعه الرجل البدوى مقابل 20 جنيها على الأكثر الآن يباع بأكثر من 150 أو 200 جنيه»، مشيرا إلى أن هذا الأمر ساهم فى تحسين مستوى معيشة الرجل البدوى الذى أدرك القيمة الحقيقية لميراثه المعرفى من حرف وخبرة حول فوائد النباتات التى تربى بينها، وفى نفس الوقت تحقيق هدف الحكومة من حيث صون النباتات وحمايتها من الانقراض.
ومن أجل قيمة مضافة أكبر لهذه المنتجات من خلال التعبئة والتسويق، استفاد المشروع من الخبرة التراثية لدى السيدات البدويات اللاتى شاركن بأعمالهن اليدوية ليصنعن أكياس قماش تحمل أشكال النباتات أو التراث البدوى لوضع المنتجات بها، كما تم عمل منتجات أخرى مثل براويز أو حقائب خاصة تحمل صور بعض النباتات ومعلومات عنها.
وللحفاظ على حقوق هؤلاء البدو بشكل قانونى، يشير تاج الدين إلى أنه تم الانتهاء من وضع الصياغة الخاصة بالقانون الوطنى الخاص «بتنظيم الحصول على الموارد الحية واقتسام المنافع الناشئة عن استخدامها»، والذى أعرب عن أمله فى أن تشهد الفترة المقبلة تمريره فى مجلس الشعب.
ويوضح تاج الدين أنه بموجب هذا القانون سيتم تقنين سبل الحصول على نبات ما أو المعرفة التراثية من خلال طلب إذن، وفى حال تحقق منفعة مادية من هذه المعلومات يتم اقتسامها مع الأهالى من البدو باعتبارهم الأصل فيها.
ويشير تاج الدين إلى أن هذا المشروع ساهم فى توفير 108 فرص عمل مباشرة، إلى جانب ألفى فرصة أخرى غير مباشرة من خلال تشغيل فنادق وسائقين وغيرهم، و1500 فرصة عمل مؤقتة لأبناء البدو.
كما قام المشروع بتأسيس جمعية النباتات الطبية، والتى يصل عدد أفرادها حاليا إلى 265 فردا جميعهم من البدو يمثلون 230 عائلة فى القبيلة أى ما يعادل 1150 فردا يستفيدون بشكل مباشر من الخدمات التى تقدمها، والتى شهدت خطوة مسبوقة فى مثل هذه المجتمعات وهى «تمكين المرأة»، حيث تضم الجمعية 40 سيدة حاليا، منهن سيدتان فى مجلس الإدارة المكون من 5 أعضاء.
ويؤكد تاج الدين: «الآن يمكن لهذه الجمعية أن تمول نفسها بنفسها بل هناك إمكانية أن تتعامل مع جهات خارج مصر لتصدير المنتجات لها بعد الحصول على شهادة المنتج العضوى».
ولإثبات أنه ما زال هناك الكثير الذى لم يتم اكتشافه فى هذه المجتمعات، يشير تاج الدين إلى «مدرسة العشابين»، التى لم تكن فى الحسبان، فيحكى نائب مدير المشروع عن عم أحمد منصور المعروف باسم «حكيم سيناء» أو «دكتور أحمد»، والذى لديه معرفة واسعة بالفوائد الطبية لجميع النباتات فى المنطقة، والذى وجد أن الأطفال فى القبيلة لا يعرفون شيئا عن هذه المعارف.
«حكيم سيناء قرر أن يجمع هؤلاء الأطفال وتدريسهم أفكار النباتات، التى كانت بداية فكرة مدرسة العشابين، التى مولها الاتحاد الأوروبى فى البداية»، كما يروى تاج الدين، مشيرا إلى أنه بعد انتهاء دعم الاتحاد الأوروبى وجد أنه فى صلب المشروع فقرر الاستمرار معه، واليوم ارتفع عدد طلبة المدرسة، التى بدأت بثمانية طلاب إلى أكثر من 20 طالبا، منهم فتيات مما يشكل تغييرا جذريا فى تفكير هذه المجتمعات.
وعن أصعب ما فى المشروع - كما يوضح تاج الدين - كان «التواصل مع أفراد المجتمع المحلى، الذى اعتبر الوزارة فى البداية دخيلا عليهم وأن هذه الأرض ملك له وحده ليستفيد من خيرها ولا يحق لأحد أن يقول له إنه يقوم بممارسات خاطئة ستضر بالنباتات».
ويشير إلى أن بناء الثقة مع الأهالى تطلب حملات توعية كثيرة، بالإضافة إلى بعض المساعدات مثل توفير مواقد غاز بدلا من استخدام النباتات كمصدر للطاقة، وقروض دوارة لبدء مشاريع صغيرة، وفتح صيدلية تقدم أدوية مدعمة للتحول عن الضغط على النباتات كسبيل للعلاج.
كما قام المشروع بإعادة تشغيل مخبز الخبز البلدى الوحيد فى سانت كاترين، الذى تصل طاقته الإنتاجية إلى 9000 رغيف يوميا، والذى يخدم جميع سكان مدينة سانت كاترين والتجمعات البدوية بها مما ساهم فى انفراج أزمة الخبز وتقليل نشاط التحطيب الضار بالبيئة.
ويشير تاج الدين إلى أن الوزارة تهدف حاليا إلى إكمال المنظومة فى سانت كاترين كلها، التى يصل تعداد سكانها إلى 8 آلاف نسمة تقريبا، بالإضافة إلى التطلع إلى تكرار التجربة فى محمية وادى الجمال (علبة) أو إحدى محميات الفيوم.
يقول تاج الدين: «كل المحميات تعد أماكن واعدة يمكن تكرار التجربة بها لكن هذه المرة ستكون أسهل وتكلفتها أقل بعد اكتساب الخبرة مع قبيلة الجبلية، فيمكن بنصف تكلفة المشروع الأول تطوير منطقة أو اثنتين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.