"قوات الشرطة تستعين بالبلطجية، صورت ذلك على الكاميرا، يحاولون الصعود إلى البنايات السكنية، الثوار يسيطرون على مدفع المياه الآن"

كانت تلك آخر تدوينة على موقع تويتر لمراسل شبكة الجزيرة في غرب أفريقيا عبدالله الشامي والذي اعتقلته سلطات الانقلاب في مصر أثناء تواجده لتغطية الهجوم الوحشي على اعتصام رابعة العدوية والذي قتل وجرح الآلاف من المعتصمين السلميين من المؤيدين للرئيس محمد مرسي.

عبدالله الشامي الذي يبلغ من العمر ٢٥ عاما يعمل مراسلا في شبكة الجزيرة، يستقر في العاصمة النيجيرية ويتنقل منها ليغطي معظم الأحداث المصيرية وسط وغرب في أفريقيا.

شارك الشامي في تغطية أحداث الثورة الليبية، حيث شهد حصار مصراته من قبل قوات القذافي، كما شارك في تغطية الحرب الأخيرة في مالي، بالإضافة للعديد من التقارير التي أعدها من جنوب أفريقيا والقاهرة وأبوجا بالإضافة لتقارير أعدها من مكتب الجزيرة في أنقرة تتعلق بالشأن السوري.

وعاد عبدالله مرة أخرى إلى القاهرة حيث أوفدته الجزيرة قبل الانقلاب العسكري بأيام في الأول من يوليو تموز لتغطية الأحداث في مصر ثم بعد ذلك المشاركة في تغطية التظاهرات المطالبة بعودة الرئيس مرسي والرافضة للانقلاب العسكري في مصر. 

وأخرج عبدالله الشامي عددا من التقارير أثناء وجوده بميدان رابعة العدوية، محاولا توضيح الصورة التي كانت تعمل وسائل الإعلام المصرية على تغييرها بشتى الطرق. 

وكتبت زوجته جهاد خالد على صفحتها على فيس بوك تقول أن قوات الأمن اعتقلت زوجها بشكل تعسفي عقب رؤية جواز سفره "عبد الله خدوه يوم مجزرة الفض عشان بطاقته كانت ضايعة فكان ماشي بجواز السفر ، و أول ما بصوا في جواز السفر الصادر عن مصلحة الأحوال المدنية في وزارة الداخلية المصرية قالوله ماشي بجواز ليه انت مش مصري ولا ايه ؟!!
و بعدها عرفنا انه في قسم مدينة الشروق و أخد 4 أيام على ذمة التحقيق .."
"و عندما شاهد الظابط  جواز السفر المصري الصادر عن مصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية بدأوا يتحدثوا عن انه مزور و أن عبد الله غير مصري و احتجزوه قائلين أنهم سيتحققوا من جواز السفر خلال ساعة وأثناء انتظارنا على رصيف مجاور كانوا قد تحركوا"

وقد وجهت النيابة المصرية تهما متعددة للصحفي الشاب منها: التحريض على العنف، والتحريض على قتل أفراد الشرطة، التحريض على الفتنة الطائفية، منع المواطنين من آداء الشعائر الدينية.

وبعد أن حققت معه النيابة قررت حبسه ١٥ يوما على ذمة التحقيق، ثم رحلته إلى سجن أبوزعبل، حيث جرت المذبحة التي راح ضحيتها ٣٨ معتقلا عقب وصول عبدالله لمحبسه بساعات.

وقالت زوجة عبدالله الشامي أن التحقيقات تتم مع زوجها في ساعات متأخرة من الليل وداخل السجن، حيث تقوم النيابة باستجوابه داخل السجن، وتؤكد جهاد خالد أن سبب اختيار مواعيد ليلية في التحقيقات مع زوجها هو عدم السماح لأحد من محاميه بحضور التحقيقات التي تتم في فترات حظر التجول.

وفي محاولة لتحريك قضية عبدالله الشامي حاول بعض النشطاء على تويتر وصفحات فيس بوك أن ينشروا عن قضيته موجهين رسائل لنقيب الصحفيين المصريين بالمساعدة في الإفراج عنه