الإمارات اليوم

تؤدي مهام محددة أبرزها التحكم و«التشبيك» بين التطبيقات والشبكات المختلفة

الـ«سُحَيبات».. جيل جديد من الحوسبة السحابية على الشبكة الداخلية للمــــؤسسات

التاريخ::
المصدر:
  • الـ«سُحَيْبَات» تطبق مفهوم الحوسبة السحابية على نطاق مصغر يناسب بعض الوظائف داخل المؤسسات. من المصدر

مع بدايات عام 2005، بدأ الحديث عن الحوسبة السحابية واستغرق الأمر بضع سنين حتى تحول هذا النوع من الحوسبة إلى مفاهيم تطبق وأدوات تستخدم، إضافة إلى نظم وتطبيقات تشغل، وخدمات تقدم، وجميعها قائم على وجود قدرات وإمكانات راقية المستوى وواسعة النطاق في البنية التحتية ونظم التشغيل ومساحات التخزين والنسخ الاحتياطية ومراكز البيانات وغيرها.

وتوجد جميع تلك النظم والأدوات والتطبيقات والخدمات في مكان ما على الإنترنت، وفي الفضاء الإلكتروني كما لو كانت على سحابة تقنية ضخمة تحلق في السماء وتتميز بقدراتها وسرعاتها، بحيث يراها الجميع ويستطيع من يشاء أن يصل إليها ويستخدمها في ما يريد، كتخزين المعلومات واسترجاعها، فضلاً عن الحصول على قوة حوسبة لمعالجة البيانات والمعلومات، إلى جانب الحصول على تطبيقات وخدمات.

وهذه الأيام بدأ يظهر في الأفق الطور الثاني من الحوسبة السحابية، القائم على تشييد سحب تقنية مصغرة أو «سُحَيْبَات»، لا «تحلق» عالياً في الفضاء الإلكتروني، وإنما يتم وضعها على «أطراف» و«حواف» شبكة المعلومات والاتصالات داخل الشركات والمؤسسات، لتؤدي مهام محددة، أبرزها مهام التحكم وإحداث الربط و«التشبيك» مع شبكات ونظم وتطبيقات أخرى من خارج الشبكة بسلاسة وفاعلية وسرعة.

جيل جديد

استخدامات متعددة

أوضح الخبير في الحوسبة السحابية ونائب الرئيس لحلول «لينكس» والمنتجات الافتراضية في شركة «أوراكل» العالمية، روبرت شرمب، أن الخصائص العديدة لـ«السُحَيْبَات» تجعل من الممكن استخدامها في مجالات متعددة، أبرزها بيئات الحوسبة الموزعة المبنية على الخدمات السحابية، إضافة إلى نظم الترابط أو التشبيك والتطبيقات والمنتجات الذكية التي تتعامل مباشرة مع سياق الحياة اليومية ودورات العمل اللحظية الحية للمتعاملين والشركاء والموظفين، فضلاً عن نظم التحكم.

وقال إنه ربما يكون المثال الكلاسيكي على ذلك هو السيارات ذاتية القيادة، مبيناً أنه إذا كانت هناك سيارتان تسيران على الطريق بسرعة 20 ميلاً في الساعة، فإنهما لن تعملا على التنسيق التلقائي للمسافة بينهما من خلال إرسال بياناتهما حول السرعة والموقع إلى مركز بيانات بعيد من أجل المعالجة، ولكن ستتواصلان مباشرة مع بعضهما بعضاً، وتستجيبان في كسور من الثانية عبر الـ«سُحَيْبَات» العاملة على الطريق.

واضاف شرمب أن هذا الأمر ينطبق على نظم التحكم في خطوط التجميع والروبوتات الجراحية وغيرها.

وفتح الخبير في الحوسبة السحابية ونائب الرئيس لحلول «لينكس» والمنتجات الافتراضية في شركة «أوراكل» العالمية للبرمجيات وقاعدة البيانات، روبرت شرمب، نقاشاً موسعاً حول هذا الجيل الجديد من الحوسبة السحابية على المنتدى التقني لموقع infoworld.com، إذ قدم ورقة نقاش قال فيها إن الـ«سُحَيْبَات»، توليفة من البرمجيات والنظم والبنية التحتية الموضوعة معاً، على غرار ما يحدث في الحوسبة السحابية، لكنها على نطاق أصغر بكثير، يمكن تثبيتها على «حواف» أو «أطراف» شبكة معلومات داخل مؤسسة أو شركة، لتكون المكان الذي تتقابل فيه قدرات الحوسبة السحابية مع النظم والأدوات الذكية المحمولة لتقوم بمهام التحكم و«التشبيك».

فكرة الـ«سُحَيْبَات»

وقال شرمب إن فكرة الـ«سُحَيْبَات» انطلقت من أن الحوسبة السحابية العامة المفتوحة للجميع قائمة على بناء بنية تحتية ضخمة تفوق القدرات أو لا تناسب اهتمامات الغالبية العظمى من المؤسسات والأفراد المستخدمين لتقنية المعلومات وجعلها متاحة أمامهم بصورة قابلة للاستخدام، مشيراً إلى أن هذا المنطق أو المفهوم في العمل ليس مناسباً لجميع المؤسسات في جميع الحالات وجميع الوظائف، لأن هناك حالات ووظائف محددة لا يمكن أن تسمح طبيعتها بوجود اتصالات تتم بين شبكات المعلومات الداخلية للمؤسسة أو الشركة، والسحابة العامة البعيدة الموجودة في مكان ما بالفضاء الإلكتروني، ومن هنا كان الحل في ابتكار الـ«سُحَيْبَات»، والذي يقوم على تطبيق مفهوم الحوسبة السحابية، لكن على نطاق مصغر يناسب بعض الوظائف بعينها داخل المؤسسات.

وبعبارة أخرى، كما أوضح شرمب، إنشاء «حوسبة سحابية مصغرة»، ووضعها على «حافة» أو «طرف» شبكات المعلومات والاتصالات الداخلية للشركة، بحيث يتم الجمع بين مزايا الحوسبة السحابية كمفهوم واستراتيجية عامة من جهة، وبين وجود السحابة نفسها في متناول اليد وعلى أطراف أصابع شبكة المعلومات الداخلية نفسها من جهة أخرى.

وحسب شرمب، فإن الـ«سُحَيْبَات» هي عنصر معماري جديد في البرمجة، بزع أو نشأ من التمازج بين الحوسبة المحمولة والحوسبة السحابية، ويمثل الطبقة أو المستوى المتوسط من تسلسل هرمي فيه ثلاث طبقات أو مستويات، الأدوات المحمولة، الـ«سُحَيْبَة»، السحابة الكبيرة.

أسلوب «الحاويات»

وذكر شرمب أنه يتم تطوير الـ«سُحَيْبَات» بمفهوم مختلف تماماً عن المفهوم السائد في الكثير من البرمجيات الحالية، إذ يستخدم فيها أسلوب «الحاويات»، وهو أسلوب في البرمجة يسمح بتغيير أي شيء يصاب بعطل تغييراً تاماً، واستبداله بآخر بدلاً من محاولة تشخيص عطله أو إصلاحه.

وبين أنه إذا كان هناك عطل في معدّة ما، فإن الـ«سُحَيْبَات» قادرة على التوسع التلقائي وإطلاق حاوية جديدة تلقائيا على معدّة مكررة أو احتياطية حسب المطلوب لتفادي المشكلة، فيما إذا وجد عطل في البرمجيات، تعمل الـ«سُحَيْبَات» على إعدام الحاويات الحاملة للكود البرمجي المعيب، وتحميل آخر محله، بينما إذا وجد عطل في التطبيقات البرمجية فيتم فوراً الدفع بموجة جديدة من الحاويات على المستوى العام للشبكة.

الاستبدال بدل العلاج

وشرح شرمب هذه الطريقة من خلال مثال ضربه حول الفرق بين الماشية والحيوانات الأليفة، موضحاً أن الحيوانات الأليفة يتم تربيتها في المنزل، وتحظى برعاية فائقة، وعندما تصاب بمرض يتم علاجها حتى تعود للصحة، ومثل هذا الشيء يمكن أن يقال بشأن بيئة الدعم التقليدية، ونظم دعم القرار التي تم بناؤها بتطبيقات معقدة وكبيرة ومتجانسة، وفي المقابل فإن النظم المبنية على الخدمات المصغرة والحاويات يتم التعامل معها كالماشية، فالماشية عادة ما تكون متماثلة مع بعضها بعضاً، ويوجد منها المئات أو الآلاف في المزرعة، وحينما يمرض أي منها يستبدل بآخر، لذلك فإن النظرة الأساسية لتشغيل تقنية المعلومات بمفهوم الـ«سُحَيْبَات» في «التشبيك» والتحكم مختلفة، فإذا كانت الحاوية تحتوي على عطل أو أصبحت متقادمة، لا يتم علاجها أو ترقيتها، بل يتم حذفها والدفع بحاوية جديدة لتحل محلها وتعمل في الـ«سُحَيْبَة».

مواد ذات علاقة
آخر الأخبار