Skip to main contentAccess keys helpA-Z index

آخر تحديث: السبت 23 مايو 2009 00:57 GMT
الى اي مدى ستدعم واشنطن لبنان؟
تغطية موسعة للشأن اللبناني

الانتخابات النيابية 2009




أخبار عامة





جيم ميور
بي بي سي - بيروت

المر وبايدن
استعرض بايدن الاسلحة التي زودت بها امريكا الجيش اللبناني

كانت آخر مرة يزور فيها نائب رئيس امريكي بيروت عام 1983، عندما وصلها جورج بوش الاب على عجل لتفقد القوة الامريكية المرابطة آنئذ في لبنان عقب التفجير الانتحاري الذي استهدف ثكنة لقوة مشاة البحرية الامريكية واودى بحياة 240 من الجنود الامريكيين.

وقد اقنع ذلك الهجوم - وهجوم آخر تعرض له مبنى السفارة الامريكية في العاصمة اللبنانية - الرئيس ريجان بضرورة سحب القوة الامريكية من البلاد.

وكان ذلك الانسحاب الامريكي من لبنان يعتبر هزيمة مذلة للولايات المتحدة امام قوات لبنانية محلية مدعومة من جانب سورية وايران.

والآن، وبعد مضي اكثر من ربع قرن، يزور نائب الرئيس جوزف بايدن لبنان بامل تجنب انتكاسة جديدة للنفوذ الامريكي على ايدي نفس القوى التي تسببت في الانسحاب الامريكي عام 1983 - ولكن هذه المرة من خلال صناديق الاقتراع وليس الشاحنات الملغمة.

واصر بايدن عقب اجتماعه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي يتخذ موقفا محايدا في الساحة اللبنانية المستقطبة سياسيا، بأنه لم يأت الى بيروت لتأييد اي حزب او حركة لبنانية بعينها بل للتعبير عن دعم الولايات المتحدة لاستقلال وسيادة لبنان ككل.

حيادية؟

السنيورة وبايدن
اجتمع نائب الرئيس الامريكي برئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة

ولكن، وفي ذات الوقت، حث بايدن "اولئك الذين يفكرون في الاصطفاف مع المعسكر المخرب للسلام الا يدعوا هذه الفرصة تفوتهم للتخلي عن هؤلاء المخربين" في اشارة واضحة الى حزب الله وحلفائه.

وبالرغم من ان نتيجة الانتخابات النيابية اللبنانية - المنوي اجراؤها اوائل الشهر المقبل - يصعب التنبؤ بها في هذه المرحلة، فإن ثمة احتمال جيد ان تفوز المعارضة التي يقودها حزب الله بنسبة ضئيلة على الائتلاف الموالي للغرب الذي لا يتردد الامريكيون في التعبير عن املهم بفوزه.

وحذر بايدن اللبنانيين من النتائج التي قد تترتب على فوز حزب الله وحلفائه في انتخابات السابع من يونيو/حزيران المقبل وتشكيلهم لحكومة ستواجه بعدم رضا واشنطن.

وقال نائب الرئيس الامريكي "إن ادارة اوباما ستقيم شكل وحجم برامج المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للبنان على اساس تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة والسياسات التي ستتبعها."

وزار بايدن عقب لقائه بالرئيس سليمان كلا من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري - وهو من حلفاء حزب الله - ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة المنتمي الى الاغلبية الموالية للغرب.

واذا كان الغرض من هذه اللقاءات اشاعة شعور بأن بايدن يتوخى الموازنة بين الكتل السياسية اللبنانية المتصارعة، فإن هذا الانطباع سرعان ما زال عندما اجتمع في وقت لاحق وخلف الكواليس مع زعماء ائتلاف الاغلبية الموالية للغرب.

ولكن بايدن يواصل اصراره على ان التزام واشنطن الاساسي هو بلبنان مستقل ذي سيادة.

ولتأكيد هذا الموقف، حضر بمعية وزير الدفاع اللبناني الياس المر عرضا للاسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة القوات اللبنانية المسلحة في الاعوام الاخيرة.

وقال المر إن نظيره الامريكي روبرت جيتس قد سلمه - اثناء زيارته الاخيرة الى واشنطن في الشهر الماضي - تعهدا خطيا بالتزام الولايات المتحدة بتزويد الجيش اللبناني بما قيمته مئات الملايين من الدولارات من المعدات العسكرية (بما فيها طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار) والتدريب في السنوات الخمس المقبلة.

قوة عسكرية

تجمع لانصار حزب الله في النبطية
تجمع انصار حزب الله في النبطية

وبالرغم من احتمال قيام واشنطن باعادة النظر في هذا الالتزام في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، يبدو الامريكيون واثقون من قدرة الجيش اللبناني على التماسك بحيث يصبح اساسا لمؤسسة وطنية محايدة رغم الضغوط التي لابد انه سيواجهها جراء اضطراره للتعايش مع حزب الله الذي يمتلك قوة عسكرية اكبر منه.

وبالرغم من ادعاء بايدن الحيادية، لم يضيع حزب الله الكثير من الوقت قبل ان يصف زيارته للبنان على انها "تدخل واضح ومفصل في شؤون لبنان الداخلية تثير شكوكا قوية حول دوافعها الحقيقية."

وبينما كان بايدن يستعرض الاسلحة التي زودت بلاده الجيش اللبناني بها، كان حزب الله يستعرض قوته في النبطية في الجنوب، حيث تجمهر الآلاف من انصاره للاستماع الى خطبة القاها زعيم الحزب حسن نصرالله بمناسبة انتهاء الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 2000.

وكان الاسرائيليون قد اضطروا للانسحاب من الاراضي اللبنانية تحت ضغط حزب الله.

الا ان الزعماء الامريكيين قد يكونوا قد استنتجوا بأن فوز حزب الله وانصاره فوزا ضئيلا في الانتخابات المقبلة لن يعني بالضرورة نهاية العالم.

فحزب الله نفسه لم يقدم سوى 11 مرشحا في الانتخابات التي ستشمل 128 مقعدا، بينما سيتنافس مرشحون من حلفائه - كحركة امل الشيعية التي يتزعمها نبيه بري والتيار الوطني الحر التي يتزعمها ميشيل عون - على المقاعد الباقية.

لذا فإن فوزا ضيقا للمعارضة - رغم انه لن يرحب به في الغرب - سيقدم صورة مختلفة تماما عن استيلاء حركة حماس على قطاع غزة على سبيل المثال.

وسيزداد الوضع ضبابية اذا اتت المساعي الدبلوماسية التي بدأتها واشنطن مع دمشق وطهران (القوتان اللتان تدعمان المعارضة اللبنانية) اكلها.

يذكر ان بريطانيا - اقرب حلفاء الولايات المتحدة - قررت منذ مدة اعادة اتصالاتها مع "الجناح السياسي" لحزب الله رغم اصرار واشنطن على ادراج الحزب على قائمة الجماعات "الارهابية."




-----------------
مواقعنا بلغات أخرى
Middle East News
BBC Afrique
BBCMundo.com
BBCPersian.com
BBCSomali.com