المؤتمر السابع في يومه الرابع: لا تغيير في البرنامج السياسي ولا حضور للمعارضين

رام الله-"القدس"دوت كوم - مع اغلاق صناديق الاقتراع مساء اليوم لانتخاب المرشحين لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري للمؤتمر العام السابع لحركة "فتح" الذي يتواصل لليوم الرابع على التوالي في مقر المقاطعة، وسط مدينة رام الله، يغيب عن المؤتمر البرنامج السياسي ، بينما تم الاكتفاء بالتاكيد على المسار القديم، مقابل تجاوز مخاوف التفجير وغياب اي حضور للمعارضين.

في اليوم الرابع، يقول مراقبون ان برنامج الحركة في مؤتمرها السابع لم يحمل الجديد، سوى التاكيد على توجهات الحركة الدبلوماسية لانهاء الاحتلال بشكل اوضح وبنفس اطول.

يقول الصحفي والمحلل السياسي، محمد دراغمة، في حديث مع "القدس" دوت كوم: إن مؤتمر فتح كرس النهج السابق وأكد على استمراره، والقائم على اقامة الدولة الفلسطينية عبر العملية السلمية وليس عن طريق أي شيء آخر، ووضع الخطوط التفصيلية للعملية السياسية المقبلة، من خلال استمرار التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، والعلاقات الدولية، ومواصلة الاعترافات الدولية ".." بمعنى ان توجهات فتح المقبلة هي امتداد للمرحلة السابقة.

ويرى دراغمة "ان حركة فتح غير قادرة على احداث تغيير في المسار السياسي، باعتبار انها النظام السياسي وهي السلطة المقيدة باتفاقات مع اسرائيل، واي تغيير فيها سيكون له عواقب وخيمة على النظام السياسي".

وحول تجاوز الحركة لمخاوف الانشقاق، يقول : "ان حركة فتح لا يوجد بداخلها خلافات سياسية، بقدر ما هي خلافات شخصية، مضيفا :كل الخلافات التي ظهرت حول المؤتمر تعلقت بمكانة هذا العضو او المسؤول وليس حول النهج السياسي، لذلك ستبقى معظم الحركة موحدة خلف النظام السياسي والسلطة ومكوناتها خاصة مؤسسة الرئاسة، باعتبار ان بيدها جميع الامتيازات التي يحتاجها عضو الحركة، والذي هو غالبا موظف بها، معتبرا ان الذين طردوا من الحركة لا يوجد لديهم بديل سياسي وسيعترضون فقط من اجل مواقعهم الشخصية، وبالتالي لن ينجحوا بتشكيل بديل سياسي.

ويشير دراغمة، الى ان المؤتمر لم يقدم حلولا لحالة انحباس عملية السلام التي تمر بها، موضحا ان المؤتمر ينعقد في ظل ازمة سياسية بشان الخيارات، ولم يتمكن من اجتراح خيارات جديدة، من وقف التنسيق الامني، او تغيير بروتوكول باريس الاقتصادي، او الانسحاب من منظومة العلاقات مع اسرائيل، حيث لم يلجأ الى اي من هذه الخيارات ادراكا منه بان العواقب ستكون وخيمة، لذلك فان المؤتمر توقف امام امتداد العملية السياسية ولم يقدم بديلا للمسار القديم وانما اكد عليه.

من جهته، قال، المحلل السياسي، الدكتور احمد جميل عزم، في حديث مع "القدس" دوت كوم، انه لا يوجد ما يشير الى وجود برنامج سياسي جديد لحركة فتح، وكل ما فيه ان الرئيس ابو مازن اراد ان يكون اكثر وضوحا في نهجه المتعلق بالتوجه الدولي لانهاء الاحتلال، والتاكيد على ضرورة التحلي بالنفس الطويل في هذا البرنامج.

وحول ما اذا تمكن المؤتمر من وأد عناصر الانزلاق داخل الحركة، التي كان يحذر البعض منها، قال عزم: انه لم يكن هناك خطر حقيقي بهذا الخصوص على الحركة، حيث يدور الحديث عن افراد يسعون لانتاج الفوضى، لكن على المدى الاوسع لا يوجد انشقاق داخل التنظيم، مضيفا: العناصر الفتحاوية لديها حالة غضب على القيادة ومطالب عديدة، لكن اصغر عناصر هذا الغضب لدى العناصر الفتحاوية قضية محمد دحلان. لافتا الى ان الخلافات الفتحاوية الحاصلة الان هي لغايات شخصية ولا يوجد اختلافات على البرنامج السياسي، وبالتالي لن تحدث حالة استقطاب تؤدي الى حالة انقسام فتحاوي.

ووضع عزم حالة الغزل بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، خلال المؤتمر، في اطار المجاملات البروتوكلية الدبلوماسية المعهودة، التي لا تحمل مواقف جديدة، مضيفا :ان خالد مشعل اقرب الى المحور الحمساوي الداعي الى الانضمام الى المنظمة وتحقيق المصالحة على عكس التيار الاخر العسكري.

ولم تكن وجهة نظر، المحلل السياسي، مهند عبد الحميد، مختلفة عما سبقه من نظرائه، حيث ان البرنامج السياسي الفتحاوي في المؤتمر السابع لم يحمل التغيير، حسب اعتقاده، مضيفا: انه اعطى ثقلا ووزنا اكبر للجهد الدبلوماسي والتوجه نحو المؤسسات الدولية، بما فيها الانضمام الى 522 مؤسسة دولية، والتحول من دولة مراقب الى عضوية كاملة، اضافة الى التاكيد على المقاومة الشعبية، وعدم الاعتراف بالدولة اليهودية ".."، لكن لم يأت بغير ما هو مألوف.