خلية تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي في وحدة متخصصة في تنفيذ عمليات الاغتيال خارج إسرائيل، تتكون من ستة أفراد بينهم طبيبة، وصلوا إلى العاصمة الأردنية قبل موعد تنفيذ العملية بأسبوع عن طريق مطار الملكة علياء الدولي بجوازات سفر كندية مزورة قدموا من أمستردام وباريس وتورنتو، جمعهم هدف واحد هو اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في عمّان.
جاء قرار الموساد باغتيال مشعل بعد أيام من تنفيذ حركة حماس وجناحها العسكري سلسلة عمليات داخل القدس نتج عنها مقتل عشرات الإسرائيليين وجرح مئات منهم، وتفجرت إسرائيل غضباً واستنفرت كل أجهزتها الأمنية من أجل الانتقام.
وكان الأردن الذي يستضيف أعضاء المكتب السياسي لحماس قد وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1994، تلك المعاهدة رتبت على الأردن علاقات إستراتيجية مع الإسرائيليين كان الأمن في صلبها وغدا للموساد وجود رسمي في مقر السفارة الإسرائيلية في عمّان، وهو ما صعب المهمة على جهاز الموساد لتنفيذ عملية الاغتيال.
وفي عمّان تم رصد الهدف والمتابعة ثم تحديد ساعة الصفر وأرادوه اغتيالا صامتاً وما هي إلا لحظات حتى تحول مسرح الجريمة الصامت إلى مسرح عالمي يشهد ميلادا جديدا صاخبا لقيادة حركة حماس.
انتشر خبر محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان بسرعة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية على السواء، ووصل الأمر إلى أعلى المستويات في الأردن وإسرائيل. وكذبت الرواية الأردنية الرسمية الأولى رواية حماس، واعتبرت أن الأمر ليس أكثر من مجرد عراك بين سائق مشعل وسياح كنديين.
اسم البرنامج: برامج متفرقة
عنوان الحلقة: اقتلوه بصمت ج1
مقدم الحلقة: ياسر أبو هلالة
ضيوف الحلقة:
- خالد مشعل/ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
- أبو ماهر/ مرافق خالد مشعل.
- رونين برغمان/ كاتب وصحفي إسرائيلي
- داني ياتوم/ رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي عام 1997
- سعد الخطيب/ ضابط في جيش التحرير الفلسطيني في عمّان
- علي شكري/ مدير المكتب الخاص للملك الحسين بن طلال
- موسى أبو مرزوق/ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
- وآخرون
المحاور:
- 6 أفراد من الموساد لتنفيذ عملية الاغتيال
- إسرائيل وتوجيه ضربة موجعة لحماس
- سلاح غامض للاغتيال
- كشف هوية الفاعلين
- الأصداء الرسمية الأردنية على محاولة الاغتيال
- خيبة أمل إسرائيلية
- سريان السم في جسد مشعل
[شريط مسجل]
الملك الحسين بن طلال/العاهل الأردني الراحل: تعرض أحد أبناؤنا لمحاولة آثمة استهدفت حياته.
داني ياتوم/رئيس جهاز الموساد عام 1997: الإرهابي؛ أي إرهابي لا يجب أن يتمتع بأي حصانة، حيثما كان هناك إرهابيون فسوف نلاحقهم إلى أن نوقع بهم هذه فقط هي طريقة محاربة الإرهاب.
خالد مشعل/رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: حماس تعبر عن هذا الصمود وهي مستعدة لكل التبعات لأنها تخوض معركة عادلة وحقاً مشروعا. زي كل صباح طبيعي يعني يوم خميس كان يوم إجازة بالنسبة لأولادي كالمعتاد المرافق الشخصي وهو عملياً مرافق وسائق فأخذني إلى مكتبي وكان معي أطفالي الثلاثة وليد وعمر وبلال وكانت النية أن أذهب إلى مكتبي والمرافق يأخذهم إلى صالون الحلاقة.
أبو ماهر/مرافق خالد مشعل: تحركنا من البيت باتجاه المكتب، مكتبنا كان في منطقة الجاردنز طبعاً أنا فيما بعد ربطت إنه كان في سيارة تتبعنا كان فيها اثنين ضلوا ورائي حتى تعدينا شارع الرابية كاملاً بعدين من مسافة طويلة عند انعطافنا في شارع المدينة المنورة باتجاه شارع الجاردنز تجاوزت عنا فعند ذلك يعني اعتبرتها سيارة عادية يعني لأنه المسافة طويلة بينها وبين ذهابنا للمكتب.
خالد مشعل: إلى أن وصلنا إلى مركز الشامية ما إن وقفنا على مقدمة الرصيف رأيت شخصين غريبين يلبسان نظارات سوداء ارتبت في أمرهما فوراً.
6 أفراد من الموساد لتنفيذ عملية الاغتيال
ياسر أبو هلالة: لا يلفتان الانتباه في شارع عام عضوان في خلية تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي في وحدة متخصصة في تنفيذ عمليات الاغتيال خارج إسرائيل، ضمت خلية الموساد ستة أفراد بينهم طبيبة، جميعهم قد وصلوا إلى العاصمة الأردنية قبل موعد العملية بأسبوع دخلوا عن طريق مطار الملكة علياء الدولي بجوازات سفر كندية مزورة قدموا من أمستردام وباريس وتورنتو، جمعهم هدف واحد هو اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمقيم في عمّان.
خالد مشعل: بلا شك في صيف ذلك العام بدأت التهديدات الإسرائيلية لأنه الإسرائيليين فعلوا كل شيء لمحاولة وقف العمليات ما أفلحوا، بدت اللهجة تحمل المسؤولية لقيادات حماس في الخارج فكان لاشك هذه ألقت ظلال وأجواء تشي بما يمكن أن يفكر به الإسرائيليون لكن ربما كان يبعث على الطمأنينة النسبية طبعاً إنه تاريخياً لم تكن هناك استهدافات في الساحة الأردنية.
إسرائيل وتوجيه ضربة موجعة لحماس
ياسر أبو هلالة: جاء قرار الموساد باغتيال مشعل بعد أيام من تنفيذ حركة حماس وجناحها العسكري سلسلة عمليات داخل القدس نتج عنها مقتل عشرات الإسرائيليين وجرح مئات منهم، تفجرت إسرائيل غضباً واستنفرت كل أجهزتها الأمنية من أجل الانتقام كان بنيامين نتنياهو رئيساً للوزراء فدعا الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الموساد إلى اجتماع عاجل، الهدف منه توجيه ضربة موجعة لحماس انتقاماً منها على سلسلة العمليات الأخيرة.
رونين برغمان/كاتب وصحفي إسرائيلي: هذه الإرادة البشعة لقتل المواطنين الإسرائيليين دفعت نتنياهو للتصميم على الثأر ليظهر أن دم اليهودي الإسرائيلي لا يذهب هدراً وأن إسرائيل سترد، لذا طلب من الموساد تحديد بعض الأهداف كي تقتل، كان من بينها خالد مشعل وموسى أبو مرزوق عندما وضعت القائمة تعرف نتنياهو على موسى أبو مرزوق ولم يعرف خالد مشعل إذ لم يكن معروفاً حينها، نتنياهو أراد قتل موسى أبو مرزوق وأمر الموساد بذلك، لكن الموساد أشار إلى أن موسى أبو مرزوق مواطن أميركي فاتجهنا نحو خالد مشعل لقتله لأننا نملك معلومات كثيرة عنه.
ياسر أبو هلالة: بعد المشاورات اختار نتنياهو إزالة رأس حماس والذي يتمثل برئيس المكتب السياسي لها متهماً إياه بالوقوف وراء العمليات وبتهديد أمن إسرائيل.
خالد مشعل: هذه العمليات هي التي تربك المجتمع الإسرائيلي هي التي تربك كل القيادة الإسرائيلية ولولا هذه المقاومة لارتاح نتنياهو ونجح في مزايدته على الأطراف الإسرائيلية الأخرى، ولكن هذه العمليات هي التي تجعل الكيان الصهيوني في حالة قلق وفي حالة صراع داخلي وهذا هو الثمن الذي ينبغي أن يدفعه الاحتلال.
ياسر أبو هلالة: الأردن الذي كان يستضيف أعضاء المكتب السياسي لحماس على أراضيه منذ سبع سنوات كان قد وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1994 وتلك المعاهدة رتبت على الأردن علاقات إستراتيجية مع الإسرائيليين كان الأمن في صلبها وغدا للموساد وجود رسمي في مقر السفارة الإسرائيلية في عمّان وهو ما صعب المهمة على جهاز الموساد لتنفيذ عملية الاغتيال.
رونين برغمان: كان ذلك خطأ فادحاً نظراً للعلاقات الأردنية الإسرائيلية حيث خاطر نتنياهو بها وخرق الاتفاق بعدم المساس بأي شخص تحت الوصاية الأردنية دون الرجوع إلى الجانب الأردني وأخذ الموافقة، لذلك كانت هناك جولتان للموساد في عمّان الجولة الأولى كانت لجمع المعلومات والجولة الأخرى لقتل خالد مشعل.
ياسر أبو هلالة: غير أن علاقة الملك الحسين مع الإسرائيليين كانت في غاية التعقيد ففي الوقت الذي كان يستقبل فيه قادتهم ظل يحتفظ بعلاقة إستراتيجية مع الحركة الإسلامية وحماس جزء منها، لم يستقبل قادة حماس في الأردن فحسب بل أسهم أيضاً في ذلك العام في الإفراج عن الرئيس السابق للمكتب السياسي موسى أبو مرزوق الذي كان معتقلاً لدى السلطات الأميركية واستقبله في القصر الملكي في عمّان، مرت علاقاته مع الإسرائيليين بمد وجزر فترة نتنياهو كانت الأسوأ إذ شهدت حادثة الباقورة التي قتل فيها جندي أردني طالبات إسرائيليات، كان لا بد من حل لحساسية الساحة الأردنية داني ياتوم كان رئيساً لجهاز الموساد وتكفل نتنياهو شخصياً بإيجاد حل لذلك.
داني ياتوم: الراحل رابين تقدم بضع مرات إلى جلالة الراحل الملك حسين بطلب إيقاف العمليات التي يقودها المقر الرئيسي لحماس والمتواجد على الأرض الأردنية لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء من قبل الأردنيين، وقد كان المقر الرئيسي لحماس النقطة المركزية التي تصدر كافة الأوامر لتنفيذ الهجمات في المناطق وفي داخل إسرائيل، وهكذا عندما كان علي أن أقرر ما إذا كنت سأرسل عملائي أم لا إلى الأردن كان هذا واحداً من الأمور التي يجب أن آخذها في الحسبان أنه إذا ما تواصلت سلسلة العمليات الإرهابية فإن هذا سيعطل كل ما يتعلق بعملية السلام بين إسرائيل والأردن.
سلاح غامض للاغتيال
ياسر أبو هلالة: في أجواء انعدام الثقة بين الملك حسين ونتنياهو مضى الموساد في تنفيذ العملية، في عمّان تم رصد الهدف مراراً وبعد الرصد والمتابعة تم تحديد ساعة الصفر الخامس والعشرون من أيلول/ سبتمبر عام 1997 وصلت مجموعة الموساد لتنفيذ تعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أرادوه اغتيالاً صامتاً وما هي إلا لحظات حتى تحول مسرح الجريمة الصامت إلى مسرح عالمي يشهد ميلاداً جديداً صاخباً لقيادة حركة حماس.
خالد مشعل: شعرت أن الوضع غير طبيعي وبأمر ما أحسست أن هذين ليسا طبيعيين، فحدثت الأخ أبو ماهر مرافقي قلت له انظر هؤلاء وضعهم غير طبيعي فهو ثنى على موقفي وقال فعلاً وضعهم غير طبيعي، ترددت أنزل من السيارة أم أبتعد عن المكان بالسيارة، وكان التقدير 50% - 50% ربما جعل هذه الحيرة إنه لم تكن لدي قرينة يعني ربما لو أخبرت بما شاهده مرافقي أبو ماهر من تتبع تلك السيارة وأضفت لها هذا المشهد المريب لربما قررت الانصراف ولكن كما قال رب العالمين {وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً} [الأنفال: 42].
ياسر أبو هلالة: اقتضت خطة الموساد أن تنفذ عملية الاغتيال بطريقة هادئة وصامتة وباستخدام واحد من أكثر الأسلحة سرية وغموضاً إنها تركيبة معقدة اعتبرت من أسرار الدولة العبرية، وضع جهاز خاص في يد أحد عناصر الموساد وتم ربطه بإحكام من أجل التمويه يقوم الجهاز برش مادة سامة بالقرب من الرأس تقوم بتعطيل مراكز التنفس اللاإرادي فتموت الضحية بعدها بساعات دون أن يعلم سبب واضح للوفاة، استعدت إسرائيل لتنفيذ العملية بطريقة محترفة وتوزعت غرف العمليات في داخل السفارة الإسرائيلية في عمّان وفي مقر الموساد داخل إسرائيل إضافة إلى محطة الموساد في أمستردام في هولندا.
داني ياتوم: أعتقد أن الاستعدادات أجريت بطريقة احترافية للغاية تبعاً لحقيقة أن الأردن هو منطقة لها خصوصيتها وحساسيتها لذا اخترت بنفسي طريقة خاصة في تنفيذ العملية وليست الطريقة الاعتيادية.
أبو ماهر: فعلاً تحركنا خليت أبو الوليد قدامي وأنا خلف أبو الوليد كنت في حذر، في حذر مش إنه كان عندي شعور إنه بدو يصير شيء من باب الحذر العام يعني إنه ناس مشبوهين يعني فدخلنا المدخل طبعاً في درجات لما وصلنا في نص الدرجات مباشرة فش 3 أمتار بيني وبينهم هدوله واحد منهم جاء من خلف أذني الشمال ورفع يده باتجاه أبو الوليد طبعاً أنا بمجرد ما لمحت يده وصلت عند راسي هنا ضربت يده طبعاً هو كان لافف على يده لافف عليها شاش وحاط الجهاز إلي كان يستخدمه في يده لما كان واقف يعني واقف على أن يده مصابة.
خالد مشعل: أحد المهاجمين استعمل جهازا أدى إلى أشبه بالصعقة الكهربائية في جسمي واستعمله خلف أذني اليسرى وحدثت هزة في جسمي وصوت مدوي في الأذن اليسرى وانتهى الأمر، وهنا أدركت وربطت في لحظة عابرة سريعة بين الارتياب الذي كان قبل ثوان وبين هذه الجلبة وهذا الهجوم وقلت هذه محاولة اغتيال، لكن وجدت أنني لم أصب بأذى بمعنى ليس هناك إطلاق نار، الاغتيال التقليدي عادة بإطلاق مسدس أو رشاش يعني إطلاق نار لم يحصل هذا.
ياسر أبو هلالة: نجح المهاجمان في رش المادة السمية على مشعل ولاذا بالفرار، بدا الأمر وكأن العملية نجحت، لكن الفرحة لم تتم، ما لم يكن بالحسبان هو وصول مرافق آخر لحظة وقوع الهجوم هو محمد أبو سيف أحد مرافقي خالد مشعل.
محمد أبو سيف/مرافق خالد مشعل: فمجرد اللحظات الأخيرة من اصطفاف سيارتي صار الهجوم على الأخ أبو الوليد، أنا أدركت الهجوم على أبو الوليد طبعا هذه خلال ثوان صارت يمكن ثانيتين ثلاث، سحبت الـ Handbrake في سيارتي وقفزت من سيارتي وهجمت عليهم يعني مجرد ما صار قريب مني رفعت رجلي وضربته.
خالد مشعل: ابتعدت عن مسرح الجريمة وأخذت أولادي معي ولحق بي مرافقي الأخ أبو ماهر ويبدو أن بعض إخواني في المكتب عندما عرفوا بالقصة نزلوا.
كشف هوية الفاعلين
محمد أبو يوسف: هم هروبهم كان باتجاه السروات ركضوا ما يقارب تقريبا 100 متر وأنا أجري خلفهم وإلا في سيارة تنتظرهم على زاوية المطعم شغالة وفيها سائق مجرد ما وصلوا السيارة فتحوا الأبواب قفزوا داخل السيارة قبل ما تُسكر الأبواب كانت السيارة ماشية فيهم بسرعة، طبعا أنا الآن سيارتي بعيدة أيش لي أنا بدي أسويه فكان إلهام من الله سبحانه وتعالى وتوفيق منه سبحانه وتعالى أنه مباشرة كتبت رقم السيارة على يدي وحفظت لونها ونوعها، وعلى ما أذكر أن رقم السيارة 5374 نوعها هونداي لون أخضر زيتي سيارة سياحية، فكان توفيق من الله سبحانه وتعالى جل في علاه بأن يسر لي سيارة مارقة في الشارع ركضت اعترضت السيارة في نص الشارع وقفتها وركضت على الباب الأيمن اللي في جانب السائق وفتحت وقفزت وقلت له الحق السيارة السياحية للولهة الأولى السائق التخم أيش لي قاعد بصير.
ياسر أبو هلالة: في تلك اللحظة اتصل عملاء الموساد بأمستردام وأبلغوا عن نجاح العملية، لم تكن خلية الموساد تدرك أن أبو سيف استطاع اللحاق بها في سيارة أخرى، ضمن الخطة المرسومة نزل العميلان في نقطة قريبة من مسرح الجريمة وربما للتمويه.
محمد أبو يوسف: هما الآن لو كانوا عارفين أنا خلفهم ما كان نزلوا من السيارة لكن نزلتهم تبادر لي أنا كرجل حماية بأن الآن بدهم ينطلقوا ويعملوا عملية تبديل للسيارة ثانية، نزلت مكان ما نزلوا أمام المسجد، وشكرت السائق اللي لا أعلم عنه أي شيء، انطلقت خلفهم بسرعة كانوا قاطعين الطريق بين الشارع الفرعي وبين شارع المدينة المنورة اللي ما يقارب تقريبا من خمسين إلى سبعين متر وقطعوا الشارع السيدين شارع المدينة المنورة السريع لما التفتوا وشافوني خلفهم حسيت أن أصابهم ارتباك، الملاحظة الأولى لي لاحظتها أن الشاشة بيضاء كانت رايحة عن يد المهاجم فأدركت أن السلاح اللي كان تحت الشاشة تركوه في السيارة وإذ كان معهم مسدسات أيضا تركوه في السيارة.
ياسر أبو هلالة: استطاع أبو سيف اللحاق بعنصري الموساد وتمكن منهما، أبو سيف كان مؤهلا تماما وقعت معركة عنيفة بين عنصري الموساد ومرافق مشعل.
محمد أبو سيف: المنطقة اللي مسكتهم فيها قلت لك أراضي زراعية في تحتنا عبّارة ماء زي واد ماء صغير بمرق الماء من الجهة هذه للجهة الثانية، وأنا مسكتهم فوق العبّارة بالضبط، الآن صار عندي إدراك أضرب واحد أزته في العبارة وأستفرد في الثاني، ما أعطوني مجال القتال كان سريع وكله عن قرب وعنيف، الأول لما ضربني كان في يده آلة حادة ما عرفت إيش هي، الضخم شاهدت في يده حجر مبوز لأني لما صرت ألف وصار يضرب صرت أراوغ في راسي قدر الإمكان بحيث الضرب ما ينزل على رأسي لأن حسيت الضرب كله في منطقة النافوخ قتل، فصار الضرب ينزل على كتفي وبعنف.
ياسر أبو هلالة: وجودهم في الشارع العام أدى إلى تجمع عدد كبير من المارة لمشاهدة العراك ومحاولة إيقافه دون أن يعلم أحد من العامة سبب ما يجري.
محمد أبو يوسف: تطلعت فوق وإلا الناس هيك صارت الناس كلها، طبعا يظهر شاهدونا قبل ما نسقط في العبّارة وتصف سياراتها وتجيء تركض، اطلعت خلفي وإلا الضخم خلفي شو يساوي أنا مش مدرك لأن الدم مغطي وجهي بطريقة عجيبة.
ياسر أبو هلالة: في غضون القتال وفي نفس التوقيت كان مشعل قد انسحب مع أولاده وسائقه من مسرح الجريمة وطلب الاجتماع بأعضاء المكتب السياسي للحركة في منزل عضو المكتب محمد نزال، المقادير التي تحكمت في صدف غير مخطط لها لعبت دورا حاسما في إحباط المحاولة، ففي نفس الوقت كان هناك شخص آخر يقترب من مكان العراك هو الضابط المدني في جيش التحرير الفلسطيني الموجود في عمّان سعد الخطيب الذي كان مارا بالصدفة ويرتدي ملابس مدنية مستقلا سيارة أجرة، لم يكن قد عمل في الأمن ولم يكن مسلحا لكنه يشبه مرافقي مشعل في عدائه للموساد وبصيرته في كشفهم وشجاعته في مواجهتهم.
سعد الخطيب/ضابط في جيش التحرير الفلسطيني في عمّان: أثناء وقوفنا بطلع أنا في اتجاه مدارس عمر المختار باتجاه الطريق المستقيم بتفاجئ في اثنين أجانب بصفة أجنبية وشخص عربي ملامحه ملامح عربية عم يتشددوا ويتشاجروا، فلما نزلت من السيارة واتجهت باتجاه المشاجرة سمعت صوت العربي يستنجد و يصرخ أثناء قطعي للشارع وكان صوته عالي وواضح كان أن هؤلاء عبارة عن يهود موساد اغتالوا الشيخ خالد مشعل مدير مكتب حماس في عمّان.
محمد أبو يوسف: فجأة ظهر شاب فقال وقف أنا ضابط أمن قلت له أنت ضابط أمن قال آه قلت له امسك هذا عن المهاجم الثاني.
سعد الخطيب: قفزت أنا من الشارع باتجاه ترابية على العبّارة لأن كان الشخص الثاني اللي موجود وملامحه أوروبية حامل حجر وبده يضرب محمد أبو سيف على رأسه يكمل عليه.
ياسر أبو هلالة: استطاع الخطيب إيقاف العراك وسحب الثلاثة إلى سيارة الأجرة التي كان يستقلها لم يكن يدرك في تلك اللحظة أنه يمسك كنزا استخباري ستنشغل به المنطقة، أبو سيف لم يكن يعلم ماذا حصل لمشعل في تلك اللحظات لكنه أبلغ أعضاء في حماس بما جرى.
محمد أبو يوسف: كان موجودا ناس بشكل كبير جدا فاطلعت وإلا في واحد منهم معه جوال فقلت له لو سمحت أعطيني الجوال، حكيت عبارة مختصرة للأخ اللي رد علي في مكتب أبو الوليد، قلت له يا حج بحكي أبو ياسر أنا مصاب واللي اعتدوا على الحج مسكتهم.
ياسر أبو هلالة: اتصل عنصرا الموساد بمحطة أمستردام وأبلغاها عن اعتقالهما واقتيادهما إلى جهة غير معلومة.
سعد الخطيب: لما طلعنا في التاكسي يسألني السائق وين نتجه قلت له على دائرة المخابرات على مسمع اللي على الشارع، الناس الموجودون، في طريق قلت له لا اسحب حالك وتحرك على اتجاه أمن بيادر وادي السير.
[فاصل إعلاني]
ياسر أبو هلالة: انطلقت سيارة الأجرة إلى أقرب مركز أمني بحسب تقديرات سعد الخطيب فوصلوا إلى مركز أمني في منطقة بيادر وادي السير غرب عمّان، في تلك الأثناء اجتمع أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في منزل محمد نزال أخبرهم مشعل بما جرى بدقة غير أن الدقة أضفت مزيداً من الغموض على الحادثة.
خالد مشعل: أنا أدركت فورا أن هذه حادثة لها ما بعدها ليست حادثة عابرة، وبالتالي لابد أن نقدر الموقف مع بقية إخواني في القيادة وبالفعل تجمع أعضاء المكتب السياسي وشرحت لهم الذي جرى، وقلت لهم لا شك لدي أن هذه محاولة اغتيال نعم أنا ما زلت حيا لم يستعمل فيها الرصاص أو التفجير شرحت لهم ما الذي جرى بالضبط قلت لهم أنا بصحة وعافية لكن هناك شيء ما حصل.
الأصداء الرسمية الأردنية على محاولة الاغتيال
محمد نزال/عضو المكتب السياسي لحركة حماس: لأول وهلة أنا كنت لدي شعور كبير بأن ما يقوله الأخ أبو وليد صحيح ولكن كنت أتساءل إذا كانت هذه محاولة اغتيال والاغتيال الذي كان في ذهني استخدام المسدس واغتياله بكاتم صوت ما الذي عطل الموضوع يعني ما الذي افشل هذه المحاولة، الأخ أبو وليد قال لي كأن أحدهما كان يحمل جهازا وأنه سمع صوتا لهذا الجهاز، ما هو هذا الجهاز؟ اقترحت على الأخ أبو الوليد بأن نعلن ذلك إعلاميا، وقلت له أنه لا بد من اتخاذ موقف إعلامي سريع لأن الإعلام هو الذي سيفضح الموضوع، لأنني خشيت أنه إذا كانت هناك محاولة اغتيال أن يتم لفلفة الموضوع فوجدت أن أقصر الطرق هو الإعلان عن أن هناك محاولة اغتيال.
ياسر أبو هلالة: محمد نزال كان أكثر الأعضاء تقديرا لأهمية الإعلام اتصل برندة حبيب مديرة وكالة الصحافة الفرنسية ومراسلة إذاعة مونتي كارلو.
رندة حبيب/مديرة مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمّان: أول ما أخذت الخط قال لي أخت رندة بدنا نخبرك أن الأخ أبو الوليد خالد مشعل تعرض لمحاولة اغتيال، طبعا أنا تفاجئت وردة فعلي كانت شو صار له؟ هل تأذى؟ قال: لا ممتاز وهو بجانبي عندي أجا لعندي وحالته الصحية ممتازة ما تعرض لأي شيء لكن نحن نعرف أنها محاولة اغتيال وأن اللي كانوا بدهم ينفذوها ناس من الموساد، أنا قلت له: شو اللي استعمل إلها؟ هل يعني كانت استعملوا فرد رصاصة سكينة مفرقعات، قال: لا ما نعرف هو جهاز غريب إنما أنا بهذه الدقيقة قال لي أنا أعطيك يعني التصريح واضح كان أن عم يصرحوا لي بخبر من شان أطلع بالخبر، هلا طبعا كانت عندي مشكلة بموضوع الجهاز الغريب وعدم الإثبات لعملية الاعتداء بمعنى أن ما نفجر شيء ما انطلق طلقة لكن كنت كمان مقتنعة أن الجماعة يحكوا بصدق ما في سبب أنهم..
ياسر أبو هلالة: في مشكلتين الجهاز الغريب وخالد مشعل ما فيش فيه شيء.
رندة حبيب: خالد مشعل ما أصابه شيء طبعا.
ياسر أبو هلالة: كيف أنتِ؟
رندة حبيب: أول شيء قلت له أنا أستعمل الخبر لكن رح استعمله على لسانكم يعني من شان يكون أنا بالنسبة إلي ما كنت شاهد على العملية معناه اللي صار على الحادث أو الشهود على الحادث هم اللي قدروا يصرحوا فيه، الشغلة الثانية أنه صحيح حماس كانت دائما كل ما تصير عملية تتهم فيها الموساد يعني ما كان موضوع جديد جدا لكن أنا اعتبرت أن اللي بده يخترع قصة أو بدو يلفق موضوع محاولة اغتيال بلفقها أحسن شوي يعني يقول طلعت طلقتين من بقدر بشارع عريض شارع تجاري ممكن تطلع طلقتين يعني وما يقدر واحد يلاقي لها حتى أثر، تعقيد القصة هو لي خلاني اقتنع أنها حقيقية.
ياسر أبو هلالة: بدا الأمر غريبا وقتها لكن وكالة الصحافة الفرنسية قامت بنشر خبر محاولة الاغتيال في إطار رواية حماس ثم قامت بإذاعتها على راديو مونتي كارلو كانت الساعة في عمّان بين الحادية عشر والثانية عشر ظهرا.
رندة حبيب: هلا طبعا وقت لي طلع الخبر أنعرف بسرعة داخل الأوساط السياسية والمسؤولين في الأردن وبلش يجيئني تلفونات عتاب واستغراب من الحكومة وأيضا حتى من مدير المخابرات اتصل يعاتب أنه كيف بطلعي هيك خبر وليش ما سألتِنا، قلت لهم أنا ما إلي أني أسأل حداً يعني في عندي صاحب الشأن عم بصرح لي عن حادثة صارت معه هذا لا يتطلب مني أني أخذ تأكيد رسمي على الموضوع، إنما قلت لهم بما أنه أو حماس عم تعتبر أن هذه العملية إذا قامت فيها إسرائيل صحيح يعني أو الموساد هو خرق لاتفاقية السلام مع الأردن، أنا من هذا المنطلق أنا بحاجة لردة فعل رسمية أردنية عن هذا الموضوع، طبعا كان نفي يعني جملة وتفصيلا حتى كان الرد اللي قيل لي أنه حتى خالد مشعل غير موجود كان.
ياسر أبو هلالة: انتشر خبر محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان بسرعة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية على السواء، ووصل الأمر إلى أعلى المستويات في الأردن وإسرائيل، الرواية الأردنية الرسمية الأولى كذبت رواية حماس واعتبرت أن الأمر ليس أكثر من اختلاق وإن ما حدث مجرد عراك بين سائق مشعل وسائحين كنديين لم يكن أحد يعلم بأن المنفذين يحملان جواز سفر كنديين، المعلومات عن جوازي السفر والتي أعلنتها الحكومة الأردنية كانت خيطا آخر في محاولة حل اللغز.
رندة حبيب: أنا هذه كلمة كنديين كانت مهمة إلي لأني ما كنت عارفة أنهما كنديين ولا أظن أن حماس كانت تعرف أنهما كنديين بس ملامحهما أجنبية، وكان العتب كبير وصار في ضغوطات علينا من شان أن نطلع نفي وما كان عنا مشكلة في النفي يعني من حق الحكومة الأردنية أنها تنفي بقى وزير الإعلام اتصل وأعطاني نفي بمعنى أن هذه مجرد مشاجرة بين سائق خالد مشعل وسواح اثنين كنديين ما عملوا شيء مجرد كانوا يمشوا في الشارع هو تحركش فيهم وهذه إذا ما أني غلطانة العبارة اللي استعملها وزير الإعلام.
محمد نزال: الحقيقة هذا أكد لي وللأخ أبو الوليد وللأخوة أن هذه محاولة اغتيال لأننا لم نكن نعلم جنسيات الفاعلين، الأخ أبو الوليد كان يؤكد على أنهما أجنبيان من خلال شكلهما وكان يؤكد على أنها محاولة اغتيال.
رندة حبيب: هلا أنا اتصلت في السفارة الكندية طلبت أحكي مع القنصلية وقلت لهم إحنا وكالة الصحافة الفرنسية وعنا علم في اثنين مواطنين كنديين معتقلين في مخفر الشرطة في بيادر وادي السير هل تم الاتصال معهم، علما أنه حسبما نعرف أي أجنبي موجود في بلد عربي أو غير عربي عندما يعتقل أول شخص بحب يشوفه هو القنصل تبع بلده، بقى الجواب كان أنه نعم توجه القنصل إلى مخفر الشرطة في بيادر وادي السير وطلب أن يلتقي بالكنديين لكن رفضوا أنهم يجتمعوا معه، وطبعا لعب الفار بعبي مثلما يقولوا، كان واضح لي أن هؤلاء غير كنديين، ما كان عنا إثبات أنهما إسرائيليين بعد، لكن الافتراضية كبرت وصار الموضوع يعني عم يتضح شوي شوي أن في أشياء مخبئة وأن الأمر مش بالبساطة اللي تحاول فيه السلطات الأردنية أن تظهر لنا إياها.
موسى أبو مرزوق/نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: هو في خط مباشر مع الدولة في ذلك الوقت مباشرة كلمت اللواء سميح البطيخي حول الحادث فكانت ردة فعله الأولى بأن هذا حدث عرضي ومشاجرة في شارع الجاردنز وأبدا عدم اعتقاده بأن هذه حادثة أو محاولة اغتيال لكن بعد ساعة رجعت له لأن كان في تطور للحادث بشجار بين الفاعلين والأخ أبو سيف مما جعل أبو سيف والآخرين يتم اعتقالهم في شرطة وادي السير، وبالتالي تم تأكيدهم أن الحادث لا فيه فعل فاعل.
محمد نزال: وأنا ذهبت إلى مكتبي لأن طابورا من الصحفيين والإعلاميين كانوا ينتظروني لأنه تفاعلات التصريح الذي أطلقته بدأت تتفاعل في الإعلام وكل الإعلام يسأل وين الأخ خالد مشعل ايش المشكلة الكل يريد أن يسأل.
[شريط مسجل]
محمد نزال: كانت محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أحد مساعديه تعرض للإصابة السيد خالد مشعل لم يصب بأذى.
محمد نزال: خلال هذا الوقت بدأ الأخ أبو الوليد يشعر بحالة غير طبيعية.
ياسر أبو هلالة: كم أخذ هذا الوقت؟
محمد نزال: أعتقد أخذ ساعة على الأقل.
خالد مشعل: وأنا في هذه اللحظة كنت في حالة من الإدراك الجزئي يعني شاعر بنوع من الضعف في الجسم حالة من النعاس لم تصبني الغيبوبة في تلك اللحظة، إدراكي لما حولي أشبه بالتخدير أو يعني من يخرج من عملية جراحية وفي هناك بقايا حالة التخدير فيدرك ويرى ما حوله ولكن إدراك غير كامل.
ياسر أبو هلالة: صحة خالد مشعل تتدهور بشكل لافت وبدأت تظهر عليه علامات غريبة، على الفور تم نقله إلى المستشفى الإسلامي التابع لجمعية المركز الإسلامي أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بنظر حماس اختارت مكانا آمنا وبعيدا عن أعين الموساد، في المستشفى لم يستطع الأطباء فهم الحالة ثم ظهرت أول الصور التي توثق ما حدث لمشعل.
رندة حبيب: الصور بس اللي رجعت لي على المكتب كان كثير واضح إلي صحته كثير سيئة كان مبين أن هو بكوما comaيعني مغمضين عيونه غائب عن الوعي، لون وجهه كان كثير شاحب وكانت يعني إذا بعد في حاجة للتأكيد أنه كانت عملية اغتيال بهذه اللحظة ما عاد عندي أي جنس من الشكوك، أنه اللي ما كنا متصورين أنه توصلوا أنهم يؤذوه.
ياسر أبو هلالة: وصل الخبر إلى العاهل الملك الحسين بن طلال واعتبر أن ما جرى ضربة غادرة من نتنياهو واستهدافا واضحا للسيادة الأردنية وانتهاكا لمعاهدة السلام وفي الأثناء كانت المعلومات تصل تباعا إلى مقر الموساد في إسرائيل، علم قادة إسرائيل بسلسة الإخفاقات في عمّان فقرروا الاستدراك سريعا.
خيبة أمل إسرائيلية
داني ياتوم: كنت في المقر الرئيسي للموساد وأصبت بخيبة أمل كبيرة طبعا وفهمت أن علي في الحال أن أذهب وأكلم الملك في محاولة لتهدئة الوضع كي لا ينفجر الوضع ويتفاقم، وكلمت نتنياهو وكان بالمصادفة في طريقه إلى الموساد كلمته وقلت له لدينا مشكلة تعال إلى مكتبي وسأخبرك بها، أخبرته بالمشكلة واتخذ قرارا ذكيا بأن قال لي اعرض على الملك أننا يمكن أن نأتي بالمعدات التي تساعد في شفاء مشعل.
ياسر أبو هلالة: خلال ساعات وصل رئيس الموساد داني ياتوم إلى عمان وتوجه إلى القصر الملكي للقاء الملك الحسين وصول داني ياتوم أكد للملك المعلومات التي وصلت إليه، حضر اللقاء كل من مدير المخابرات الأردنية سميح البطيخي ومدير المكتب الخاص للملك اللواء علي شكري المكلف بالاتصالات السرية مع إسرائيل حتى قبل توقيع معاهدة السلام.
علي شكري/مدير المكتب الخاص للملك الحسين بن طلال: قبل دخول جلالة الملك حسين إلى الاجتماع بحديث ما بين البطيخي وياتوم قال ياتوم بأنهم هم عملاء إسرائيليين هم الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل، طبعا بعد دقائق دخل إلى الاجتماع جلالة الملك حسين وسمع ما سمعه عاد ما قال له البطيخي وأبدى غضبه وانزعاجه الشديد لما حصل وخاصة أن هناك اتفاقية سلام، معاهدة سلام ما بين الأردن وإسرائيل، فكيف أن يقوم الإسرائيليون بهذا الشيء في الأردن.
داني ياتوم: الملك طبعا لم يكن يعلم بسبب قدومي حتى أنه لم يكن يعلم حينها أن مشعل قد أصيب بمكروه، وأخبرته بكل شيء على الفور، وبالطبع لا أستطيع أن أقول أنه فرح لسماع ذلك بل كان بغاية الجدية، لكني قلت له أنتم لم تكونوا المقصودين جلالة الملك بل العملية كانت ضد حماس وليست ضدكم صافحني في اليد في النهاية وقال عليك أن تحل كل المشاكل مع المسؤولين لدي بمن فيهم سميح البطيخي الذي كان نظيري على الجانب الأردني ثم غادر.
علي شكري: في هذه الأثناء طلبني جلالة سيدنا وقال على الإسرائيليين أن يأتوا وبسرعة بالترياق وما هي المادة السامة التي تم حقن خالد مشعل فيها، فورا وإذا مات خالد مشعل نتيجة هذا الهجوم اتفاقية السلام ستموت معه.
ياسر أبو هلالة: حمل اللقاء تهديدا صريحا لإسرائيل بشأن ما جرى وأن معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل سوف تنتهي إذا انتهت حياة خالد مشعل، وعلى إسرائيل أن تنقذ حياته وتستجيب للشروط الأردنية خروجا من الأزمة.
[شريط مسجل]
الحسين بن طلال/العاهل الأردني الراحل: تعرض أحد أبناءنا لمحاولة آثمة استهدفت حياته، وعولج الأمر بما استحق وللتأكيد على أن هكذا أساليب لا يمكن أن تقبل في حال من الأحوال وهذه أعمال لا نعتبرها إلا صفعة لنا جميعا نردها.
سريان السم في جسد مشعل
ياسر أبو هلالة: أخذت صحة مشعل تتدهور بشكل سريع ولم يستطع الطاقم الطبي إيقاف انتشار السم في جسده، في ساعات المساء أمر الملك الحسين بنقل مشعل إلى مدينة الحسين الطبية التابعة للخدمات الطبية الملكية وهي مؤسسة عسكرية تحظى بحماية أمنية إلا أن حماس قلقت من الإجراء وظنت أنها محاولة لإخفاء العملية.
محمد نزال: وهنا وقع خلاف شديد جدا بيننا وبين إدارة المستشفى الإسلامي من جهة وبين الشرطة الأردنية من جهة أخرى، الشرطة الأردنية كانت قد طوقت المستشفى وجاءت وقالت لا بد من نقل خالد مشعل إلى المدينة الطبية نحن بصراحة كانت عنا هواجس من نقله إلى المدينة الطبية، كنا نرى أن نقله إلى المدينة الطبية يعني أنه سيكون خارج سيطرتنا الطبية كنا نخشى في ظل إنكار الحكومة الأردنية لوقوع حادث الاغتيال حتى اللحظة وتقول أن مش حادثة اغتيال وأنه شجار أنه يعني أخذتنا شكوك بأن قد يتم محاولة إخفاء معالم الجريمة، ولكن تبين طبعا فيما بعد أنه لا، كانت هناك رغبة شديدة عند الملك الراحل بنقله إلى المستشفى المدينة الطبية لسهولة التعامل مع الموضوع من ناحية ولمزيد من العناية الطبية من ناحية أخرى.
موسى أبو مرزوق: تم الاتفاق معه على أن يكون في مرافقين من قبل الحركة بشكل دائم أو من أسرته مع الأخ أبو الوليد في غرفته الإنعاش التي سينتقل إليها، تم التوافق على أن الزيارات تكون بصورة غير مقيدة بقوانين المستشفى المتعلقة بساعات محددة، التعامل مع المسائل الطبية تعامل مشترك بمعنى أنه يصير في إطلاع على التقارير الطبية والإطلاع على المعالجين وما إلى ذلك بصورة مستمرة هذه الثلاثة قضايا وافق عليها اللواء سميح البطيخي وبالتالي تحدثت مع الإخوان بالسماح بنقله إلى المدينة الطبية.
ياسر أبو هلالة: ضمن إجراءات أمنية مشددة نُقل مشعل إلى مدينة الحسين الطبية.
خالد مشعل: إلى أن وصلنا إلى مدينة الحسين الطبية وهناك تم إدخالنا إلى غرفة في المستشفى وتجمع حولي الأطباء، هنا زادت حالتي سوءا زاد إحساسي بالنعاس حتى أتذكر آخر تلك اللحظات أجلسوني لأن شعروا إني أنا مستلقي على السرير بدأت أنام يعني حالة النعاس كانت شديدة ويبدو أن السم المستعمل من خصائصه إحداث حالة النعاس لأنه كما عرفت لاحقا أنه سم يضرب مراكز التنفس اللاإرادي وكان يراد أن تمضي كعملية هادئة بلا ضوضاء نعاس فنوم فموت.
ياسر أبو هلالة: غرق مشعل في نوم عميق وهو ما يعني انتشار السم، الأطباء يبذلون أقصى جهد لإنقاذه، الملك الحسين يضغط من خلال اتصالاته بالرئيس الأميركي بيل كلينتون على نتنياهو من أجل الحصول على الترياق الذي يبطل مفعول السم، في غضون ذلك أخذت صحة مشعل بالتدهور وبدأ النبض يضعف شيئا فشيئا.
شارك برأيك