الإعلان عن نتائج البكالوريا يوم 25 جويلية الجاري    محاربة الفساد ليست حملة ظرفية لكن عمل يومي    اللواء هامل: تقديم أرقى الخدمات الأمنية للمسافرين    راوية يبحث مع ممثل « الأفامي» آفاق التعاون    الجزائر تشارك في الأولمبياد الدولية للرياضيات    ميلان الإيطالي يعلن رسميا ضم المدافع ليوناردو بونوتشي    لجنة تسوية النزاعات «تغرق» في الصراعات بين اللاعبين ورؤساء الأندية    التحسيس بمخاطر السباحة في السدود    نحو ترجمة أعمال الكاتب للغة الأمازيغية وإصدار طابع بريدي يحمل صورته    165 عنصرا من الحماية المدنية لمرافقة الحجاج    هل يعلم عيسى وبدوي؟    تركيا لدول الحصار: "لا تملوا رأيكم علينا"    حكومة الوفاق تقرر انشاء جيش موّحد    تيزي وزو:استقالة جماعية ل36 مناضلا من الأرسيدي ببلدية إبوذرارن    هؤلاء هم الولاة الجدد وهذه هي خلفياتهم    وزير خارجية اليمن في الجزائر    رسميا … مجلس إدارة مولودية الجزائر يقيل عمر غريب    روما التقى ممثل رياض محرز و لا يمانع دفع 48 مليون إسترليني    ضرورة تكاتف الجميع لجعل القطاع أحد البدائل الاقتصادية للمحروقات    جريمة قتل بشعة في العاصمة    ترحيل 8 آلاف عائلة بالعاصمة شهر سبتمبر القادم    تسجيل استهلاك قياسي جديد للكهرباء    الحمامات انزلفانة    وقفة مع ق. ق. ج "العسل والسكر"    إقداشن انباثنت خدمن ذي العطلة بشام أذسغن القشن ذي ثوليث انلقرايث    ترحيل أكثر من 8 آلاف عائلة شهر سبتمبر المقبل    أول خرجة ميدانية للوزير الأول . يزور العاصمة غدا السبت    هذا ما قاله النجم السابق لبرشلونة عن ضم سيميدو    محمود عباس يدين استهداف شرطة إسرائيليين في القدس القديمة    اللواء هامل يشدد على تقديم أرقى الخدمات الأمنية للمسافرين عبر كافة الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية البرية    أول زيارة ميدانية للوزير الأول عبد المجيد تبون    الجيش يتدخل لإخماد حرائق الغابات    موسم الاصطياف : 36 حالة غرق بالشواطئ منذ الفاتح جوان    "فخامة الرئيس وصديقي العزيز" .. الرئيس بوتفليقة يراسل ماكرون    موقفان طريفان لترامب خلال زيارته لفرنسا    النفط يتراجع والسبب اتفاق ال"أوبك"    شكيب خليل: هكذا فقط يمكن أن نقول أن "للجزائر مصانع سيارات"!    مقتل خمسة شرطيين في هجوم مسلح بمصر    سنوات صعبة تلوح في الأفق وقطاع الصحة في أزمة خانقة    165 عون حماية مدنية رفقة بعثة الحج لتأطير الحجاج    رشيد غزال غاضب من وكلاء أعماله    سيدة تزوّر توقيع زوجها لإستخراج جواز سفر لإبنتهما القاصر    الرياض تهنئ بغداد بتحرير الموصل    موجة حر قياسية تدخل 220 شخص المستشفى بقسنطينة    ترامب: سؤال واحد أتمنى لو أستطيع طرحه على بوتين    وفاة تشاك بليزر مفجّر فضيحة فساد الفيفا    تركيا تدعو طهران لدعم إيصال شاحناتها إلى قطر    في دورته الخمسين ابتداء من اليوم..عشرون فرقة مسرحية محلية وأجنبية بمهرجان مسرح الهواة بمستغانم    انطلاق أولى رحلات الحجاج يوم 6 أوت من مطار قسنطينة    بدة يتوعد المستثمرين في صناعة السيارات    الكاتب والإعلامي سهيل الخالدي: أمنيتي أن يكون لي بيت أموت فيه..!    غضب ببجاية بعد شائعات عن تظاهرة للسباحة من دون ملابس    تنصيب لجنتا "البطاقة المهنية" للسينما ومشاهدة التسجيلات السمعية البصرية    لتعزيز العلاقات القائمة بين الطرفين    هكذا يعاملنا الله برحمته.. فهلاّ استحينا منه؟    أنت كالصخرة الصلبة بإرادتك!    العازب (ة) الكاذب (ة)!    أزمة الخليج:خلاف عائلي أم خلاف أمراء!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





مواقع: منارة "رأس العافية" الحارسة اليقظة للكورنيش الجيجلي

إذا كان هنالك من حارس يسهر بكل يقظة على الكورنيش الجيجلي الشهير الصيت منذ ليالي الزمان الغابرة فلن يكون بالتأكيد سوى المنارة الكبرى المعروفة بإسم "رأس العافية" والتي تحظى بإعجاب السكان المحليين والسياح والمصطافين.
وتعد هذه البناية ذات الواجهات البيضاء اللون والمنتصبة كحارس ساهر متوج في الجهة الغربية من ايجلجلي القديمة بثبات إحدى أبرز المواقع العديدة التي تميز شاطئ السفير بالنظر لموقعها الجغرافي الإستراتيجي وتمركزها وبالخصوص مهامها الأساسية. وتحرس هذه المنارة المشهورة أيضا بإسم "رأس العافية" على الساحل دليلة للبواخر والقوارب العابرة للجهة كما يبدو الموقع كمعلم مهاب الجانب بكل أضوائه الكاشفة المتتالية وفق وثبة زمنية تضمن الأمان وسلامة الملاحة البحرية .
وقد تم تشييد هذا المعلم الذي بناه صاقل حجارة معروف بإسم شارل سالفا حوالي 1865 (البعض بتحدث عن السنة 1907) من أجل تنبيه البواخر لوجود مزالق خطيرة هي "سلاماندر" في شمال المنارة و"مقعد القبائل" إلى الشرق منها .
ويحمل الأول اسم الباخرة "سلاماندرا" التي غرقت بشراعها هناك فيما يرتبط الثاني بأسطورة محلية متداولة عن حجاج انطلقوا من منطقة بجاية باتجاه سكيكدة الحالية متجهين إلى مكة المكرمة قبل أن تغرق سفينتهم بهذا المكان بالذات بفعل أمواج عاتية كما تقول الأسطورة التي تفيد بأنه يمكن في حال طقس صافي مشاهدة هؤلاء الحجاج جالسين بالموقع ومن ذلك جاء الاسم الذي أعطي لهذا المكان الخطير في الملاحة البحرية المحلية.
ولا يمكن الحديث عن تاريخ ايجيجلي ومزاياه الطبيعية العجيبة دون التطرق للمنارة الكبيرة التي لا يمكن أن تخطئ مشاهدتها النظر بالنسبة لعابر الطريق الرابط بين جيجل و بجاية .
مرصعة مثل جوهرة:
وتبدو "رأس العافية" كأنما هي مرصعة كجوهرة كبيرة في أرض رأسية جميلة تقع على بعد ستة كيلومترات إلى الغرب من المدينة تشع بأضوائها على الزوار مهما كانت الفترة في السنة سواء أكان الطقس ماطرا أو صحوا أو مشحونا ا بالرياح . وتتوفر المنارة التي يقدر عمرها بقرن ونصف والتي يسيرها الديوان الوطني للإشارات البحرية التابع لوزارة الأشغال العمومية على فانوس أحمر يجتاح باستمرار الأفق الأزرق.
وقد توجت هذه المنارة الساحرة المطلية بالأبيض ببرج مثمن الزوايا بارتفاع 43 مترا بفانوس كبير أحمر يحمي المصباح والبصريات (فريسنل العدسة) من الطقس. ويقدم المعلم في ضوء ذلك المساعدة اللازمة المتمثلة في توجيه السفن الصغيرة والقوارب على طول الساحل لحمايتهم من الحجارة التي تكثر قرب المنارة.
نظافة ناصعة:
ويعتبر المعلم الذي ينتمي إلى وقت أخر مصنفا من بين عشرين منارة و أضواء كاشفة بالسواحل الجزائرية موجهة لتحديد رواق الطريق البحرية الأكثر تداولا بالبحر الأبيض المتوسط . وسواء في خارج هذه البناية ذات الطابقين أو داخلها فإن الزائر تشده منذ الوهلة الأولى تلك النظافة الناصعة للموقع حيث من النادر العثور على موقع عمومي مثل هذا الذي يحظى بحرص شديد على نظافته وطهارته .
ومن شرفة المنارة الكبرى تتراءى للقادم تلك البانوراما الزاهية الجميلة المطلة على البحر والغابة الخضراء وإلى الغرب من ذلك تبدو العوانة "كافالو سابقا" بقممها الجبلية المتتالية بينما يمكن مشاهدة في الجنوب جبل "مسغيطان" الساهر بوقار على مدينة جيجل وهو يفرض كتلته المدمجة بما يؤدي إلى حضور مشهد نادر وطبيعة ساحرة تخفف من حالة الضغط وحزن الأوقات الراهنة.
ويمكن الوصول إلى أعلى البرج عبر سلم حلزوني ب36 درجة كما أن الجهاز البصري الذي يحمي الفانوس الأحمر يمكن الوصول عن طريق درج من تسع خطوات. ولحماية المعدات من أشعة الشمس يسهر حارس الموقع على تغطية الزجاج بقماش مشمع المنارة التي ترسل إشارات ضوئية واضحة تصل إلى بعد حوالي 21 ميلا بحريا (أي حوالي 42 كلم). ويتيح السجل الذهبي للمعلم الزوار داخل المنارة لهؤلاء القدرة على التعبير عن أرائهم ومشاعرهم وتعليقاتهم كما هو شاهد على عبور زوار وشخصيات قضوا أوقاتا سابقا بمنطقة جيجل .
جاذبية حقيقية للسياح:
ويستفيد شاطئ "راس العافية" في أسفل البرج والذي لا يكاد يخلو طيلة فترة الصيف بين شهري جوان وسبتمبر من لطف وكرم من هذا الحصن العتيد المقاوم لعوامل الطبيعة وتقلبات الزمن وملح البحر الضوء.
وتظل الجوهرة المعمارية ممثلة في المنارة العظيمة فخر كامل منطقة جيجل كما يمكنها أن تصبح نقطة جذب سياحي كبير فضلا عن كونها إلى جانب عشرين معلما مضيئا مماثلا عبر سواحل الوطن بدء من الرمشي (تلمسان) إلى عنابة ستظل تعبر بجيجل عن تراث واجب الحفظ والتثمين ومن الضروري فتحه للبحث العلمي.
وبالنسبة "لمبروك.ش" وهو مصطاف من ورقلة فإنه "سيكون من الحكمة أن يتم إيلاء مزيد من الاهتمام لهذه الهياكل التي تلعب دورا حيويا في الملاحة البحرية. وقد لجأت بعض البلدان حتى إلى سن رسوم عن التزلج ب"جات سكي" من أجل تمويل صيانة وحماية مثل هذه المرافق والمباني وحماية الفضاءات الساحلية الطبيعية" . وكان إصدار طابع بريدي من طرف بريد الجزائر مخصص لمنارات الجزائر في حد ذاته "خطوة إيجابية للغاية" في هذا الاتجاه كما يقول هذا المصطاف المهتم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.