» عروسان يتخليان عن ارتداء الحذاء في حفل زفافهما ويرتديان زلاجات "الإسكيت"  » توقيف شباب نشروا مقطعاً لإثارة القبلية  » سيارات تعيق إسعاف مستشفى القطيف  » الشرقية.. مطالبات بتعميم قرار منع بيع التمور في عبوات خشبية  » عقوبات تأديبية لمن يوقف مواطناً أو مقيماً دون سند نظامي  » إغلاق محطات الطرق المخالفة لاشتراطات النظافة والسلامة  » أين وصل مقترح تجنيس أبناء السعوديات في الشورى؟  » 40 سيدة يتعرفن على كيفية التعامل مع المراهقين بصفوى  » حرارة الشرقية تسبق دخول «المرزم»  » استشاري أسري: 90 دقيقة تواصل بين الزوجين كافية لإنقاذ العلاقة بينهما  
 

  

الاعلامي فؤاد نصرالله - 01/08/2012م - 6:58 م | مرات القراءة: 7546


شخصية فريدة ، جمعت بين العلوم التطبيقية في أجلى صورها وبين الدبلوماسية الهادئة ، يضاف إلى ذلك نموذج رفيع لفن

الإدارة ، مع حضور قوي في المحافل العربية والدولية هو علم في مجاله ، ورغم وافر علمه فهو متواضع بالفطرة ، له ثقله العلمي ، واجتهاداته المأخوذ بها في دوائر صنع القرار ، ولم لا وهو يمتلك عقلا ذكيا وتجربة راسخة ، يشار إليها بالبنان.

ذلكم هو المهندس الدكتور جميل بن عبد الله بن منصور بن محمد علي الجشي ، الذي له مساهماته المؤثرة في المجالات العلمية والإدارية والدبلوماسية ، وكذا عشقه للأرض التي أنبتته نبتا كريما.

ينحدر المهندس الدكتور جميل الجشي من أسرة عريقة بالقطيف ، ولد بتاروت في 22 رجب 1360 هـ ، وكانت فرحة أسرته به كبيرة، ولكي يكون قدومه مبعث سرور وتفاؤل كان الاسم " جميل" ، بالرغم من أن الاسم المقترح كان بعيدا عن الاسم الذي سمى به ، ولكن " جميل " هو الاسم الذي استقر عليه الاتفاق وهو اسم متداول في العائلة بالبحرين حيث يحمله ابن عم والدته جميل جواد الجشي عليه رحمة الله.

ومن الغريب أنه عندما غير عمه عبد الرسول الجشي اسمه إلى عبدالله ، بدأت تظهر إشكالية ربما لم يلتفت إليها أحد وقتها ، وهي تشابه الأسماء بعد أن سمى العم ابنه باسم جميل ، أيضا.

عملت أسرته بتجارة اللؤلؤ ، وهي مهنة مربحة وأساسية في ذلك الزمن ، في المنطقة وفي جزيرة تاروت تحديدا. تلقى تعليمه في الكتاتيب ، وكان يذهب إلى بيت الجد في القطيف ، وينعم بدخول بساتين العائلة بأشجارها الكثيفة ونخيلها الفارعة ، وكان الجد الذي تزوج من سيدة تسكن عائلتها تاروت ، قد استقر في الجزيرة كي يكون قريبا من تجار اللؤلؤ وكذلك ليباشر الإشراف على الغواصين في فصل الصيف الطويل . وقتها كان التجار يتوافدون على تاروت ودارين لشراء وبيع اللؤلؤ .

ويذكر المهندس الدكتور جميل الجشي أن جده لأمه كان من سكان المنامة ، بالبحرين ، وكانت له بعض العقارات المحاطة بالبساتين الخضراء ، وهو ما ترك في نفسه شعورا قويا بالافتتان بالزرع وتلمس الظل ، أما عن والده فقد امتهن نفس الحرفة حيث برع في تجارة اللؤلؤ ، كما اهتم بالزراعة "كملالك" سواء ما ورثه من بساتين أبيه أو ما قام هو بشرائه ، وتطويره من أراض فقيرة إلى أرض مزروعة ، شديدة الخصوبة ، هي سمة الأرض التي كانت تحتاج  دائما للمسات حانية كي تجود بالثمار من كل صنف ولون.

وبسبب امتلاك الأب الحس الاقتصادي وتنظيم أموره فقد أسندت له مهمة " العمدوية " وهي وظيفة رسمية محترمة ، حيث اختير كعمدة لبلدة تاروت لعدة سنوات . وبالطبع فقد كانت وظيفة العمدة في ذلك العهد لها مكانتها الاجتماعية ونصيبها من التقدير والاحترام ، وأكبر الظن أن الاختيار جاء نتيجة سمعة طيبة وإدارة حازمة ومعرفة بمشاكل المواطنين في تلك البقعة التي كانت وقتها في أطراف الدولة ، وإن الوظيفة تترتب عليها مسئوليات عديدة كانت تحتاج لحضور شخصي وقدرة على حل المشكلات بحكمة وتعقل شديدين.

فيما يخص بداياته في حقل التعليم ، كان التعليم في جزيرة تاروت مقصورا على الكتاتيب . بدأ أخوه " محمد حسن" دراسته ثم أدخل بعد ذلك المدرسة الابتدائية في البحرين حيث كان التعليم النظامي سائدا ، بعد فترة يعود أخوه من البحرين متخلياعن حلم التعليم ، ويلتحق بشركة أرامكو بالظهران . ربما لهذا السبب لم يفكر الوالد في إرسال ابنه الثاني إلى البحرين وخاف أن تتكرر مسألة العودة.

عندما فتحت مدرسة القطيف االابتدائية بمدينة القطيف عام 1367 هـ ، أو في العام التالي ، يرسله الوالد ليتعلم ، وهناك يقيم في بيت إحدى عماته التي كانت تعيش مع زوج وابنين يصغرانه.
فجأة ولأسباب لا يمكنه الجزم بها قرر الطالب أن يترك المدرسة "مؤقتا"بعد مشادة مع أحد الأساتذة ، ربما كان السبب هو سأمه من مدرسة لا توفر له الحد الأدنى من التعلم حيث لا توجد تجهيزات ، فرأى أن وجوده بالمدرسة ، وحسب تفكيره في هذا الزمن المبكر مضيعة للوقت.

حين تشحذ ذاكرة المهندس الدكتور جميل الجشي يتذكر أسماء معلميه فمنهم الاستاذ ( ابن دهام ) ، والأستاذ ( ابن سحيم ) ، والاستاذ عيد والاستاذ عبيد ، وقد عمل ( ابن سحيم) في محكمة القطيف الشرعية فيما بعد ، وكان الجلوس بالفصل على بساط مفروش على الأرض ، حيث لا وجود لكراسي أو طاولات كما لم تكن هناك كتب سوى كتاب وحيد يمسكه المعلم بيديه ، وينقل منه كلمات الدرس على السبورة السوداء بالطباشير.

حرص على  تسجيل مذكراته من صغره ، والمحافظة عليها ، وهو ما جعله يبدو مرتبا ، ذكيا . كان يحصل على أعلى الدرجات في دراسته ولم تقل درجاته إلا في حالات قليلة جدا  . فقد كان يحرص على المذاكرة ليلا ونهارا ولا يضيع وقته في عمل سوى متابعة دروسه.

 لم تكن  توجد كهرباء في هذا الوقت ؛ فكان يستعين بمواقد الكاز لمراجعة دروسه.

تحلى الجشي بحب المعرفة فكان يرتاد المكتبة في حصة الرياضة حيث كان لا يحب لعب كرة القدم ولا غيرها.
تعود كتابة كل المعلومات التي يقرأها منعا لتبددها كما اهتم  بقراءة مجلات الطب العربية والتاريخية والمجلات العلمية التي تحوي معلومات وصوراً فلكية وفيها صور وتنبؤات عن المركبات الفضائية حيث كان في مثل هذا الوقت يعرضون مسلسلات فضائية أمريكية .

كان بيتهم هو أحدث وأكبر بيوت تاروت الذي بناه جده الحاج منصور الجشي "وهو شخصية معروفة آنذاك" بواسطة عمال من الهند.

حين انتقلت الأسرة الى القطيف عام 1375 هـ ، سكنوا بادىء الأمر في القلعة وتابع جميل دراسته الابتدائية، فدخل الصف الخامس 1375 هـ ، وقتها شارك في رحلة جماعية إلى  الجبيل أثناء دراسته الابتدائية ولم يدر بخلده يوما أنه سيدير في هذه البلدة الصحراوية واحدا من أكبر مشاريع الدولة الإقتصادية .

وقتها فكر في الالتحاق بشركة أرامكو،  وهو اتجاه ظل سائدا لفترة في أوساط الطلاب الذين كانوا ينظرون لعمال ارامكو ، ويرون ما هم عليه من حياة كريمة.

كما وفرت أرامكو لمنسوبيها فرصة التعلم والتدريب وتلقي العلاج المناسب إضافة إلى البعثات الدراسية التي كانت ترسل خارج الوطن للتزود بخبرات مهارية ومعرفية عالية ، ناهيك عن إمكانية تملك البيوت بأقساط مريحة.لقد كان العمل في أرامكو مغريا بسبب تلك الامتيازات التي تناسب أبناء ذلك الجيل.

 في هذا الوقت تحديدا انتقلت الأسرة إلى القطيف ، وفيها أكمل تعليمه وحصل على الشهادة الابتدائية ، وكان قد تقدم إليها بنظام المنازل ، في نفس العام الذي اجتاز فيه الصف الخامس .
لقد  شجعه هذا لتكرار محاولة القفز لتعويض ما ضاع من السنين بين تاروت والظهران بلا دراسة متخصصة سواء نظامية أو غير ذلك.

عندما كان في السنة الثانية المتوسطة في مدرسة القطيف تقدم لامتحان الكفاءة المتوسطة عن طريق المنازل،  في نفس العام الذي أنهي فيه السنة الثانية المتوسطة.

 وقد شاركه هذه المرة في التجربة زميلان في الصف هما الاستاذ عبدالجليل الزاير رحمه الله والذي أصبح فيما بعد رجل أعمال ناجحا ، والأاستاذ محمد رضي الشماسي الذي عمل محاضرا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن .
كانت مناسبة سعيدة حقا أن نجح الزملاء الثلاثة وكان ترتيب الجشي هو التاسع عشر على مستوى المملكة من بين تسعمائة واثنين وتسعين  ناجحا ، وكان ذلك عام 1378هـ .
.
تلك الفترة المبكرة من حياة المهندس الدكتور جميل الجشي يعلق بذاكرته أسماء كثيرين من رفاق الدرب الصعب من بينهم،زملاءه في السنة الخامسة الابتدائية في القطيف : جاسم حسن المهدي، الدكتور باقر العوامي، حسن مديفع، سعيد القفاص، عبدالغني الجشي، محمد المصطفى، محمد البيش، الدكتور ميرزا الجامد ، منصور ادريس.. ومن الذين تخرجوا معه من المدرسة الابتدائية في العام 1376هـ ،  يتذكر الدكتور محسن آل الشيخ حسان، عبدالجليل الزاير، محمد الشماسي، علوي السيد محمد، سعيد الشيوخ، علي التاروتي ، وسعيد الغمغام ، ومن الزملاء الذين تخرجوا معه من المدرسة المتوسطة في عام 1378هـ تمتليء الذاكرة بزملائه :  عمر أبو السعود ، محمد سعيد البريكي ، الدكتور عبدالجليل السيف ، عبدالمجيد السيف ، خالد علي أبو السعود ، شاكر مهدي أبو السعود رحمه الله ، المرحوم حسن عبدالصاحب أبو السعود ، عبدالحميد الناجي ، مهدي الجامد .

لما أنهى جميل الجشي المرحلة المتوسطة كان أمامه خياران،  إما الالتحاق بأرامكو أو مواصلة الدراسة الثانوية.. وأمام هذا المفترق الصعب انبثق اقتراح عبر أحد أقاربه ،وهو ابن عمه حسن صالح الجشي رحمه الله (رئيس بلدية القطيف سابقا) فقد رأى أن يذهب إلى لبنان للدراسة .

بعد جدل لم يطل طويلا ، وافق الأهل على ذلك الاقتراح ، وسافر مع مجموعة من الشبان واستقر به الحال في مدرسة تسمى (الجامعة الوطنية) حيث وجد بها  بعض الصعوبة خاصة في البداية لأن جميع المواد العلمية كانت تدرس باللغة الإنجليزية ، ولكن سرعان ما تغلب على ذلك بمضاعفة الجهد والمذاكرة المتواصلة ، إذ تحدى ظروفه وتفوق على نفسه فكان ترتيبه الأول في الصف في نهاية العام مع فارق عشر نقاط مئوية بينه وبين الثاني .
 كان التعليم في لبنان مختلطا ، لم تكن السنوات التي قضاها جميل الجشي في لبنان للدراسة والتحصيل العلمي فقط.. حيث قام بزيارات استطلاعية أثناء العطل الرسمية لكل من القاهرة وأنقرة واسطنبول وعمان والبتراء وحلب في سوريا .

اثناء إقامته في حلب قام ما يعرف بالإنقلاب أو الإنفصال ؛ حيث انفصلت سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة وهي التي تكونت في فبراير عام 1958 بين كل من مصر وسوريا .    لقد شعر عبر التجول في دمشق وحلب قبل أيام من الانقلاب بتململ الناس هناك خصوصا من القبضة الحديدية التي كان يحكم بها السيد عبدالحميد السراج المسؤول عما كان يعرف بالمباحث في سوريا كذلك لمس بنفسه  الوضع المعيشي الصعب ، وأمورا أخرى كثيرة ساهمت في هذا الحادث .. عندما وقع الإقلاب تطلب ذلك خروج الجشي ومن معه  من حلب إلى بيروت ، ثلاثة أيام يتنقلون من مخفر إلى آخر.

وهكذا تداخل الهم التعليمي مع مستحدثات السياسة ومشاكل الوحدة والانفصال في المنطقة التي كانت تموج بالتحولات الدراماتيكية ، وهو الشيء الذي جعل الشاب جميل الجشي يدرك مبكرا أنه لا يمكن الفصل كلية بين الفرد وبين المجتمع الذي يعيش فيه. حتى لو فكر في العزلة والانكفاء على الذات فإن الشروط الموضوعية تقتحم الخصوصية الذاتية ،  وهذا درس من دروس الحياة.

حين عاد جميل الجشي من من لبنان وهي تلك الدولة التي تزخر بحيوية فائقة من حيث تنوع المناخات السياسية والانتماءات الاجتماعية ، جذبته تلك الإغراءات التي كانت تقدمها شركة ارامكو ، وقرر الالتحاق بها ، ففي النصف الثاني من عقد الخمسينات الميلادية تبنت أرامكو برنامجا طموحا لتوظيف الطلبة السعوديين في فترة الصيف كموظفين مؤقتين.. وقد كان البرنامج موجها على الأخص لأبناء موظفي الشركة واقربائهم لتعم الاستفادة ، وقد سعى ابن عمه عباس الذي كان يعمل في إدارة شؤون الموظفين لتوظيفه  ضمن ذلك البرنامج الذي كان يستقطب طلابا كثيرين.

بدأ العمل الصيفي لأول مرة في 17/ 11/ 1377هـ حيث حصل على أول راتب من ارامكو مقداره (280) ريالا.. وكان مبلغا كبيرا بمقاييس ذلك الزمن.

خلال عمله في احدى هذه الصيفيات تعرف على الدكتور منصور أبا حسين وكيل وزارة الزراعة والمياه (سابقا) حيث اشتركا سويا في مسابقة ثقافية أسبوعية ، كان يقيمها تلفزيون أرامكو للمناطق الثلاث : الظهران ورأس تنورة وابقيق.

كان جميل الجشي يمثل الظهران وهو جاء ممثلا لرأس تنورة.

وفي صيف عام 1960 تقدم كالعادة للعمل الصيفي في أرامكو فوجهه المسؤولون للعمل في مختبر الزيت.. تفاعل مع العمل.. وطلب كالعادة الالتحاق بمركز التدريب الصناعي التابع للشركة في المساء.. وهو الشيء الذي لفت إليه الأنظار فقد كان من عادته أن يبذل الجهد لتنمية معارفه وصقل ثقافته العلمية ، وهو الشيء الذي قوبل باهتمام من رئيسه المباشر ـ الأمريكي ـ  الذي عرض عليه في وقت لاحق الالتحاق بالشركة كموظف دائم.

ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الخريجين السعوديين يتقدمون للعمل في الشركة في ذلك الوقت.. لاحظ الشاب الطموح بثاقب بصيرته أن طريق الابتعاث هو أهم وسيلة لتطوير السعوديين ، وبعد فترة تفكير عاد لرئيسه بالموافقة المشروطة وهي أن يكون توظيفه في المرتبة السادسة أي أن يكون من الموظفين المتوسطين.. وهو الشيء الذي وافقت عليه الشركة وتحول في 12/ 2/ 1380هـ من موظف مؤقت إلى موظف دائم براتب مقداره 800 ريال حيث كرس كل وقته للعمل والدراسة ووفق له بصفة استثنائية  بست ساعات يوميا يدرس فيها اللغة العربية والانجليزية والفيزياء والكيمياء والجبر والهندسة.. وفي منتصف نفس العام بدأت الترشيحات للابتعاث إلى الخارج ، وسعد كثيرا أن وجد اسمه ضمن تلك الترشيحات .

كحال أغلب المبتعثين السعوديين إلى أمريكا واجه الجشي بعض المصاعب التي شكلت تحدياً حقيقياً أمامه .. وكادت أن تحطم سقف أحلامه القريبة من التحقق .

 سافر الشاب الطموح  إلى أمريكا مبتعثاً من أرامكو.. صباح يوم الاربعاء 3 / 2 / 1382هـ ، و مرت الطائرة ذات المروحتين بالقاهرة ، فأثينا ، فروما،  فباريس قبل أن ينتقل هو ومن معه إلى طائرة أخرى ذات محركات أربعة لتنقلهم إلى دائرة الحلم : نيويورك.

 استغرقت الرحلة (24) ساعة ، ولكنهم وصلوا الفندق في نيويورك ، ولم تكن الشمس قد غابت بعد.. وهو الاكتشاف المذهل الذي جعله يتأكد مما درسه بمقعد العلم من كون الأرض بالفعل كروية.. وان الشمس ثابتة.. والأرض تدور!
سيحدث خلال تلك الرحلة ما يجعله يعلي من قيمة التأمل والتحليل والنظر بهدوء للأشياء ؛ فوراء السطح الساكن تكمن الحقائق بمكنوناتها .

بدأ جميل الجشي دراسته الجامعية في ولاية بنسلفانيا.. وكان قد سبقه إلى هذه الجامعة وتخرج منها وزير البترول علي النعيمي.. وبينما جاء ليدرس الهندسة الكيماوية.. جذبته الهندسة الصناعية.. وسبب ذلك أنه في أحد الأسابيع كانت المحاضرة عن الهندسة الصناعية ، وقد نجح  المحاضر بذكائه وقوة شخصيته وعلمه الغزير في تسليط الضوء على هذا التخصص الجديد نسبيا في ذلك الوقت.

حدث أن بدأ هذا التخصص يمتلك اهتماماته.. وفكر كثيرا في المستقبل.. لقد خاطب أرامكو طالبا الموافقة على تغيير تخصصه من الهندسة الكيماوية إلى الهندسة الصناعية ، على أن ينتقل من جامعة ليهاي ببنسلفانيا إلى جامعة بتسبرج ، وكان قد  حصل على موافقة منها على الالتحاق بها شريطة توفير التمويل.. تأخرت أرامكو في الموافقة.. وأصر جميل الجشي على طلبه.. وفي النهاية طلب العودة للوطن بعد آداء الامتحانات..

لاشك أن قرار العودة للوطن مخاطرة.. لم يفكر وقتها بالبدائل ولم يفكر بالعواقب.. كان القرار صعبا ومفاجئا لأقرب الناس إليه.

بعد مناقشات صعبة مع رئيس هندسة البترول في أرامكو ، وكان اسمه الدكتور سنزر.. وافقت الشركة على إعادة ابتعاثه ، وتحقيق رغبته في دراسة الهندسة الصناعية ، ويبدو أن رباطة جأشه وحماسه الشديدين لأفكاره جعل الطريق إلى هدفه واضحا ، جليا.

التحق جميل الجشي بقسم الهندسة الصناعية بجامعة بتسبرج.. واهتم كثيرا  بالدراسة مكرساً كل وقته وجهده لها.. وفي إحدى زياراته في صيف 1965م إلى ولاية تكساس التقى بصديقه القديم عبدالكريم حجاج.. المبتعث من قبل شركة جتي.. يومها قاما باستعراض أسماء زملائه في مدرسة تاروت الابتدائية.

راح جميل  يفتش عن إجابة مقنعة من خلال الدروس.. واطلع على التجارب التي أجريت في الهند لزرع الطموح، أو لاستثارة الحماس فهذا عنصر مهم جدا لمواصلة الطريق الشاق.

يعتقد الجشي أن الطموح الشخصي بلا فرص هو اقرب لوضع ريشة في مهب الريح .. فبدون الفرص إما أن يتحول الطموح إلى نار تحرق الأخضر واليابس او يذوي فتتوقف  حركة التنمية ، وبناء على هذا الأساس يمكن القول أن التنمية فرص وطموح ، مجتمعين معا.

بعودة جميل الجشي  إلى المملكة العربية السعودية بعد التخرج من جامعة بتسبرج عام 1966م.. يشعل تفكيره كي  يتمكن من الحصول على بعثة أخرى لمواصلة دراسته.

فبعد استقراره بالظهران أراد الحصول على موافقة أرامكو لابتعاثه ولكنه سمع نفس الرد القديم من أنه ليس من سياسة الشركة الابتعاث للدراسات العليا.. وهو ما استوجب طرق باب وزارة المعارف.. حيث قدم طلباً جديداً.. وتابع المعاملة وهي تنتقل من مكان إلى آخر في الوزارة حتى قارب الصيف على الانتهاء.. وأوشكت الدراسة أن تبدأ.. فخشي أن تفوته الفرصة ، وهي لا تتكرر .. فنصحه بعض الأصدقاء بمقابلة الوزير نفسه.. وهو بالطائف ، كان وقتها الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله... حصل على إجازة بضعة أيام،ولم يستطع مقابلته إما لعدم وجوده أو لإنشغاله الدائم ..

بعدها عرف أن الوزير في جدة وهناك تردد على مكتبه ليومين حتى تمكن من مقابلته مساء.. سأله عن حاجته فسرد له قصة معاناته ، وطموحه العلمي ورغبته في تحقيق حلمه لصالح وطنه الغالي ،  وألح في ضرورة مواصلة الدراسة.
 أبدى الوزير اهتماماً بالأمر.. وحدث أن  سأله عن المنطقة والمدينة التي يعيش فيها أهله.. وعندما أخبره الجشي أنه من القطيف أبدى الوزير دهشته من توجهه للصناعة ودراسة الهندسة الصناعية في حين أن أهل القطيف كانوا قد اشتهروا بحبهم للأدب والدراسات اللغوية والعلوم الشرعية والدروس الفقهية .

ناقش طلبه وفحص أوراقه المدعمة بالمستندات مع وكيل الوزارة عبدالوهاب عبدالواسع رحمه الله.. بعدها أبلغه بالموافقة على ضمه للبعثة، وتم  أخذ الموافقة.. فعاد مسرورا إلى القطيف، ومالبث أن تقدم إلى شركة أرامكو بالاستقالة.
على متن الطائرة المتجهة من الظهران إلى الطائف

التقى الجشي بالدكتور بكر بن عبدالله بكر ، وكان اللقاء مهماً ، فقد نصحه الرجل  بأن يطرق باباً جديداً نحو الدراسات العليا ، وهو الالتحاق بكلية البترول والمعادن بالظهران (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فيما بعد) .
والواقع أن الدكتور بكر نفسه كان قد استقال من أرامكو والتحق بالكلية ، وكان في طريقه في ذلك اليوم إلى أمريكا للالتحاق بجامعة ستانفرد لحضور دورة دراسية في إدارة مؤسسات التعليم العالي.

فكر الجشي في الأمر مليا ، و لم يرفض الطلب والنصيحة ، .. لكن الدكتور بكر زاد على ذلك بأن كتب له توصية للدكتور صالح أمبا مدير الكلية في ذلك الوقت، أخذ التوصية وواصل رحلته إلى الرياض فالطائف فجدة، ولما نجحت تلك الرحلة ، وسافر إلى أمريكا كان أول عمل قام به الجشي ، هو الاتصال بالدكتور بكر وشكره على نصيحته ومحاولاته لمساعدته مع إظهار أسفه لعدم التمكن من الأخذ بنصيحته القيمة.

أكمل جميل الجشي دراسته ، وتقلب في العديد من المناصب المهمة التي تتطلب وجود معرفة علمية في تخصصات نادرة ، وهو يرى أن الأعمال التي أنجزها هي التي رشحته ليحتل مكانة مرموقة في دولاب العمل العلمي بالمملكة .
لقد رشحه الدكتور غازي القصيبي ليكون مديرا عاما لمشروع الهيئة الملكية بالجبيل دون سابق معرفة به، فهو لم يعرفه كشخصية مرموقة إلا خلال فترة عمله بجامعة الملك سعود حيث كان يقوم بتدريس مادة التنظيم الصناعي عام 1388 هـ.
وواضح من شهادة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله أنه قام بدور رئيسي في إقناع الأستاذ هشام ناظر لتزكية هذا الترشيح.

لقد تم ترشيح المهندس جميل الجشي في مناصب سابقة مهمة منها منصبه كوكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط والتطوير ، ثم عمله كمسئول في مركز الابحاث والتنمية الصناعية ، ثم اختياره ككفاءة متميزة أعير بموجبها إلى الصندوق السعودي للتنمية.

بعد عمله لفترة مديرا لمنطقة الجبيل في الهيئة الملكية أصبح بعد ذلك نائبا للمحافظ في المؤسسة العامة للكهرباء . تلك المناصب والأعمال القيادية ظل جميل الجشي وفيا فيها لخبرته الإنسانية حيث يعمل لصالح المؤسسة أو الهيئة التي وثقت فيه ، فهو بشهادة جميع من عاصروه وعمل معه مثال للنزاهة ، والإداري الحازم ، الكفء في عمله ، المخلص في أدائه.

لا يعمل جميل الجشي بمفرده ولكن عبر فريق متكامل يخطط ويدرس ويضع التصورات بأفق علمي منفتح على الجميع.

والمتابع لتجربة المهندس جميل الجشي يجده قد تولى مناصب عديدة نجح فيها جميعا فقد أشرف على مشاريع المناطق الصناعية في جدة والرياض والدمام . وتعلم دروساً في تنفيذ المشاريع الحكومية وإدارتها لا تعلمها الجامعات في مناهجها

مما أوضحه في مذكراته وكتابه عن التقنية الإدارية .

 لقد أدرك مبكرا كيف تتعارض المشاريع بين الوزارات المختلفة مع غياب التنسيق بين الوزارات في إقامة المشاريع وغيرها . مما أدى في فترة تاريخية لاحقة إلى إنشاء مجلس الشورى للتنسيق وعمل الدراسات لإصلاح الإدارة البيروقراطية.

كان أثناء عمله بالمركز قد عمل أيضا أستاذا بجامعة الرياض وقد أصبح بعض طلبته من الوزراء مثل د. ابراهيم العساف وزير المالية و د. حبارة الصريصري نائب وزير المالية وغير هما .
استفاد المهندس جميل الجشي  بموضوع رسالته التي عالجت "كيفية اختيار المشاريع الصناعية في الدول النامية" . وهي من أجل معالجة مشاريع الدولة الصناعية وجدواها الاقتصادية في المدى الطويل في الاقتصاد الحر بحيث تكون مربحة للدولة وللقطاع الخاص . وهو الشيء الذي أعطى الدكتور جميل دفعة للأمام ونظريات علمية جديدة لإدارة مشروع الجبيل وغيره ، كما سبق ذكره.

المدهش أن المهندس جميل الجشي بدأ في إدارة المشروع من الصفر في وسط كثبان رملية. وكان يتزعم فريق المفاوضات مع " بكتل " التي أتفق معها على إقامة المشروع والتي لها قدم السبق في مشاريع الصناعة في السعودية.
كان راغبا في المحافظة على أموال الدولة وحريصا على الوقت وعلى الإسراع بالدولة للمجد وتسنم ذرا التقدم العلمي والصناعي من خلال تنفيذ المشاريع الصناعية التكنولوجية الكبرى فدعاه الإسراع بتنفيذ المشاريع إلى مطالبة بكتل في وضع دليل الإجراءات ودليل المشتريات والمناقصات طبقا للنظريات الهندسية الصناعية التي درسها والتي قد لا تكون معروفة لدى كثير من الشركات والمصانع والجامعات.

كان ينقل فكرة دليل الإجراءات إلى أي موقع يعمل فيه. حتى صدر له عن الديوان العام للخدمة المدنية كتيب بعنوان (دليل الإجراءات) الرياض عام 1403 هـ ،  ولهذا نلاحظ كيف تحول ذلك الديوان إلى وزارة سبق كثيرا من الدول في ذلك.

في كتابه  ( التقنية الصناعية ) يتحدث عن مشاريع المدينة الصناعية في الجبيل. وكيف قفزت بالمملكة خطوات إلى القرن الجديد . الأمر الذي جعل تلفزيون المملكة العربية السعودية يبث برامجاً عن المدينة الصناعية في الجبيل في كل اسبوع أو شهر على الأقل؛الأمر الذي جعل مشروع الجبيل يتقدم على كل مشروع في المملكة العربية السعودية. ولذلك لم تمر سنوات قليلة على بدء العمل في مشروعات الجبيل بإدارة المهندس  جميل الجشي حتى رأينا افتتاح المصانع العملاقة، هنا وهناك .

ولنلاحظ مساهمات وانجازات الدكتور جميل أنه حين ترك العمل في مشروع الجبيل كان عدد العقود التي أبرمت 509 ، و بلغت عدد العقود بعد تركه العمل لغاية 1405 هـ 674 فقد تراجع عدد العقود التي أبرمت بعد تركه العمل.

وكنموذج للدور الذي لعبته الهيئة الملكية في تنظيم المنطقة : اهتمامها ونظرتها المستقبلية فكل مقاول يأتي سيبني لشركته مساكن خاصة حسب الأنظمة وسيؤدي ذلك بالطبع إلى الإخلال في نظام المدينة فتقرر بناء المساكن وماتحتاجه من أسواق ومراكز صحية ومنشآت ترفيهية على حساب الهيئة وتأجير المساكن لأصحاب المشاريع ، وهو الأمر الذي جعل من مشروع الجبيل نموذجا فريدا في العالم كله ، وليس منطقتنا فقط.
 
بعد تجهيز بعض المساكن والشوارع في مدينة الجبيل الصناعية تم وضع حجر الأساس في يوم السبت 17/11/1397 هـ الموافق 29/10/1977م . هذا وجدير بالذكر أن الهيئة كان نائبها وزير التخطيط هشام ناظر وبالتالي كانت العلاقة في القرارات وغير ذلك تصدر من وزارة التخطيط وليس من وزارة الصناعة. إلا أن المصانع الخاصة بشركة سابك ظلت تدار من وزير الصناعة في ذلك الوقت الدكتور غازي القصيبي.

كان يرى نقصاً في الخبرات الإدارية التقنية في المنشآت التي يعمل بها ولهذا كان يهتم في عمله الإداري بوضع دليل للإجراءات لكل المنظمة ، وكل قسم بها ، وكل المشاريع التي يقومون بها . بناء على العملية الإدارية من تخطيط وتنظيم ورقابة.

بعد أربع سنين من العمل الشاق في المدينة الصناعية بالجبيل فكر د. جميل بالتخلي عن عمله والانتقال إلى التدريس الجامعي فعلم أن مرتبته الـ 15 معيقة لتحقيق طلبه من الناحية النظامية.

وكان د. جميل يقول أنه في تصوره هناك ثلاث مراحل للمشروع الناجح ، هي : مرحلة التخطيط والتحضير ، ومرحلة الانشاء ، ومرحلة التشغيل وأن لكل مرحلة رجالها لكي يحافظ المشروع على شبابه وعنفوانه .
حينئذ جاءه الحل للانتقال إلى الرياض وفي 14/6/1401 هـ (18/4/1981 م) وافق مجلس ادارةالمؤسسة العامة للكهرباء على تعيينه فيها نائبا للمحافظ وترك العمل في مشروع الجبيل في 1/8/1401 هـ .

بدأ العمل كنائب للمحافظ في المؤسسة العامة للكهرباء في 8/10/1401 هـ (8/8/1981 م). وكانت تحت وزارة د. غازى القصيبي وزير الصناعة والكهرباء. وكان المهندس جميل يحاول إصلاح أوضاع الكهرباء الإدارية وتنظيمها حسب المناطق واقترح إنشاء شركات موحدة في بعض المناطق وضايق ذلك وزير الصناعة.
عندما  تم تعيين د. غازي القصيبي وزيرا للصحة ، وضع هيكلا تنظيميا جديدا لوزارة الصحة فأتصل بالدكتور جميل الجشي ، وأخبره عن الهيكل الجديد ، وإذا كان يرغب بالانضمام إليه كوكيل ليتم الاستفادة من خبرته . وقبل أن يرد عليه بلغه القرار الذي صدر في 7/6/1403 هـ بتعيينه وكيلا للتخطيط والتطوير في وزارة الصحة.

باشر العمل في 1/7/1403 هـ. ولم تنته علاقته بالكهرباء حيث كان عضوا في مجلس إدارة كهرباء الشرقية، بعد ذلك تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة كهرباء الوسطى والعضو المنتدب لها. وبعد ظهور المشاكل في شركات الكهرباء تقدم بالإستقالة نهائيا منها ، وقبلت استقالته اعتبارا من نهاية شعبان 1404هـ.

استمر في عمله في وزارة الصحة ، ولاشك أن ثمة علاقة بين مهندس صناعي متخصص في بحوث العمليات وبين هندسة النظم الإدارية بالصحة. وقد بحث كثيرا في أثناء دراسته عن مشاكل المستشفيات وتنظيم العمل فيها .
في عام 1405 هـ درس إدارة المشاريع في معهد الإدارة العامة. وفي 10/10/1406 هـ بدأ عمله في الشركة العربية للاستثمار معارا من وزارة الصحة.

ثم تقاعد مبكرا في 10/10/1407 هـ . وفي أثناء عمله في وزارة الصحة بعد ترك د. غازي لها عمل على كتابة كتابه الأول ( التقنية الإدارية في مشاريع التنمية الإنشائية) تهامة ، الطبعة الأولى 1407 هـ.

ظل في إدارة الشركة حتى استقال منها اعتبارا من 17/3/1410 هـ. وفتح مكتبا استشاريا في الرياض حتى غادرها 1411هـ وانتقل إلى الخبر ليمارس فيها عمله في المكتب الاستشاري . إلى أن عاد مرة أخرى للرياض ليترك مكتب الاستشارات ويعمل في مجلس الشورى في دورته الأ ولى من 3/3/1414 هـ وفي دورته الثانية ابتداء من 3/3/1418 هـ. حتى 3/3/1420 بدأت الدورة الثالثة لمجلس الشورى حيث تم تعيينه سفيرا للملكة العربية السعودية في إيران.

ذهب المهندس الدكتور جميل الجشي إلى إيران يوم السبت 15/8/1999 ليستلم منصب سفير دولة المملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية في ايران.

وفي يوم ا لأحد 19/9/1999 سلم أوراق اعتماده للرئيس الإيراني محمد خاتمي. وهكذا نحن أمام سيرة طيبة عطرة لرجل علم وصناعة ، قائد يتسم بالكفاءة والنزاهة ، حيث ترسم الخطوات العلمية السليمة لتكون الإدارة فن توظيف الكفاءات لا إهدارها.

جدير بالذكر أن الجشي أصدر عددا من المؤلفات بالإضافة لما ذكر،منها على سبيل المثال:"ومررت بالدهناء"1419هـ يروي فيه جانبا من مسيرته الحافلة وتجاربه المميزة.وفي عام 1428هـ أصدر كتابا وثائقيا مهما بعنوان : "تراث الأجداد"
دراسة في وثائق عائلة الجشي في القطيف والبحرين (1200-1350هـ).

وفي العام الماضي 1432هـ أصدر كتابا  عن صديقه الراحل غازي القيبي "الدكتورغازي القصيبي 30 عاما من الذكريات".

ختاما
إن القطيف التي تفخر برجالاتها تقف مع هذه القامة السامقة فنجد صاحبها قد سطر تاريخه بحسن بصيرة وقوة إرادة ووعي بمجريات التاريخ ودروسه العميقة .

إنه رجل دولة في المقام الأول ، خدم وطنه وظل ملتصقا بأهله ، دون التعالي ، فهو نبت هذه الأرض الطاهرة ، المباركة ، على مدى الدهر .

وعلى دربه فليسر شباب الأجيال الجديدة التي تجد فيه القامة والقيمة ، والقدوة الحسنة.


مجلة الخط .. العدد 18

التعليقات «3»

محمد باقر - قطيف العزة والكرامة [الخميس 02 اغسطس 2012 - 4:15 م]
يوم ان لك صلاحيات وين كنت ويش عملت وين دورك الاجتماعي احين جاي اتبين بنفسك وتشهر ابنفسك اعلاميا مالك اي نقاط اسجله في حسابك من اجل اهلك في القطيف خالي اليدين
حسين - باب الشمال/مشهد [الخميس 02 اغسطس 2012 - 3:26 م]
نعم القطيف ببركة هؤلاء والتي كانت واحة خضراء اصبحت الان واحة صفراء فقد دمر آثارها و بيئتها و مدن مثل الدمام و الخبر و الجبيل كانت قرى صارت مدن فيها الجامعات و المصانع و كل اشكال التطور و اما القطيف فشباب عاطل و تجار جشعون فآليت كان لهؤلاء مشاريع نهضوية للقطيف بدل تأليف كتب عن مغامرات القصيبي او عن مناصبه
ابو الهواشم - بلاد الخير والمحبة [الأربعاء 01 اغسطس 2012 - 6:51 م]
شكراً وافراً للكاتب وشكرا جزيلاً ل د جميل الجشي ابن البلد البار وأقول للابن البار لبلده انظر الى قدميك قليلا لترى الارض التي خلقت منها ومشيت عليها . د جميل الغالي لي سؤال وانا على يقين انك تتقبل مني كأخيك الأصغر لماذا لا يستفاد منك في القطيف لزرع بذره عطاء لأبناء هذا التراب بان تقدم بدليل إجراءات العمل التطوعي للجمعيات واللجان الاهلية بدلا من الاجتهادات الشخصية غير الموفقة احيانا . لك مني كل التقدير والاحترام واتمنى ان أراك يا مفخرة القطيف

مؤسسة شعلة الإبداع لتقنية المعلومات