شيخ الأزهر: أحكام الأسرة منضبطة بحدود الله عز وجل وليس بالأهواء والمصالح    «سعفان»: مشروع قانون المنظمات النقابية يتوافق ومعايير العمل الدولية    إسرائيل والسيسي وكارثة سد النهضة.. عجز وفشل انقلابي    فتح معبر رفح لمدة ثلاث أيام من الغد    ختام سيمنار المجمع المقدس بحضور البابا تواضروس    كيف تحولت "بركة غليون" بكفر الشيخ لأكبر مشروع استزراع سمكي في مصر؟- (صور)    وزيرة الاستثمار تصل من الامارات    محافظ سوهاج: الانتهاء من رصف الطرق الداخلية بمركز دار السلام    البترول: الانتهاء من سداد جميع مستحقات الشركاء الأجانب في 2018    (18.56) مليار جنيه خسائر البورصة فى أسبوع    بورصة الانقلاب تخسر 18.4 مليار جنيه خلال تعاملات الأسبوع    151 ألفا و751 طن قمح في صومعة الغلال بميناء دمياط    أردوغان: ينبغي تطهير عفرين السورية من حزب الاتحاد الديمقراطي    أول ظهور لرئيس زيمبابوي عقب الإطاحة به من الحكم .. فيديو وصور    المرصد السوري: هجوم جديد للجيش السوري والحشد الشعبي على مدينة البوكمال    وزير الداخلية اللبناني: الانتخابات النيابية في موعدها    رئيس مجلس النواب المجري يغادر القاهرة    كوريا الشمالية تصف رئيس وزراء أستراليا ب«قط من ورق».. ما علاقة ترامب؟    "وفا": الاحتلال يسلم سكان جبل البابا أوامر بإخلاء بيوتهم    المصري يشرح لأعضائه شروط صحة التصويت    أرقام في الجول – لماذا "أزارو" الدوري أفضل من إفريقيا    «حجازي» يشارك في مران بروميتش الأخير قبل موقعة تشيلسي    منع حكام قطر من إدارة مباريات المنتخبات العربية في المونديال    الزمالك يلتقي النصر اليوم باستاد القاهرة ضمن مبارات الدوري    مواجهة جديدة بين محمد ومروان الشوربجي في نصف نهائي هونج كونج للإسكواش    8 اتهامات يواجهها إرهابي الواحات.. تعرف عليها    مصادر أمنية تكشف تفاصيل العملية الإرهابية التي وقعت منذ قليل وحجم الخسائر البشرية.. وبيان هام من القوات المسلحة (صور)    ضبط 6 عاطلين بحوزتهم 3 أسلحة نارية و63 قطعة حشيش بالمنوفية    إحباط تهريب 6000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء بالبحيرة    درجات الحرارة المتوقعة غدا على القاهرة وجميع المحافظات    9 مهام أساسية لنقابة الصيادلة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي    ضبط 4000 علبة سجائر أجنبية مجهولة المصدر في الإسكندرية    تلميذ يشنق نفسه ب رباط ضاغط في باب غرفته    مخرج «عندي ظروف»: سعيت للتجويد في الكليب من اجل الشهرة    جورج قرداحي ينفي شائعة وفاته: "واحدة من مصائب الإنترنت"    عاصي الحلاني يدافع عن شيرين: لا يستطيع أحد التشكيك في وطنيتها    شاهيناز تنعى والدة زوجها    شاهد.. مراهقة أمريكية تبيع عذريتها لثري عربي مقابل مبلغ خيالي    لافتات مرشحي انتخابات "المصري" تملأ الشوارع والميادين ببورسعيد    وزير الصحة يقرر إطلاق قوافل طبية دائمة لخدمة أهالي الوادي الجديد    موندو ديبورتيفو: أوزيل بديل كوتينيو فى برشلونة    شوقي: سنلتزم بإطلاق النظام التعليمي الجديد في سبتمبر المقبل رغم كل الصعوبات    نرصد أسعار الأسماك في سوق العبور    سياسة وسط النهار: مفتي الجمهورية: إخضاع الإفتاء للقواعد الفقهية يعصم الناس من التخبط.. و"القومي للمرأة" يشكر "الداخلية"    دراسة: الصدمة العاطفية تؤدي إلى اعتلال عضلة القلب    أبحاث: علاج أمراض اللثة قد تساعد على خفض ضغط الدم    بمشاركة 170 لاعبا من 10 دول.. انطلاق مهرجان رايى الفراعنة من هرم هوارة بالفيوم (صور)    وزارة الدفاع الأمريكية تدعو ترامب إلى الاستقالة عبر «تويتر» (سر التغريدة)    الشعرواى لو كان حيًا لما قدم بلاغًا ضد "الشوباشي"    بالصور.. قافلة طبية تزور مدينة دهب    أول تعليق من مخرج كليب الإيحاءات الجنسية    انتقادات وهجوم من مقدمي البرامج الدينية في مصر على قرار حصر الإفتاء بقائمة محددة الأسماء    "إنتي حلم" ل محمد عادل تتجاوز 50 ألف مشاهدة خلال ساعات (فيديو)    حظك اليوم برج الدّلو الجمعة 17-11-2017 على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    وصفة سحرية لاستعادة الحذاء الأبيض بياضه الناصع    "الهلالي" يكشف أخطاء المفاهيم الدينية ل"إرهابي الواحات"    نحو خطاب عقلاني رشيد    التبرع بخصل الشعر لمستشفى السرطان جائز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





المرأة في التاريخ الفرعوني علي رأسها ريشة وفي يديها قفازات منقوشة
نشر في القاهرة يوم 10 - 08 - 2010

تكمن الأهمية التاريخية للحضارة المصرية القديمة في منظومة القيم والرسالات الإنسانية التي شملت كل نواحي الحياة، وكونت بمرور ألفيات مصر السبع، الجذور الحقيقية التي تستمد منها البشرية تراثها الإنساني في إجماله، ومن أهم هذه القيم الإنسانية الاعتراف بأهمية دور المرأة بالمجتمع .
وتُرجمت هذه القيمة عملياً بصياغة مكانة رفيعة المستوي للمرأة المصرية باعتبارها الشريك الوحيد للرجل في حياته الدينية والدنيوية طبقاً لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة في المبادئ الدينية الفرعونية، حيث المساواة القانونية الكاملة وارتباط الرجل بالمرأة لأول مرة بالرباط المقدس من خلال عقود الزواج الأبدية .
تعدت المرأة هذه المكانة حتي وصلت لدرجة التقديس فظهرت المعبودات من النساء إلي جانب الآلهة الذكور بل إن آلهة الحكمة كانت في صورة امرأة، والآلهة إيزيس كانت رمزاً للوفاء والإخلاص .
كذلك استطاعت المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني الدخول في العديد من ميادين العمل المختلفة ووصل التقدير العملي لها لدرجة رفعها إلي عرش البلاد فقد تولين المُلك في عهود قديمة , ومنهن (حتب) أم الملك خوفو، و( خنت) إبنة الفرعون منقرع، و( اباح حتب) ملكة طيبة، و( حتشبسوت) إبنة الفرعون آمون، و(تي) زوجة إخناتون .
كما عملت المرأة بالقضاء مثل نبت (Nepet) وهي حماة الملك بيبي الأول من الأسرة السادسة، وتكرر المنصب خلال عهد الأسرة السادسة والعشرين وأيضاً العمل بمجال الطب مثل بثت (Psechet) والتي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، ووصلت الكاتبات منهن لمناصب (مديرة - رئيسة قسم المخازن مراقب المخازن الملكية - سيدة الأعمال - كاهنة ).
" كانت المرأة المصرية تحيا حياة سعيدة في بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه أمراً طبيعياً " .. عبارة معبرة لعالمة المصريات الفرنسية "كريستيان دي روس نوبلكور"، تؤكد أن الإنسان المصري يعتبر أن المساواة أمراً فطر عليه، وكذلك وضعت الحضارة الفرعونية أول التشريعات والقوانين المنظمة لدور المرأة وأول تلك التشريعات وأهمها تشريعات الزواج أوالرباط المقدس من حيث الحقوق والواجبات والقائمة علي الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة باعتبارها هي (ربة بيت) والمتحكمة الأولي فيه بالإضافة لحقها الكامل والمتساوي مع الرجل فيما يختص بحق الميراث، كذلك كان لها ثلث مال زوجها في حالة قيامه بتطليقها بدون سبب، كما كان المصري القديم دائم الحرص علي أن تدفن زوجته معه في مقبرة باعتبارها شريكته في الحياة الدنيا وبعد البعث أيضاً
أما حق التعليم فقد كان من حق المرأة المصرية ابتداء من سن الرابعة وكانت تتلقي العلم من خلال مدارس ذات نظام صارم، تركز علي مبادئ الحساب والرياضيات والهندسة والعلوم بالإضافة لتعليم أصول اللغة الهيروغليفية واللغة الهيراطيقية الدارجة للاستعمال اليومي، وفي النهاية تمنح الفتاة مثلها في ذلك مثل الصبي لقب (كتابة جائزة علي المحبرة) مع السماح لهن بإمكانية التخصص العلمي في أي من فروع المعرفة .
هناك أوراق بردية تدل علي أن الزواج من واحدة كان معروفا حتي في عصر ما قبل الأسرات أي قبل سبعة آلاف سنة وذلك دليل علي أهمية الزواج ومدي قدسيته والتي نجدها في إحدي الأساطير التي تفسر ظاهرة فيضان النيل.
كان المصريون القدماء يؤمنون بأن مياه النيل تزداد عندما الآلهة ايزيس تتذكر وفاة زوجها اوزوريس وتجلس عند شط النهر وتبكي، فدموعها تنزل الي النهر وتزداد المياه فيأتي فيضان النيل.
علي رأسها ريشة
يمتلئ التاريخ برموز نسائية تمتعت بالقوة والسيطرة، وقامت علي أكتافهن حضارات، وتعتبر الحضارة الفرعونية خير دليل علي المكانة التي كانت تحظي بها المرأة في مصر القديمة، ولعلها تمتعت بحقوق أكثر من التي تتمتع بها المرأة في عصرنا الحالي.
وأسطورة "ماعت" لا يزال تأثيرها باقيا حتي عصرنا الحالي فهي السبب وراء الكلمة الشهيرة المتعارف عليها حاليا وهي "علي رأسها ريشة"الأمر الذي يؤكد علي ارتباط وجود المرأة بالتميز والرفعة، حيث تم تصوير "ماعت" أو"آلهة العدالة الأسطورية" علي جدران المعابد الفرعونية وعلي رأسها ريشة مما يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة كرمت المرأة وأعلت من شانها وأعطتها كل حقوقها.
وذكر المؤرخ هيرودوت بعد زيارته لمصر مقولة : إن المصريين في عاداتهم وطريقة حياتهم يبدون وكأنهم يخالفون ما درج عليه البشر، فنساؤهم علي سبيل المثال يذهبن للأسواق ويمارسن التجارة، بينما الرجال يقرون في البيوت يغزلون. وعلي أية حال فمناظر المقابر تشير لدور المرأة في أعمال التجارة والحصاد ودرس القمح، وكلها أعمال شاقة قامت بها المرأة مثل الرجل تماماً، كذلك عملت المرأة بجانب الرجل في أعمال المطبخ مثل طحن القمح وصنع الطعام والإشراف علي المآدب التي كان يحضرها الرجال والنساء مختلطون.
لذا نري أن المرأة حصلت علي العديد من الحقوق فكانت تشارك في الحياة العامة،وتحضر مجالس الحكم، بل وتتولي الحكم. وتمتعت بحقوق اجتماعية واقتصادية وقانونية وسياسية مساوية للرجل وكان بإمكانها أن تدير ممتلكاتها الخاصة وتدير الممتلكات العامة، وقد شغلت المرأة المصرية العديد من المهن والحرف، مثل منصب قاض ووزير، ودخلت مجال الطب والجراحة وشغلت مهنة سيدة أعمال.
لبست قفازات منقوشة
ومن أشهر وأعظم ملكات العصر الفرعوني الملكة حتشبسوت التي تولت الحكم، كانت الملكة "حتشبسوت" حكمت مصر عشرون عاماً، واسمها يعني "أميز النساء بفضل آمون " أو"درة الأميرات"، وهي ابنة الملك تحتمس الأول وزوجة تحتمس الثاني، وتأتي كأعظم شاهد علي دور المرأة المميز وقدرتها علي الإدارة والحكم، علي الرغم من كثرة الرافضين لوجود امرأة علي كرسي العرش.
لقد كانت حتشبسوت من تعداد الجميلات، وهي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود 6 أصابع أوأكثر في اليد الواحدة،ولم يعرف الناس ذلك إلا بعد رؤية موميائها ففي أغلب التماثيل التي صنعت لها كانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتين بذلك، أيضا هي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.
كان للملكة حتشبسوت دور فعال في حكم البلاد حيث اتسم عهدها بالرخاء، اهتمت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة، وقامت بالعديد من الحملات العسكرية منها حملة تأديبية علي النوبة في بداية حكمها، وحملة تأديبية علي سورية وفلسطين، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة، وحملة تأديبية علي ماو بالقرب من منطقة فرقة، وأرسلت العديد من البعثات التجارية منها بعثة بلاد بونت، وبعثة أسوان .
علي إحدي البرديات وجدت هذه الوصية "إذا بحثت عن الحكمة والسعادة أحب زوجتك وشريكتك واهتم بها وارعاها فهي ستهتم ببيتك وترعي أطفالك وترويهم بحبها. اهتم بها ما دمت علي قيد الحياة لأنها هدية ونعمة من ربك الذي استجاب لصلاتك ودعواتك. تمتع بهذه النعمة لأن تقديس هذه العطية الإلهية هو إرضاء للآلهة..
ارجو حياة سعيدة مصرية لكل الأزواج والبيوت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.