الهجرة والتنمية تجمع العرب في ندوة تناقش الواقع والتحديات    "المنتجات المجالية" في رحلة ترويجية إلى أبوظبي    ماكرون: هذا هو موقف فرنسا من قضية الصحراء    الفيفا: إقبال كبير للمغاربة على اقتناء تذاكر مونديال روسيا 2018    الأسماء الغائبة عن الحصة التدريبية للرجاء صباح اليوم    الجامعة غاضبة من حسبان لهذا السبب    وفاة أسطورة الروك الفرنسي جوني هوليداي    من أجل القدس: بوريطة يستدعي سفراء أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا    نجاة رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي" من محاولة اغتيال    قناة إسرائيلية: ترامب حصل على دعم مصر والسعودية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل    الجامعة العربية تدين مقتل صالح وتحذر من انفجار الأوضاع الأمنية في اليمن    مثير.. المادة 105 قد تعيد ابن كيران للقيادة رغم التصويت ضد الولاية الثالثة!    الاتحاد الدستوري يفوز برأسة أكبر غرفة مهنية بالمغرب‎    سكانير    "الإتحاد" الإماراتية: الوداد.. آمال الأمة لبلوغ أعلى القمة    الجامعة تكشف عن لائحة المنتخبات المرشحة لمواجهة الأسود وديا    للحجز...هذه تكلفة الإقامة في روسيا    كونتي لا يخشى الكبار في دوري أبطال أوروبا    كيليان مبابي يحقق رقما قياسيا في دوري الأبطال    الوكيل العام للملك يفضح ادعاءات الزفزافي أمام الهيئة القضائية    طقس الخميس: استمرار موجة البرد بمختلف مناطق المملكة    مثير .."داعشي طنجة" يتوفر على 300 حساب بمواقع التواصل الاجتماعي    زاكورة تفتتح مهرجانها الدولي للمسرح في طبعته الرابعة    عروض مسرحية من بلدان القارتين الإفريقية والأوروبية وتكوين مسرحي على يد المتخصصين    سعيدة شرف ل«فبراير» : غنائي للراب الحساني تجربة لن تتكرر    الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا السبت المقبل للبحث في قرار ترامب    المغاربة على رأس قائمة الحاصلين على الجنسية الإسبانية سنة 2016    بعد نزيف الاستقالات ب "ميدي 1 تيفي" ... النقابة تندد‎    أمن مطار أكادير المسيرة يحبط محاولة تهريب مبلغ مالي كبير من العملة الصعبة بحوزة فرنسي    بعد محاولة هروب فاشلة.. بارون مخدرات في قبضة الأمن بتطوان    لندن قلقة من خطط ترامب حول القدس ودمشق تستنكر    لوائح المرشحين للاستوزار على مكتب العثماني    اليوم العالمي للأشخاص المعاقين : جهات الشرق وبني ملال-خنيفرة ومراكش-آسفي تسجل أعلى نسب انتشار العجز التام    رائحة كريهة وراء العثور على جثة أستاذ    فيلم هندي يتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة    أمام استمرار إغلاق أبواب المصلحة المختصة في علاج النوع المقاوم للأدوية    النجمة التركية نيهال: عانيت مرضا نفسيا    القصة الكاملة ل44 مهاجرا قضوا 4 أيام في عرض شواطئ العرائش    موسكو تعرب عن قلقها من احتمال اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل    الديمقراطية كائن أم غير كائن…؟    لهذه الأسباب لم يتمكن العثماني من تعويض وزراء الزلزال السياسي لحد الآن    دراسة: وجبة الإفطار شديدة الأهمية للصحة    طقس اليوم …إستمرار الجو البارد مع تكون صعيق    في عهد الإسلاميين.. سياحة طنجة ترتفع بنسبة 29 في المائة    البداية كانت خيال    البرد والإنفلونزا.. هل هناك فرق في الأعراض وطرق العلاج؟    العسري يعالج "الخوف من المخرن" في "ضربة فالراس"-فيديو    حول مشروع قانون جديد لإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي    سينغاليون يتعرفون على التجربة الجمركية بالمغرب    الأطباء يوصون بجراحة استبدال الركبة كخيار أخير    المالكي يعد بصرف معاشات البرلمانيين «في وضعية صعبة»!    الأغلبية تطالب بإلغاء3 شروط "تخنق" التعاونيات السكنية    التشوير السياحي وإجراءات حازمة لتطويره بالمغرب    نهاية علي عبد الله..من ينقذنا؟    الشيطان وإرادة الإنسان    المرجعية الدينية وأسس التعايش بين اتباع الدين الواحد    جمعية الاعمال الاجتماعية للمسنين والمتقاعدين الاحتفال بالمولد النبوي وتفعيل الدور الاجتماعي    الإنهيار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





موت با حماد الحاكم الفعلي للبلد، والمغاربة يكثفون الهجمات ضد الفرنسيين
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 17 - 05 - 2014

منذ نهاية القرن التاسع عشر، بدأ الاهتمام بأحوال المغرب السياسية، هو المنفلت إلى حدود تلك الحقبة من براثن الاستعمار، يعم الأسبوعيات الفرنسية المصورة الموجهة إلى أوساط واسعة من القراء.
وقد تزامن هذا الاهتمام مع أطماع الدول العظمى، ومن بينها فرنسا، في اقتسام الكعكة المغربية التي كانت تبدو حينها، لتلك القوى، قابلة للهيمنة والسيطرة.
في هذه السلسلة التي نقترحها على قراء «الاتحاد الأسبوعي»، سنقدم كل سبت ترجمة طبق مختار من مقالات تلك الأسبوعيات والملاحق المصورة لأكثر الجرائد الفرنسية انتشارا أيامها، علما أن هذه العناوين كانت تفصح بكل جلاء عن ميولاتها الاستعمارية، وتدافع عن أن تكون الكعكة المغربية من نصيب باريس.
جريدة الرحلات والمغامرات برا وبحرا (فاتح يوليوز 1900)
وفاة الصدر الأعظم باحماد
مزينة مقالها المطول برسمين لا تسمح رداءة استنساخهما بنشرهما في الجريدة (تشخيص لمولاي امْحمد، أخ السلطان عبد العزيز وهو يعود ظاهرا إلى مقر إقامته، ورسم لأحد أبواب الرباط)، تطرقت أسبوعية "جريدة الرحلات والمغامرات برا وبحرا"، في عددها الصادر في فاتح يوليوز 1900، إلى حدث وفاة الصدر الأعظم والحاكم الفعلي للمغرب منذ 1894، سنة وفاة الحسن الأول، مدمجة فيه الصعوبات والتحديات التي كانت تعتقد أنها ستواجه المخزن بعد غياب رجله القوي. جاء في المقال:
"بعيدا عن أعدائه، وتحت حماية أسوار مراكش العتيقة, لكن المتينة في نفس الآن، لفظ الوزير المسن والدموي با أحمد بن موسى أنفاسه الأخيرة. ها هي العاصمة التاريخية للسلاطين المرينيين، التي شهدت ميلاد رجل الدولة المغربي الشهير هذا، تصبح لحدا له بعد أن شكلت آخر ملجأ له ضد مؤامرات مولاي امْحمد ومولاي رشيد! وبوفاة با حماد، فإن مخزن عبد العزيز، السلطان العلوي الحاكم في المغرب، قد أصبح جسدا بدون رأس.
شغل الوزير با حماد منصب مستشار مقرب للسلطان مولاي الحسن الذي عرفناه جيدا، وهو ابن سي موسى، رجل المخزن الشهير في عهد السلطان سي محمد المنهزم في معركة إسلي. ولقد كان الحاكم السياسي الفعلي للمغرب، وذلك رغم مبايعة مولاي عبد العزيز سلطانا (1894) لأن الأخير ظل يسود دون أن يحكم. أجل، لقد استطاع با حماد إجبار الشريف الشاب على الخضوع لإرادته!
كان با حماد وزيرا مؤثرا في عهد مولاي الحسن، مثلما كان مربي مولاي عبد العزيز منذ نعومة أظافره فجعله يتشبع بسياسته. كان له تأثير كبير على الأمير الشاب الذي لم يفكر أبدا في الانتفاضة ضد وصاية رجل الدولة المستبدة.
وبا حماد هو من نصب مولاي عبد العزيز على عرش والده، وذلك عقب وفاة مولاي الحسن يوم 6 يونيو 1894 في معسكره الشريف المقام قرب تادلا. ولم يكن السلطان الجديد يتجاوز حينها 17 سنة من العمر!
برزت منافسات سياسية لا تعد ولا تحصى أيامها، ذلك أن مناورات با حماد جعلت السلطان الشاب يغتصب الحكم من إخوانه الأكبر سنا منه الذين كان العرش من حقهم. وبفضل حنكته السياسية العالية، تلك الحنكة السياسية المغربية التي كثيرا ما تشكل حاجزا أمام دبلوماسيينا الأوربيين، استطاع الصدر الأعظم شق صفوف أعدائه وتفرقتهم. وقد سجن على التوالي، بعد بضع معارك، الأميرين مولاي امْحمد ومولاي عمر. كما أجهض، في يناير 1899، انتفاضة مولاي رشيد، عم مولاي عبد العزيز وعامل تافيلالت، وذلك عن طريق جعل جزء من برابرة گلاوة ينفصلون عنه. ورغم انتصار القوات الشريفة في معركتها ضد أنصار مولاي رشيد، فإن الصدر الأعظم لم يغادر العاصمة الجنوبية في اتجاه شمال البلاد حيث كانت تسود فوضى عارمة، لأنه استعشر بداية تزعزع المخزن من أسسه.
ومع أن سياسته كانت مطبوعة بالنفاق والتسلط، فإن با حماد كان رجلا جريئا ومتميزا قام بعدة إصلاحات في دواليب المخزن، لكنه ظل عدوا شرسا للتدخل الأجنبي، وخاصة الفرنسي. وقد استفاد من نصائح إنجلترا، كما وظف السياسة الألمانية من أجل محاربة تأثيرنا، ما أدى إلى تحصين الرباط من طرف مهندس ألماني، وقيادة المدفعية الشريفة من قبل ضابط إنجليزي! وبناء عليه، فوفاة الصدر الأعظم لا تشكل خسارة بالنسبة لنا، بل إنه بإمكانها تخليصنا من صعوبات كنا نعتقدها غير قابلة للتجاوز.
ومع هذا، فإن موته، الذي كانت أغلبية قبائل المغرب تنتظره وتأمله بفارغ الصبر، سيترك السلطان عبد العزيز في مواجهة أوضاع صعبة في حالة إقدام خصومه على حمل السلاح مجددا، وهو تطور قابل للتحقق رغم أننا لا نعتقد ذلك نظرا لما يحظى به العاهل من حب كبير. لكن الانقسامات والتكتلات داخل المخزن تجعلنا نخشى حدوث الأمر.
من يكون الطامحون إلى خلافة با حماد؟ لا نستطيع أيضا تقديم أي تخمين حول الموضوع نظرا لكثرة هؤلاء."
يتساءل كاتب المقال بعدها، وهو دلبريل، عن هوية الطامعين في التربع على العرش بعد التخلص من عائق با حماد، ليسردهم (مولاي امْحمد الأخ الأكبر للسلطان، ومولاي عمر، ثاني أبناء الحسن الأول، ومولاي رشيد عم عبد العزيز)، متعرضا لسيرة كل واحد، قبل أن يضيف:
"كما أوضحنا ذلك، فإن السلطان عبد العزيز يواجه خصوما خطيرين، لكن با حماد عزز عرشه ومتنه قبل وفاته. ومع ذلك، فوزر حكم قبائل الغرب المتزمتة والمولعة بالحرب ثقيل على كتفيه الضعيفين!
إن وفاة الصدر الأعظم تعتبر بحق، بالنسبة للمغرب، حدثا سياسيا يمكن أن تتمخض عنه آثار وخيمة في البلاط الشريف، إذ ستشعل نيران الكراهية بين الأطراف المتنازعة حول الخلافة في حكم إمبراطورية الشرفاء العتيقة."
28 أكتوبر 1900 (العدد: 519):
هجوم عسكري على جنوب منطقة وهران
منذ مدة غير يسيرة وقطاع طرق مغاربة يجتاحون ممتلكاتنا في أقصى الجنوب الوهراني.
لقد ظلوا يفلتون من العقاب طويلا بسبب التخوف من إثارة مواجهة مع دول عظمى بعينها، لكن استمرار الأوضاع على هذا الحال لم يعد مستساغا.
لذا وزعت السلطة العسكرية الفرنسية 1300 بندقية من صنف غراس (1) على كوم عين صفرا وأرسلتهم، برئاسة قيادهم، إلى خليج عيش، مكان تجمع قطاع الطرق.
أما القيادة العليا للعملية، فإنها آلت لعقيد فرقة الفرسان الجزائريين الثانية، الذي نجح في مهمته بامتياز.
لقد تعرضت صفوف المغاربة للتشتيت، ونالوا درسا نتمنى أن لا يعودوا معه إلى ارتكاب أذاهم لمدة طويلة.
وكان النجاح الباهر سمة هجوم قوات الكوم التي اقتادت معها، إلى عين صفرا، ثلاثين أسيرا: رجال ونساء وأطفال، كما ظفرت بكميات هائلة من الإبل والغنم والبغال والخيل.
وأحضر الكوم معهم، كذلك، رأس أحد القياد المغاربة؛ قائد قتلت معه، في نفس الآن، زوجته التي فضلت الموت فوق جثته على الأسر.
28 أبريل 1901 (العدد: 545)
اغتيال
السيد بوزي
يشهد المغرب أحداثا أصبحت لا تطاق أكثر فأكثر، وحتما سيحل اليوم الذي سيفرض فيه على أوربا التدخل محل السلطة المحلية جد الضعيفة أو المصرة على غض الطرف عن كل حدث حتى لا تعاقب أحدا.
كان أحد مواطنينا، السيد بوزي (1)، يرغب في استكشاف السواحل المغربية، فاقتنى مركب صيد يكشف مظهره عن غايته السلمية بجلاء.
بعدها، أقلع، بمعية ثلاثة رجال، نحو المنطقة الممتدة بين الريف ومليلية، وهي ناحية يعمرها خاصة قراصنة يجعلهم الإفلات من العقاب أكثر وقاحة.
ترجل السيد بوزي فوق صخور الساحل قصد التقاط بعض المحار، وفجأة، هوى أرضا مصابا بجراح مميتة ناتجة عن رصاصتين.
على التو، أرسلت سفينتان حربيتان (بالني وديروليد) قصد البحث عن قارب الصيد والرجال الذين كانوا على متنه. لكن هذا ليس كافيا. بل إن المطلوب من الحكومة الفرنسية هو التنبيه إلى ضرورة احترام رعاياها، وذلك بواسطة القصاص القاسي من حفدة القراصنة البربر ذائعي الصيت، الذين سبق لبحارتنا تحرير البحر الأبيض المتوسط من سطوتهم في الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.