عبّود خواجة لـ «الراي»: أنا يمني... وقطر منحتني «جوازها»

حوار / المطرب الشعبي المرموق يزور الكويت كي يُحيي مساء غد حفلاً غنائياً لـ «جنوب اليمن»
  • 02 يونيو 2015 12:00 ص
  • الكاتب:| حاوره فيصل التركي |
  •  32
• العاهل السعودي والقادة الخليجيون توَّجوا رؤوس اليمنيين بأياديهم الخيِّرة

• «لوياك» و«الهلال الأحمر» أعطياني الفرصة لأكون فعَّالاً حيال وطني

• سوق «الكاسيت» أصبح يعاني قلة الطلب... والشركات لم ترد الخسارة

• أجهِّز «دويتو» مع بلقيس ... تأخَّر صدوره

• مقصِّر فنياً بسبب انشغالاتي الوطنية وعدم قدرتي على تمويل فنِّي

• الأغنية الشعبية حاضرة بقوّة خليجياً وعربياً... لبساطتها وجمالها
«الهمُّ الوطني شغلني عن الفن... أعترف بالقصور، لكنني لستُ نادماً»!

هكذا واجه الفنان الشعبي اليمني عبّود خواجة - بصراحةٍ لافتة - ما يراه البعض تقصيراً منه، مشيراً إلى أنه «منشغل بقضايا اليمن منذ عشرة أعوام على الأقل»، ومردفاً أنه يزور الكويت حالياً في سياق اهتماماته الوطنية، وموضحاً: «جئتُ لأشارك فنياً في إحياء حملة (جنوب اليمن)، تلبيةً لنداء وطني الذي يعاني ويلات الاحتلال من الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح».

«الراي» تحدثت مع الفنان المرموق خواجة، الذي يزاوج بين الفن والوطن، ليجعل من غنائه الشعبي ضميراً لقضايا اليمن السعيد، لعله يجد حظه من السعادة في المستقبل القريب.

خواجة أثنى على العاهل السعودي وقادة «التعاون الخليجي»، الذين يحرصون على شقيقهم اليمن، ويجتهدون في إنقاذه من براثن المتمردين (وفقاً لقوله)، مؤكداً: «أنا يمني وأعتز بيمنيتي، لكن دولة قطر احتضنتني وقدرت مشكلتي الوطنية، وتوجَت رأسي بمنحي جوازاً قطرياً لتسهيل حركتي»، ومواصلاً «أن اليمنيين جميعاً لن ينسوا صنيع أشقائهم الخليجيين حيال الأزمة اليمنية».

على الصعيد الفني اعتبر خواجة أن الأغنية الشعبية (التي هو أحد فرسانها) حاضرة بقوة خليجياً وعربياً، مضيفاً: «أتأهب لإصدار دويتو غنائي مع الفنانة بلقيس، في انتظار فراغها من انشغالاتها الفنية»، ومتطرقاً إلى عشقه لآلة العود، وحبه على استحياء للكمان، إلى جانب صداقته مع آلات أخرى!

خواجة عرَّج، في حديثه مع «الراي»، على كثير من القضايا والمواقف والآراء في الفن والسياسة، والتفاصيل في السطور الآتية:

● في بادئ الأمر، هل لك أن تحدثنا عن مشاركتك في حملة جنوب اليمن؟

- تأتي مشاركتي تلبية لنداء وطني، الذي يعاني الويلات من المحتل الحوثي والعفاش - الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح - وأعتبر أن هذا واجب وطني ليس بالنسبة إليّ فحسب، بل على كل فنان يحب بلده، فلا بد من الجميع أن يؤدي دوره في المجتمع بكل أمانة وإخلاص، ولا يقتصر هذا الدور على إحياء الحفلات الغنائية، التي ينتظر من ورائها المردود المادي، فالفنان إنسان قبل كل شيء ويجب ألا يتجرد من إنسانيته.

● ما دور الفنان اليمني في هذه الأزمة؟

- مطلوب من الفنان مواكبة قضايا أمته بأسرها وليس وطنه فقط، فالفن لم يكن قط لغرض الترفيه، وإنما يحمل بين ثناياه رسائل عدة، عن كل ما يدور من حولنا وفي بلادنا ومحيطنا، وفي الأمة الإسلامية والعالم أجمع، وهذا دور كل الفنانين ولا يقتصر على اليمنيين فقط، بل إن الخليجيين أيضاً عليهم دور في نهوض الأمة، لاسيما أن تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد سيكون مثمراً من دون شك.

● كيف تقيم التعاون بينك وبين مؤسسة «لوياك» من جهة، وجمعية «الهلال الأحمر» من جهة أخرى؟

- لا شك أنه عمل رائع أن يكون المرء فعالاً في المجتمع، ويرى أن ثمار عمله الخيري يقطفها المحتاجون والمضطهدون ممن جار عليهم الزمن، فشكرا «لوياك» وشكرا «الهلال الاحمر»، لأنكم أعطيتموني هذه الفرصة كي أكون - كما أحب - رجلا فعّالا في وطني وفي كل مكان، فأنا لا أتوانى عن المشاركة في الأعمال الخيرية أينما كانت،كما أغتنم الفرصة لإعطاء المؤسسات الإنسانية حقها ودورها الكبير لما قدمته ولا تزال تقدمه من خدمات جليلة للشعب اليمني، وجزى الله خير الجزاء لكل من ساهم وتبرع لدعم المحتاجين في كل أصقاع الأرض ونسأل الله أن يتقبل منهم ومنا.

● فلنعد إلى بدايتك الفنية، متى انطلقت رحلتك في عوالم الغناء الشعبي؟

- بدأت مسيرتي الفنية منذ 33 عاماً، وبالتحديد منذ كنت طالباً في المدرسة، حيث أحاطني الأهل والأقارب والأصدقاء بالاهتمام، وكانوا يقدمون لي الدعم المتواصل، وبفضل الله أولاً، ثم بفضل عازف العود يحيى العقربي الذي بادر بتبني موهبتي، إضافة إلى أنه اكتشف غالبية فناني جنوب اليمن وصقل مواهبهم على مدى أكثر من 50 عاماً. كما كان لابن عمي خالد حسن السقاف الجرمل، الذي يعد بمنزلة الأب بالنسبة إليّ، بالغ الأثر في تطوير موهبتي الغنائية.

● قدمتُ الكثير من الدان الحضرمي، إضافة إلى الأغاني العدنية، لكن شهرتك لا تزال محصورة لدى جمهور هذا اللون الغنائي، فمتى نراك تحلق في سماء الأغنية العربية المعاصرة؟

- لدي العديد من الأعمال التي تعتبر معاصرة، ولا أجد بداً من تقديم مختلف الألوان الغنائية الأخرى، خصوصاً إن كانت تحظى بشغف المستمع العربي وتلامس جميع الأذواق.

●كم لديك من الألبومات الغنائية، وما الأغاني التي تشعر بأنها الأقرب إلى قلبك؟

- لدي العديد من الألبومات الغنائية القديمة، على غرار «يالحج مني سلام» و«ابن درعان» و«المهاجر»، وغيرها من الألبومات التي مضى على طرحها ما بين 20 و25 سنة. أما بالنسبة إلى ألبومات الحفلات، فهي كثيرة جداً، فضلاً عن الجلسات أيضاً.

● لماذا لا نرى لك ألبومات غنائية جديدة في الوقت الراهن؟

- لأن سوق الكاسيت أصبح يعاني قلة الطلب وشح الزبائن، كما أن شركات الإنتاج الفني لم تعد تحتمل خسائر جديدة، كتلك التي تكبدتها في السنوات الماضية نتيجة القرصنة الإلكترونية، ولكن الشركات الكبرى اخترعت طرقا جديدة ومبتكرة لاستئناف أعمالها، تتمثل في توفير أعمال غنائية من تأليف وتلحين كبار الشعراء والملحنين ممن يحظون بمكانة فنية مرموقة في الوطن العربي، حيث يتكفل الأخيرون بالعمل من الألف إلى الياء، فيما يقتصر دور الشركات على التسويق فقط، في حين تأخذ شركات الإنتاج حقوقها المادية من الحفلات الغنائية التي يحييها فنانوها، كي تغطي إنفاقاتها في الإعلانات والتصوير وغيرهما.

● هل تشعر بأنك مقصر فنياً؟

- أعترف بالتقصير، لكنني لست نادماً، خصوصاً أن الجانب الكبر من هذا التقصير يعود إلى انشغالي بقضية وطني وشعبي منذ 10 سنوات، كما هناك سبب آخر هو عدم قدرتي على تحمل التكلفة المالية لإنتاج الألبوم الغنائي، خاصة أنني قمت بتسجيل العديد الأغاني الوطنية في السابق، ومن حسابي الخاص.

● ما الأغاني التي تحضِّر لها في الوقت الراهن؟

- لديّ مجموعة منوعة من الأعمال التي أعمل على إنضاجها حالياً، مثل أغنية «أنا عنيد» من ألحاني وكلمات الشاعرة الإماراتية قمرة، وأغنية «يا غايب» كلمات وألحان الشاعر والملحن صالح المانعة. كما أحضر لدويتو غنائي مع الفنانة بلقيس لكنها تأخرت كثيراً في تركيب صوتها على الأغنية، وذلك بسبب التزاماتها الفنية الأخرى. كما لدي الكثير من الأغاني التي قدمتها في الفترة القصيرة الماضية، كأغنية «يا ساري الليل يا ساري» من كلمات وألحان رشاد المفلحي، وعمل آخر من ألحاني وكلمات يحيى عمر بعنوان «أمانه يا هنود»، فضلاً عن أغنية «يا قو قلبك» للشاعر محمد بن فطيس، و«أنا أستاهل اللي صار» من كلمات محمد باعكابة وألحان علي سعيد رحمة، فضلا عن أغنية «كل شي فيك زين» من ألحاني وكلمات الشيخ الدكتور محمد بن عبود العمودي، و«مدري سبقني الشوق» من كلمات الشيخ الدكتور محمد بن عبود العمودي أيضاً، وألحان عيد مرزوق، وغيرها من الأعمال.

● ما مصير أغنية «بيني وبينك وبس» التي كان قد أهداها لك الملحن السعودي الراحل صالح الشهري قبل وفاته؟

- اللحن بين يديّ، لكني لن أبدأ العمل عليه، ما لم أحصل على إذن من أولاده، وأتمنى أن يرى العمل النور في القريب العاجل.

● هل تعتقد أن الأغنية الشعبية، مظلومة إعلامياً؟

- ليست مظلومة على الإطلاق، بل إنها حاضرة بقوة في كل المحافل والمهرجانات الخليجية منها والعربية، وتفرض نفسها لبساطتها وجمالها الشديدين، لكن زخْم تلك النوعية من الأعمال الشعبية المنتشرة في ساحات الغناء الخليجي أدى إلى تغييب البعض منها.

● على من تقع مسؤولية انتشال الموروث الشعبي، الفنان أم الإعلام أم الدولة؟

- الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق الدولة، لأنها تمتلك الأدوات الإعلامية والبرامج الثقافية التي من شأنها انتشال الموروث الشعبي لإبقاء الأجيال على دراية بتاريخ الأجداد والآباء، كما لا نغفل عن تقاعس البعض من الفنانين في تجديد الأعمال التراثية وتقديمها بثوب جديد لتتماشى مع أذواق الشباب، بشريطة ألا يتعدي أحد على الجوهر الأصيل للأغنية الشعبية.

● مَن مِن الفنانين يحمل راية الغناء الشعبي في الوقت الحالي؟

- كل من خدم الأغنية الشعبية يحمل رايتها، وعلى رأسهم «أبوأصيل» و«أبو نورة».

● ما مساحة موقعك الفني في خارطة الأغنية الشعبية الخليجية؟

- أرى أنني أقل الفنانين خبرة، ولا أزال أتعلم من الجميع، ولا أريد أن أمدح نفسي لكي أُصاب بداء الغرور فأتوقف عن العطاء.

● يقال إنه منذ رحيل الفنانين عيسى الأحسائي وبشير حمد شنان، رحلت معهما الأغنية الشعبية الأصيلة، ما صحة هذا الكلام؟

- لا تقتصر الأغنية الشعبية على هذين العملاقين، ففي كل أرض يوجد عملاق وفارس للأغنية الشعبية، مثل فهد بن سعيد وفيصل علوي والمرشدي وبن سعد واللحجي، والمدارس الفنية كثيرة، أما عن رحيل الأغنية الشعبية، فأعتقد أن التعبير بهذه الطريقة هو إجحاف بحق فنانين شعبيين مازالوا أحياء يرزقون أمثال خالد الملا وخالد عبدالرحمن وعزازي ومزعل فرحان وسعد جمعة وصالح خيري، والقائمة طويلة.

● التقيتَ كبار الموسيقيين العرب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الموسيقارالراحل عمار الشريعي، لكنك لم تتعاون معهم، هل هناك سبب؟

- رحم الله الشريعي أستاذ الموسيقيين، كان لي شرف اللقاء معه في العديد من المناسبات، غير أن لقاءاتنا كانت أخوية وودية، ولم تأت الفرصة التي نلتقي من خلالها في عمل فني، حيث كان أبو الفن والفنانين الشيخ الدكتور محمد بن عبود العمودي حريصاً على لم شمل الأحبة في ليالٍ فنية راقية نسمع منهم إبداعاتهم، ونُسمعهم ما لدينا من الفن المتواضع، كما نستفيد من أي ملاحظات تضعها القامات الفنية سالفة الذكر، وبالتالي فنحن نكتفي بالأخوة والصداقة، وإن ما يربطنا بهؤلاء العمالقة ليس الفن وحسب، بل الأولوية للعلاقات الإنسانية بالدرجة الأولى.

● يعتبرك البعض واحداً من أفضل العازفين على آلة العود في الوطن العربي، فمن أين لك هذه الموهبة؟

- شكرا على الإطراء، لكني أخالفك الرأي، فهناك مئات ممن هم أفضل مني على مستوى الكويت واليمن والخليج، ولا أرى نفسي كما تراني أنت، لكني سأجيب ببساطة، فموهبتي نابعة من عشقي للموسيقى منذ الطفولة، وصارت بيننا أنا والعود علاقة ألفة وعشق.

● أيضاً تجيد العزف على «الكمان والإيقاع»، فهل يجب بالضرورة أن يكون الفنان على علاقة بكل الآلات؟

- لا بد أن يكون الفنان مثقفاً موسيقيا ولو باليسير، أما أن يكون إيقاعياً فهذا ضرورة، لأن أساس الأغنية هو الإيقاع، فإن لم يفقه الفنان في الإيقاع فإنه سيضيع، أما بخصوص الكمان فتربطني به علاقة حبّ أيضاً، وإن كان على استحياء!

● نلاحظ أن أغلب أغنياتك هي من ألحانك، لماذا؟

- أخالفك الرأي ، فأنا كسول جداً في اللحن، لهذا تجدني أحبذ الألحان من الغير، ولانشغالي الكبير نادراً ما أجد الوقت الكافي لتأليف الألحان، وهنا يأتي دور الكلمة فإن لحنت القصيدة سريعا أعلم أني عشتها، لكني بصراحة مقل في التلحين.

● مَن يعجبك من الفنانين، وتود لو أنك تهديه لحناً من ألحانك؟

- كل فنان جميل يعجبني اذا أطرب، وأتمنى كما قلت سابقاً لو أني نشيط لأعطيت كل فنان أغنية من ألحاني ومن دون تردد.

● هل لك أن تحدثنا عن أصداء أغنياتك الوطنية الأخيرة، وخصوصا أغنيتي «الصمود الأسطوري» و«من فضل ربي»؟

- نعم إنه الصمود الأسطوري الذي سطره أبناء مدينتي عدن ولحج، وما حركني هو الشاعر المجمّل الذي كتب كلمات أغنية «الصمود الأسطوري»، فسبحان الله ربما لأن مشاعرنا جياشة تجاه أبطال المقاومة الجنوبية، فقد أخجلونا ولم ولن نوفيهم حقهم، فهم تاج على رؤوسنا، فقد قرأت الكلمات وما هي إلا بضع ساعات وجاءت فكرة اللحن، وقمنا بتنفيذه، أما عن أغنية «من فضل ربي» فهي جاءت لتعبر عما في داخلنا تجاه رجل بحجم أمة، وهو العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي أيقظ الناس من سباتها ومن خنوعها ومن خوفها، فسلّ حسامه ضد الظلم، وكنا والأمة الإسلامية معه ومع إخوته قادة دول الخليج الذين ندين لهم برقابنا لموقفهم الحاسم ضد جماعتي «الحوثي» و«عفاش» وقواتهم التي عاثت فساداً في أرض الجنوب، فقتلت كل شيء يتحرك من الطفل للكهل، وشرفني الأب الشاعر الشيخ الدكتور محمد بن عبود العمودي بغناء عمل للملك سلمان لنعبر في قصيدة «من فضل ربي» بأن جعل لنا هذا الرجل طوق نجاة هو وإخوانه وباقي الدول في «العاصفة» ولنشكرهم بلسان صدق وحب ووفاء لموقفهم النبيل، وترجم اللحن المهندس الشهري وتكلل بالنجاح ولله الحمد، كما قدمت عمل من كلمات الشاعر علي بن شريفان الخليفي وألحاني وفاء لمواقف خادم الحرمين الشريفين ولن نوفيهم حقهم، هذا دين وسيكون الشكر لهم هو وفاءنا للأمة الأسلاميه ووقوفنا جنبا إلى جنب في كل الظروف.

● هل تعتقد أن «عاصفة الحزم» قد حققت أهدافها؟

- من وجهة نظري في أول طائرة قصفت المتمردين في اليمن حققت العاصفة أهدافها فأوقفت العابثين بالأمة عند حدهم لأنهم تمادوا في أذى البلاد والعباد معتقدين أنهم في مأمن وأن أيديهم تستطيع أن تمتد لكل مكان فقطعت اليد تلك العاصفة لله درها ودر من قام بها.

● في رأيك، ما الذي ينقص «اليمن السعيد» ليكون سعيداً حقاً؟

- اليمن يقبع في ثقافة أربعة قرون من ثقافة الغاب، القوي يأكل الضعيف، وهذه ثقافة متجذرة في اليمن، وقد ابتلونا فقد كنا لا نعرف شيئاً من هذا، فأسسوا جيلاً كما يريدون من الفساد وصدروا ثقافتهم وتبنوا الفاسدين من الجنوبيين، ولهذا ثرنا وأردنا نحن ومن تبقى من جيل الدولة والقانون والنظام، لنبحث عن استعادة دولتنا التي اتحدت معهم في 90، فرمينا بالحماقة ونعتنا بالانفصاليين وعلى أرض الواقع الممارسات الانفصالية منهم وليست منا، وحرصاً منا على بناء وطن يكون محفزا للشمال، نادينا باستعادة دولتنا وهذه التجربة نحن لا نريد منهم شيئاً ضحينا في السابق بكل شيء، ولم يفلح ولا نستطيع أن ننتظر 50 عاماً على أمل إقامة دولة، فمقومات الدولة المدنية موجودة في الجنوب، وستنهض بسرعة بإذن الله وبتضافر جهود المخلصين غير الفاسدين.

● لماذا اخترتَ دولة قطر لتكون المنفى الاختياري لك؟

- لم أختر دولة قطر أو أي مكان آخر، بل هي أقدار الله، فقد نُفيت من عدة دول نظراً إلى مواقفي الوطنية الصرفة، ودولة قطر هي التي احتضنتني وقبلت بي بوضعي السياسي ولها الشكر والتقدير، وهذا الموقف لن أنساه ما حييت.

● هل حصلت على الجنسية القطرية؟

- لم أحصل على الجنسية، بل تقديراً لظروفي السياسية، ارتأى الأشقاء في دولة قطر أن يمنحوني جواز سفر لتسهيل سفري، بعدما أوقف العفاش - الرئيس السابق علي عبد الله صالح - جواز سفري اليمني، وأيضاً هذا الشيء ساهم كثيراً في تسهيل مهامي الفنية، ونحن مدينون لهم الآن، وحتى بعد عودة بلدنا لا شك أننا سنكون مدينين لدولة قطر بالشكر الجزيل لوقوفهم معنا، وسنسلّم الجواز، ولهم منّا كل الحب لموقفهم، وسنبقى نذكره ما حيينا، ونحن لسنا سوى إخوة لهم ورجال نردُّ الدَّين والوفاء لأي إنسان عمل معنا المعروف.

مستندات لها علاقة

  • شارك


اقرأ أيضا