"وحش قندهار" في الشراك الايرانية

الإثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٣:٣١ بتوقيت غرينتش

وجهت ايران ضربة موجعة الى منظومة التجسس الامريكية في الصميم بعد ان نجحت ، وفي عملية غاية في التعقيد ، من السيطرة على طائرة "ار كيو - 170" المعروفة ب" سنتينل" ، وهي اكثر الطائرات الامريكية بدون طيار تطورا على الاطلاق ، وانزالها سالمة الى الارض ، اثر انتهاكها الاجواء الايرانية ظنا من المتحكمين بها انها خفية ولن يراها احد!!.

 ار كيو - 170 ، الطائرة الامريكية الخفية !!

تعتبر طائرة ار كيو - 170 سنتينل القمة التكنولوجية في مجال التجسس والحرب الالكترونية  التي تمكن العقل الامريكي من الوصول اليها لحد الان. حتى ان الكثير من الخبراء في مجال الحرب  الالكترونية والجاسوسية الامريكية ينظرون الى هذه الطائرة على انها قلبت موازين هذه الحرب لصالح امريكا في اكثر مناطق العالم توترا وتعقيدا.

  اول ماتسرب عن هذه الطائرة يعود الى عام 2009 حيث كشفت  بعض وسائل الاعلام عن نبأ صنعها ، وفي العام 2010 اكدت القوة الجوية الامريكية وجود هذا النوع من الطائرات.

  تعتبر طائرة ار كيو - 170 سنتينل طائرة خفية من دون طيار و معقدة التشفير ، وهي تشبه طائر الوطواط ، مسيرة عن بعد وهي قادرة على تجنب الرادارات وتحلق على ارتفاع كبير يصل الى خمسة الاف متر ويمكنها التقاط صور واضحة التفاصيل في جميع الاتجاهات وقياس الاشعاع واخذ عينات في الهواء . وتتحكم القواعد الارضية والاقمار الصناعية بحركتها ، وتمتلك القدرة على العودة الى القاعدة التي انطلقت منها في حال حصول عطل او عطب فيها كما تملك القدرة على الانتحار!! وان تفجر نفسها في حال انقطع الاتصال بينها وبين مراكز التحكم.

اطلق على هذه الطائرة اسم "وحش قندهار" ، بعد ان شهدت تلك الديار اول ظهور لهذه الطائرة ، التي كانت ومازالت تجوب اجواء العديد من الدول ومن بينها افغانستان وباكستان دون ان يرصدها رادار.

تملك وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية 12 طائرة من هذا النوع والتي تستخدم في اكثر المهام تعقيدا على مستوى العالم.

 الصياد الامريكي في المصيدة الايرانية

 ار كيو - 170 ، الطائرة الامريكية الخفية

هذا الوحش الخفي الذي ما انفك يصطاد ضحاياه  تحت جنح الظلام ,  نجحت ايران في رصده وتعقبه وعزله واقتناصه وصيده ، بعد ان قطعت كل اتصال له بمراكز التحكم على الارض والاقمار الصناعية في السماء .

النصر الكبير الذي حققه رجال الحرب الالكترونية في ايران على منظومة التجسس الامريكية واختراق اكثر جوانبها تعقيدا ، يعتبر شهادة عملية على المستوى التقني الذي وصلت اليه ايران. كما بين هذا الانتصار حقيقة ، حاول الامريكيون والصهاينة التعتيم عليها الا انها بانت هذه المرة وبكل وضوح ، ومفادها ان سماء ايران ليست مكانا مناسبا للتطبيق العملي لما تنتجه مصانع الموت الامريكية ، فهذه السماء تحت سيطرة استخباراتية كاملة ، تفرضها  وحدات الحرب الالكترونية ومنظومة الدفاع الجوي ، العين الايرانية التي لاتنام.

 فشل ذريع للجاسوسية الامريكية

 في محاولة للتغطية على فضيحتها الاستخباراتية حاولت امريكا في البداية التعتيم على القضية برمتها ، الا انها اضطرت ان تسرب بعض المعلومات عن الموضوع اثر اعلان طهران انزال طائرة تجسس امريكية دون طيار لدى انتهاكها حرمة الاجواء الايرانية .

مرة اخرى وظنا منها ان ايران لم تحصل الا على حطام الطائرة لقدرتها على ان تنفجر في حال فقدانها الاتصال بمراكز التحكم ، اعلنت واشنطن ان ايران لم تسيطر على الطائرة وان كل الذي حدث هو ان الطائرة اصيبت بعطل فني وتحطمت .ولكن وبعد ان عرضت ايران الطائرة وهي سليمة ، عندها لجأت واشنطن للهروب  الى الوراء مرة الاخرى عبر التشكيك في قدرة الخبراء الايرانيين على الاستفادة من الاسرارالتقنية المعقدة للطائرة الامر الذي سيدفع ايران لعرضها على خبراء روس وصينيين !! . ولكن فات هؤلاء ، وهم في غمرة التغطية على  فضيحتهم الاستخباراتية المدوية ، ان الخبراء الايرانيين الذين تمكنوا من اختراق جبهة الامريكيين الالكترونية وقطع كل اتصال بين مراكز التحكم في الارض والاقمار الصناعية  وبين الطائرة  وعزلها بشكل كامل ومن ثم انزالها الى الارض دون ان يمنحوا الطائرة الفرصة على الانتحار !! او ان يسمحوا للامريكيين بتفجيرها ، هؤلاء الخبراء بامكانهم ايضا فحص جميع المعلومات التي بداخلها وتفريغها وكشف اسرارها.

  الخفي الامريكي !!

  الضربة القاضية التي وجهتها ايران الى احدث التقنيات الامريكية في مجال التجسس،طائرة  ار كيو - 170 سنتينل ، جعلت من هذا السلاح عديم الاثر ومكشوف للخبراء الايرانيين ، وهو ماسيدفع الادارة الامريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الى اخراج هذا ا لطراز من الطائرات ، التي كلفت الخزينة الامريكية اموالا طائلة ، من الخدمة ، على الاقل في  ميادين الحرب الالكترونية مع ايران .

اخيرا اذا كان  هذا هو حال خفي امريكا  ، الذي لم يخف عن العيون الايرانية ، ترى كيف سيكون عليه حال جواسيسها وعملائها اذا ما فكروا بالتسلل الى ايران او اثارة الفتنة فيها ؟!!.

 بقلم :ماجد حاتمي 

 

 

آخر الأخبار

الأکثر مشاهدة